مراجعة رواية "روحي فيك" – أحمد عثمان
دار النشر: كيان للنشر والتوزيع
تاريخ النشر: 2025
عدد الصفحات: 256 صفحة
التصنيف الأدبي: رواية درامية ذات طابع تشويقي نفسي
---
نبذة عن الرواية
تأخذنا رواية روحي فيك في رحلة مثيرة تمتزج فيها الدراما النفسية بالغموض، مقدمة للقارئ تجربة غامرة حيث تترابط الأحداث بشكل غير متوقع، وتتقاطع مصائر الشخصيات في عالم يلفه الغموض والتشويق. بأسلوبه السينمائي المميز، يخوض أحمد عثمان في أعماق النفس البشرية، مقدمًا لنا قصة تدور في إطار من الرعب النفسي والظواهر الغامضة.
---
ملخص الرواية (مع كشف لبعض الأحداث)
تبدأ القصة عندما تصل سحر، مهندسة ديكور، إلى قصر قديم من أجل ترميمه، لتجد نفسها وسط سلسلة من الظواهر الغريبة التي تبدو غير منطقية. وبينما تحاول فهم ما يحدث، تلتقي بـ ليلى، امرأة غامضة تكشف لها خفايا المكان وأسراره. لكن سرعان ما تدرك سحر أن القصر ليس مجرد مبنى قديم، بل يحمل داخله ذكريات وسرًا قديمًا يتعلق بها بشكل شخصي.
مع تطور الأحداث، تتداخل أزمنة مختلفة، ويصبح من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال. يتجلى هذا في علاقة سحر بالشاب حازم، الذي يبدو أنه يعرف أكثر مما يظهر. وبينما تتعمق في القصة، يبدأ القارئ في التساؤل: هل تعاني سحر من أوهام ناتجة عن اضطراب نفسي؟ أم أن القصر يحمل فعلاً أرواحًا عالقة وذكريات لم تمحُها السنين؟
تصاعد التوتر في الرواية يجعل القارئ في حالة مستمرة من الترقب، حيث تتأرجح القصة بين احتمالات عقلانية وأخرى غامضة، ليصل بنا الكاتب إلى نهاية تفتح باب التأويل، تاركة القارئ في حالة تفكير مستمر.
---
تحليل الرواية
نقاط القوة:
حبكة مثيرة ومليئة بالغموض والتشويق، تجعل القارئ متشوقًا لمعرفة ما سيحدث لاحقًا.
أسلوب سرد بصري وسينمائي، يجعل المشاهد تتجسد في خيال القارئ.
شخصيات معقدة تحمل أبعادًا نفسية عميقة، مما يضفي على القصة واقعية وتأثيرًا نفسيًا قويًا.
استخدام عنصر "الزمن المتداخل" بشكل ذكي، مما يضيف طبقات مختلفة من التأويل.
النهاية تترك عدة أسئلة بدون إجابة نظرًا لأن النهاية مفتوحة.
---
الأسلوب والطابع الأدبي
تميزت الرواية بإيقاع سريع، مما يعزز عنصر التشويق والإثارة. كذلك، استخدم الكاتب لغة قوية وسلسة في آنٍ واحد، مع تركيز على الوصف النفسي للشخصيات، ما يجعل القارئ يغوص في عوالمهم الداخلية. اعتمد النص على أسلوب السرد غير الخطي، حيث تتداخل الأزمنة والأحداث، مما يضيف إلى الغموض ويثير فضول القارئ لمعرفة الحقيقة.
---
التقييم العام
"روحي فيك" هي تجربة أدبية مختلفة لمحبي الأدب النفسي والتشويقي. تطرح الرواية أسئلة عميقة حول الواقع والخيال، وتضع القارئ في حالة من التفكير المستمر حتى بعد إنهاء الكتاب .
إذا كنت من عشاق الأعمال التي تمزج بين الدراما النفسية والتشويق مع لمسات من الفانتازيا، فهذه الرواية ستكون إضافة مميزة إلى قائمتك.