المركب الورقية التي صنعتها مروة طارت بفعل ريح عاصفة، ولم يسقط المطر بعد فالمركب لا تزال بخير، وعليهم تتبعها قبل انهمار الأمطار فتفسدها المركب هائمة في السماء تتقاذفها الريح وهم يطاردونها من موقعهم على الأرض بدت كأنها اكتسبت في السماء حياةً، تطير من مكان لآخر كعصفور كان فريد شديد التوتر، وهو يخشى أن يفقد أثرها لم يجد سيارته ولا حذاءه، وأنزل أناسًا لا يعرفهم من سيارة الأجرة وجعل السائق يتتبع المركب الورقية حتى حطت أخيرًا أعلى عمود كهربائي حين همَّت مروة بتسلق العمود لالتقاطها منعها؛ قد يسقط المطر في أي لحظة وتصعقها الكهرباء، ومروة رقيقة هشة كمركبتها الورقية كانت جميلة حقًا، وقد برعت في صناعتها أخذ يقلبها بين كفيه، ويتأمل دقة تفاصيلها، ثم تذكر حين كان يهوى صناعة المجسمات الخشبية الصغيرة، في ورشته القديمة وضع مركب مروة جوار مراكبه الخشبية، وهي أخذت تتأمل مجسماته منبهرة بدقتها وجمال تفاصيلها، مراكب خشبية صغيرة، مقاعد وطاولات ومجسمات لآلات موسيقية، عود وبيانو لحقتهما فيروز إلى الورشة وقفت بالباب تتأملهما سعيدة،..
مخرج للطوارىء > اقتباسات من رواية مخرج للطوارىء > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب