اقتباسات من رواية ثلاثية المسيح - الجزء الأول: عيسى بن مريم

❞ ذاتَ مرّة همسَتْ أفعى من بناتِ الظّلام لأختها الرّاقدة إلى جانبها في انتظار مَهمّتها: "ليتَ الطّينيّين يتعلّمون من أَبِينا الأوّل إصراره على تحقيق أهدافه، وعدم اعترافه بالعجز والنّكوص مع أنّه يعرف النّهايةَ مُسبقًا". نهرتْها أختُها قائلةً: "يا حمقاء؛ لو فَعَلوا ❝

❞ إنّ نزع الأسباب المؤدّية إلى المُشكلة خيرٌ من معالجتها، ❝

قولوا لي أيّها الإخوة: هل هذا العالَمُ وطَنُنا؟! لا ألبَتّة . فأينَ هُوَ إذًا؟! إنّه هُناكَ وأشاروا إلى السّماء.

‏الكلمةُ الصّادقة، مثلَ البذرة الصّالحة، تحتاجُ إلى أرضٍ صالحةٍ لكي تُثمر؛

مَشَيا في الوَعر، صاعِدَيْن الجبال وخلفَهما بقيّة التّلاميذ الأنبِياء كان الصُّعودُ صعبًا، وكانَ المُعلّم الأوّل قد جازَ الثّمانين، لكنّه احتمل الجروف الصّخريّة الّتي واجهتهم أثناء الصّعود بهمّة شابٍّ في العشرين الأشواك كانتْ تنتشر مثل القنافذ في كلّ مكان، الأشجار تعرّتْ من زينتها فصارت ج داء

. كانَ حُكمُ (هيرودس) في فلسطين قائمًا على أنْ يبنيَ مجدَ روما من جيوبِ الشّعب، ويُعْلِي حِجارتها مِنْ دمائهم. وما دامتِ القُوّة بينَ يديه فَلِمَ لا يستخدمها في موضعها الصّحيح!! وموضعها الصّحيح: "أَشْهِر سيفَك يرضخ لك عُنُق عدوّك، ولا تُغمده على سريرك. وجوع كلبك لتبعك

قدْ يَجِفُّ دَمُ الضّحيّة بعدَ حينٍ، لكنَّ دمَ الكبرياء لا يَجِفُّ أبدًا. وقد ننسَى مَنْ طَعَنَنا في أجسادنِا ولو كانتْ طعنةً من الخلف؛ لكنّنا لا ننسَى مَنْ طعننا في كَرامَتِنا وساومَ على حُرّيّتنا. لم يكنْ ما حدث في (قريوط) هو الاول من نوعه

يا شعبَ الله: "تَلِفَ الحقلُ، ناحتِ الأرضُ لأنّه قد تَلِفَ القمحُ، جَفَّ المِسْطارُ، ذَبُلَ الزّيتُ خَجِلَ الفَلاّحُون، ولولَ الكَرّامونَ على الحِنطةِ وعلى الشّعير، لأنّه قد تَلِفَ حَصِيدُ الحقل الجَفْنةُ يَبِسَتْ، والتّينةُ ذَبُلَتْ الرُّمّانةُ والنّخلةُ والتُّفَّاحة، كُلُّ أشجارِ الحقلِ يَبِسَتْ إنّهُ

‏خرجَ (قَيافا) ممتلئًا غضبًا، وصلَ المسجد، رأى الأمم تغصّ بها السّاحات؛ إنّه عيد الفصح، والمُصلّون جاؤوا من كلّ أنحاء فلسطين ليشهدوا كلامَ الرّبّ، وليُقدّموا له القرابين… فَكّر بينه وبينَ نفسه: فرصةٌ جيّدة للحصول على مزيدٍ من الأموال من أجل التّخلّص

إذا خافَ الإنسانُ اللهَ انتصرَ على كُلّ شيء ، وإذا خافَ سطوةَ البشر انتصرَ عليه كُلُّ شيء

