اقتباسات من رواية أنا يوسف

_كيف الطريق إلى الله ؟!

_سِرْ إليه ولا تلتفت

_إن الطريق لبعيدة!!

_إنها لقريبة على من أراد

_فما أجد فيها؟

_في الطريق للسالك مشقة، ولكن التنكب عن الطريق أشقّ . وفي الطريق للمُريد تعب ، ولكن الوصول له لذة. وفي الطريق لمحبّه وجع ، ولكن حُب الراحه أوجع.

‏"أوّل الوصول إلى الغاية سلوك الطّريق... فإنْ سلكتَ طريق النّفس وصلت إلى نفسك، و إنْ سلكتَ طريق النّاس وصلتَ إلى النّاس، و إنْ سلكتَ طريق الشّيطان وصلتَ إلى الشّيطان، و إنْ سلكتَ طريق اللّٰه وجدت اللّٰه..."

فاعلم أنه لا دليل كالله ، وأنه لا يخطئ ، وإنّ مَن جعله دليله لم يهلك أبداً.

شمس اليوم غير شمس أمس . ما الذي غيرها؟!

كيف يطلع الصبح على هذا الحيّ وليس فيه يوسف!

الوطن أنت ، ما يسكنك لا ما تسكنه، قلبك، إيمانك ، فكرتك عن الله ، يقينك، ضعفك أمام قوته ، صبرك على محنته ، ثباتك أمام طوفان الفتنه وهو يقتلع كل شيء. عقلك الذي لا ينام ، فؤادك الذي لا يسهو ، وأنتَ ... أنتَ ؛ ألا تنظر إلى نفسك ، ألا تفتّش عنكَ فيك ..

الوحيد من لم يكن الله في قلبه.

لا شيء يدوم ، لا الشقاء ولا النعيم ، لا الفقر ولا الغنى، لا الحب ولا الكره ، لا الحداثة ولا الهرم ، كل في تغيير مستمر، تطحنه رحى الزمان ، وتقذف به في أتون الموت.

كانت سقطت يعقوب على الأرض قد غيّرت دوران الأرض ، ارتجّت، ارتجفت، ارتعشت ، انقبضت، ارتبكت ، انهمرت،و ... ، وبدا أنها بكت مثله ، أو سقطت معه في مدار آخر ، أو دارت في الاتجاه المعاكس ، أو أنها توقفت قليلاً حِداداً عليه.

لعل الله يدبر كل هذا ... من يدري ماذا سيحدث غداً!

مد عنقه إلى السماء كراهبٍ في صومعةٍ لم يبقَ له من الدنيا شيء ، وهتف: لماذا؟! . صعدت صرخته إلى السماء. ارتطمت بالنجوم .بالمجرّات. ترددت بينها ككرةٍ معدنية مُصمته ضخمه. ملأ صداها المشرقين. تجولت عشرة آلاف عام في المدارات . أبكت كل كوكب سيّار. وعادت أدراجها إلى صاحبها . في الطريق اختفت في غيمة سوداء. أبرقت الدنيا. لمعت صفحة الفضاء . قصف صوت الرعد . وهطلت الغمامه ... سحّت كأنها كانت تُخزّن ذلك البُكاء طيلة قرون سحيقة ، كان المطر شديداً .

‏"الحب لا يوزع بالتساوي ،لا قانون يحكمه ،بل هو يحكم كل شيء ....💜💜💜💜

‎😚😚😚😚

"بل كُنْ على حذرٍ حتّى من قلبِكَ يا بُنيّ، إنّ القلبَ أسرعُ في كَشف السّرّ من اللّسان أو العينَيَن، لأنّه يُمليه عليهما فيفضحانه".

"أول الوصول إلى الغاية سلوك الطريق"

جَذَبه من قميصه جذبةً كادتْ تخنقه. شدّه إلى البِئر، ربطَ الحبلَ على وسطه جيّدًا، قرّبه من فم البِئر

بدا قاع البِئر من الأعلى سوادًا كثيفًا، ظلمةٌ حالِكة، لكأنّه ينتهي إلى لا قرار. رعشتْ أطرافُ يوسف.

تشبّثَتْ يداه الصّغيرتان يكتفِ يهوذا الّذي كان يلهثُ من وثاق أخيه، لكنّه سحبَهما بعيدًا، نظرَ في عينَيه، كانتا ساحرتَين، ودودَتين، فَرَقّ لهما، اهتزّ من الأعماق، اضطربَ، كادَ يتراجَع، لولا أنّه أشاح بوجهه بعيدًا فرأى الذّئب. ذات الذّئب الّذي تبعهم منذُ أنْ غابوا عن وجه أبيهم.

وسأله يوسف: «ما السّعادة؟». وردّ عليه المُعلّم: «انظُرْ في قلبِك». ونظر يوسف في قلبه، وجاءه صوتُ المعلّم: «ماذا ترى؟». «الرّضى». فقال له المعلّم: «فإنّما هي إيّاه».

«إنّهم أقربُ النّاس إليّ». «الأقربون طعنتهم أشدّ، إنّهم يرمونك عن قُرب، ويصوّبون نحوك عن عِلم، يتدثّرون بدثارِك، ومن تحته يوجّهون إليكَ سِهامهم في الظّلام». «ولكنّ الخير فيهم». «الخير في النّاس أصلٌ، والشّرّ عارض. وحديث النّفس يُقرّب هذا أو يُبعد ذاك». «وإنّني في أذى». «إنّه حُبّ الله لك». «أيحبّني ويرضى لي كلّ هذا الألم؟». «إنّما يَمتحنُكَ ليُمحّصك، ويَختبرُك ليختارَك، ويَفتِنُكَ لِيَفْتِنَكَ عن التّعلّق بسواه، ثُمّ يستصفيكَ له فلا يعودُ للشّيطان في روحك موضع».

لأوّل مرّة تُقدّم الرّائحة ذكرى ما سيأتي لا ذكرى ما مضى.

"الوحيد من لم يكن الله في قلبه"

وإنّ أمر الله إذا جاء لا يُردّ.