فكِّر واعمل وابتكر وجاهد وغامر وانتهز الفرصة تنجح، وإلا فالموت أو شبهه.
فيض الخاطر - الجزء العاشر
نبذة عن الكتاب
هي مجموعة من المقالات الأدبية والاجتماعية التي كتبها أحمد أمين وجمعها بين دفتي هذا الكتاب الذي سماه «فيض الخاطر» إن كتابة هذا العمل تأملية إلى حدٍّ كبير، تعكس خبرة ذاتية لا يستهان بها، فالكاتب يجعل أفكاره وعواطفه تمتزج امتزاجًا تامًّا بأسلوبه، بحيث تجيء عباراته جامعة لأكثر ما يمكن من أفكار وعواطف في أقل ما يمكن من عسر وغموض، فإذا قرأت هذا الكتاب فإنه سيروعك جمال معانيه أكثر مما سيشغلك جمال لفظه، فهو كالغانية تستغني بطبيعة جمالها عن كثرة حليِّها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2012
- 396 صفحة
- [ردمك 13] 9789776416529
- مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب مجّانًااقتباسات من كتاب فيض الخاطر - الجزء العاشر
مشاركة من محمد فرخ
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Esraa adel
وصلنا سويا الى المحطة الاخيرة في سلسلة اقل ما يقال عنها ان قراءة واحدة لا تكفيها بل عشرات المرات كافية لتصنع قارئ ملم بشتى الموضوعات والنقاشات كالفلسفة والادب وعلم النفس والاجتماع والدين والتاريخ والعلم ، ولم يتوقف قلم الكاتب عن سرد الماضي فحسب _ماضيه هو_بل مزج بين ماضيه و حاضره الذي يعد ماضينا نحن و رغم كل هذا لم اشعر ان ما اقراه يبعد عني بعشرات الاعوام فقلمه الحاضر الغائب.
وكما يتأثر المرء بما يحيط به من أشخاص بل و ينشأ كل فرد و آخر حسب اختلاف ما نر به فإن الأدب يتأثر بوجه عام بما يحيط به من بيئة وعصر واحداث و هذا يتضح جليا في جميع فنونه اما الادب العربي على وجه الخصوص فكاد ان يتوقف بلا حراك في العصر العباسي ومن الغريب ان العرب المخضرمين كان يمكنهم معرفة الادب الجاهلي من الادب العربي من مصطلحاته وشعره ونثره.
وقد اكد الكاتب على ضرورة تبني فكرة التجديد في الادب العربي دون ان ندع القديم تماما وعقد مقارنة بين حال الادب العربي والادب الغربي الذي سار جنبا الى جنب تطور عصره و انتقى افضل ما في التراث بجانب التشبيهات المعاصرة.
واننتقل الى نوع اخر من الفنون وهو فن الأغنية ليعرض الكاتب كلمات اغنية مرحة و بسيطة كُتبت منذ اكثر من قرنين من الزمان على يد واحد من علماء الازهر الذي عُرِف بعلمه الغزير و طرافة حديثه و كثرة محاضراته و لكني تعجبت لأمر فقد أشار الكاتب الى اهتمام علماء الازهر في هذه الآونة بالحياة الاجتماعية في دنياهم كما الاهتمام بالآخرة و يناشد لو بقي الازهر على ذات الشاكلة و لكني اذكر اني قرات قريبا في المجلد السابق عن الشافعي الذي ترك الشعر و اختار الدين خوفا من انفلات الفقه منه اذا فضل الشعر عن الفقه وقد ادى اختياره هذا الى ان يصبح واحد من الائمة الاربعة في الإسلام ، فهل حقا يجب عليهم الموازنة وهل اصلا الموازنة تتحقق بهذا الشكل؟ لا ادري
ومن شاعر إلى اخر و لكنه ليس كأي شاعر بل هو أمير الشعراء الذي شُبه بالمتنبي في عصره و قد ابدع الكاتب في وصفه و الحديث عنه.
