تنفست منى الصعداء، أرسلت عينيها إلى أضواء المدينة الممتدة خلف رأسه، وشعرت أن العالم واسع وجميل، انتابتها نشوة متصاعدة حتى لأرادت أن تختبر شعور القبلة كيف يكون، وهي لم تشرب خمرًا من قبل كانت على وشك بلوغ الخامسة والأربعين، ولم ترَ من العالم سوى مؤخرات العجائز، وطين الطرق، وجدران بيت أمها المتقشرة لم تتنسم إلا رائحة الشيخوخة العالقة بجدران كل البيوت التي تتردد عليها، تلك الرائحة الزاحفة رويدًا لتلتصق بجسدها أيضًا هي لم تختبر الحياة بعد، ورضوان يفتح لها أبواب تبدو عن حق مغرية، يمنحها الحب الذي لطالما حرمت منه.
مخرج للطوارىء > اقتباسات من رواية مخرج للطوارىء > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب