اقتباسات من رواية ماريو وأبو العباس

فقد تعلمت أن الفراق مجبول بالألم، ولا بد منه في كل حال. جسد يفترق عن روح، حبيب عن حبيبه، رسام عن أوراقه وقلمه. ما نتعلق به نفارقه لأننا نظن برهة أننا امتلكنا ولم نمتلك، وأننا قدرنا ولم نقدر. لكل شيء في الدنيا حق انتفاع لا أكثر.

الوقت نسبي كالعمر يمر على البعض ببطء، وعلى آخرين كالنجم الذي هوى.

❞ عندما يصبح الصديق عدوًّا يكون الابتلاء مضاعفًا لأن صديقك يدرك ما يعز عليك وما يرخص أمامك، وعندما يضرب الصديق يصيب القلب والعزيز ❝

❞ والطف بعبدك في الدارين إن له

⁠‫صبرًا متى تدعه الأهوال ينهزم ❝

❞ ربما هي حكاية واحدة لكل البشر تختلف كما المياه -من منابع مختلفة- ولكنها تبقى مياهًا. ❝

❞ تلاشى كل حنق على أبي العباس في لحظات. ذهب كما الغبار، ولكن الحيرة لم تتلاش.

⁠‫عدت إلى منزلي وقد انهزم الكره أمام الحب، ولكن كِبر النفس أكبر عدو. كيف ينتقل القلب من الرفض للإعجاب في اليوم نفسه؟ ❝

❞ هل كنت راضيًا؟ للحق لم أكن متأكدًا أنه هو يرضى عني، ولذا انتشر السخط بين أوثاقي وجوانحي، سخطت على الشيطان، كرهته كرهًا يملأ السماء حتى إنني قررت الحج، لأرجم الشيطان فقط. ❝

❞ هل دخل قلبي الرضا؟ لا تسأل أسئلة أصعب من نفسي الضيقة. كنت أخاف، والخوف يتغلغل بخفة المطر وبسرعة الأشهب، هو خير رفيق للوسواس وعندما يتغلغل يقبض على النفس. ❝

❞ الألم مصاحب للقيد، والقيد جزء من الدنيا، حاولي التحرر بالتسليم ❝

❞ هو زمن يُسلب الرجل فيه فطنته ❝

❞ فأصابتني الحيرة تارة أقلبها يمينًا وشمالًا، وتارة ألوح ببصري إلى السماء باحثًا عن باب أخرج منه من هذه الأرض. ❝

❞ الأب صور في الذاكرة تأبى الرحيل، ورائحة تملأ الأنفاس بقية العمر الفاني. هو ضحكات تتذكرها كل حين لتدرك معها أن في هذا الوهم بعض الحقيقة، وأن اللقاء موصول حتى في الغياب. ❝

اقروا الفاتحة لأبو العباس

‫ يا اسكندرية يا أجدع ناس

‫ والفاتحة التانية لسيدي ياقوت

‫ واللي يعادينا يطق يموت

فكلام العارفين مردود على الـمُـريدين وقت حاجاتهم، فيظن المـُريد أنه ما أخذ ولقد أخذ، ولكن للحكمة بذر ونبات، ووقت البذر غير وقت النبات، وقد يبذر فيك بذر الحكمة، ويبقى النبات موقوفًا على مجيء سحابة ماطرة، فإذا جاءت أظهرت من الأرض ما كان فيها كامنًا، فتبقى الودائع مطوية في العباد حتى تجيء أوقاتها.

يا رحمن يا رحيم، يا من هو هو هو يا هو، أسألك بعظمتك التي ملأت أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على خلقك، وبرحمتك التي وسعت كل شيء، وبعلمك المحيط بكل شيء، وبإرادتك التي لا ينازعها شيء، وبسمعك وبصرك القريبين من كل شيء، يا من هو أقرب إليّ من كل شيء، قد قل حيائي وعظم افترائي، وبعد مُنائي، واقترب شقائي، وأنت البصير بمحنتي وحيرتي، وشهوتي وسوءتي، تعلم ضلالتي وعمايتي وفاقتي، وما قبح من صفاتي، آمنت بك وبأسمائك وصفاتك وبمحمد رسولك فمن ذا الذي يرحمني غيرك! ومن ذا الذي يسعدني سواك! فارحمني، وأرني سبيل الرشد، واهدني إليه سبيلًا، وأرني سبيل الغي،

سيئتان قل ما ينفع معهما كثرة الحسنات: السخط لقضاء الله، والظلم لعباد الله. وحسنتان قل ما يضر معهما كثرة السيئات: الرضا بقضاء الله والصفح عن عباد الله.

تريد الموت لأنه يخلصك من الألم مع أن الأنس بالله يزيل كل هم. الولي يا بني لا يحيا في دنيانا لأنه مع الله. يريد لقاءه نعم، ولكنه يصبر على الدنيا لأنها طريق إليه. يومًا ما يا أبا العباس ستستقبل الموت لا لترى الأحباب الذين اشتقت إليهم، ولكن لتلقاه هو، فكل الأحبة من صنعه، وكل الجمال اجتمع بين يديه وحوله، هل تفهم كلماتي يا أحمد؟ اخرج من حولك وقوتك ومن نفسك وتذكر تكليفه لك.

وقال بصوته العميق وهو يرفع يديه إلى السماء: یا عزیز یا رحیم، یا حکیم یا غني يا کریم، يا واسع يا عليم، ياذا الفضل العظيم، اجعلني عندك دائمًا، وبك قائمًا، ومن غيرك سالمًا، وفى حبك هائمًا، وبعظمتك عالمًا، وأسقط البين بيني وبينك حتى لا يكون شيء أقرب إليَّ منك، ولا تحجبني بك عنك، إنك على كل شيء قدير.

قالها حجة الإسلام: من لم يفهم إلا حب المحسوسات، كيف يؤمن بلذة النظر إلى وجه الله تعالى وما له صورة ولا شكل.

معرفة الله تحتاج إلى القراءة والغوص في الكلمات ثم الخروج منها وتذوق اليقين.