اقتباسات جان دوست

"قضيت عمري أمشي على دروب الحيرة، قضيته في التيه، قضيته في الانتظار المرّ للحقيقة المستحيلة. وفي ذلك التيه صار قلبي يتسع للهلال والصليب معاً، لم يعد قلبي يعرف الكراهية. تلك كانت غنيمتي الكبرى، ولقد دفعت عمري ثمناً لذلك".

إذا عطشت فعاقب الماء في خيالك بالنفي

تقام الصلاة في المساجد بعد وضوء سريع بالماء. أما صلاة الحرية فتحتاج إلى وضوء بالدم. لذا لا يحضرها إلا القلة

انتشر الرعب والدمار والفوضى وسالت الدماء في كل مكان. شاهد الفتى مقاصل على طول الطريق. التقى بمسلحين ينتمون إلى جبهات متناقضة وقفوا على الطرقات وصاروا يفتشون ويدققون في هويات المسافرين وميولهم. رأى هو وعائلته مشاهد مرعبة في كل مكان: قرىً تحترق، جثثاً ملقاة هنا وهناك، ناساً كثيرين ينزحون من مدينة إلى أخرى بحثاً عن الأمان سيراً على الأقدام وفي عربات تجرها الخيول، لصوصاً وعصاباتٍ تقطع الطرق، ثواراً حانقين يقاتلون ملكيين يدافعون يائسين عن نظام تنهار قلاعه مثل أحجار الدومينو بلا توقف. كانت فرنسا تتغير وتغير معها وجه أوروبا الملكي الهرِم إلى الأبد.

إن الرحيل عن الأوطان ملحٌ يزيدُ جراحَ المرء ألماً.

”إن الله يتجلى في الأكواخ ذات السخام أكثر مما يتجلى في معابد مشيدة بالرخام“.

حين يكف الرهبان والقساوسة والشيوخ والمفتون والكهنة عن أن يكونوا نواباً للرب وناطقين باسمه سيعم السلام بين الأديان.

”إن السماء بعيدة، أيها الفتيان، بعيدة بما لا يقاس، لكن الله قريب، قريب بما لا يقاس أيضاً“.

”لا يفقد الأمل إلا الهراطقة والملحدون.

والحب يا خوارزِه كتمانه قهرٌ وإفشاؤه ذلٌّ ونسيانه مستحيل.

”الحكايات طرائد يا يونس. الحكايات طرائدٌ فخاخُها القراطيس“.

– ومن قال لك إننا لم نثر في وجه المماليك؟ الجهل بالشيء لا يعني عدم وجوده. لقد ثار الناس عليهم مرات كثيرة.

”من يعادي الجنرال يعارض مقادير الله. فالعاقل يعرف أن ما حصل إنما هو قدر من الله تعالى، ومن يعارض ذلك فإنما هو أحمق وأعمى البصيرة“.

حين لا يبقى للإنسان قيمة فلا قيمة للثورة التي تدعي العمل في سبيل سعادة الإنسان.

– هل يقول منطق التاريخ إن مئات ألوف الناس يجب أن يقتلوا ليسعد مئات ألوف آخرين لم يفعلوا شيئاً لأجل سعادة أنفسهم؟ هل يجب أن يشقى الناس ليسعد الجنرالات والقادة الجدد

‫ – من الأفضل أنها قامت. الثورة تعني ألا يجوع الفقراء. وما يحصل لنا كان يجب أن يحصل يا بيير. فرنسا أفضل من دون الملك يا مكسيم. وأنت يا صغيري فرانسوا، سيكون لك في باريس رفاق كثيرون. باريس أعظم المدن. وهناك سنلتقي أباكم ويلتئم شمل العائلة من جديد. أليس كذلك يا بيير؟

‫ عند منتصف الليل وصلت قافلة الأسرى إلى بوابة قصر إسحاق باشا المبني على رابية مرتفعة في مدينة بايزيد العثمانية قرب الحدود مع إيران. كان البرد قد أنهكهم وأرهقهم الصعود إلى القصر من خلال طريق وعرة متعرجة. ظهر أربعة من الحراس يحملون المشاعل واقفين عند البوابة. اثنان في كل جانب. رفع مسيو جوبير رأسه إلى أعلى بفضول لم يعرف ما الذي دفعه إليه فوقعت نظراته على ثلاثة شبابيك مضاءة بالشموع. كانت هناك نسوة يرقبن المشهد. سمع مسيو جوبير ما تخيل أنه بكاء ونحيب. ثم تبين أن النسوة يبكين فعلاً لأنهن ظننَّ أن الأسرى الأربعة يُساقون إلى منصة الإعدام.

– كل ثوراتنا موؤودة. نحن من بلاد الثورات الموؤودة يا ماموستا(5).

‫(5) ماموستا بالكُردية Mamosta تعني: أستاذ.

– الحياة أسرٌ يا حبيبتي. الحياة أسرٌ لا يحررنا منه إلا الموت. وأنا أرى أن موعد حريتي قد حان.

ستنتهي الحياة وتبقى قصصٌ لم نستطع أن نرويها.