في زمان آخر كان البحر صديقي، ينتظرني في نهاية كل شارع من شوارع الطفولة، البحر الذي فتحت مدينتي ذراعيها على اتِّساعهما لتقتطع لنا ولها جزءًا منه لا يشاركنا فيه الجميع، أنظر كيف أصبح ما بيننا الآن أطلقت المدينة ذراعيها لتبطش بنا من ناحية، فانفلت البحر من الناحية الأخرى ينتقم منَّا ومنها. آه يا إدريس، لو تعلم، حَرَّمتُ جسدي على البحر من يومها، وليس بيدي شيء لأفعله، كل ما بوسعي كي أتَّقي شرَّه أن أقف حاجِزًا بينه وبين الضعفاء أمثالك وأمثالي.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب