ولنتخيل علِماً إسلامياً يتعامل مع الأحاديث الشريفة من منظور المضمون وحسب لا شك أنه سيفشل في ربطها مع المفاهيم الكلية الإسلامية الأخرى. هذا على عكس عالِم إسلامي على قدر كبير من الخيال والثقافة والإطلاع والمعرفة بالتراث الديني، كنصوص وكممارسات عبر التاريخ الإسلامي قادر على تجريد النماذج المعرفية الكامنة فيها، وعلى تجريد النموذج المعرفي الكامن في الحديثين.
الإنسان والحضارة والنماذج المركبة > اقتباسات من كتاب الإنسان والحضارة والنماذج المركبة
اقتباسات من كتاب الإنسان والحضارة والنماذج المركبة
اقتباسات ومقتطفات من كتاب الإنسان والحضارة والنماذج المركبة أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
الإنسان والحضارة والنماذج المركبة
اقتباسات
-
مشاركة من Rwa
-
أنا من المعجبين بكثير من جوانب الرومانسية، وأعتقد أنها كنسق فلسفي وكطريقة للإدراك تخلق التوجه المطلوب نحو الرؤية الايمانية، وذلك على عكس الفلسفة النفعية العقلانية التي تخلق التوجه نحو الفلسفات العلمانية والمادية. إن الرومانسية هي المرحلة التي يدخلها الانسان الذي يؤمن بإفلاس الحواس وبفشل الأمر الواقع في إشباع جوعه الروحي.
مشاركة من Rwa -
ومن مظاهر فرادة التاريخ اليهودي أنه لا يمكن أن يستمر في مساره الحقيقي خارج فلسطين، ولذا لابد من العودة إلى هذا المطلق. ويفسر بعض الصهاينة معاداة اليهود واليهودية على أنها رد فعل لفرادة اليهود (الميتافيزيقية أو الاجتماعية) لأن الكيان اليهودي الفريد يثير حفيظة الآخرين من الأغيار، ولذا يجب أن يكون لليهود دولتهم الفريدة التي يمارسون فيها فرادتهم بشكلٍ فريد.
مشاركة من Rwa -
وهنا يجب أن نسارع بالقول إن الأسطورة الصهيونية لم تتحقق من خلال قوتها، وإنما من خلال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الغربي. فقد يسر هذا للصهاينة الاستمرار في أحلامهم الوردية المطلقة، وفي تركيزهم علي الثابت دون المتغير، فالإنسان لا يصل إلى نوع من العقلانية وإلى شيء من التوازن بين الحلم والواقع إلا من خلال الممارسة التي يدفع أثناءها ثمن أخطائه وشطحاته. أما بالنسبة للصهاينة، فثمة قوى خارجية هي التي تسدد فواتير أخطائهم وأوهامهم
مشاركة من عمرو الحكمي -
إن حضارة الإجراءات قادرة على أن ترصد الواقع وتجرد منه، ولكنها غير قادرة على تغييره بشكل ينهض به، فهي لا تجابه الواقع بنسق أخلاقي ثابت أو مثل أعلى مستقر وإنما تجابهه بآلة حاسبة وما تقرره الأغلبية يصبح هو الحقيقة والخير..
