رواية "روحي فيك" لـ أحمد عثمان
دار كيان للنشروالتوزيع
❞ «الموت كالحياة؛ كلاهما حق،
فلكل أجَلٍ كتاب.. ولكل وَعْد ميعاد،
فلتسرع لأسرع إليك» ❝
يبدأ العمل بداية غامضة مليئة بالسحر مع تردد لكلمات غريبة ثم يأخذنا لـ "سحر " و "ثابت " في قصر أحد العزب علي النيل حيث هذة السفرية الغريبة التي ستقلب حياتهم .
تنقلنا الأحداث إلي الحاضر حيث "سحر " مهندسة ديكور في الشيخ زايد و طليقها "ثابت " طبيب نفسي يؤمن بالعقل والمنطق ، آت طلاقهم بعد زيارة القصر .
استطاع الكاتب خلق جو يحمل الغموض و الاثاره بين الصفحات ، البداية تجد الأحداث فيها اشياء مبهمة لكن مع تدفق بين الصفحات تجد الأمور تتضح شيئاً فشيئا ونفهم ما يدور ، العمل يقرأ علي مرتين في الأول تتخبط بين الاسرار الخفيه ، الثاني تشعر بلذة الأحداث و تدرك التفاصيل و شاعر بحلاوة العمل حقاً
استخدم الكاتب لغة عربية فصحي في السرد و عامية في الحوار ، امتلك الكاتب لغة قوية قادرة علي خلق جو الرواية ، فهنا تشعر بالحيرة هل " هي " حقيقة ، سبب وجودها و كيف حضرت ترها حاضرة حقاً ، تري و تسمع سحر "سليمان " ، تردد "مالك " في الإختيار و ماضيه ، خوف "أطياف " و عدم قدرتها علي التمرد .
قدر الكاتب علي خلق بيئة متكاملة و بشخصيات متنوعة تتكون أفعالهم و مشاعرهم حسب المواقف ، حبيت اختيار الاسماء حسيت أنه موقف واضح ليس مجرد اسم " سحر " أحيانا ما اقربه لكلمة " سحر " ، أم " ثابت " لعل هذا ما جعله يثبت علي مبادئه أم " رقية " استخدمها الرقي الشرعية و اتجاة الشيوخ ام الدجالين.
الشخصيات منها رئيسة و ثانوية
"سحر " التي تعاني من سماع أصوات و رؤية خيالات لم تعرف صحتها فلا تدرك الحقيقة بين ما يحدث حولها من أحداث ، رسم فيها الكاتب شخصية هشة قادرة علي خلق أوهام و تعب نفسي ممتد منذ الصغر .
"ثابت " شخصية تحركها معتقداتها و إيمانها بالحقائق ، إلي جانب حبه الكبير لـ " سحر " .
"ياسمين " شخصية سامة و مؤذية لكبر حد ، لا تهتم غير بنفسها و مكانتها دون اعتبار لشريك الأهم انها تكون الطرف المسيطر و المتحكم لقد لعبت في عقلها ما يدور حولها من مؤثرات خارجية مواقع التواصل و غيرها .
"ندي " شخصية طموحة ذات احلام و توقعات كبيرة لكن تحمل في طياتها شعور بالحاجة للحنان و الإهتمام الذي فقدته علي مدار سنين حياتها في بناء النجاح .
كانت كل الشخصيات كونها الماضي و الحاضر لم تكن تصرفاتهم بناء علي تأثر بحدث واحد لكنها تراكمات بين الماضي جعلت " رقية " تنساق وراء الشيخ " حارس "و مؤمنه بقدراته علي شفاء أبنائها ، و جعلت "حازم " الشخصية المثقفة ذات مكانة بين أقرانه يصدق أن كلامه نجاة و طوق لحيرته في حياته .
جاءت النهاية حاسمة و منطقية فنعرف من " هي" و قصتها التي سيطرت علي حياة " سحر " ، كان مكان نهاية القصة موفقة عدنا إلى القصر الذي بدأنا منه لندرك أن تفاصيل تسكن هناك بين جدرانه و كان يحمل الشقاء هو أيضا الشفاء.
اكثر الشخصيات التي أثرت فيا " مالك " شعرت به هو يراقب ما يحدث لوالدته من سحر و شعوذة ثم يجد نفسه تحت سطوتها حتي بعد وفاتها ، وصف " جميلة " و تركيبة شخصيتها و عشقها لـ " خالد " .
أحيي الكاتب قدرته علي الاحتفاظ بخطوط الرواية بين يديه و التلاعب بالقارئ بين سطر و الأخر فيجعله غير قادر علي الحكم أي شخص منهم الشرير كنت شكيت في "ثابت " عدة مرات .
❞ فحين يموت أحبّاؤنا تتخلَّى عقولنا تدريجيًا عن ذكراهم، بفعل إرادة الحياة وتدفّق الأحداث، لكن كيف للعقل أن يتفهم ما نطلبه منه عند الانفصال؟! كيف ننسى مَن لا نزال نراهم؟ كيف نتخلّى عن أقرب الأقربين من قلوبنا وهم على بُعد خطوات؟! ❝