اقتباسات ديمون زهاريادس

❞ فحتى إذا كان الإنترنت يوفر لنا إمكان الوصول إلى كم لا نهائي من المعلومات فإنه يصيب عقولنا بالضحالة والسطحية، فهو بالفعل يُغيِّر بنية المخ. وقد وجد الباحثون بالفعل أن الذاكرة قصيرة المدى تتسم بالرقة والهشاشة، فتعرضها لأي مصادر تشتيت يمحو ما تم تسجيله فيها، وهذا هو التفسير العلمي لما يتسبَّب فيه إدمان وسائل التكنولوجيا لصعوبة في تذكر الأحداث القريبة بما يستتبعه من تشتيت لا يتوقف.

أن إدمان وسائل التكنولوجيا هو ما يعيق قدراتنا على التواصل الطبيعي مع الآخرين؛ لأن انشغالنا الدائم بهواتفنا وأجهزتنا المتصلة بالإنترنت يحول بيننا وبين استكمال أي حوار جاد ويمنع بناء علاقات قوية بالآخرين.

أظهرت الدراسة أن أفراد البحث الذين تعرَّضوا للملل، أفرزوا من خلال اختبارات عدة أفكارًا إبداعية أكثر من أولئك الذين تم شغل وقتهم بالكامل ‫ ويمنحنا الخيال الخصب الكثير من المميزات التي تتعدى إنتاج الأفكار الإبداعية، فهو يجعلك حلّالًا للمشكلات،

فلا تتعجب بعد انتهائك من الديتوكس عندما تشعر بأن طاقتك الإبداعية الجديدة تدهشك أنت شخصيًّا، وأنك تصل إلى درجات من الشعور بالتحقق الذاتي لم تجربها من قبل. كل هذه النتائج الإيجابية مجرد آثار لعزل نفسك عن هجمات وسائل التكنولوجيا.

«ما الضرر إن فتحت هاتفك لتطمئن على ما يجري حولك هذه المرة فقط؟» وسرعان ما ينتقل عقلك إثر فشل تلك الطريقة إلى بث الأفكار الانهزامية المحبطة: «في كل الأحوال ستفشل في التخلي عن عاداتك، فلا داعي للمقاومة وافتح هاتفك»، ثم في النهاية يحاول العقل الإجهاز عليك إن استسلمت لتلك الأفكار لتُنهي التجربة بسرعة وتعود إلى إدمانك. ❝

إعلانك للخطط التي تنوي تنفيذها في محيطك، يجعلك أكثر حماسًا للمُضي فيها وإتمامها. أنت تفعل ذلك لتتجنب الحرج وربما نظرات الاستهزاء منهم إن فشلت فيما زعمت أنك قادر عليه.

من الأقوال المأثورة: «إذا كان الشغل مَجهدَة فإن الفراغ مَفسَدة» وهو ما ينطبق أيضًا على مدة الديتوكس التكنولوجي، فالفراغ الذي سينشأ نتيجة غياب أجهزتك التكنولوجية التي كانت تشغل أوقاتك يحتاج إلى ما يملؤه؛ حتى لا تنهار مقاومتك وتلجأ إلى أحد الأجهزة.

الديتوكس التكنولوجي نظام يمكن أن يتكرر عدة مرات سنويًّا؛ لأننا غارقون في الاعتماد على التكنولوجيا حتى الأذنين، فكلما قاربنا على السقوط في فخ الإدمان لجأنا إلى الديتوكس التكنولوجي مدة يوم أو اثنين أو حتى ثلاثة أيام.

من الأقوال المأثورة عن أليكساندر جراهام بيل: التحضير الجيد قبل أي شيء آخر هو مفتاح النجاح وتنطبق تلك المقولة بالفعل على نظام الديتوكس التكنولوجي، فكسر أي سلوكيات قهرية تصاحب إدمان وسائل التكنولوجي يتطلب خطة واضحة وتجهيزًا للظروف المحيطة حتى تنجح

أنك لم تعد تجد الشغف لممارسة هواياتك بحجة عدم توافر الوقت. حسنًا.. لا ذنب للوقت في إهمالك لهوايتك المُفضّلة، بل لتحكم وسائل التكنولوجيا الكامل في جميع أوقاتك واستنزاف طاقاتك وانتباهك، وتكريسها تمامًا لمختلف الأجهزة التي تربطك بالإنترنت.

فعقلك قد كوّن اعتيادًا على الإدمان وعندما تنفصل فجأة عن الهاتف وشبكة الإنترنت وذراع ألعاب الفيديو، سيجد عقلك نفسه مجبرًا على إجراء تعديلاتٍ جديدة على استجاباته، ومن ثمَّ يسقط في دوامة من الضباب.

ومن مزايا الديتوكس التكنولوجي ترشيد الانفعالات واستعادة قدرتك على مقاومة المتع الفورية، حتى إن كانت ضارة على المدى البعيد.

مدمني التكنولوجيا يصبحون عاجزين عن اتخاذ القرارات السريعة، بفعل طوفان التفاصيل غير الضرورية التي تملأ عقولهم، وحين يحتاجون إلى التركيز ليتخذوا قرارًا يصيبهم الارتباك والشلل.

يعيق التدفق المستمر لمحتوى الصفحات والمنصات إلى العقل تخزين المعلومات المهمة الجديدة واستعادة القديم منها عند الحاجة.

يمتلئ عقلك بالمعلومات بما يفيض عن سعته وهو الثمن الباهظ الذي تدفعه جراء إدمانك؛ إذ إن عقلك بهذه الطريقة لا يجد الفرصة أبدًا لإعادة شحن طاقته، فالأمر أشبه بأن تسعى إلى إطفاء ظمئك بالشرب من خرطوم المطافئ الضخم!

مدمن وسائل التواصل الاجتماعي الذي لا تمر دقائق إلا ويتفحص حساباته على الشبكات الافتراضية، لا يصبح قادرًا على استكمال محادثة جادة في ظل انسحابه المستمر للنظر في شاشة هاتفه، ومن المنطقي أن يجد طرف المحادثة الآخر تلك التصرفات نوعًا من الوقاحة.

من المعتاد أن يواجه مدمنو استخدام الإنترنت صعوبات بشأن الذاكرة قصيرة المدى، وهو ما لم يستطع العلماء التوصل إلى سببه المباشر بشكل قاطع، ولكن شكوكهم اتجهت نحو تغيراتٍ تحدث في بنية المخ.

لاحظوا أن بعض الاختلالات التي ظهرت في الكبسولة الداخلية للمخ أو ما يُطلَق عليه المحفظة الغائرة، قد أثرت سلبًا على الوظائف المعرفية للمخ وأعاقت تنفيذه لوظائفه ومنها عمل الذاكرة.

فكل مرة يشتتك أحدهم بسؤال مفاجئ أو تشعر برغبة مفاجئة في تصفح الفيسبوك وتستجيب لها، يتعثر المخ ويتوقف استرساله فيما تفعل، وهنا يحتاج إلى نحو ٢٠ دقيقة ليستعيد تلك الحالة التي كان عليها قبل استجابتك لعنصر التشتيت!

يرى الناس دائمًا أنّ التركيز قدرة بديهية مثل التنفس، نستطيع أن نتحكم بها وقتما نريد، ولكن الواقع أن السلوك القهري الذي يدفعنا لإدمان وسائل التكنولوجيا يأكل من تلك القدرة بالتدريج.