مشاركة من Bassem Taha -
يجب ألّا نحكم على نسق فكري أو اجتماعي ما إلّا بعد توصيفه وتصنيفه، ثم ننصرف بعد ذلك لإطلاق الأحكام القيمية. وحينما نفعل ذلك يجب أن نكونَ واعين بما نفعل وبأن التقييم يختلف عن الوصف. كما يجب أن نكون مدركين للمنظومة القيمية التي ننطلق منها والفلسفة التي نصدر عنها، وأن نعرف أن الحكم القيمي هو في نهاية الأمر حكم يحوي داخله شرعيته، فإن كنت تحكم على الظاهرة من منظور إسلامي فأنت تفعل ذلك لأنك مؤمن بالإسلام، وبالتالي فمنطق الحكم (الذاتي) مختلف عن منطق الأشياء (الموضوعي). ولعل هذا الموقف يُمكِننا نحن المسلمين من أن ننفتح على العالم دون أن نفقد هويتنا وقيمنا، إذ يمكنني، في هذه الحالة، أن أقوم بقراءة عمل أدبي ما فأصفه وأحلله وأبين بنيته والصور المجازية المتواترة فيه ومعناه وارتباط شكله بمضمونه، بل ويمكنني أن أبين مواطن الجمال فيه كعمل أدبي وأربطه بالتقاليد الأدبية التي يصدر عنها -أي أن أقوم بعملي كناقد أدبي، ثم بعد أن أنتهي من المرحلة الأولى هذه انتقل إلى المرحلة التقييمية التي أتحدث فيها كمسلم وأرفض القيم التي وردت في العمل الذي قمت بتحليله وتوصيفه وتقييمه كناقد أدبي - أرفضه كمسلم لأنه ربما يجسد قيماً أخلاقية لا تتفق مع قيمي الدينية، وبهذا لن يضطر المسلم إلى رفض دراسة عمل ما أو ظاهرة ما لأنها منافية للدين والأخلاق، وإنما سيدرسها بموضوعية اجتهادية ثم يقيّمها من منظوره. وقد يقال إن في هذا تناقضاً مع الذات، ولكنني أرد قائلاً إن في هذا تقبلاً لحقيقة أساسية وهي أن الواقع الإنساني مركب يحتوي على بنىً متداخلة غير مترابطة. وحيث إنه لا توجد علاقة حتمية بين الجمال والخير والقبح والشر، فعلينا أن نتقبل تعدد البنيات فنصف ثم نقيَّم.
مشاركة من Rwa -
وحينما نقول صورة مجازية فنحن لا نعني شيئاً هبط علينا من القمر، وإنما نتحدث عن وسيلة لإدراك ما لا يمكن إدراكه بشكل مباشر نظراً لتركيبيته. وكما نعلم يصف القرآن الكريم الله سبحانه وتعالى بأنه «ليس كمثله شيء» أي أنه لا يوجد لغة يمكنها أن تساعدنا على إدراك كنه الله عز وجل. ولكن مع هذا ينقل القرآن الكريم مفهوم الله إلى عقل الإنسان القاصر عن طريق صورة مجازية مركبة، «الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح». ويا لها من صورة مجازية متواضعة، ولكنها تعكس لعقل الإنسان القاصر فكرة اللا متناهي. ثم ينطلق القرآن من هذه الصورة المجازيَّة فيكثفها «المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنَّها كوكب دريّ». وهكذا خرجنا من الصورة المجازية المتواضعة المستقرة في عالم الحدود إلى صورة مجازية أخرى تكاد تكون لا متناهية، فعقل الإنسان حينما ينظر إلى الكوكب الدرّي، فإنه يشعر بالرهبة -ولكن الرهبة هنا لا تزال رهبة أمام المخلوق، ولكنها مع هذا تصلح كصورة مجازية على الرهبة التي يمارسها الإنسان أمام الخالق- صورة مجازية وحسب إذ يظل الله وحده هو اللا متناهي. ثم بعد الإشارة إلى اللانهائي والإيحاء به نعود مرة أخرى لعالم المألوف «يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية». لا زلنا في عالم النور الإلهي، ولكننا انتقلنا من المشكاة التي فيها المصباح إلى الكوكب ثم نعود إلى وقود المصباح؛ إلى تلك الشجرة المباركة التي أُخذ منها الزيت، ثم نصل إلى الزيت نفسه «يكاد زيتها يضيء ولو لم يمسسه نار». وهكذا تزداد الصورة المجازية كثافة بإضافة الأبعاد لها، ويزداد تشتُّت مركزها مما يبعدها عن أي تجسيد أو تشبيه. ولا يمكن أن ندّعي أننا ندرك الذات الإلهية إدراكاً كاملاً في نهاية الآية، فهو عز وجلّ ليس كمثله شيء، وإن كنا قد اقتربنا منه في إدراكنا بعض الشيء.
مشاركة من Rwa -
لعلَّ أكبر دليل على أن الصهيونية ظاهرة غربية استعمارية، وليست ظاهرة يهودية عالمية أنها لم تنشأ في صفوف اليهود العرب أو يهود إثيوبيا -على سبيل المثال-، كما أنها لم تنشأ في صفوف الغرب إلّا في القرن التاسع عشر، عصر الرومانسية والإمبريالية والعنصرية والتوسع.
مشاركة من Rwa -
فالإنسان لا يصل إلى نوع من العقلانية وإلى شيء من التوازن بين الحلم والواقع إلّا من خلال الممارسة التي يدفع أثناءها ثمن أخطائه وشطحاته. أما بالنسبة للصهاينة، فثمة قوى خارجية هي التي تسدد فواتير أخطائهم وأوهامهم، ولذا فهم يستمرون في ترديد شعاراتهم الفاشية ويتحدثون عن حدودهم المقدسة الآمنة ويطرحونَ برامجهم السياسية المطلقة التي تعود جذورها إلى ماضٍ سحيق لم يبقَ منه سوى بعض الآثار والأطلال.
مشاركة من Rwa -
والعقل البشري المبدع الخلَّاق يتحول في يد الصهاينة إلى العقل اليهودي الخلاق، القادر على إعادة صياغة الواقع، عقل قادر على غزو الأرض الفلسطينية فيجفف المستنقعات ويزرع الصحراء، وكأنَّ الفلاحين الفلسطينيين لم يكونوا من أكثر شعوب الأرض إنتاجية وحرصاً على أرضهم!!!
مشاركة من Rwa -
أما من حيث الفرادة والفردية فهذا موضوع أساسي في الفكر الصهيوني، وهو ولا شك مرتبط بفكرة المطلق. فالمطلق الصهيوني الذاتي، فريد مقصور على الصهاينة. وهم يتحدثونَ دائماً عن التجربة التاريخية اليهودية باعتبارها تجربة فريدة لا يمكن أن يُشارك فيها غير اليهودي، بل لا يمكن أن يدركها غيرهم.
مشاركة من Rwa -
إذا نظرنا إلى الصهيونية لوجدنا أن النموذج المعرفي الكامن وراءها يحمل كثيراً من سمات وملامح الرومانسية، أيّ البحث عن مطلق يتجاوز السطح. الفكر الصهيوني يدور حولَ مطلقات ثابتة غير خاضعة للتغيُّر؛ مثل العودة إلى صهيون والشعب المختار وحقوق الشعب اليهودي والأرض اليهودية المقدَّسة، فهذه كلها مطلقات تتجاوز التاريخ وسطحه وحدوده. ومصدر إطلاقها كلها هي أنها يهودية.. أيّ أن المطلق الذي لا يتغيَّر هو اليهود واليهودية. ولكن اليهود واليهودية يوجدان داخل الزمان والمكان، ومن هنا ما سميته بتداخل النسبي والمطلق في كل الظواهر الصهيونية، بحيث تصبح كل الأشياء مطلقة بما في ذلك أتفه التفاصيل.
مشاركة من Rwa -
يمكن تلخيص الموقف الرومانسي بأنه موقف يؤمن بمقدرة عقل الإنسان (بالمعنى الواسع للكلمة الذي لا يستبعد العاطفة) على الإدراك المبدع للعالم وعلى صياغته وتشكيله. -ويمكن تفسير كل الموضوعات الرومانسية الأخرى في هذا الإطار- فالعودة للطبيعة وللماضي هي عودة لعالم مُرَّكب، أعماقه غير خاضعة لقوانين المادة، يمكن للخيال الإنساني أن يحلق فيه، ويمكن للعقل الخلَّاق أن يطلق لنفسه فيه العنان.
مشاركة من Rwa -
يرى الرومانسيون بأنَّ العاطفة هي التي يمكنها أن تفعل ذلك، فالإنسان في حالته العاديَّة، وفي حياته اليومية، لا يستخدم سوى حواسه وعقله (بالمعنى الضيّق للكلمة)، أمَّا إذا جاشت عواطفه فإنها ترهف حواسه وتعمّق إدراكه بحيث يتجاوز السطح ليصلَ إلى الأعماق وإلى جوهر الأشياء، إنَّ العاطفة تهدم حدود الحواس والأشياء، ولذا فالصور الشعريَّة المجازية تتسم بوحدة داخلية مختلفة تمام الاختلاف عن الوحدة الخارجية (المنطقيَّة) التي تتسم بها الأشياء العاديَّة؛ فالأولى مستقاة من منطق الروح الحيّ، والثانية مستقاة من منطق الأشياء الميتة.
مشاركة من Rwa -
فالخيالُ وحده هو الذي يُمكِّن الإنسان من تجاوز عالم المادة ليصلَ إلى الأعماق والجوهر المطلق، والخيال لا يبتدع صورًا خرافيَّة لا علاقة لها بالواقع، وإنما يُساعد الإنسان على تخطي المعطيات الحسيَّة بأن ينحت صوراً مجازية دالة، تسهِّل على المرء عملية إدراك جوهر الواقع.
مشاركة من Rwa
السابق | 1 | التالي |