أما دافلين، فلم تكن مُهيَّأة لسماع شيء عن الألم، وقد كانت منذ قليل مُتشوِّقة لالتقاط خيوط قصَّتها الجديدة، كانت دائماً تبحث عن تفسير للحبِّ كيف يتعالى على اللغة والهوية والحضارة، ويجمع البشر في حالة واحدة من الشوق والقلق والشكِّ والانتظار، إنه الهذيان اللذيذ الذي لا يعرف الفرق بين غني وفقير، أو بين متعلِّم وأُمِّيٍّ، هو هكذا في كلِّ أرض يجد له أصفياء ومريدين وصعاليك وفلاسفة، في العام اللاحق نشرت كتابها حرب طَرَابُلُس، وكانت تظنُّ أن أقسى ما مرَّت به الفتاة الحسناء بائعة الحليب هو ذلك القلق الصغير، وكان آخر ما دار بينهما من حديث حين ودَّعتْها قائلة:
- هيَّا يا طفلة عودي إلى البيت، لا تبدو الأوضاع مريحة اليوم.
صندوق الرمل > اقتباسات من رواية صندوق الرمل > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب