اقتباسات حجي جابر

تكذب ألسنتنا حين نكون صغاراً، لكن بمجرد أن نكبر قليلاً يقوم القلب بهذا الدور

منك تعلمتُ كيف أطارد هذا الوطن بحبّ، كيف أحتفظ بإيماني به رغم كل شئ. تعلمتُ أن الوطن الحبيبة، والحبيبة الوطن، وجهان لكل أحلامنا النبيلة

لم أكن أعرف أن يكون الحب مجرداً، أن يأتي وحده دون مبررات يستند إليها، أن يكون أول الحكاية وخاتمتها، أن يكون الحدث والراوي والمستمع. لم أكن أعرف أن الحب قضية في حد ذاته، وليس بحاجة إلى إحدى تلك القضايا الكبيرة ليصبح مفهوماً ومشروعاً

أحتاجها لأني لا أقوى على العودة، وقد أنزلتُ أشرعتي، وأحرقتُ مراكبي، ومنحتُ نفسي لحبي الكبير، والرجل عادة في حياته، لا يقوى إلا على حبّ واحد كبير

أحتاج سلمى. أحتاجها بقدر هذا الفقد ينهش روحي. بقدر وجعي يتعاظم فيبتلع قدرتى ، رغبتى في البقاء دونها. أحتاج سلمى لأن فقدها هزيمة معلنة، وأقصى هزيمة تلك التي يحفّها الشهود

كانت سلمى هي مرساي تتجاور فيه كل رغباتي دون أن تجد مكاناً أكثر إغراءً، كانت جزيرتي المباركة تتفتّح في جنباتها سلالات القديسين، وكانت وطني الرحب تنتظم فيه تناقضاتي بتناغم ساحر

لاتأتي الحكايات الجديدة إذا بقي إحساسنا على حاله

شعرت أن من يصمت على القتل أكثر إجراما من القاتل,

فصاحب الفعل يحقق رغبته, بينما يكتفي الثاني بتحقيق رغبات الآخرين.

يظنها الناس مغرورة, لكنها فقط كانت تعرف ماتريد.

خطر لها أنه لا شيء يبعث على الملل أكثر من الحكايات المكتملة,

وأن الحياة في حقيقتها رحلة أقرب إلى النقص منها إلى الكمال,

وأنه ماكان بمقدورها أن تُغري أحداً لو جاءت مكتملة لا مكان فيها لخطوة جديدة.

بقدر ما هو مؤلم أن يسكننا البرد، مؤلم أيضاً أن لا يكون قد مرّ بنا. فالبرد وحده يشعرنا بقيمة لحظاتنا الدافئة .. يريحنا من الوقوع في فخ الاعتياد، ليحف مشاعرنا طازجة .. ولو لحين

يا الله ما أصعب أن نحشر أنفسنا داخل أمنية وحيدة، فلا يعود شئ يمدنا الحياة إلا حبل قصير ينتهي عندها

أريد شطب قائمة خيباتي الطويلة، واستبدالها بنصر مؤزر بحجم إحدى فتوحات التاريخ العظمى، حينها سأوقف معاركي، وأسرّح جندي، فعند تخوم سمراويت تنتهي الفتوحات العظمى

فى المطارات تختصرنا الحقيبة، تنوب عنّا، عن أسمائنا وملامحنا، تحملنا عوض أن نحملها. وبقدر ما خف وزن الحقيبة بقدر ما ثقُلت غربتنا، بحيث لم نعد نطيق أن نضيف ثقلاً جديداً

لن أنسى ففي النسيان خيانة للوجع، وحدها الأوجاع تصلح ذاكرة بديلة، أو تاريخاً موازياً، نستند إليه حين يعيينا الوقوف فرادى في طريق طويل وموحش

لن أنسى ففي النسيان خيانة للوجع، وحدها الأوجاع تصلح ذاكرة بديلة، أو تاريخاً موازياً، نستند إليه حين يعيينا الوقوف فرادى في طريق طويل وموحش

" لا تنس .... "

لن أنسى، فالنسيان فعل متعلق بالترف، تكاد تخلو منه قواميس الكادحين، إذ لا ينسى الجائع جوعه إلا حين يموت، بينما يتقلب المتخم في النسيان، لا يذكر متى كانت آخر مرة لأى شئ، يظل يمتلئ حتى يموت

هل لابد أن تكون الأمنيات عصية حتى يصبح لها قيمة؟

" فأنا للأسف لست روائية ولا شاعره .. أنا فقط سمراويت " .

فقط سمراويت ! ومن قال إن هذا لا يكفي ويفيض؟

كيف وجدت الرواية؟

الرواية؟ أي رواية تبقت بعدما رأيتك؟ دليني على رواية ستطاول هذا البهاء الذي يستقر أمامي. ثم إن الروايات عالم من المتخيل الجميل بينما أنت واقع فاق جماله قدرتي على التخيل