اقتباسات من رواية شآبيب

لم يكن أعداء العرب خارقي القوة، لكن العرب كانوا بالغي الضعف.

من قلب الظلام قد يولد فجر جديد، ومن قلب الفجر قد يولد ظلام دامس.. عليك أن تتخير لحظتك المثلى فأنت من يصنع فجرك أو ظلامك.

وكانت للجهل والمقت والسواد والضغينة والتخاذل الكلمة الأخيرة في صراع التاريخ منذ الأزل.

‫ أحمد شاهين‏

زارت شآبيب الغيوث ديارنا‏

‫ فإذا «شآبيبُ» ارتوت بالصيـّبِ‏

‫ فإذا الجبال اخضوضرتْ وترعرعتْ‏

‫ فالعيش في الياقوت أضحى مطلبي‏

‫ أنّى ترى الركبان تستــبق الوغى‏

‫ وترى الكماة كمثل ضربة لازب‏

‫ فلتعلمنّ بأننا من نسلهم‏

‫ والخالدون بكل ذكر طيب‏

مهنتي ساحر.. مهنتي هي صناعة التاريخ.. أستطيع أن أجعل الديناصورات تنقرض أو أجعلها لم توجد قط. يمكن أن أبيد أممًا وأوجد أممًا أخرى. فقط أعطني القلم والورقة والوقت.

«لحظة.. ما كان اليهود ليتمكنوا من إنشاء دولة لولا دعم أوروبا والولايات المتحدة. لقد بدا لنا أنهم قوة عسكرية مهمة نزرعها في المنطقة الحرجة جغرافيًّا وأمنيًّا، وكان استثمارًا يستحق التمويل.. لكن ماذا تمثل لنا دولة عربية؟ وماذا يدفعنا لتبديد أموال دافعي الضرائب عليها؟ ولو لم نساعد هذه الدولة فكيف تتوقع أن تقف على قدميها؟».

«ما أتحدث عنه هو وطن قومي يجمع العرب جميعًا.. هكذا تنقذهم من الاضطهاد وتريح العالم منهم ما دام يعتبرهم كائنات سامة».

«ما أتحدث عنه شيء آخر.. لقد قامت أوروبا بدعوة اليهود من كل العالم إلى الاحتشاد في فلسطين.. هكذا كانت الفائدة ثلاثية: تخلصت من إزعاجهم.. أنقذتهم من الإبادة.. اعتذرت بشكل ما عن مذابح النازيين».

هناك شعوب تملك غريزة التدمير الذاتي كأنها مكلفة بمهمة مقدسة تقضي بأن تختفي. لم يكن أعداء العرب خارقي القوة، لكن العرب كانوا بالغي الضعف.

‫ راغب شكري‏

‫ (من كتاب البحث عن وطن ـ الطبعة الرابعة)‏

«من جديد أنتم قدمتم لنا مثلًا سيئًا سابقًا.. كانت فلسطين أرضًا مسالمة من زارعي أشجار الزيتون والبرتقال المسالمين، ثم غرستم في جسدها خنجركم.. ويجب أن نذكر أن كل تفاعلات المنطقة وكل هذه الحمى محاولات الجسد السقيم لطرد جسم غريب.. منذ غرست إسرائيل لم تكف المنطقة عن الاضطراب.. أنتم مَن صنع المهاجرين، وأنتم مَن صنع الإرهاب، وأنتم من أدى لعودة فكرة الدولة الدينية.. في النهاية أنتم مطالبون بحل هذه المشكلة بشكل مُرضٍ للجميع».

هناك عند حافة العالم سوف نغتسل من أوجاعنا وغربتنا.. وعند حافة العالم نولد من جديد بلا رجس.. بلا مخاوف.. بلا ندم.

‫ محمود راغب‏

خائفون يصنعون لأنفسهم «جيتو» خاصًّا بهم حيث يمارسون عاداتهم ويتكلمون لغتهم ويأكلون أطعمتهم. وكانت الحياة ممكنة، لولا ظهور النزعة العدائية الواضحة لدى العالم. أرابوفوبيا. العالم يزداد عنصرية ويزداد رفضًا للآخر.. لا شك في هذا. لا يوجد موضع في العالم لا يلقى فيه العرب منظومة اضطهاد تبدأ بقلة التهذيب واللامبالاة ثم تتصاعد ببطء مرورًا بالضرب والإهانة صعودًا إلى الذبح والحرق.

‫ ـ «أنا القلق يمشي على قدمين».

يومًا ما ستقول إن هذا عبء الرجل الأبيض، وإن القوم هنا أنصاف شياطين وأنصاف أطفال».

‫ ـ «ما زلنا في البداية وتنتظرنا أيام قاسية وصراعات».

كان مكرم يحلم.

‫ يحلم بأن يلتقي كل عرب المهجر في موضع واحد.. المسلمون يلتقون عند الحرمين في موسم الحج، ثم يتفرقون من جديد.. هناك عرب مسلمون ومسيحيون في كل بقعة من بقاع الأرض.. في أمريكا. في الصين.. في روسيا.. في اليابان.. في أستراليا.

قد يعيش المرء من دون مَسكن أو مال أو طعام أو ملبس.. قد يعيش من غير مستقبل أو من غير دين، لكنه لا يستطيع أن يعيش لحظة واحدة من دون حلم. إنها تكون نهايته.

‫ مكرم ميخائيل‏

‫ «العربي التائه»‏

لكنه كان يفكر في الكون.. الكون الذي صار ضيقًا وتحول لسجن كبير. سجن لا يمكن الفرار منه إلا إذا كنت روحًا.

الكون كبير جدًّا معقد جدًّا، لكنه يكون ضيقًا جدًّا عندما تحاصرك الهواجس والشكوك. من المخيف أن تدرك أن أصدق عاطفة شعرت بها في حياتك كانت رؤية عزة.

من أنهم لو فتحوا الباب فسوف يخرج.. هناك سجن الذات.. فلو هربت منه فهناك سجن الوطن.. لو هربت منه فهناك سجن الكون.. في النهاية أنت رجل حر..