كان شيئاً ما في نفسه يتوق إلى تورينو، إلى أناقتها المفرطة وجنونها المعماري الجريء وأروقة البازيليك والقباب الاهليجية المسكونة بالغموض والأساطير، كان مفتوناً بسحرها منذ أن كسر قيود الطفولة وتخلص من الوقار الكنسيّ الذي سيجته العائلة والكتب والصلوات، إنه التوق إلى الحرية ولذة الاكتشاف وتشكل الذات، ولم تكن تورينو في نظره إلا وجه إيطاليا الحقيقي بكل تناقضاتها وقومياتها ولهجاتها وهزائمها وأحلامها الرومانسية الوطنية.
#صندوق_الرمل
#عائشة_إبراهيم
صندوق الرمل > اقتباسات من رواية صندوق الرمل
اقتباسات من رواية صندوق الرمل
اقتباسات ومقتطفات من رواية صندوق الرمل أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
صندوق الرمل
اقتباسات
-
مشاركة من Somia la Lune
-
"وحدها فتاة المنشية بائعة الحليب، التي تجاهلته بكبرياء وانفعال وسخط وتعالٍ، ظلت جمرتها مشتعلة بعنفوان، وجعلته يسلّم بأن التجاهل هو أحد أهم المصائد المؤدية إلى الحب"
مشاركة من عائشة إبراهيم -
في القلب لم يكن هنالك شيء سوى الخَوَاء، وشعور بالتفاهة والانحطاط، لطالما كان تقديره لنفسه عالياً، ويعتقد أنه مشروع رجل صالح، يُلبِّي أوامر الواجب بكلِّ إكبار، ويقهر بصبر قدِّيس كلَّ ما في نفسه من نزعات الأنانية، وعندما استدعتْهُ قيادة الجيش للتجنيد الإلزامي والالتحاق بالحملة العسكرية على طَرَابُلُس، تجنَّب مغالطة القوانين أو التشكيك في نقائها، وعدَّ هذا النداء صورة أخرى لمعاني المواطنة، أمَّا اليوم وهو أمام ما يمكن أن يُسمِّيَه صفعة أخلاقية أطاحت بشرف الدولة والجيش والصحافة والبرلمان والحكومة لم يعد راغباً إلَّا في الانزواء بعيداً أو الموت، شريطة ألَّا يُكتَب اسمه على الأنصاب التَّذْكارية للجنود الأغبياء الذين ظنُّوا أنهم ماتوا في سبيل الوطن لقد بات من الواضح الآن، صبيحة اليوم الثاني لمعركة شارع الشطِّ، أن الموت الذي نجا منه بأعجوبة عند طابية الصَّبَّار الهندي هو أقصى ما يتمنَّاه اليوم، ذلك أن الموت وكما في الأزمنة كلِّها هو السبيل الوحيد لمسح العار بدا الصباح فاجعاً منذ أوَّل خيوط الفجر، في منتصف الباحة، عند سارية العَلَم الذي كان حتَّى تلك اللحظة مُنكَّساً حِدَادَاً على أرواح البرساليري
مشاركة من إبراهيم عادل -
اقتادوا الجنود تحت لهيب الشمس، يحملون الفؤوس والمجارف ورُزماً من أكياس المشمَّع الفارغة إلى حيث حدَّد القادة مكان الخندق، رشقوا الأوتاد، ونثروا الغبار الأبيض لترسيم الحدود، وانهمكوا في الحفر بانفعال وتذمُّر، لامس ساندرو، للمرَّة الأولى وهو غارق في الغبار والعَرَق، حقيقة صُندُوق الرَّمْل الغريبة، المَلمَس الوَهْمي للرَّمْل وهو يتلاشى من بين الأصابع، مزيج الشفافية والقتامة والهشاشة والكبرياء والتشكُّل من بعد الانهيار، تعجَّب من دقَّة وصف سالفيميني لأرض طَرَابُلُس رَغْم أنه لم يعاين هذه الكُثْبان الشهباء وهذا الغبار المتعنِّت والنيران المستعرة تحت الأقدام، وكلَّما استغرق في الحفر وتمرَّغ في الغبار وتذوَّق طَعْمه ورائحته، تلاشى إحساسه بكينونة الجسد، وتحوَّل دمه وأنفاسه ومشاعره إلى كتلة من الكلس الثقيل تترسَّب في عروقه، وتُحيله إلى كائن مساميّ شَرِه للامتصاص في وقت لاحق لاحظ أنه لم يعد يشعر بالكراهية تجاه الجندي التوسكاني، وعندما تقابلا في موقع الحفر في استراحة الغذاء شعر به كما يشعر تجاه كيس رَمْل متحرِّك.
مشاركة من إبراهيم عادل -
أما دافلين، فلم تكن مُهيَّأة لسماع شيء عن الألم، وقد كانت منذ قليل مُتشوِّقة لالتقاط خيوط قصَّتها الجديدة، كانت دائماً تبحث عن تفسير للحبِّ كيف يتعالى على اللغة والهوية والحضارة، ويجمع البشر في حالة واحدة من الشوق والقلق والشكِّ والانتظار، إنه الهذيان اللذيذ الذي لا يعرف الفرق بين غني وفقير، أو بين متعلِّم وأُمِّيٍّ، هو هكذا في كلِّ أرض يجد له أصفياء ومريدين وصعاليك وفلاسفة، في العام اللاحق نشرت كتابها حرب طَرَابُلُس، وكانت تظنُّ أن أقسى ما مرَّت به الفتاة الحسناء بائعة الحليب هو ذلك القلق الصغير، وكان آخر ما دار بينهما من حديث حين ودَّعتْها قائلة:
- هيَّا يا طفلة عودي إلى البيت، لا تبدو الأوضاع مريحة اليوم.
مشاركة من إبراهيم عادل -
أسند رأسه على حافَّة الكرسي، واسترق النظر إلى وجه المرأة الحُلْم كيف بعد أن كانت ضرباً من خيال مستحيل يراها ماثلة أمامه، تبتسم بدلال وتنظر إليه كأنها تعتذر له عمَّا اقترفتْهُ السماء خلال اللحظات الفائتة، عاد وفتح عينَيْه على اتِّساعهما، لم يكن حُلْماً، كانت تُحدِّق في عينَيْه بتأمُّل مستريح، كأنها نسيت نفسها على تلك الحال، أشعلت في داخله غابة من مشاعر منتفضة لا قِبَل له بها، تحوَّلت القاعة بضجيجها ودخانها وصخبها وغبار مِنْفَضَتِهَا وثرثرة شعرائها وجدال مثقَّفيها إلى عالم مُبهرَج من الفتنة، تحيط بسنيورته المحبوبة، وتساءل وهو يُربِّت على قلبه بيده: كيف يأتي الحبُّ هكذا فجأة مثل المطر؟! فأومأت له برأسها موافقة، ومُتمِّمة طقس ابتسامتها السماوية
مشاركة من إبراهيم عادل -
وبعودته إلى نابولي محمَّلاً بمحنته، سيظلُّ يذكر أن أقسى التجارب التي يمرُّ بها الجندي ليست موت رفيقه، ولكن القسوة كلّ القسوة حين يُمنَع من البكاء عليه، سيذكر بشاعة تلك القوانين التي تَخْنُق الحزن، وتُعاقِب الجندي الباكي بالتضحية به في أُتُون المخاطر
مشاركة من نُهي -
❞ قالوا إن البحر مُلوَّث بجُثث الليبيِّيْن. ❝
مشاركة من rimaibrahim_ -
حاولتْ أن تفتح عينَيْها، اكتشفتْ أنهما مفتوحتان على اتِّساعهما، لكنهما غارقتان في الظلمة، أو في برزخ سفلي، بكت قبل أن تتحرَّك من مكانها، بكت بحُرْقَة، لأنها ماتت قبل أن تعرف ما حلَّ بها، ما أقسى أن يموت الإنسان دون أن يعرف السبب.
مشاركة من Aboelhmd Ezzat -
أدرك في اللحظة التالية أنه كائن بائس، محكوم بقَدَرِيَّة العار
مشاركة من Aya Hisham -
كانت دائماً تقول الموت للجنود والانتصارات للقادة.
مشاركة من تامر عبد العظيم -
❞ لقد بات من الواضح الآن، صبيحة اليوم الثاني لمعركة شارع الشطِّ، أن الموت الذي نجا منه بأعجوبة عند طابية الصَّبَّار الهندي هو أقصى ما يتمنَّاه اليوم، ذلك أن الموت وكما في الأزمنة كلِّها هو السبيل الوحيد لمسح العار. ❝
"كان يتمنَّى أن يصرخ، حين لم يعد يفهم ما حدث، قالوا له إنه لا يمكن الشفاء من صدمة الحرب، وإن الألم أيقونة تَذْكار معلَّقة على جدار الروح تخترق القلب كرصاصة تحاول إخراجها فتُؤلِمكَ قد تُخيطُ جرحكَ وتغادر لكنْ، كلَّما هبَّت الريح يستيقظ الوَجَع "
مشاركة من Mohamed Osama
السابق | 1 | التالي |