كم هو غريب أن تتبدل غاياتنا من الشئ إلى نقيضه. أن نتخلى عن مخاوفنا لصالح مخاوف أخرى. كم هو غريب أن ندفع الثمن مرتين رغماً عنا؛ مرة للحصول على شئ، وأخرى للتخلص منه
مرسى فاطمة
نبذة عن الرواية
كانتْ لحظة مربكة أن يكون خلاصنا حين نعطي ظهورنا للوطن، حين نهرب منه بكل ما نملك من خوف وأمل وشكّ ويقين. تذكرتُ مقولة كداني حين تملكه اليأس ذات مرة: " الوطن كذبة بيضاء يروّجُ لها البعض دون شعور بالذنب، ويتلقفها آخرون دون شعور بالخديعة". اقترب السودان أكثر، فبدأتْ إرتريا في الابتعاد. أنانيّة هي الأوطان، لا يأتي وطن إلا حين يغادر الآخر. أجزم أن هؤلاء الذين يركضون إلى جواري، وبقدر رغبتهم في الإفلات من الوطن يشعرون بالألم. بقدر حرصهم على الحياة خارجه، يفزعهم أن يموت يوماً بداخلهم، أو يتسرب بهدوء من بين ضلوعهم قبل أن يتمكنوا من دسّه في آخر مخابئ الروح. أجزم أن هؤلاء يغادرون إرتريا والخيبة معلّقة بجباههم كأجراس كنائس الأحد، لا تكاد تهدأ، حتى تُعلن عن نفسها من جديد. أجزم أن الوطن الذي ضاق بناسه إلى هذا الحد، صار وسيعاً جداً بالأوجاع. أجزم أنهم وفي هذا الوقت بالذات، يملأهم القلق في أن يعبروا إلى السودان بذاكرة متخمة بأيام الصبا في الشوارع الخلفية، وقهوة الجدّات في المساءات المكتظة بالحكايات. أجزم أنهم يخافون ذاكرتهم أكثر من أي شيء آخر، يخافون منها وعليها، بعد أن أصبحتْ آخر خط دفاع في معركة غير متكافئة. كنا نركض بكل قوتنا، نتفادى شجيرات "المرخ" التي يُكثر القرويون من زراعتها كغذاء لمواشيهم، ومصدات أمام زحف الرمال على قراهم. خطر لي أننا أحوج ما نكون إلى أشجار مرخ أخرى توقف زحفنا خارج الوطن، وتعمل كمصدات تقي أحلامنا وأمانينا وحتى ذاكرتنا من الضياع.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 254 صفحة
- [ردمك 13] 9789953686462
- المركز الثقافي العربي
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية مرسى فاطمة
مشاركة من Aber Sabiil
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
هبة فراش
لماذا اقرأ ؟؟
اقرأ حتى التقي سلمى والتقي حجي جابر والتقي مرسى فاطمة :)
مرسى فاطمة دائرة افضت الى الكثير من الحب والبحث عن الحب .. الى الوقوع في المشاكل في يد الوطن .. الى الهروب من العصابات ومن آكلي لحوم البشر .. الى العسكر والمعسكر والسجين والسجان .. الى الاغتراب والاضطراب وكثير اللوعة والشوق والحرمان .. الى سلمى .
في الوقت الذي كان حجي جابر يحبث عن سلمى دون كلل أو ملل كنت اقرأ في سطوره بحثه عن الوطن عن حقيقة الوطن وماهيته وكأنه يحاول وضع تعريفٍ للحدود وللشعوب وللجيوش ، كأنه يصيغ الجمل في شرح اللجوء والنزوح والتهجير والغربة ، كأنه يقول هي سلمى لكنها وطن ..
اجمل ما في رواية حجي جابر هذه انها تنقلك لتعيش فيها وسط اركانها وضواحيها واصواتها وافكارها التي لا تنتهي حتى أنني و كلما قرأت اكثر اخشى من خيبة الأمل اكثر واتمنى أن يلتقي بسلمى حتى لا يفقد معنى الوطن الذي قال عنه بكثيرٍ من الوجع والألم : "الوطن كذبة بيضاء..يروج لها البعض دون شعور بالذنب ، ويتلقفها آخرون دون شعور بالخديعة"
النهاية كانت قاتلة .. كيف لجابر ان يصوغ نهاية كتلك حزينة جداً وفيها غداً وبعد غد ، كيف له ان يصف الحزن بالامل واللالقاء باللقاء ، كيف له أن يضع للموازين موازين أخرى ؟؟
مرسى فاطمة .. مرسى بلا نهاية !!
-
آمنة
وأنا التي لم أحب " سمراويت " أبدًا لا أدري كيف تسللتْ يدي إلى " مرسى فاطمة " كيف يكتب المؤلف نفسه تينك الروايتين معًا: تساءلت ونفسي؛ ربما هذا هو التطور الطبيعي للمؤلف العبقري!
ستطرح عليك هذه الرواية سؤالًا فاصلًا.. ستحاول ولا شك التملص منه مرارًا: هل تترك عالمك خلفك، وتتبع عشيقتك صوب المجهول.. صوب ساوه.. صوب معسكرات إعداد الرجال ومافيات المتاجرة بالأعضاء، وحتى ولو في ظروف أفضل من التي صادفها البطل؟
لا أعلم لماذا عمد جابر إلى استخدام مصطلحات غير عربية، وما المغزى من ذكر كلمات بلغات محلية حتى ولو أنه ترجمها لاحقًا. لا أدري ما أهمية حشد الكلمات السوقية التي تموضعت بضع مراتٍ بين ثنايا الكتاب. إلا أن النهاية الفاخرة التي اعتمدها الكاتب ربما ستغفر له شيئًا من هناته، وبعضًا من هفواته.
لماذا كان جابر متحاملًا على وطنه لهذه الدرجة؟ لست أدري.. ربما هي الأوطان عندما تلذع أبناءها بسياط الذل والفاقة.. فتشعرهم باليتم.. باللاانتماء. لا أتفق و جابر في هذه النقطة بتاتًا!
هذه الرواية التي استحقت من وجهة نظري التقييم كاملًا من أروع الروايات التي قرأتها مؤخرًا.. ونهايتها البديعة كانت من أكثر النهايات الحزينة تفاؤلًا وإفعامًا بالأمل.
-
طاهر الزهراني
تحكي الرواية عن رحلة البحث عن سلمى التي اختفت فجأة لتبدأ رحلة الشقاء في المعسكرات ومقاطعات تجار البشر، ورعب تجاوز الحدود، وبؤس القرى المنسية..
مرسى فاطمة..
ساوا
الشفتا
الشجراب
مرسى فاطمة ..مرة أخرى
سلمى التي "تميل إلى الطول، وسمرتها صافية، وشعرها أسود كثيف، وعلى تخوم شفتها العليا شامة خفيفة، ولها لثغة ساحرة في الراء.." تختفي وفي بطنها حياة!
إلى المعسكر قيل ذهبت، وإلى السودان قيل أيضاً..
القلوب المفجوعة تتخبط في الجهات، والجمال المجسد في سلمى يغرق في سراب المكان وبؤسه، ولم يمل صاحب سلمى من البحث غير المجدي، ويصر أن يسير في الطرق المهلكة علّه أن يجد ولا يجد، ليقرر -بعد اليأس وترك الوطن والذهاب إلى البلاد المجاورة، وبعد أن يوافق على الذهاب إلى المنفى- العودة إلى نقطة البدء، إلى المكان الأول (مرسى فاطمة) ليكتشف هناك أن سلمى كانت تتبع الخطوات..خطوات التيه والاغتراب في مضمار الشقاء،ثم يكون الانتظار على رصيف الدائرة علّ الوطن يعود، وعل سلمى تعود، وعلّ الأمل يعود، " بدت حياتي كدائرة كبيرة، لا تتيح الالتقاء بمن أريد، طالما أننا نتبع الاتجاه ذاته، والقدر نفسه من الشوق والاحتياج، بدا كل شيء خلفي وأنا قضيت العمر كله في انتظار ما سيأتي" قد يكون اللقاء عندما يغادر الشعاع الأخير من الأمل، ويبدأ اليأس زحفه، وتزرع أشجار المرخ لمقاومة الرمل والتصحر!
...
لغة الرواية سهلة سلسلة، تميل إلى الشاعرية في مواطن الشوق والفقد، ويطالها التكلف والتكرار أحياناً.
ومن حيث البناء، فقد سردت الفصول بشكل مترابط، لولا سرعة إيقاع الأحداث أحياناً، إلا أن الترهل كان واضحاً وبيناً في نهاية الرواية، بالنسبة لشخوص في الرواية فقد أُعطى لكل شخصية حقها وما تستحق إلا أن شخصية (مازن) في معسكر (ساوا) بدت لي مقحمة وغير مبررة!
-
حسين معتوق بوحليقه
قصة حب عاصفة تدفع بطلها في رحلة بحث عن محبوبته سلمى... صاحبة السمرة الصافية... لكن سلمى هنا ليست فقط إنسانة من لحم ودم والبحث عنها سببه ضياع الوطن الذي يضمها. رواية أحداثها عصيبة ستمتحن صبرك على ما يصبر عليه بطلنا في سبيل حبيبته سلمى... سلمى تميل إلى الطول لكن إلى متى يطول صبر محبوبها على ما يلاقيه في سبيل لقائها؟
الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الإريتري يتجسد في رحلة تبدأ في أسمرى وتمر بمعسكرات التجنيد الإلزامي في ساوا ولا تقف حتى في مخيم اللاجئين في السودان قبل أن تكمل دورتها بالعودة إلى أسمرى. تكتمل دائرة الهجرة القسرية وراء العشق المفقود لكن تكتمل معها عشرات الدوائر من القهر وخيبات الأمل وفقد الوطن مرة تلو الأخرى.
هذا كان أول كتاب أستمع له صوتياً وكانت تجربة ممتازة لأنها أعادة لي حق الاستفادة من وقت التنقل بين المنزل والعمل وكنت أفقده سابقاً بالاستماع إلى محطات الراديو. للأسف الأداء اللغوي لم يكن جيداً وهذا أضاع كثير من متعة الأداء الدرامي الممتاز الذي قدمه مهاب شريف. الكتاب متوفر ضمن تطبيق "كتاب صوتي" وبشكل مجاني (على الأقل حالياً).
-
ميّ السيد Mai_Mayoy
كم هي قاسيةٌ أوطاننا!
في هذه الرواية يستكمل حجّي جابر حديثه عن الوطن
تبدأ الرواية بهذه المقولة التي قالها "كدّاني" : " الوطن كذبة بيضاء يروّجُ لها البعض دون شعور بالذنب، ويتلقفها آخرون دون شعور بالخديعة".
كروايته السابقة يتكلّم حجّي جابر عن وطنه "إريتريا". على حلمٍ بالتغيير لم يكتمل .. على مأساة أخرى يعيشها بلد لا يعرف أغلبنا عنه الكثير.. لم أكن أتصوّر أن الأوضاع في إريتريا بهذه الكابوسية, معسكرات تجنيد إجباري غير آدمية, هروب ولجوء وموت لا ينتهي.
كلُّ هذا سيقابله البطل (الذي نسيت اسمه)وهو في رحلة البحث عن سلمى التي يُحبِّها.. كالعادة لم تجذبني الحكاية الرومانسية بقدر ما جذبني رمزيّتها في هذه الحكاية .
لثاني مرّة أقرأ لحجي جابر ويعجبني أسلوبه العذب والجميل في الكتابة الذي يشعرك بأنّك تقرأ قطعة أدبية بالفعل, والذي يمنع الملل بأن يتسرّب إلى نفسك.
"كانت لحظةٌ مُربكة أنَّ يكون خلاصنا حين نُعطي ظهورنا للوطن, حين نهرُب منه بكل ما نملك من خوفٍ وأملٍ وشكٍّ ويقين".
رواية جمية جدا ورحلة مرهقة.
-
Řåną Əłşedăwy
لا أدري حقيقةً كيف أبدأ حديثي عنها .. لديّ الكثير لأقوله والكثير من الاقتباسات التي أودّ مشاركتكم إيّاها .. حسناً، لنبدأ بسلمى .. أم دعوني أقول الوطن؟ كنتُ أشعر بأن سلمى والوطن وجهة واحدة، منكم من قد يرى بأن الرواية ليست أكثر من قصة لحبيبٍ يطارد حبيبته ليقع أخيراً في دائرة كما هي الحياة التي تتكوّن من دوائر ودوائر تتداخل فيما بينها ولا تنتهي، لكني بالحقيقة لم أقرأ هذا الحب فقط أو كما تبدو عليه الرواية، قرأت الوطن، تعرّفتُ على إرتريا، مخيمات اللاجئين في السودان حيث أم أوّاب وقهوتها، الشّفتا وقبائل البدو، ساوا حيثُ بدأتُ أتعلّق بالرواية وبدأت فعلاً بجذب انتباهي، تعرّفت في ساوا على كداني وفلسفته، وبدأت الأحداث تتسارع أكثر، حينها اتّضح كل شيء.
يقول كداني: “لم أكن أعرف معنى أن يكون الحب مجرّداً، أن يأتي وحده دون مبرّرات يستند إليها، أن يكون أول الحكاية وخاتمتها، أن يكون الحدث والراوي والمستمع. لم أكن أعرف أن الحب قضيّة في حد ذاته، وليس بحاجة إلى إحدى تلك القضايا الكبيرة ليصبح مفهوماً ومشروعاً.”
ويكمل كداني أيضاً موجهاً حديثه لبطل الرواية: “منك تعلمتُ كيف أطارد هذا الوطن بحبّ، كيف أحتفظ بإيماني به رغم كل شيء. تعلمتُ أن الوطن الحبيبة، والحبيبة الوطن، وجهان لكل أحلامنا النبيلة.”
يقول حجي جابر على لسان العم بطرس: “لا يترك الواحد منّا وطنه ما لم يقم الوطن بذلك أوّلاً”
وهنا يقول على لسان كارلا: “لا يغادر الأحباب متى وجدنا طريقة أخرى لإبقائهم .. لا يغادر الأحباب أبداً متى ظلّوا كذلك.”
شعرت حينها كيف تتشابه الأوطان والأشخاص وكيف يكون تخلّينا عنهم وتعلّقنا بهم متعلّقاً بنا نحن، كيف تتركنا الأوطان، والناس، مالم نُهيئ لهم الطريق، وكيف نقوم نحنُ بتركهم مالم يقوموا بذلك أوّلاً! كيف نغادرهم متى هيئوا لنا طريق الرحيل وكيف يقوموا بمغادرتنا ما لم نحاول المحافظة عليهم وإبقائهم بالقرب منّا.
في اللحظة التي يقترب فيها البطل من السودان، نحو مخيّمات اللاجئين، بعيداً عن إرتريا، يتحدّث هنا حجي جابر عن الوطن، كما لم يسبق لي أن قرأتُ عنه بهذه الصورة:
“كانتْ لحظة مربكة أن يكون خلاصنا حين نعطي ظهورنا للوطن، حين نهرب منه بكل ما نملك من خوف وأمل وشكّ ويقين.
تذكرتُ مقولة كداني حين تملكه اليأس ذات مرة:
” الوطن كذبة بيضاء يروّجُ لها البعض دون شعور بالذنب، ويتلقفها آخرون دون شعور بالخديعة”.