❞ في رأيي أن عرش الشعر العربي كان قد استولى عليه المتنبي عن جدارة واستحقاق، فلما نزل عنه بموته ظل شاغرًا حتى تبوَّأه شوقي، فلما قضى نحبه لم يستوِ عليه أحد إلى اليوم. ❝
ويؤكد على ان امارة الشعر ليست بالامر الهين بل لها شروط و قواعد خاصة يجب اتباعها اولا حى يصل الى عرش الامارة و قد كتب شوقي في كل موقف حدث من حوله سواء على المستوى المحلي او العربي او الإسلامي و كنت اظن اني سافهم مصطلحات اللغة العربية و لكن استعصى علي فهمها و رغم هذا استمتعت بقراءتها
واورد احمد امين في كتابه علاقة الادب العربي بالملوك والامراء و كنت اعرف مثالا لهذا من فيض الخاطر ايضا حين قرأت عن المتنبي وابي فراس الحمداني مما منحني دراية بالامر وقد تجلت هذه العلاقة القوية منذ الجاهلية و حتى عصر نهضة مصر الحديثة فارتفع شأن الشعر كلما طلبه الملوك حتى انه في عصر المماليك لم يكن ذا قيمة لعدم فهمهم للغة العربية و عدم قدرتهم على تذوق الشعر وهكذا ظل على قائمة فنون الادب لفترة طويلة قبلها.
ولم يتوقف الأمر عند الشعر فحسب فالكتابة الديوانية و التعديل على خطابات الملوك وتحسينها كان له ايضا علاقة وثيقة بالملوك و كذلك التأليف فقد اهدى بعض الكتاب كتبهم للملوك و احب الملوك هذا و اصبح اهداء الكتب لهم بمثابة تخليد لذكراهم كبناء مسجد باسمهم.
وقد انتقى واحداً من شعراء العصر العباسي والذي عُرف باامجدد الثاني لتجديده في الشعر و محاولة أحداث نقلة ادبية في كتابة الشعر التي اشتهر وقتها بالكتابة عن الخيال و ليس الواقع كالبيداء و النوق والابل كما عُرف ابو نواس بالفكاهة و المجون و احد اهم مظاهره ميله للغلمان عن الجواري وكتب في هذا الكثير ويعد هو اول مؤسس للكتابة في هذا المجال.
ومن كثرة ما قرأت له ما ادركت انه ليس هناك احب الى قلبي من حديث الكاتب عن الشخصيات التي قرأ عنها او عاصرها و أثرت فيه فهو يتمكن من ابراز مواطن القوة جيدا والاشارة اليها دون مبالغة بل و يضعني داخل الاحداث فتخترق عقلي المعلومات بسهولة و يسر ، وتنوع الشخصيات التي يذكرها في الكتاب يمنح القارئ لذة مختلفة تحثه على التعرف اكثر و أكثر.
وهذه المرة اختار عنوانا اكثر من مناسب فالبطولة العربية عامرة بالكثير من قصص البطولة و الشخصيات التي ربما لم نسمع عن الكثير منها لذا فحين يذكر ان هذه السير ما هي الا صفحة فحسب فهو لم يبالغ ، وابو عبيدة بن الجراح صاحب لقب امين الامة وصلت بطولته من مكة إلى الشام فعاش محارب قوي و سياسي محنك و توفي وسط جنوده حين اصابه الطاعون فأبى المغادرة و استاذن الفاروق ليتركه في مكانه وسطهم.
وجميعنا بالتأكيد يعلم الكثير عن بطولة صلاح الدين الأيوبي في موقعة حطين و تحرير بيت المقدس و لكنه لم يكن وحده بطلا في هذه الفترة ولا اقصد اى تقليل منه بل اقصد ان التبحر في التاريخ يفتح لنا الافق على آخرين كنور الدين و اسامة بن منقذ الذي حارب بسيفه ايم حروب و دافع عن شيزر وغيرها بكل ما اوتي من قوة و حين أشتد عليه العجز لم يصمت صليل سيفه بل ظل يكتب شعرا و يحث غيره على القتال.
وقد اضاف الى حائط البطولات بطولة اخرى ليس لها مثيل من ذاك النوع الذي يحدث مرة واحدة في العالم و قد انقسمت إلى جزئين اخلاقي و عقلي فالأول ليس غريب عنه وهو الفاروق اما الثاني فقراته وانا اشعر انه كان اسطورة حقا فكمّ النظام و التخطيط الذي سار عليه في كل شئ سواء الحروب او الأموال و القدرة على التحكم و الإدارة ، كل هذا صنع منه أسطورة بقي اثرها حتى الان و يكفي انه قيل فيه حين اسلم ان الاسلام اعتز به.
