اتجاه عكسي | نسرين البخشونجي.
دار النشر: دار المُحرِّر.
عدد الصفحات: ١٢٨ صفحة.
التقييم: ٤ نجوم.
❞ هل أطوي تاريخي الذي دونته بنفسي أم أبقيه لعله يبقيني حية في ذاكرة أصدقائي. ❝
عَزيزي قارئ المُراجعة؛
ماذا لو أخبرتُك، أنّ بإمكانك عيش حياةُ الأم في صفحاتٍ قليلة فقط؟
تتحدّث الكاتبة في روايتها "اتجاه عكسي"، عن الأم في مجتمعنا الحالي، في العصر الحالي الذي نعيشّه، بأحكامِه المُسبقة، بتصرفاته، بأفعاله، وبغلاء أسعاره، ومحدوديّته.
عُرض العمل برسائل أشبه بكتابة المُكرات الشخصيّة ورُبما لهذا تحديدًا أحببتِه أكثر شيء، فكانت تتحدث، وتبوح بما داخلها في كلماتٍ صادقة، عن أيّامها العاديّة للغاية.
كما جاء حديثُها عن مشاعرِها صادقًا للغاية، فتحكي عن كل شيء، تحكي عن حياتِها بأكملِها.
تحكي الحكاية، فتطول كل شيء.. ما بَين زوجِها أحمد، وابنها ياسين، وابنتها مسك، ووالدتها، وصديقتها الممثلة التي أُصيبت بالمرض الخبيث، ومعلّمات المدارس، وحتى الجارات.
تسرُد الأم، محاولةً أن تجد اتجاه عكسي آخر، اتجاه مختلف عن كل ما قيل لها أن تفعلُه، اتجاه يجعلها حُره.
البطلة هي أم لا تجدُ الوقت لنفسِها، وأضحت كُل أحلامِها تتلخّص في عيشة هانئة لأطفالها، سعيدة، وصحيّة، وآمنة.
حلمٌ من المُفترض أن يكونَ سهلًا، وبسيطًا، ولكنّه للأسف بات صعبُ التحقيق.
من أهمّ المشاكل التي عرّضتها، هي "البَحث عن المدرسة المُلائمة"، وحقيقةً.. شعرتُ بها، بخوفِها في كلِ مرة تجدُ واحدة، وتكبرُ آمالها بأنّها المنشودة، ولكن يأتي الواقع بما لا تشتهي السُفن، فلا شيء يبقى على حالِه، وتضطر للبحثِ عن غيرِها مُجددًا، إما للتنمر، وإما لغلاء الاسعار، وإما لأنّ التعليم سيء، وإما.. وإما.. بلا نهاية..
عرضت أيضًا فكرة الرجُل الأعزب الذي يُريد أن يظل أعزب حتى بعد الزواج..! وكيف أنّ دورُه كزوج ينتهي بمجرد الانجاب، حينِها يصيرُ أبًا فقط، ومُحيت هويّة الزوج.
حتّى في دورِ الأب، نجد الأمُ تحملُ ثقل كُل شيء..
أكثر ما أحببته، وأفضّل دعمه دومًا، اللجوء للطب النفسي، بالنسبة لي أراهُ ضرورة حياتيّة لا غنى عنها في وقتِنا الحاضر.
ولهذا أحببتُ كثيرًا كيف أنّ الأم، كانت تتواصل دومًا مع الطبيبة النفسية كلما احتاجت، ولم تترُكها رغم اعتراضات والدتها، وزوجِها.
تأتي النهايّة بلا نهاية، فالحياة مُستمرة على أيُ حال، فلم يحدُث الانفصال بعد رغم محاولتها الدائمة ألا تصير نسخة أخرى عن أمِها.
والكورونا لم تختفِ بشكلٍ نهائي، ولا تزال خائفة أن تقتل هذهِ المدرسة أملِها، وتعود للبحثِ مجددًا..
بالنسبة لي، هي لم تحصُل على حريتِها بعد، ما تزال تبحثُ عنها، وأأمُل أن تجدها حقًا.
عيبُ العمل الوحيد، هو الزمن الغير منتظم، فقد أربكّني معظم الوقت تقريبًا، وكنتُ أُعيد قراءة فقرات لأفهم الوقت.
جاءَ السرد بسيطًا، وهادئًا، بلغة فصحى سلسة، وعاميّة في الحوار، لم تشكّل ازعاجًا.
عادةً لا أحب الحكُم على عمل من خلال مشاعري، ولكنّي لم أستطع منع نفسي هاتِه المرة، فوصّل لقلبي فورًا.
"اتجاه عكسي" من أجملِ الأعمالِ التي قرأتها هذا العام، هي رواية جميلة، وحزينة في الآن ذاته، وأدعو لقراءتِها بالتأكيد.
❞ جميل أن يكون للإنسان آثر، أثر يُذكّر الجميع بأنه كان هنا ذات يوم. هل لديك هذا الهاجس؟ أعترف بأني أطمع في أن أترك أثرًا. ❝
#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