ثم ساورته هواجسه فلم يعد يفهم سببًا لوجوده من الأساس، لِمَ خلق الله البشر؟ وتلك السيارة تخوض بهم الزمن نحو مجهولٍ غارق في ضبابيته هل يعثر على جثة أمه، أم يجدها تتنفس؟ وأميرة تلك؛ من هي ولِمَ تخشى الكلام معه؟ هل هي شريكتهما في الجريمة، أما تُرَاها من نفذتها، وقد تقاضت من رضوان أجرًا إحدى حلي ألطاف الذهبية أخذ يراقب الأسفلت تأكله إطارات السيارة ثم تلفظه خلفها كان الزمن يمر، ولو صارت ألطاف جثة فلن يجد من جسدها الآن إلا عظامًا أوليس غريبًا أن وجودي وجودك وجوده وجود الناس أجمعين دليلٌ فج على ممارسة الجنس، ثم تجد الناس يأنفون الكلام عنه كأنه عار؟! وكان يشير إلى ركاب المشروع بأصابعه، ويخبرهم أنهم هنا لأن أبويهم مارسا الجنس والناس في البداية استغفروا بأصوات عالية، فضحك منهم ضحكات عالية محشرجة، وشخر في وجوههم يؤكد لهم أنه لولا ممارسة الجنس لما كان لديهم فم يستغفرون به.
مخرج للطوارىء > اقتباسات من رواية مخرج للطوارىء
اقتباسات من رواية مخرج للطوارىء
اقتباسات ومقتطفات من رواية مخرج للطوارىء أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
مخرج للطوارىء
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
-
تنفست منى الصعداء، أرسلت عينيها إلى أضواء المدينة الممتدة خلف رأسه، وشعرت أن العالم واسع وجميل، انتابتها نشوة متصاعدة حتى لأرادت أن تختبر شعور القبلة كيف يكون، وهي لم تشرب خمرًا من قبل كانت على وشك بلوغ الخامسة والأربعين، ولم ترَ من العالم سوى مؤخرات العجائز، وطين الطرق، وجدران بيت أمها المتقشرة لم تتنسم إلا رائحة الشيخوخة العالقة بجدران كل البيوت التي تتردد عليها، تلك الرائحة الزاحفة رويدًا لتلتصق بجسدها أيضًا هي لم تختبر الحياة بعد، ورضوان يفتح لها أبواب تبدو عن حق مغرية، يمنحها الحب الذي لطالما حرمت منه.
مشاركة من إبراهيم عادل -
استحضرت فريد، صوته، ملامحه، نظرته الحنون ودفء قبضته الكبيرة حين يتناول كفها متى يكف عن رؤيتها كابنة له، ويدرك أخيرًا أنها حبيبته؟ ورشته الصغيرة بالمجسمات الخشبية، شغفه الجميل، كل ما فيه جميل لقد ألحت عليه أن يجرب العودة إلى صناعة المجسمات مرة أخرى، وأن يعلِّمها كيف تصنعها، وعدها بذلك لكنها الآن تترك الكرة في ملعبه لبعض الوقت، تريد أن تشعر برغبته فيها، اشتياقه إليها، ألا تكون هي مَن تخطو نحوه كل مرة. تمنع نفسها جاهدة عن الاتصال به، تقاوم رغبتها في سؤاله عن متى يعاودان زيارة ورشته فيعلِّمها؟
مشاركة من إبراهيم عادل -
المركب الورقية التي صنعتها مروة طارت بفعل ريح عاصفة، ولم يسقط المطر بعد فالمركب لا تزال بخير، وعليهم تتبعها قبل انهمار الأمطار فتفسدها المركب هائمة في السماء تتقاذفها الريح وهم يطاردونها من موقعهم على الأرض بدت كأنها اكتسبت في السماء حياةً، تطير من مكان لآخر كعصفور كان فريد شديد التوتر، وهو يخشى أن يفقد أثرها لم يجد سيارته ولا حذاءه، وأنزل أناسًا لا يعرفهم من سيارة الأجرة وجعل السائق يتتبع المركب الورقية حتى حطت أخيرًا أعلى عمود كهربائي حين همَّت مروة بتسلق العمود لالتقاطها منعها؛ قد يسقط المطر في أي لحظة وتصعقها الكهرباء، ومروة رقيقة هشة كمركبتها الورقية كانت جميلة حقًا، وقد برعت في صناعتها أخذ يقلبها بين كفيه، ويتأمل دقة تفاصيلها، ثم تذكر حين كان يهوى صناعة المجسمات الخشبية الصغيرة، في ورشته القديمة وضع مركب مروة جوار مراكبه الخشبية، وهي أخذت تتأمل مجسماته منبهرة بدقتها وجمال تفاصيلها، مراكب خشبية صغيرة، مقاعد وطاولات ومجسمات لآلات موسيقية، عود وبيانو لحقتهما فيروز إلى الورشة وقفت بالباب تتأملهما سعيدة،..
مشاركة من إبراهيم عادل -
الحق أنها كانت صادقة في مشاعر الضياع والاكتئاب، أما افتقاد ألطاف فقد ولى ذلك وتركته خلف ظهرها! اختفاء ألطاف منحها مساحة من الحركة لم تتخيل قط أن تحظى بها، لقد أعادت اكتشاف حياتها بعد ألطاف تواجدها الكثيف في بيت هبة، وقرارها بالاستحواذ على فريد لم يكونا لولا اختفاء ألطاف. كل ما شعرت به من ضياع في البداية صار أدراج الرياح بمجرد انتقالهم إلى بيت ناهد، ذلك الانتقال التي رأته كابوسًا فتح لها أبوابًا ما كانت تراها من قبل.
مشاركة من إبراهيم عادل -
مؤخرًا صارا يتعاملان مع نفسيهما باعتبارهما كهلين، ليس من المنطقي أن يكون ما يجمعهما حبًّا أو جنسًا؛ فقط بيتًا مفتوحًا وأبناءً بلغوا سن المراهقة بمشكلاته الجَمَّة لكن ألطاف التي قاومت الانهيار سنوات عدة، شعرت أن قطع الزجاج المتهشمة داخلها صارت تمنحها جروحًا تعجز عن احتمالها أكثر من ذلك، وعلى شفا الانهيار وجدت نفسها تتمسك به دون غيره.
مشاركة من إبراهيم عادل
السابق | 1 | التالي |