اقتباسات نورمان فنكلستاين

لماذا صادق غولدستون على هذا «الدليل» الإسرائيلي الذي لم يظهر من قبل، وفي الوقت نفسه تجاهل أدلة جديدة موثوقة إلى حد كبير ووثيقة الصلة بتحقيقاته فبعد نشر تقرير غولدستون، كشفت الصحافية الإسرائيلية أميرا هاس على صفحات صحيفة هآرتس أن «قوات

وإذا كان غولدستون نفسه قد صرح بأن هذا الاعتداء هو «أخطر حادثة» يوثقها تقريره، فلماذا لم تسارع إسرائيل حينها لترميم سمعتها المكلومة وإنما انتظرت 22 شهرًا قبل أن تخرج بهذا التفسير البسيط؟ وكانت إسرائيل قد نشرت عددًا كبيرًا من الصور

من الهجمات. هذه الوقائع وقعت في أوقات لم يكن فيها قتال مشتعل في المناطق المستهدفة، وفي حالات كثيرة، أُلحق الدمار أثناء الأيام الأخيرة من الحملة، عندما أصبح انسحاب القوات الإسرائيلية وشيكًا»(523).

2010، نشرت منظمة هيومان واتش دراسة تستند إلى الصور الساتلية وثقت حالات عديدة «تسببت فيها القوات الإسرائيلية في تدمير موسع للمنازل والمصانع والمزارع والصوبات الزراعية في مناطق خاضعة لسيطرة جيش الدفاع الإسرائيلي من دون أي دليل على وجود غرض عسكري

ewrote the Rules of War for Gaza»,» Independent, 3/2/2010, and Anshel Pfeffer, «IDF Officer: Gaza Civilians Risked to Protect Israel Troops during War,» Haaretz, 3/2/2010.

522) Donald Macintyre, «Israeli Commander: «W

عليك أن تطلق النار. وكان ذلك هو قواعد الاشتباك بصفة أساسية»(522)

واستذكر ضابط خدم في مقر فرقة عسكرية أن سياسة الجيش الإسرائيلي تلخصت في ضمان «صفر خطر، بالمعنى الحرفي للعبارة، على الجنود»، في حين تذكّر جندي شارك في القتال اجتماعًا مع قائد لوائه حيث قيل: «إذا رأيت أي حركة مهما كانت،

أعاد غولدستون النظر في أفظع حالة وقعت أثناء عملية الرصاص المصبوب،والتي أدت إلى مقتل 21 فردًا من عائلة السموني. وقد وجد تقرير غولدستون أن إسرائيل شنت «هجومًا متعمدًا ضد المدنيين»(518)

جريمة حرب؟ ينص أحد مبادئ القانون على أنه «يجب أن يُعتبر مُرتكب الفعل بأنه تقصّد التبعات الطبيعية والمتوقعة التي ستنتج منه»(515)

وهل صحيح أن هذا اللجوء للقوة لم يرقَ إلى

ومع ذلك، إذا كانت إسرائيل لم تستهدف المدنيين «عن قصد» حسب زعم غولدستون رغم لجوئها إلى القوة النارية غير المتناسبة ومن دون تمييز، فهل يختلف ذلك نوعيًا، حسب زعم غولدستون أيضًا، عن الهجوم المتعمد على المدنيين، وهل صحيح أن هذا

و«جنون»، و«دمرت كل ما في طريقها» أثناء عملية الرصاص المصبوب(514) وفي الحصيلة، فإما أن غولدستون تبرأ مما لم يقترفه أصلًا، وإما أنه تبرأ من نتيجة جوهرية توصل إليها التقرير ولكنه لم يعترض على الأدلة الوافرة التي استندت إليها تلك النتيجة،

بأن قوات الدفاع الإسرائيلية شنت مقادير «جنونية» من قوة النيران، وذهبت في «سُعار»، وأظهرت «همجية حقيقية»، وسلكت «ككلب مسعور»، وتصرفت «بخبل»

ولم يعترض غولدستون في تراجعه على الأدلة التي أوردها التقرير لإثبات هذه التهمة بل كيف يمكنه أن يعترض عليها؟ ولم يكن كبار المسؤولين الإسرائيليين، والمحللون المطلعون، والمقاتلون أنفسهم قد تعففوا عن الإقرار – وفي الواقع تبجحوا غالبًا – بأن قوات

وإساءاتها العديدة لحقوق الإنسان(480). ومع ذلك، ظل معظم هذه التقارير على الرفوف يعلوه الغبار، إذ حرصت وسائل إعلام التيار العام على تلك التقارير، وبدلًا من ذلك تظاهرت باليأس في معرفة الحقيقة ما بين الاتهامات الفلسطينية والإنكارات الإسرائيلية. أ

محمية سياسيًا وأخلاقيًا بدرع جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية التي تحظى بالاحترام، فقد بدأت توثق على نحو منهجي ممارسات إسرائيل الفظيعة للتعذيب

بتسيلم (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة)، على توثيق الاستخدام الإسرائيلي الواسع للتعذيب، وعلى نحو لا يقبل الدحض وإذ ما عاد بوسع أوساط حقوق الإنسان في الغرب أن تشيح ببصرها عن هذه الممارسات، وحيث إنها باتت محمية سياسيًا

فلنأخذ قضية التعذيب على سبيل المثال، ففي السنوات الأخيرة، أقرت منظمات حقوق الإنسان التي تحظى بالاحترام، والمؤرخون الإسرائيليون بأن إسرائيل عكفت على تعذيب المحتجزين الفلسطينيين بصفة روتينية منذ بدء الاحتلال(478).

فاليهود الأمريكيون … يعملون على مساءلة إسرائيل بحسب القيم اليهودية التي يعتبرونها أهم من أي أيديولوجيا سياسية»(473).