اقتباسات من كتاب ستة

وكانت القناعة نصف السّعادة، وبها كُنّا نقطع نصف الطّريق، وكان الله يقطع بنا النّصفَ الآخَر.

الثّائرون لا يَمُوتُون… والمُقاتِلون لا يَرْتاحُون!

«هذا البابُ الأَوَّلُ بائِسْ… يَحْكِي قِصَّةَ أَرْمَلَةٍ فَقَدَتْ فارِسَها فِي الحَرْبِ فَمَا ثَمّة فارِسْ… هذا البابُ الثّاني يُخفِي قِصّةَ شُهَداءِ القَصْفِ، لَقَدْ كانُوا سِتَّ مَناراتٍ في اللَّيْلِ الدَّامِسْ… ماتَ الخَمْسَةُ بَقِيَ السّادِسْ… احْكِ القِصّةَ يا مَنْ ظَلَّ يَتِيمًا ووَحِيدًا… كَيْفَ

«ما مضى لن يعود، بعضُ الجَمال تذهبُ به الأيّام، وبعضُ الحنين هو خطيئة القلب، كلّ شيءٍ يتغيّر، فلِمَ يكون الوقوف على أطلال الماضي ذابِحًا إلى هذا الحَدّ؟! كلّ شيءٍ صار غريبًا لك وغريبًا عنك، الأمكنة غير الأمكنة، والهواء غيرُ الهواء،

❞ الحرّيّة تحتاج إلى قُوّة. ليسَ من المُمكن أنْ تنتزعها وأنتَ ضعيف. كان استِعدادُنا النّفسيّ خيرَ قُوّة نُواجه بها الآلة العسكريّة الضّخمة. لم يكنِ السّجن العائق الأكبر، كان الاستِسلامُ إساءةً لتاريخنا الطّويل في النّضال، لن نستسلم، لن نيأس، وسنُقاتِل بالأمل حتّى ❝

اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:

****

#أبجد

#ستة

الموتُ هو حياتنا الأخرى، الحياة الّتي تنقلنا إلى الوطن الحقيقيّ، هذا التّراب، هذه الجغرافيا، هذا التّاريخ، هذه الأرواح الّتي تنتظرنا هناك، تلك الحياة الأخرى هي بوّابة الموتِ بالنّسبة لنا، إنّنا نعبره على أمل الحياة الخالدة، الحياة الّتي نلتقي فيها بمن نحب، نلتقي فيها بالوطن المُحرَّر وبالرّاحلين. هناك، وهناك فقط يُمكن أنْ نشعر بأنّنا عِشْنا!!

فلسطين ليست بعيدة ولكنّها مع ذلك ليست قريبة. شيءٌ ما عليكَ أنْ تهبَه لها حتّى تنظرَ في عينَيك. لا أدري كيفَ يكون وجهُ حبيبتي حينَ أضربُ لها موعدًا، أو أُعطيها وعدًا بيوم خلاصها ثُمّ يكون لي أنْ أتعذّر بالأشواك في الطريق، أو بالأفاعي المتربصة في الدرب، أو بالغربان المحلقة في الأجواء.

كانت الكتابةُ تمرينًا على النّسيان، ووسيلةً للتّعافي، الّذي قال لكمْ إنّ الكلمات تقتُل لم يقلْ لكمْ إنّها تُحيي كذلك، وإنّ فيها شِفاءً ينزل على القلوب بردًا وسلامًا.

كان يُمكن أنْ تقول إنّ هذه الأسرة مكوّنةٌ من أربعةِ أفرادٍ؛ ثلاثة إخوة رابعهم موتُهم، أو خمسةٌ سادسهم موتُهم، أو سبعةٌ ثامنهم موتُهم، ولم نكنْ نعرفُ للموتِ جنسًا، هل كان أخًا أم أُختًا، ذكرًا أم أنثى؟! لم نكنْ نعرف، ولكنّه كان أحدنا.

قلتُ: «ومَنِ القَتَلة في نظرك؟!». ردّ: «الخيانة قاتلٌ خبيث». «والبُعد». «والقلبُ الّذي لا ينسى». «والشّوق الّذي لا يهدَأ». «والبرد والظّلام والحُزن و..». «ما أكثر القتلةَ…!!».

كان خيطُ الدّم لا ينقطع، كأنّ الشّهادة رَحِم، كأنّ الدّم الطّاهر يجمع لُحمةَ هذه البِلاد، من أجلِ عينَيها نموت، ومن أجلِ خلاصِها من دَنَسِ الغاصبين نبذلُ كلّ ما يعتقدُ عالَم الطّين أنّه ثمين!

قولي أيّتها الحرّيّة: أما شبعتْ قلوب هؤلاء الأبطال من النّزيف؟!

‫ كانوا يُطلِقون النّار في كلّ اتّجاه، الأوغاد يفعلون ذلك كما لو كُنّا حشراتٍ أمامهم، كلابٌ ضالّة، و… ها هي رصاصةٌ تخترقُ صدره، يفوح الدّم، تبرعم الوردة، ويعبق الشّذا، وتُزغرد الأمّ، ونصنع له في الفجر عرسًا يليقُ به.

نحن الورود الّتي لا تستسلم، القبضة الّتي لا تتراخَى، الشّمس الّتي لا تغيب، ونحن قَدَر الله الّذي لا يُرَدّ!

غير أنّ هاتين الزّيتونتَين الّلتين اتّخذْنا منهما أنا وعمّار عارضَتي الملعب كانَتْ لهما معنا حكايات مختلفة… حينَ نعودُ من المدرسة، نتوجّه إليهما قبل البيت، بعيدتان هما من بيوت الصّفيح والإسمنت والأتربة، يُسنِد عمّار ظهره إلى إحداهما، وأُسند أنا ظهري إلى الأخرى

الّذي يبعدُ كثيرًا من هنا هي مصدر حياتنا، لا أعني أكثر من أنّه كان طَعامَنا طَوال السّنة، كُنّا ننتظرُ عامًا كامِلاً كي نجني ثَماره في برد الخريف لنشعر بشيءٍ من الدّفء طيلةَ عامٍ بأكمله، قبل أنْ يشحّ في الصّيف لنبتهل أن يغيثه الله قبل أن يغيثنا

ولم يكنِ الزّيتون ينبتُ في التّراب فحسب، كان ينبتُ بالإضافة إلى ذلك في قلوبنا، لأنّنا كُنّا نتخيّل أنّ شكلَه يُشبِه شكلَ أفئدتنا، ولو أردتُ أنْ أُحدّثكم عن الزّيتون، فلا شكّ في أنّني سأُحدّثكم عنّا، كانت شجرات الزّيتون الّتي في حقلنا

لا ينتقم إلاّ مَنْ كان ذا ذاكرة، أمّا أولئك الّذين ينسَون فسيقبلون بأيّ شيءٍ، لم يكنْ لائِقًا بالثّائرين أنْ يقبلوا بأيّ شيء.

الله

«أريدُ أنْ أرى الشّمس، الشّمس الّتي تسرقونها وتُقسّطونها علينا ليستْ ما نريدُ، نريدُ شمسًا ساطِعةً كامِلة يُغطّي نورُها ترابَ فلسطين كلّها».