إنّهم يضيئون الماضي، يمجّدونه لأنّهم عاجزون عن تمجيد الحاضر الخراب الذي صنعوه. إذا ما انطفأ الماضي الذي يتغذّون عليه، انطفؤوا.
ميكروفون كاتم صوت > اقتباسات من رواية ميكروفون كاتم صوت
اقتباسات من رواية ميكروفون كاتم صوت
اقتباسات ومقتطفات من رواية ميكروفون كاتم صوت أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
ميكروفون كاتم صوت
اقتباسات
-
مشاركة من Shimaa Allam
-
المدينة مليئة بأقواس النصر الخشبيّة، كلما كثرت هزائمنا، تضاعف عدد الأقواس. أردف بما معناه أنّ شأن تلك الأقواس شأن المكبّرات.
مشاركة من Shimaa Allam -
ما فتئت دموع العجوز تنثال من عينَيه، لا تبكيه الإساءة لابن أخيه، بقدر ما يبكيه ارتباك الناس حيال الميكروفون الذي نطق أخيرًا بأصواتهم! آثروا وصم الناطق بالجنون، كي يقنعوا أنفسهم أنّ الصمت عين حكمة
مشاركة من Shimaa Allam -
عندها تقدّم سلطان من صورة الزعيم الملصقة على الجدار، نزعها بحركة واحدة من يده، هتف وهو يرميها في وجهه: "خِدا معك!" انتبه الجميع إلى علمٍ لبنانيّ مرسوم في أسفل الجدار، كانت تخفيه صورة الزعيم؛ وحدها الأمّ تذكّرت أنّ ابنها
مشاركة من Shimaa Allam -
ولدا، وسط القبور، والموت لا يؤلم من اعتاد على ركله، كما يركل الأطفال الكرة في الأزقّة.
مشاركة من Shimaa Allam -
أتراه خشي أن يستعيد أبوه القدرة على النطق، فيسترجع منه الميكروفون، ذاك الجهاز العظيم الذي منح صوته قوّةً رهيبةً، ما عاد قادرًا على تصوّر حياته من دونه؟
مشاركة من Shimaa Allam -
ماذا لو كان الرجل الصامت أمامه نقيض ما هو عليه اليوم؟ ماذا لو أنّه فعل كلّ شيء، حتى يهرب من المقبرة لكنّه لم يفلح، أسوة به، لأنّ الفخاخ التي تنصبها الحياة أكثر من تلك التي ينصبها الموت.
مشاركة من Shimaa Allam -
هاله كيف صار بهذه السرعة شبيهًا به! قد ذهب في الاتّجاه المعاكس، فكيف أصبح وإيّاه على الطريق نفسها؟ كلاهما اليوم بلا طموح، بلا مستقبل، يعيشان من دون أصدقاء، يخافان المختار، ولي نعمتهما، والله والزعيم.
مشاركة من Shimaa Allam -
يتساءل وهو يحلق ذقنه إن أصاب البكم أباه بالفعل أم اختار بملء إرادته الامتناع عن الكلام! أتراه أدرك بعد كلّ تلك السنين ألّا جدوى من الصوت حين يكون المرء ممنوعًا من التعبير؟
مشاركة من Shimaa Allam -
فكّر بعبثيّة الحياة، بالجدوى من الهجرة، ما دام الموت يتربّص بنا في كلّ الأمكنة.
مشاركة من Shimaa Allam -
قالت بحسرة إنّ فيروس كورونا غيّر طباع البشر. علّق سلطان أنّ الفيروس لم يغيّر تلك الطباع، بقدر ما أظهر الوجه الحقيقيّ للإنسان، نبش ذاته على غرار نبش القبور.
مشاركة من Shimaa Allam -
فكّر أنّ النعي ليس سيّئًا كما تصوّر، بل على النقيض من ذلك، منحه الميكروفون شعورًا غريبًا بقوّة لم يختبرها من قبل. أرعبه هذا الشعور، إذ أنّ أشدّ ما يخشاه أن يصل إلى عيشة معقولة في المقبرة
مشاركة من Shimaa Allam -
ارتضى، بالرغم من تميّزه، أن يصبح جزءًا من جوقة الميكروفونات التي تحاصر المدينة، ناثرةً الكراهية والموت والتضليل في كلّ مكان.
مشاركة من Shimaa Allam -
راعه كيف نتّخذ الخيارات ذاتها، كأنّ من نودّ أن نكون معه هو شخص واحد بأسماء مختلفة
مشاركة من Shimaa Allam -
فكّر أنّ حبّه لها ليس بحجم البحر، بل بحجم المقبرة التي ما فتئت تتّسع يومًا بعد يوم.
مشاركة من Shimaa Allam -
"لن ننساك"، قدّرت أنّ الأحياء يتعهّدون بعدم نسيان موتاهم، لأنّ البشر يبقون أحياء ما داموا يعيشون في ذاكرة الناس.
مشاركة من Shimaa Allam -
"هيدي بكّايّة، يا بنتي"، استفسرت بتقطيب حاجبيها، فشرح أنّ أجدادهما الفينيقيّين كانوا يدفنون موتاهم مع بكّايات كهذه، إذ كانوا يعتقدون أنّ الموتى يستيقظون بعد دفنهم كي يبكوا أحبّتهم الأحياء.
مشاركة من Shimaa Allam -
أعرب سلطان عن استغرابه من وضع صورة للزعيم وسط الموتى، فردّ حسن ساخرًا ألّا غرابة في الأمر، ما دام الموتى في البلد ينتخبون بقدر ما ينتخب الأحياء.
مشاركة من Shimaa Allam -
"ناس ميسورة وناس معسورة! ناس عندها عرس على شط البحر وناس تايهة بعرضو".
مشاركة من Shimaa Allam