عزيزتي نسرين،
كيف حالك الآن؟ أتساءل بعدما أخذتي قلبي عنوة ورميتي به وسط بحر الحياة الهائج.
أخاف الأمومة يا عزيزتي، أفكر دائما هل أستحق؟ هل سأكون أماً لائقة تجازف بكل شئ من أجل سعادة أطفالها؟ ومع هذا أجنحة قلبي ترفرف فور رؤية أي طفل، تنهمر دموعي وأنا أداعب وجناتهم الصغيرة. كيف تلاحقين؟ العجلة تدور وانت معها في الزحام، هل يراك أحد؟ أم أن جميع الأمهات متشابهات يرتدين نفس الثياب بالمعركة؟
بائسة هي الحياة التي نعيشها ومع هذا نُصر كل يوم الاستيقاظ بإبتسامة وسماع الأغاني مع رشفات الكافيين التي تُغلق بما لديها من قوة ما تبقى من جروح الأيام الماضية. أتعلمين أحب الرقص في الأوقات التي أقضيها بالمطبخ كما تحبين الغناء. اعتقد أن أرواحنا تتجسد أمامنا وتطير في تلك اللحظات قبل أن ترتد للجسد مرة أخرى وتنطفئ أنوارها في صراعنا اليومي، صراع كل أنثي مع الحياة.
كيف تحملت كل هذا؟ أهذه أقدارنا التي ولدنا من أجلها! لن أتحدث عن المرض، لا أحبه، لا أطيق المستشفيات، تذكرني بكل الراحلين، أتعلمين أنني لا أحب الإمساك بيد الموتى.
أسمع استغاثتك المكتومة، أنينك الذي ينبض من بين السطور أرى شريط حياتك وما تفعله بك الأيام. هل نستطيع أن نمضي؟ هل تأخذ بأيدينا الصداقة والأغاني؟ أتمنى..