اقتباسات جان دوست

- الحياة زقاق وحيد الاتّجاه ينسدّ من الخلف كلما مشى فيه الإنسان.

وأنّ البابا بشرٌ مثلنا بل قد ينزل درجات أقلّ بكثير ممّا عليه إنسان بسيط يعبد ربه ولا يثير حروباً تُسفك فيها دماء خرفان الرب. وكان يجادلهم حتى وهو مبلل بمياه البحيرة المتجمّدة ويقارعهم

يعتبر كل دين عدا دينه ضلالةً وكل عقيدة سوى عقيدته كفراً بواحاً. نعم إنه جاهل، والجهل يا ولدي أُسُّ الشرّ ومنبع الكراهية.

إن الكراهية دينٌ لا يجتمع بدينٍ أنزله الله، وهي مذهب من لم يفهم حقيقة الرب وغايته من وجود الإنسان ألا يقول القرآن {… وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا…}؟ لتعارفوا يا فتى، لتعارفوا هذه هي إذاً غاية التنوع ومرام الربّ جلّ وعلاّ

فحين يخلد المرء إلى الصمت تبدأ الذاكرة بالثرثرة.

والنار حين تشبّ في الغابة لا تميّز بين شجرة محايدة وأخرى متمرّدة، لا تميّز بين جذع نخر وآخر طريّ، يرتفع في السماء، يحمل أغصاناً وارفة الظّلّ وثماراً يانعة حين تدور أرحاء الطواحين لا تفرّق بين حبّة حنطة أو حبّة زؤان

كثيرة هي الأرغفة التي سقطت في دماء سالت من جراح حامليها، فارتفع من الأرض بخار مزيج من بخار الدم وهباب الحرائق وبخار الخبز الطازج.

الحروب لا تفرّق بين نائم على سريره داخل بيته ومقاتل يحمل السلاح خلف المتاريس أو في الخنادق لا تميّز بنايةً يقطنها خائفون مرعوبون عن متراسٍ، يقف خلفه مقاتلون لا تميّز الحروب طفلاً عن كهل.

الفرق بين الأمل والوهم، كالفرق بين الواحة والسراب لظامئ يسير في فلاة. هناك خيط رفيع بينهما يصعب تمييزه.

– لا يا ولدي لا تُقاس الأمور هكذا أنت الطرف الأضعف في المعادلة الآن إن قمت بحرب، فإنك لا تستطيع تحمل نفقاتها الباهظة نحن الآن في البداية ولا يبدو أن هناك أفقاً للحل الأفضل هو النضال السلمي العالم كله سيقف حينها إلى جانبك

”أنت لو ألححت على الغيمة لأجبرتها على أن تمطر“. ضحكت وقلت: ”لا أريد مطراً من السماء. أريد فقط أن تمطر سماء ذاكرتك بعدأن محا المطرعنها ومنها كل سئ حبا حبا فقط

”حين يبتعد الطائر عن السرب، يعي ذاته ويعي معنى السرب أيضاَ“،

”أن تنبذ العنف ليس معناه أنك تسلم رقبتك للعدو. بل يعني أنك تحرص على حياة المدنيين“.

ذهبت صيحات المنكبين كلها: "وينكون، ياعالم" سدى دون أن تعود الروح إلى تلك الأحياء المدمرة في حلب. بل خرجت منها بقية الأرواح التي صمدت في الأزقّة والحارات، ليتم إعلان نعي شرقي المدينة على مسامع العالم كله.

أصبحت حلب في ظلّ تلك الحرب العمياء والقصف العنيف الذي لم يميّز بين الأهداف جثّة فارس، أثخنتْه الجراح، ولم يجد مَنْ يسعفه فينتشله من ميدان المعركة فمات بعد أن نرفت جراحه الدم الموجود كله في شرايينه.

رسمت تلك الخطوط المائية ملامح بلاد مغتصبة، تناوب عليها زناة من بقاع الدنيا كلها.

هام بحر الحزن. فغمرت أمواجُه روحَ عبود العجيلي فبقى يحدق صامتاً عبر زجاج نافذة الباص إلى مشاهد تتبدّل بين لحظة وأخرى.

تعلم الأطفال في السنوات السّتّ العجاف أن الحرب لا ترحم الضعفاء. أدرك الأطفال أن البقاء على قيد الحياة يتطلّب السَّيْر بلا مبالاة، بموازاة صنوها النقيض، وهو الموت.

"إنَّ العشق يُنطقُ الحجر الأصمِّ شعراً وأنا ما كنت أقسى من حجر أصم."

"العشق نارٌ وجمر، الوصالُ يطفيه والصدُّ يُذكيه."