اقتباسات من رواية سبيل الغارق: الطريق والبحر

البرتغاليون قراصنة يسرقون البضاعة، ويقتلون التجار في بحر القلزم، وبحر العرب، وبحر الهند، وبحر الصين، يظهرون كالأسماك المتوحشة، وهدفهم أن تتوقف سفن مصر والبندقية عن دخول تلك البحار والسيطرة عليها لا بد لمصر أن تدافع عن أبحر سيطرت عليها قرونًا من الزمن.

كل الأماكن لله يا جليلة، نحرس بعضها بعض الوقت لا أكثر. هو عرف هذا؛ لذا تفتحت له أبواب كثيرة وكلما ازداد الطمع والتمسك عند البشر شُيدت الحواجز بينهم وبين الحقيقة.

قال تعالى: «وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون». هوسبيل واحد يا حسن إلى الله، كله بصيرة وفهم.

تنظر إلى الناس كأنهم كلاب ضالة.

‫ - الكثير منهم، وليس كلهم.

المماليك كانت تبني القلاع لتحمي طريقها. وعندما جاء البرتغاليون بنوا القلاع الصغيرة على أطراف الشواطئ ليهجموا منها على التجار والسفن، فيثيروا الرعب ويسدوا مدخل الطريق. تعرف شيئًا عن المماليك وعن البرتغاليين؟

أصبح على المصريين الآن دفع ديون إسماعيل «بالفائض»، وديون جديدة لتحطيمهم الإسكندرية واعتدائهم على الأجانب وديون الحرب؛ فالديون ستُدفع للجيش المحتل ليقوم بعمله في حرفية على مصر والمصريين دفع أربعة ملايين جنيه إسترليني خسائر تسببوا فيها بسبب الحرب، وعلى بعض

لم يعرف أحد لماذا قصف سيمور الإسكندرية عشر ساعات مع أنه لم يكن يحتاج إلى قصفها أصلًا، حتى عرابي لم يتوقع هذا ولا الخديوي المحتمي في قصر رأس التين، لم يعرف السبب سوى حسن، كانت تظهر له تجليات من حين إلى حين.

الحب يا ابنتي هو ما يوهم الرجال أنفسَهم به ليظلموا زوجاتهم، ويرافقوا غانية أو مطربة أو جارية، يقولون يا عزمية إن الحب يزيد من خفقات القلب، ولو زادت خفقات قلبك تموتين يا ابنتي، هي لحظات لا تقيم حياة ‫ رددت جليلة : هي لحظات لا تقيم حياة.

لو كان اختار الطريق غير المألوف كان سينجو حتى لو غاص في بحر مجهول أما طريق اليابس فلا يجدي الغرق يا هانم ليس دومًا تحت المياه، أحيانًا يكون من هواء نتنفسه، وسفن أجنبية تحاصرنا ولهفة لا تزول، ويأس لا ينتهي .

مريضًا بمرض عضال، ولم يشفه سوى مياه زمزم، أغرق نفسه فيها، وشفي بعدها ‫ - أي مرض؟ ‫ - مرض لن تعرفيه يا سيدتي، لا يأتي إلا للمحرومين ‫ قالت في إصرار: أي مرض؟ ‫ - كان مريضًا بلهفة لا تزول و لهفة لا تنقطع.

واحتمى الخديوي توفيق في الإسكندرية، وحدثت حادثة المكاري الذي تشاجر مع المالطي، وقتله المالطي، فهب المصريون يتقاتلون مع الأجانب اتهم الإنجليز عرابي بالتحريض على الأجانب، وخرج الأسطول كله يحمي أجانب الإسكندرية، بل أشاع الإنجليز أن الأسطول يحمي المسيحيين في مصر من الأجانب و المصريين.

حب ينفذ إلى الروح ‫ - وهذا أخطر أنواع التعلق لا دواء، قلت لك ‫ - بل لديك دواء لكل داء تعرف دواءً للتعلق؟ أعرف ‫ ابتسم الشيخ الزمزمي وقال: الغزالي قال: «لو عالج الطبيب جميع المرضى بالدواء نفسه لمات معظمهم»

عزمية الأخت الثانية فقد تزوجت صاحب أراضٍ من أهل والدها في المنوفية، ضخم الجثة، كثيف الشارب، لا يتحرك كثيرًا ولا يكترث بما يحدث حوله كان نعم الزوج، يتركها تفعل ما تشاء ما دامت لا تؤرق نومه أو جلسات الحشيش التي ينعم بها مع أصدقائه.

حتى الخدم كانوا يحاولون فهم عبارة مصر للمصريين. رددوها معًا في محاولة للفهم.

‫ قال صادق: يقولون..مصر للمصريين؟ هذا عصر الجنون. يقولون إن يعقوب صنوع تلميذ الشيخ محمد عبده؟ كيف يكون لشيخ مسلم تلميذ يهودي؟

مرت السنون وحسن سر أحمد بك، عرف كل شيء عن زوجته الثانية ثم الثالثة ولم ينطق لأحد قط كان يرعى التجارة، وينظف روث الخيول في الإسطبل، ويصاحب جليلة هانم، ويشتري مستلزمات البيت من السوق، أصبحت أهميته تقارب أهمية أحمد بك و لكنه كالظل لا لون له و لا ظل.

الغزالي: «من لم يشكَّ لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في متاهات العمى».

لم أكن أتوقع أن يكون بهذه البشاعة شيطان في زي راعٍ للحريات والثورة على الظلم كل هذا العنف بداخله..يا إلهي هذا العنف مخيف هو أسوأ من الإنجليز لو تعرف ‫ التفت إليها حسن في بطء وهو يتحاشى النظر إلى وجهها،

الدين يجعل أمثال هذا الخادم يرضخون ويتقبلون قدرهم، هذه وظيفة الدين وهذا قاله فولتير، ولا بد أن تقرئيه ‫ قالت في قوة: قرأت فولتير يا أستاذ واسمح لي أن أختلف معك، لم يكن ضد الدين، ولكنه كان ضد تدخل الدين في السياسة، وضد تدخل الكنيسة في بلاده.

يقول شرف الأئمة الغزالي: فلا تسألني قبل الوقت، وتيقن أنك لا تصل إلا بالسَّير.

المجذوب من جرأته تعلق بابنة السلطان الغوري وكانت تدعى بلسم. سماها السلطان على اسم النبات الذي يحافظ عليه في حدائق مغلقة هنا بجانب السبيل.