اقترب السودان أكثر، فبدأتْ إرتريا في الابتعاد. أنانيّة هي الأوطان، لا يأتي وطن إلا حين يغادر الآخر.
أجزم أن هؤلاء الذين يركضون إلى جواري، وبقدر رغبتهم في الإفلات من الوطن يشعرون بالألم. بقدر حرصهم على الحياة خارجه، يفزعهم أن يموت يوماً بداخلهم، أو يتسرب بهدوء من بين ضلوعهم قبل أن يتمكنوا من دسّه في آخر مخابئ الروح.
أجزم أن هؤلاء يغادرون إرتريا والخيبة معلّقة بجباههم كأجراس كنائس الأحد، لا تكاد تهدأ، حتى تُعلن عن نفسها من جديد.
أجزم أن الوطن الذي ضاق بناسه إلى هذا الحد، صار وسيعاً جداً بالأوجاع.
أجزم أنهم وفي هذا الوقت بالذات، يملأهم القلق في أن يعبروا إلى السودان بذاكرة متخمة بأيام الصبا في الشوارع الخلفية، وقهوة الجدّات في المساءات المكتظة بالحكايات. أجزم أنهم يخافون ذاكرتهم أكثر من أي شيء آخر، يخافون منها وعليها، بعد أن أصبحتْ آخر خط دفاع في معركة غير متكافئة.
كنا نركض بكل قوتنا، نتفادى شجيرات “المرخ” التي يُكثر القرويون من زراعتها كغذاء لمواشيهم، ومصدات أمام زحف الرمال على قراهم. خطر لي أننا أحوج ما نكون إلى أشجار مرخ أخرى توقف زحفنا خارج الوطن، وتعمل كمصدات تقي أحلامنا وأمانينا وحتى ذاكرتنا من الضياع.”
وأنا أقرأ الرواية، كنتُ أشعر بالوجع، بالحزن يطفح، كنت أشعر بمرارة ما يتجرّعه أبطالها، لا أنصحكم بقراءتها إلا إن كنتم في حالة مشابهة، قد تنتقل إليكم بعضُ أوجاعها، لكننا كنا نتشارك الوجع، كلانا يفهمُ ماهيّته وطعمه ولونه، كنا نواسي بعضنا بأوجاعنا، فكانت قريبة منّي ولم نختلف أبداً.
تقول كارلا: “لا أعرف لماذا كلنا نريد عشقاً عظيماً يفوق طاقتنا، ولا نقنع بحب عادي حتى لو كان كافياً؟ ألا توجد طريقة أخرى لنبدو أكثر فرادة؟”
يتجدّد الوجع بين صفحات الرواية، كلما شعرت بأنه قارب على الانتهاء .. تراه ماثلاً أمامك من جديد:
“ما أقسى أن ينكأ الجرح نفسه قبيل التئامه، أن يتلذّذ بالتمدّد في كل الاتّجاهات كمن أضاع بوصلة شفائه، أن يُعرف أوّله، دون أن يكون له آخر.
ما أقسى أن يفقد الشخص الرغبة في الالتفات خلفه، في المرور على هزائمه وقد أفرغها الوقت من الأسى، وأفقدها النسيان مرارتها الأولى. وحدهم المنتصرون يفعلون ذلك، أمّا البقيّة فتلتصق الخيبات بظهورهم كوشم لا يبتعد مهما أوغلوا في الهروب إلى الأمام.
وما أقسى ألّا أملك خياراً آخر.
ما أقسى أن أفتقد الإحساس بالذنب، وحدها الشفقة أتسربل بها من رأسي إلى أخمص وجعي. أن تذنب يعني أن تجد مساراً للرجعة، للأوبة بقلب أرحب، وروح لا يشغلها الطين، لكنك حين لا تفعل تفقد آخر فرصك في اكتشاف طريق أخرى توصلك إليك.
إلى سلمى.”
في نهاية فصول الرواية، حين تقترب الدائرة من الاكتمال، حين تعود لنقطة البدء كما لو لاشيء حصل، تستشعر هنا معنى الفقد، معنى أن تتجرّع الألم كله من جديد، يقول:
” كم هو غريب أن تتبدل غايتنا من الشيء إلى نقيضه. أن نتخلى عن مخاوفنا لصالح مخاوف أخرى. كم هو غريب أن ندفع الثمن مرتين رغماً عنّا؛ مرّه للحصول على الشيء، و أخرى للتخلص منه. “
-
Mohammed AL-Salem
لقد شعرت بها مسبقًا ، حين أنهيت رواية "سمروايت" للروائي الجميل "حجي جابر" ، بأن هذا الـ"حجي" نجمٌ بدأ ساطعًا و سيكبر حتى يبتلع ما حوله من نجومٍ بنورهِ .
"مرسى فاطمة" ، مرسى العشق ، مرسى اللوعة ، مرسى الحزن ، مرسى الفاجعة ، مرسى الإغتراب و مرسى تولد منه الأمنيات .
رائعة ، بل مدهشة هذه الرواية ، في تفاصيلها و في صورتها العامة. الحكاية الآسرة التي بدأت بهروب الحبيبة "سلمى" خوفًا من يكشف حبلُها ، فيطرق عاشقها دهاليز الشقاء في رحلةٍ لا تنتهي ، بدايتُها تقابل مباشرةً نهايتها ، ولكنهما لا تتصلان أبدًا .
لن أتحدث عن أحداثها لكي لا أفسد عليكم دهشة الحكاية ، ولكن ما أستطيع قوله هنا أنها رائعة أخرى من روائع هذا الشاب الجميل ، بعد ما أتحفنا بروايته "سمراويت" ، والتي تشارك شقيقتها الصغرى معانة الإنسان الإرتري ، آماله و أحلامه في وطن يعرفه جيدًا ، لكن لا يجده فيهِ ..
أعطيها ٥ من ٥ بلا تردد ، مع إضافة اسم "حجي جابر" لقائمة كُتابيّ المفضلين
-
رفاه زهراء
صدمتني المقدمه الوطن كذبه بيضاء يروج لها البعض دون الشعور بالذنب وانا الوطن عندي انتماء وارض ولغه وعادات
لاشك وبرغم اعتراضي على المقدمه ان الروايه قالت الكثير ادخلتنا الى عالم نجهله الى ارتيريا احدى دول العالم الثالث حيث الفرد بلا قيمه وحيث الانسان يصبح في كثير من الاحيان رقما بطل الروايه ينتمي الى سلمى حبيبته ووطنه التى تضيع منه ويلقي بنفسه في عذابات بحثا ويجرنا معه لنطلع عما يجري في بلد تحكمه ديكتاتوريه عسكريه وياخذنا الى السودان ومصر الى عصابات التهريب والاتجار باعضاء البشر حتى تغدو اسرائيل حلما ورغم انه يورد عبارات عن الوطن على لسان ابطاله(الوطن نسعى اليه مهما ارتحل)او (ان تدفن في ارض غبر ارضك يعني ان تموت مرتين)الا انه ادخلنا في عبثيه ما يسمى الوطن وخصوصا عندما يفقد حبيبته
الروايه حافله بلماسي الا انها لاتخلو من الابداع وخصوصا ان الكاتب ادخلنا في عوالم مجهوله وسلط الضوء على مأسي معسكرات اللجوء
-
ندى الغامدي
البحث عن الوطن والهروب من الوطن إلى الوطن. إنها دوامة دائرية...
كان البحث عن سلمى مع خطورته وبقاء كداني مع إلسا في ساوا رغم البشاعة والكآبة هناك، هو تفضيل واختيار الوطن رغماً عن الظروف.