الله لا يُعرَف بالكلام؛ انظُرْ إلى قلبكَ لتعرف مَنْ يسكُنُ فيه. ‏

كانتْ تظهر لنا أضواء المَعبدِ الكبير، كانَ قد أُنيرَ بكامله استِعدادًا للاحتِفالات؛ ففي أيّام الأعياد يبدو قُبّةً ملتهبةً في وسط الجبال، وفي مقابله كانتْ تظهر لنا أضواء قصر (هيرودس) الأكبر الّذي ورثه عنه (بيلاطُس). بناءان مُتقابِلان، الأوّل ادّعَى صِلتَه بالسّماء، والثّاني أخلدَ إلى الأرضِ لأنّه لا يعترفُ بالسّماء أساسًا. وكِلاهما لم يقبلْهما الله؛ لأنّ الأوّل ادعى القائِمون عليه أنّهم أبناءُ الله وأحِبّاؤه، ولأنّ الثّاني استقبلَ الشّيطانَ ضيفًا دائِمًا عنده!!

"البَغِيّ لا تولَدُ إلاّ من بَغِيّ ولا تَلِدُ إلاّ بَغِيًّا" قالتْ حاقِدةٌ. "لو كان في زوجِها شَرَفٌ لَما تَرَكَها نَهْبًا لأخيه الجَشِع؛ ألا تَكفيه مئاتِ المَحظيّات اللّواتي يَعِثْنَ في قَصرِه كالنّمل!!" قالتْ غاضِبةٌ. "ولكنّ شَرفَ المُلوكِ فُروجُهم" قالتْ عالِمةٌ. "عينُ النَّهِم لا تَشبَع" قالتْ مُجرِّبةٌ . "إنّ النّساء يُغوين الحجارةَ لو أَرَدْنَ فلا تَقولي لي مَلِكٌ أو عَبدٌ" قالتْ عارِفةٌ. "هيروديّا آنَ لي أنْ أحتلَّ مكانك فَتَنَحَّيْ جانِبًا" قالتْ مُنتظِرةٌ.⁠‫

العُقلاء لا يحتاجُون مُعجزاتٍ، العُقلاء تكفيهم الكلمة، أمّا أولئك الّذين يُفكّرون بعيونهم فهم الّذين يطلبون المُعجِزات ثُمّ بعدَ رؤيتها يستَنكِفونَ عن تصديقها؛ أتعرفُ لماذا يا (أنتيباس)؟! لأنَّ المسافةَ بعيدةٌ بين العينِ والقلب

الغَضَبُ نارٌ تتقاذَفُها الرّيح وأوّلُ ما تبدأ بصاحِبها

نِصفُ خزينتك صارتْ في جيبي، أمامكَ خياران لِتُعوِّضَ الخسارة يا حبيبي: إمّا أن تزيدَ العُشُور، وإمّا أن تَدخُلَ حَرْبًا ولو معَ الشّيطان، فالانتصار فيها يُخوِّلُكَ أنْ تنهبَ مُقدّرات الدّولة المهزومة

"لو لَمْ يُخطِئُ الإنسانُ لَمَا عَلِمْتُ أنا ولا أنتَ رحمةَ الله وبِرَّه".

فلو أنّ آلامَ الجسدِ باقِية ما أَمِلَ إنسانٌ في عَمَل، ولا سعى إلى أمر، ولكّنها عمّا قريبٍ تزول وتنتهي

وأنّ هذا القلبَ الّذي تُهمِله، لا يُمكن أن يبقى خالِيًا. إمّا أن تُعرّضه لنَفَحاتِ الشّيطان فيملأه بالشّر، وإمّا أن تُعرّضَه لنفحاتِ الرّحمن فيملأه بالخير

إذا خافَ الإنسانُ اللهَ انتصرَ على كُلّ شيء ، وإذا خافَ سطوةَ البشر انتصرَ عليه كُلُّ شيء