ومن عدل الفاروق الذي لم يكن عليه غبار إلى عدل مشابه ولكنه في عصر مختلف فالايام تتوالى و الاشخاص تتكاثر و يتم التنازل عن بعض المبادئ و يبقى البعض ثابت لا تهزه ريح الوساطة و المحسوبية و من ضمن هؤلاء كان محمد عاطف بركات - ناظر مدرسة القضاة الذي تعرض الى مضايقات عديدة لثباته على موقفه و لكنه قاوم كل هذا وبقيت مدرسته ثابتة كالجلمود بل و اثرى عقول الطلاب و المدرسين بها بنقاشاته و أفكاره التي طرحها بينهم و حين عمل بوكالة المعارف و اختلط بالسياسة لم يتمكن من الاستمرار لتعارض الوضع وقتها مع مبادئه التي اعتاد عليها.
فالسباحة ضد التيار ليست امر هين خاصة في وسط مجتمع يواظب على السير على خطى الأجداد، وقد اكد الكاتب على أن الشرق والغرب كليهما سقط في بئر عبادة الماضي بشكل ما و لم يعبأ بالعواقب بل إكتفى بالتقليد الاعمى ، لذا أحيانا ما يتم تكرار الاخطاء بحذافيرها.
واشار الكاتب إلى كون الابتهاج لدى الشرق قدره اقل من الغرب لعدة اسباب منها انتشار الفوضى لدى الشرق بدرجة اكبر و تعرضنا للاستعمار بصورة اكبر و اختلاف الناس في قوة ابتهاجهم من شخص إلى اخر و ملاحظة الفرد الاكثر كآبة هو الاكثر تفكير في نفسه و في المستقبل و باختصار فهذا المقال دعوة للبهجة و البحث عنها فهي تمنح صاحبها قدرة اكثر على الكفاح و المقاومة بدلا من كونه هش و ضعيف تسقطه اى ريح.
وقد زاد من اثراء الكتاب مقاله عن المرأة العربية في زمنه هو و كشف عن تعليم المرأة وقتها و اكد ان التعليم يجب الا يكون مقتصر على فئة دون الأخرى وإلا يكون وقتها لازال قيد الانتشار واشار الى ان دور المراة كبير تجاه اسرتها و تجاه المجتمع وختم مقاله هذا بأن المرأة خلقت لتصنع رجالا عظماء و ياتي بعد كل هذا الجهلاء الذين يفسرون ناقصات عقل و دين على حسب أهوائهم.
و انتهت سلسلة فيض الخاطر بالحديث عن مرحلة عمرية هامة للغاية ضمن مراحل الانسان الا وهي الشباب فتحدث عن مدى اهمية هذه المرحلة مقارنة بالمراحل التالية و ايضا عن كون المرء هو الوحيد القادر على اكتشاف ملكاته و قدراته دون غيره و اورد بعض طرق التربية لهذه المرحلة الهامة من خلال تركها لتخوض التجارب وحدها دون مساعدة من الاباء و عرض بعض اسباب فشل المرء في هذه المرحلة.
و كما ذكرت قبلا فان هذه السلسلة تستحق أكثر من قراءة فقراءة واحدة بالتاكيد لا تكفيها و لا تمنحها ما تستحق.
#قراء_الجرد_فيض_الخاطر
-
Feryal Subaie
فيض الخاطر . فاض حبر احمد أمين على الأوراق ورسم لوحات تُعبِّر عن غيرة الكاتب وحرصه وسعيه للتغيير
والتجديد ولكل ماهو أفضل ليس لتوحده فقط بل لبلاده ولكل العالم الإسلامي والعربي .
فحرصه على اللغة العربية جعله يسطر مقالات وكلمات تمثيلى التجديد في اللغة ،ولم يكن غرضه من التجديد
وضع الكلمات والمصطلحات الغربية في اللغة العربية ، بل السعي لتعريب مالم يكن له مرادف ومعنى في اللغة
وتجديد الألفاظ بما يناسب الزمان والمكان ، فالألفاظ التي كانتلي العصر الجاهلي فصيحة قوية لها معنى
ولكن بعضها لايتناول مع الزمان اليوم وربما ماصلُح اليوم من كلمات جديده لم يصلح في الغد ، وقف مع الشعر
فتعجب من أن غالبه في الغزل والرثاء والمدح ، كان ومازال مع هذه المواضيع ، فأين الشعر والشعراء من واقع الأمة
ومن واقع البلاد ، فلعله وجه هذه الكلمات التي كتبها للشاعر، ومعه الأديب لتجديد كلمتهم وفق حال البلاد ،.
