اقتباسات من كتاب في صحبة الأسماء الحسنى

كادَ العمر أن يكون عبوسًا لولا أن تداركه القيوم بالفرج. فقل: اللهمَّ تَداركني كما تدراكت صالحًا في ثمود.

سُبحَانَه، اختارك عبدًا، فاختَره صَاحِبًا، اسكُن لما في يديه، ولا تختر عليه، افتَح بصيرتك على قيُّوميته، وافهَم، إن أعبَاء التَّدبير لا تحملها إلا الرُّبوبية، ولا تقوى عليها البشرية.

يا قَيوم السَّماوات والأرض، قوِّم لنا الدُّنيا، وقوِّم لنا الدِّين.

هو الحي القَيوم، يكفيكَ ما يَخفى عليك!

رُبَّ تدبيرٍ يُساق إليك بالدعاء؛ خيْرٌ من ألفِ تَخطيط.

يا مَن والَى علينا المنن وغَمرنا بألطافِ المنَح، دبِّر لنا فإنَّا لا نُحسن التَّدبير.

اللهُمَّ هبني اسمك الذي تُقضى به الحوائج، اسمكَ الذي يجدُ به الواجد فوقَ ما وجد، ويجدُ به الفاقدُ كل ما فقد.

والله مَن رأى الجنَّة لم يَستبعد الطريق!

يا بُني، إِنْ صَحَّحتَ النيات، صَافَوْكَ، وَإِنْ خَلَطْتَ، خَلَّوْكَ، ولو صَحَّ الأصلُ، لصَحَّ الفَرع.

يا بني، طُوبى لمن تَرك شَهوةً حاضرةً لموعدٍ غائِب لم يرَه! طُوبى له، إذا عنَت الوُجوه، وكَان ثَوبه طاهرًا.

والقلبُ إذا آنَس صُحبة الأسماء الحُسنى؛ أبصر بها ما لا يبصر الناس!

الطَّريق إليه حجابٌ عن قلبك ترفعه.

قال الشَّيخ: لَقِّنْ كُل يَباسٍ فيكَ؛ يا حَيُّ، أحيني بك.

‫ يا بني، إنَّ (ذكرَ اللِّسان؛ نتائجهُ الأُجُور، وذكرَ القلوبِ؛ نتائجهُ الحُضُور)، حُضور الإجابة!

كَان الشيخ وهو يتكلَّم؛ كأنه يَرى، وكانَ إيماننا بِجانبه ضَريرًا مُقعدًا! كَان صوته يَعبُر إلينا، فيَهزُّ جِذع الطِّين فينا! رفَع صوته قائلًا: كُل الحُضور فناءٌ دون حياة الحيِّ القيُّوم، فهو بدؤكَ والختام.

قال الشَّيخ: يا بُني، (يبقَى الطَّريقُ هو الطَّريق، وإنَّما تتفاوت الأقدامُ في الإقدام).

يا بُنيَّ، هو مُدبِّر الأمرَ، ضَعها مِلءَ وجدانك، وانهَض على ثِقَةٍ منها إلى شانِك، فسابِق، حتى يُقال هذا العاثِر وصَل.

اللهُمَّ انقِلنا مِن كَدر البُعد إلى صَفاءِ القُرب.

أنتَ المبدئ المعيد، ابعَث لي ما اندثَر، واجبُر لي ما انكسَر، يا مَن يُبْدِئُ وَيُعِيدُ.

أينما وجَّهْتَ وَجهك، وجدته هُناك، أخبِره عن جُرحٍ أفزعَك، حدِّثه عمَّا أوجَعك، وبينَ هذا وذاك، وقبلَ هذا وذاك، يحنو عليكَ وَيرحمك!

فنسيَ بنسيم العافية ما ألمَّ به مِن ألمٍ