اقتباسات فريدريك لونوار

صدّ الفرص لإرضاء معززاتنا الأولية من أجل اكتفاء أكبر لاحقاً أو فائدة طويلة الأمد. لأنه للقيام بذلك، يجب أن تكون لدى المرء ثقة في المستقبل، مما يعني استقراراً معيناً وإمكانية التنبؤ، أو إيماناً عميقاً بالحياة.

كلّما ابتعدت الفائدة في الزمن، قلّت قيمتها بالنسبة إلى دماغنا بعبارة أخرى، سنفضل دائماً المتعة/ الفائدة الفورية على المتعة/ الفائدة اللاحقة كان عالم النفس الأميركي والتر ميشيل Walter Mischel هو أول من لاحظ هذه الحقيقة في أواخر الخمسينيات من القرن

نحن ننجح فقط في تحفيز دوائر المتعة لدينا من خلال زيادة الجرعات“(1

كان الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون قد استشعر بالفعل هذا الدور الأساسي للمتعة في عملية التطور، عندما أكد منذ أكثر من مئة عام بأن: ”المتعة ليست سوى حيلة ابتكرتها الطبيعة لكي تحصل من الكائنات الحيّة المحافظة على الحياة“

إذ إن المخطط مصمم لمتابعة خمسة أهداف أساسية للبقاء الفوري عند الفرد والأنواع: الطعام، والتكاثر، واكتساب السلطة، وتجميع المعلومات عن بيئته والحصول على كلّ هذا بأقل جهد ممكن. تُسمَّى هذه الدوافع الخمسة الأساسية ”المعززات الأولية“.

”دماغنا مهيأ ليطلب المزيد دائماً،

‫ حتى عندما تُشبع احتياجاته“

‫ سيباستيان بوهلر (القرن الحادي والعشرون)

حتى لو تمكنّا أيضاً، لحسن الحظّ، كما سنرى في الجزء الثالث من هذا الكتاب، من أن نستمر في أن نحب وأن نرغب في ما سبق لنا أن امتلكناه، فإن التحليل الأفلاطوني مبني على تجربة كونية: تجربة الطابع النهم للرغبة الإنسانية

لا يتمّ إنكار الرغبة الجنسية أو تجنّبها: إنها حاضرة في البداية، لكنه يطلب تخطيها إذ يجب أن تقود العاشقين نحو الحب–الرغبة في الأشياء الأكثر نبلاً، لغاية تأمل الجمال بحدّ ذاته.

”إذا كانت الحياة تستحق العيش، عزيزي سقراط، ففي هذه اللحظة يفكر الإنسان في الجمال في نفسه (…) فكر إذاً ما هي السعادة للرجل إذا استطاع أن يرى الجميل نفسه، بسيطاً، نقياً، بلا خليط، وليتأمل، بدلاً من جمال محمّل باللحم والألوان

”هناك مأساتان في الحياة: الأولى في عدم الحصول على ما نتوق إليه. الأخرى، في الحصول عليه“(

❞ حبّ الصداقة يتشكّل بالأحرى

⁠‫من أن تُحِبّ أكثر من أن تُحَبّ“

⁠‫أرسطوطاليس ❝

❞ لذا فإن معرفة الذات لا غنى عنها لنتعلم الحب بطريقة حرة وغير مشروطة، وبصورة سلسة صحيحة. كما يتوجب علينا أن نتعرف إلى وجوه الحب المتعددة وعدم ردها إلى وجه واحد لا غير: وجه الحب الشهواني. ❝

❞ إن العالم الذي نجيل فيه أنظارنا ليس العالم نفسه، لكنه العالم الذي نحس به على غير حقيقته من خلال أحاسيسنا وانفعالاتنا وعقلنا وثقافتنا. ❝

❞ فإن تراءى لك العالم حزيناً أو معادياً، فما عليك إلا أن تغير نظرتك ليظهر لك في صورة مختلفة. أننا نستطيع حقاً، بفضل جهدٍ داخلي نفسي وروحي، أن نغير ونطور إحساسنا بالعالم الخارجي ❝

❞ إليك نصيحتي، لتكون حراً كن كالميت في وجه الاحتقار والمديح». ❝

❞ والحال أن بعض الرجال يطيب لهم المكوث في سجنهم الداخلي، لأنهم يخافون الحرية ولا يؤمّنون أبداً الوسائل الكفيلة بالتحول. ❝

❞ لنفوسنا حاجات تخفى عن أعين الجسد. فهي تتغذى بجمال العالم، وتغريد الطير، وببعض النوطات الموسيقية. إنها تتغذى بالمعرفة والعلم والأبحاث. ❝

❞ تتجسد روحنا في مكانين وتبرز بصوتين: الذكاء والقلب. الذكاء يحثنا على البحث عن المعرفة والحقيقة والحرية، أما القلب فيحثنا على السعي وراء الحب. والاثنان باتحادهما يجعلاننا نسعى في طلب الجمال والعدالة ❝

❞ حبّ الصداقة يتشكّل بالأحرى

⁠‫من أن تُحِبّ أكثر من أن تُحَبّ“

⁠‫أرسطوطاليس ❝

❞ يكتب أندريه جيد André Gide: ”كل رغبة أغنَتني دوماً أكثر من الحيازة الزائفة لغرض رغبتي“، فهذا يعني أنه ليس الهدف المطلوب، بل هو المهم. لأن الرغبة تلهمنا، تجعلنا نتصرف، تجعلنا مبدعين. ❝