اقتباسات فيودور دوستويفسكي

ويلوح لي فجأة أن الجميع ينبذني ويهجرني فأظل وحيدًا.

فمنذ الصباح الباكر يعتصرني حزن من نوع فريد.

وظهرت ديانات تحث على العدمية وتدمير الذات بهدف بلوغ الراحة الأبدية في اللاوجود.

والوعى بالحياة أهم من الحياة نفسها.

إلا إنهم مازالوا متعطشين بشدة لاستعادة نقاءهم وهناءهم، وخروا ساجدين مجددًا كالأطفال حيال هذه الأمنيات القلبية، وجعلوا من هذه الأمنيات ألهه فبنوا معابد وراحوا يبتهلون فيها لتلك الأفكار، لتلك الأمنيات، رغم يقينهم باستحالة تحقيقها.

فزعموا أن بلوغ الحقيقة لا يكن إلا بالألم.

وأن كراهتي لأهل الأرض كانت دائمًا يشوبها الألم.

كان شاغلهم الشاغل هو أن يمحون لمحات الألم من ملامحي.

" أنا الذي كنت مصمماً على الحياة..ولو حتى في مكان لايتسع لموطئ قدمي..ماذا حدث لي!"

ولكنها لفرط انفعالها تفوهت ببعض كلمات التي حُشرت بحلقها

وبلغت حالة اللامبالاة مني مبلغها حتى صرت أتمنى لحظة واحدة أستشعر فيها أن ثمة شيء مازال جدير بالاهتمام.

ولأنهم ببساطة لمسوا بي اللامبالاة حيال الأشياء جميعًا.

وعندها صرت بغتة لا أغضب من البشر بل ما عدت حتى أستشعر وجودهم.

وإن حان اليوم الذي أجدنني فيه مضطرًا للاعتراف بأنني مضحك في حضرة شخص ما لسحقت جمجمتي بطلقة مسدس واحدة في مساء اليوم ذاته.

وما أقسى أن تنفرد بمعرفة الحقيقة فلا يعرفها غيرك.

«إن كل ما في الكون بريء كامل إلا الإنسان»

بيْد أنَّني أعتقد بأنَّ الإنسان لا ينبذ الشَّرَّ الحقيقيَّ، أي الدَّمار والفوضى، بل أنَّ العذاب هو المصدر الوحيد للإدراك، رغم أنَّني قلت في البداية أنَّ الإدراك هو أسوأ ما يتميَّز به الإنسان، ولكنَّني أعرف أنَّ الإنسان يعلِّق عليه أهمِّيَّة كبيرة

أقسم - أيُّها السَّادة - أنَّ شدَّة الإدراك مرض.. مرض حقيقيٌّ خطير!

كانت تلك الأشياء تعذِّبني وتخجلني، وكانت تجعلني أرتجف، وأشعر بالمرض، وها أنا أشعر بالمرض فعلًا! ألا تظنُّون - أيُّها السَّادة - أنَّني لا بدَّ آسف الآن على شيء ما؟ وأنَّني أطلب الغفران منكم؟ إنَّني متأكِّد من أنَّكم تظنُّون ذلك، إلَّا

أنا إنسان مريض.. إنسان حقود.. إنسان ممْقوت، وأظنُّ أنَّ كبدي مريضة، إلا أنَّني - على أيِّ حال - لا أعرف شيئًا عن مرضي، ولا أعرف ما هي علَّتي، ولست أستشير طبيبًا،