وقفات مع شخصيات إسلامية سطرت سيرتهم بحروف من ذهب في تاريخ الأمة الإسلامية ، قدم هؤلاء الرجال الكثير
لنا فقد ثبتوا على ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فتحوا البلاد ونشروا الإسلام والعدل في كل مكان دخلوه
انتشروا في بقاع الأرض فاتحين ، زاهدين بما في الحياة ،هدفهم ثابت و واحد هو التوحيد.
برعوا في كل أبواب العلوم ، نقلوا ماكان من علوم الغرب ولكن بعد التمحيص والتدقيق بأن لا تكون
فيها مخالفات للدين ، وأضافوا بها وعدلوا عليها بل كانوا أفضل مؤسسين لهذه العلوم ، ومر الزمان مع هذا التاريخ
الحافل بالإنجاز ليقف فترة من الزمان طالت بعض الشيء .
مقالات أحمد أمين وصفت الحال في ميادين كثيرة ، عرضت المشاكل
وطرق حلها ، ووضعت المقترحات لما بعد حل هذه المشكلات ،
فرسالته أن يعرف كل فرد مكانه ودوره وليعمل على نشر رسالته بالطريقة الصحيحة للمسلم
وليس رسالة الغربي وآهدافه .
-
حنان
فيه زبدة المقالات، وبدائع ما كتب، وقطوف جامعة لكل ما ذكره في المجلدات الأول، يذكر الأدب العربي وآراء في الأدب وقطوف من تاريخ آداب العرب ومجددي الشعر: بشار بن برد، أبي نواس ومجونه وله مقالة بديعة تحدث فيها عنه وأسهب وامتثل بشيء من شعره، وفي مقالة ذكر فيها المعري وفلسفته، ويستكمل الحديث عن مصر وطباع مصر وقومية مصر ويذكر شوقي علم من أعلام مصر في المقام الأول ومن أعلام الأدب وشعراء العصر فهو أيضًا ملأ الدنيا وشغل الناس من منا لا يتغنى بقصيدة نهج البردة أو يمتثل بشعره عن الأم مدرسة إذا أعددتها وفي قصيدة أخرى يقول: إنما تؤخذ الدنيا غلابا والكلام في هذا يطول ولا سبيل لذكر جميع الشواهد هنا، ويكثر من ذكر الشباب ومآثر الشباب وحياة الشباب ربما يرثي شبابه بذكر الشباب وذكريات صباه ونشأته وبيت والده وصفة والده بذكريات عنترة والمشهد العائلي وصوت الأخ يصدح بقصص من التاريخ العربي القديم والأب يربي الأبناء على القران وحفظ القران وأم رؤوم عطوف تراقب المشهد، ومصر وهموم مصر وأخبار مصر لو جمعنا ما كتب عن مصر في مجلد لخرجنا بأكثر من مجلد يقص لنا مشاهد من مصر وتاريخ مصر وطباع مصر فهو يبحث عن الطباع العادات ويقرأ التغييرات كذلك ويذكرها لنا في أفكار منظمة ويسترسل ويستشهد ويحمل هموم الأمة كافة ويتحدث عن آثار داء الاستعمار وحياة الغاب وسلطة القوي الذي ينهش الضعيف ويقول في ذلك المتنبي:
إِنَّما أَنفُسُ الأَنيسِ سِباعٌ
يَتَفارَسنَ جَهرَةً وَاِغتِيالا
مَن أَطاقَ اِلتِماسَ شَيءٍ غِلاباً
وَاِغتِصاباً لَم يَلتَمِسهُ سُؤالا
كُلُّ غادٍ لِحاجَةٍ يَتَمَنّى
أَن يَكونَ الغَضَنفَرَ الرِئبالا
وبفضل الله اختتم المشهد بهموم الشباب.. ربما أشجاني الوداع ووداع مثل هذا مرير فلي نفس ألوف ألفت مجالس القراءة وآراء أحمد أمين الفذة العبقرية..