ادخلتني الرواية في جو كئيب. معقولة أن مثل هذه الفضائع مازالت تحدث؟! اليأس يتلوه يأسٌ آخر ورغماً عن هذا يبقى الأمل محركاً للبشر، فتتمسك أم اواب بتقصي أثر ابنها بعد كل تلك السنين من الضياع والفقد، ويتمسك الراوي بالبحث عن سلمى، كما أن سلمى تتمسك بالبحث عنه، ومن أجل هذا الأمل ايضاً يتخلى البعض عن أعضاء جسده طواعية وآخرين إكراهاً.
هناك حيث المغادرة من مجهول سيء إلى مجهول آخر لا يقل عنه سوءً. فالكل هناك ضحايا حتى الجلاد هو ضحية سابقة وسيكون ايضاً ضحية لاحقة.
نعم، كل هذا يدور حول ذاك الوطن الذي يريدونه ويريدهم، فُيبتلعون من حيث لا يعلمون داخل تلك الدوامة الدائرية
-
Rahmah
بعد قراءة هذه الرواية تعرفت إلى إرتريا البلد الذي لم أعرف عنه سابقاً إلا اسمه لم أتوقع فظاعة ماتعيشه دول العالم الثالث من اتجار بالبشر وغير ذلك من جرائم ضد الإنسانية تحصل في معسكرات اللجوء الكاتب نجح في تصوير هذه المعناة واعتبر بأن هذه الرواية توثيق لمأساة الشعب الارتري لما يتعرض له من ويلات على الرغم من تحفظي على بعض العبارات التي وردت في الرواية مثل قوله:(الوطن كذبة بيضاء...إلخ) إلا أن أثني كثيرا على الكاتب وأرى بأن الرواية تستحق ما نالته من شهرة ويستحق حجي جابر أن يذهب بعيداً في سماء الإبداع بالفعل كانت "مرسى فاطمة".. (خيبة عاشق ورثاء وطن)
-
Elrabie Elrehima
يا الله !!! ماذا أقول ؟؟؟ .. شعرت بعـد انتهائها أنني لا أودع رواية ، بل أودع عالم من الأشــخاص طواهم الألـم و الحـزن ، فكـيف لي أن أتـركهم ! يعزَُ علي تركهم و لكن بما أن الأمل كان يعتريهم جميعـاً ، كان عزاي الوحيد .
كلمات الرواية مغدقة بالإنســـياب و البـراعة ، وأما الوصــف فيكـاد يجعلك تحمل ريشــة "كـارلا" الشـقراء ... لتجـســد أبطال الرواية شخـصـاً شـخص .و برغـم المعاناة التي ســتعايشها أثناء مروركـ عبر صــفحاتها ، إلا إن بصـيص أملٍ يحثكـ على المضي ، حتى "مرسى فاطمة " حيث تبـدأ كل المســارات و إلـيه تنتهـي .
-
Aber Sabiil
مرة أخرى أبحر عبر الأسطر مع الجميل حجى إلى محبوبته ومعشوقته إرتريا التى عشقتها من عشقه لها ... رواية أكيد كتبت بألم ومعاناة شديدتين من أديب عاشق لوطنه أخجل من إستمتاعى بعذابات الآخرين ولكني لا أنكر أننى تعذبت معه ومن معاناته ومن معاناة كل المشردين والمهجرين من أوطانهم أو داخل أوطانهم .. رحلة من الألم والمعاناة ..
ملحوظة: بعد رائعة سمروايت عشقت صوت عبادي الجوهر ... وهنا عشقت صوت أحمد المصطفى ..
عموما رواية أرجوكم وبكل قوة وشدة ألا تفوتوا قراءتها فهي تستحق ... قراءة ممتعة إن شاء الله
-
شروق _ RISE
مؤلمه جدآ.
.. بالبداية توقعت إني أتابع مجرى الأحداث بين أبطال الروايه , لكني فعلا نسيتهم ببعض الصفحات.!!
في صفحات الرواية تتابع القصص والمواقف التي تحدث مع اللاجئين الفارين من سموم واقعهم لأيدي عصابات الأعضاء ولجوء مُر وطرق وََعِره يحفها الأسى وخاطر مكسور يرجو الجبر أينما كان.!
روايه موجعه بأحداث تتجرد منها الرحمة وتنسل من نفوسها الإنسانيه, بئسما فعلو .!
مع تسلسل الآحداث نسيت سلمى وتخطفتني مواجع الارترين رأيت الألم بأعينهم يظهر جليا بين أسطر الكتاب
لمحت أملا بعودة لوطن ينتمون إليه بيد أن ظروفه تخلت عنهم .!
لا شيء يفوق ألمً أن يكون لك وطن وأن تكن مُجبرا مضطرا للفرار منه .!! ومحاولة الفرار إليه .!!
كانت أول روايه وأول كتاب يخبرني أن هناك أرضا تدعى ارتريا شهدت على تربتها الكثير , لم يكن لي علم مسبق بها.!! وي للأسف
أنهيت الكتاب وماهي الا ثواني حتى بحثت عن تاريخها وموقعها .. دولة ثريه بالتاريخ ولكن البشر تناسوها .!!
أول كتاب لحجي جابر وبإذن الله لن يكن الأخير.!
-اميل للروايات الواقعيه بس مااحب كثرة الاحزان لانها تأثر فيا .. بس مرسى فاطمه كانت غير في كل شي
عمومآ 4 نجوم لآني ماحبيت النهايه.
-
Aseel Sa'di
رواية مرسى فاطمة
للكاتب الإرتيري حجي جابر
عدد صفحات الرواية 254 عن المركز الثقافي العربي
برأيي الكاتب العبقري من يستطيع إيصال جميع مشاعره في النص بشكل مواز مع قضيته وأفكاره،
وهذا ما قام به حجي جابر فقد جعلني أعيش الحب والفقد والعذاب والأسر والتشرد لأجل الوطن الكبير والوطن الصغير
أما الوطن الكبير فهو ذاك الوطن الذين أنتمي له وأما وطني الصغير فهو ذاك الإنسان الذي افترش صدره ويضمني بحنانه لاسكن فيه
وهكذا كان البطل وطنه الأكبر إرتيريا ووطنه الأصغر سلمى , وهل تعلمون من هي سلمى هي تلك الصبية التي تميل إلى الطول و سمرتها صافية وشعرها اسود كثيف وعلى تخوم شفتها العليا شامة خفيفة.
عرفت سلمى وحفظت وصفها دون أن امل من حبه لها
وعرفت وطنه إرتيريا وعرفت مآسي شعبه وتشردهم ولجوئهم للسودان وبعض أسماء القبائل وحلم تل أبيب المسموم الذي يحاولون حقنه في رؤوس الشباب فاقدي الأمل
كانت هذه اول تجربة لي مع حجي جابر ولن تكون الأخيرة
رواية رائعة انصح بها
#Aseel_Reviews
-
Abeer Alsharif
رواية موجعة فهي تدور احداثها كحلقة مفرغة حتى تصل لنفس المكان دون نتيجة .. يأخذنا حجي جابر لمعاني كثيرة بين متاهات وعِرة وشائكة منها معنى الفقد الحقيقي ومعنى الحب والخوف وضياع ورثاء الوطن.. فالكاتب مثقل بقضايا الاريتريين وهمومهم فيصور لنا الكثير من المواقف المليئة بصنوف من العذاب والألم و الوجع هنا نتعرف على أريتريا وما بها من ظلم وخوف وتجارة الاعضاء وتشرد اهلها، انها معاناة حقيقية من أرض الواقع عاشها الشعب الاريتري.. “أجزم أن الوطن الذي ضاق بناسه إلى هذا الحد، صار وسيعاً جداً بالأوجاع” رواية موجعة عن الوطن .. الحب .. الإنسان.
-
Nahid Kasheef
رائع جدا و يرسم معاناة اللاجئين من الم و تعرض لحالات الذل و تجارة الاعضاء والمتاجرة بالوطن والتمسك بالامل الى اخر نفس