يَرِنُّ صوت ليلى مراد في المقهى المجاور: «أحلِّفَك بعذابي اللي انت عايش فيه متهنِّي… وأحلِّفَك بشبابي اللي لا نابَك يوم ولا نابني»، تتحسَّس بأطراف أصابعها وجهها لتعرف ما إذا كانت هناك تجاعيد استجدَّت عليه؛ فهي تظنُّ أنها ستذبل قريبًا، هكذا تخبرها أمها والأقارب والنساء في البلدة، حتى المرآة تخبرها أيضًا بذلك حين تعكس لها صورة شعيرات بيضاء زارت مقدِّمة رأسها فتسرع في تحضير عجينة الحنَّاء لتُكَذِّب المرآة كما تُكذِّب كل شيء آخر طوال هذه المدة لم يصل منه أي خطاب، ولم تَصِلْ أخبار مؤكَّدة عن عبوره البحر بسلام إلى الشاطئ الآخر ولكنها كالغريق الذي تعلَّق بِقَشَّةٍ تُصدِّق كلام أحد العائدين أنه رآه هناك تمرُّ عليها ليالٍ تلعنه فيها، ولكنها في النهار تخلق له الأعذار ولا تصدِّق أبدًا احتمال غَرَقِه في الطريق.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب