اقتباسات وليد سيف

▐كانت نازلة على ركبتيها تغسل بعض الثياب في فناء بيتها البسيط، في ذلك الحيّ الفقير في فسطاط مصر وكانت تشعر بوحدة قاتلة منذ رحلت أمها المُعتلّة عن الحياة وكانت قد عادت قبل قليل من السوق الذي تخرج إليه لتبيع غزلها

والحقيقة أن الفهريّ كان مصيباً في عرض أسباب التأخّر. فما إن وصل قرطبة حتى كان المطر والثلج وفيضان الأنهار قد قطعت الطريق إلى كورة البيرة. وكل ذلك أعطى عبد الرحمن وأنصاره فرصة أعظم للحشد والتدبير على سعة من أمرهم.

❞ سبحان الله! متى يذكر الإنسان الطعام؟ حين يجوع. ومتى يذكر المال؟ حين يفتقر إليه.. ومتى يذكر أهله؟ حين يغيب عنهم. ومتى يذكر النساء؟ ❝

نقّل عبدالرحمن بصره بين الرجلين والقِرْبتين، ثم مدّ يده وتناول قِرْبة بدر وشرب منها وردّها إليه، أمام تعجب أبي شجاع الذي لمح بدراً يرسل إليه نظرة خاصة مع ابتسامة خفيفة.

من اختبر المكان العالي، لم يسعه بعد ذلك الموطئ الخفيض. وإن في نفسك كالذي في نفسي، وقد انتهت الحرب وانقضت آثامها، ولم يبقَ من الإمارة إلا خيرها.

- بلى أسلمنا والحمد لله ولكن الإسلام لم يمنع العرب من تأخيرنا وإخضاعنا. والإسلام لم يمنع قبائل العرب من حفظ أنسابهم. فهذا من لخم وذاك من طيّ. يمنية قحطانية ونزارية عدنانية، ومن عدنان إلى مضر وربيعة. ومن ربيعة إلى بكر

▐«على أن الإنسان لا يعيش وحده فقدره من أقدار الآخرين أيضاً ثمّة أعداء يدبّرون في مشارق الأرض ومغاربها وثمة أنصار محبون لا تعرفهم الآن ولا يعرفونك، وثمة ناس يموتون، وآخرون يولدون. وثمة عابرون في سفر يوافق طريقهم طريقك فكل هؤلاء

هجرتُكِ حتى قلتِ لا يعرف الهوى ‫ وزرتكِ حتى قلتِ ليس له صبرُ ‫ صدقتِ أنا الصبُّ المصاب الذي به ‫ تباريحُ حبٍّ خامر القلبَ، أو سحرُ ‫ وإني لتعروني لذكراك هزّة ‫ كما انتفض العصفور بلّله القَطْرُ ‫

❞ ما ذنبي إن كنت قد جُبِلت على حب النساء والشراب؟ وهل يُلام الرجل على ما رُكِّب به؟ إذن اعلموا أني على مذهب الجبريّة.. مذهب قومي بني أميّة.. مسيَّرون لا مخيَّرون، لخير أو لشرّ.. ❝

هذا ما تُسْاَل فيه قبائل العرب نفسها، فهي التي جعلت مصيرها من مصير العصبة فلو أنها رضيت أن تنزل عن عصبة الدم التي تفرّق ولا تجمع، لعصبة الدولة والجماعة والأمّة التي تجمع ولا تفرّق، إذن لذهبت شوكة القبيلة، وبقيت شوكة

ثمة من تتفوق طموحاته على مواهبه، وثمة من تتفوق مواهبه على طموحاته، وكلاهما إلى شقاء وتعاسة وخيبة أما إذا اتفقت المواهب مع الطموحات، ثم سعى لها صاحبها سعيها فيرجح أن يصيب غايته بقدر تسلّط الغاية عليه، حتى لكأنه يراها عياناً

اليأس إحدى الراحتين، والموت ثانيهما.

نعم، قرطبة! حاضرة الأندلس، بل حاضرة الدنيا، حيث مزدَحَم الأقدام ومعارج الصعود وموطن الحلّ والعقد ومثابة العلم والعلماء. هنالك المبتدى، وهنالك المنتهى. وما بينها عالم ينتظر أن يحوزه ويكاد أن يسمع نداءه يتردد في روحه ليلاً ونهاراً وسيرة رائعة قد

لم يكن مغترّاً بنفسه حقاً، وما كان ليباهي بها بين أقرانه. ولكنه كان مؤمناً بقدراته وبالمواعيد التي تصنع أحلامه أو تصنعها أحلامه. نعم، ثمة من تتفوق طموحاته على مواهبه، وثمة من تتفوق مواهبه على طموحاته، وكلاهما إلى شقاء وتعاسة وخيبة.

❞ الناس أحوال ومذاهب، ولهذه أعراض تظهر في هيئة الرجل وحركاته وكلامه. تُعْرَف بالفراسة. ❝

لا تظن دمعي خوف، دمعي على أوطاني

❞ - كنت أحسب أن السيف في غمده ليس بشيء حتى يُسَل في مواطن العزيمة. وذلك ما يسمو به الحرّ في حياته، ويورث ذكره لمن بعده. ❝

هيه الأمم المتحدة ليش عملت وكالة الغوث؟ مش منشان اللاجئين المقطّعين اللي زينا؟ بس عاد حتى تغيث اللاجئين لازم يكون في لاجئين أول. عشان هيك صوّتت لإسرائيل منشان تعملنا لاجئين.. منشان بعدها تدير بالها علينا.

فمن يحمل عبء الذاكرة؟ ومن يكتب سيرة من لا سيرة لهم في بطون الكتب؟ أولئك الذين قسّموا أجسامهم في جسوم الناس، وخلّفوا آثاراً عميقة تدلّ على غيرهم.. ولكنها لا تدلّ عليهم!“.

فمن يحمل عبء الذاكرة؟ ومن يكتب سيرة من لا سيرة لهم في بطون الكتب؟ أولئك الذين قسّموا أجسامهم في جسوم الناس، وخلّفوا آثاراً عميقة تدلّ على غيرهم.. ولكنها لا تدلّ عليهم!“.