-
كتّاب
قد أصاب من قال أن الكتاب ليس من عنوانه فهذا فيض الخاطر قد قصُر عن التدليل بمحتوى الكتاب حتى لتظنه أنه فاض ثم غاض، لكنه قد فاض فأروى وارتوت منه العقول وما يزال ينضح ولو سماه صاحبه بحر الكاتب لكن أصوب إلا أن البحر مالح وهذا حلو على العقل ولا أجد أقرب من تسميته بنهر الخاطر وهو نهر منابعه شتى في كل مجالات الحياة، لكنه يشبه البحر في شيئين بأنه واسع و إذا قرأت منه لا تروى وتنتقل للموضوع التالي، ويحفزك إذا مررت بخمول قرائي يجعلك تنشط من جديد للقراءة، وكما أخبرتك قبلًا بأنه من منابع مختلف ألوانها، وقبل أن أخبرك بشيء منها ستجد في كل أجزاء الفيض أفكار يكررها دائمًا ونجملها بدعوته للتجديد مع الحفاظ على الهوية، ويقول نأخذ خير ما في تراثنا وخير ما عند الأمم الأخرى، ويقصد الغرب خاصة لتقدمهم في العلوم ذلك الزمان، ونحن نقول اليوم خير ما عند الأمم كلها، وموضوعاته تبدأ في هذا الجزء بالدعوة إلى تجديد الأدب بشعره ونثره - قد نتفق ونختلف مع بعضها- ثم يذكر أدبنا في التاريخ والملوك والأدب، وشيء من التاريخ بطريقة أدبية لا تملها، ثم الإسلام في الزمان السابق والحاضر، وشيء من حياته الخاصة، والدعوة للاهتمام بالجانب النفسي مثل الاهتمام بالجانب الجسدي، والدعوة للاجتهاد وترك التقليد الدائم فالابتكار والإبداع ينهض بنا كما نهض بآبائنا سابقًا والأمم التي سبقتنا، لكن اعلم رحمك الله أن الصد عن هذا الكتاب هو صد عن كنز عظيم القيمة قريب المتناول فلا هو بالعميق لا يفهمه إلا المثقف ولا هو بالسذاج المبتذل، وكيف لا يكون كنزًا وقد أشاد به الأدباء الكبار مثل الشيخ علي الطنطاوي، على أن أسوأ ما في هذا الكتاب أن له نهاية تجعلك تحسد من لم يقرأه بعد لأنه سيمر بمتعة عقلية ترفع من ثقافته وقلمه، وهذا شأن النصوص الخالدة، والحمدلله .
-
Fawzy Gamal
بين صفحات المجلد العاشر من فيض الخاطر، تجد نفسك تعيش تجارب فكرية عميقة دون أن تشعر. الكاتب ببراعة يجمع بين التفاصيل اليومية والمواضيع الفكرية الرفيعة، فتشعر كأنك تتأمل الحياة من زوايا جديدة لم تعهدها من قبل. أسلوبه الهادئ يجذبك ويجعلك تتوقف بين السطور لتفكر، دون أن يكون ذلك بطريقة مباشرة. إنه كتاب يلامس الروح ويحفز العقل في الوقت ذاته.
-
محمد فرخ
ونختم تلك الجولة الماتعة مع المؤلف في رحلة عبر الزمان بين الماضي و الحاضر .
ويأخذنا الكاتب في جولات ودروب متنوعة بين دين وأدب وفلسفة وشعر .ويحدثنا عن عظماء الماضي عمر بن الخطاب و أبو عبيدة بن الجراح و أسامة بن منقذ و صلاح الدين الأيوبي وغيرهم . و تمضي الرحلة ليحدثنا عن أخلاق الحرب في الإسلام ،نعم عزيزي أخلاق حتى في حاله الحرب.
يحدثنا عن حرمة النفس و عصمة الدم ، بل عن حرمة الأرض والنبات والحيوان.
ويربط الكاتب بخيط رفيع بين الماضي والحاضر. فليس الهدف هو التغني بأمجاد الماضي والتحسر على ما آلت إليه الأحوال.
بل يسعى الكاتب لاستخلاص العبر و الدروس من هذا الماضي من أجل العمل والسعي بخطوات عملية من أجل حاضر نشمر فيه عن السواعد بالعمل والتخطيط لمستقبل مشرق.
ويدعو الكاتب إلى التجديد و سعة الأفق، لكنه تجديد يستند على أساس صلب وقواعد متينة أسسها العقيدة السليمة و الاستفادة من روائع حضارتنا الإسلامية والعربية.
إلا إنه في الوقت نفسة ينتقد ما سماه بعبادة الماضي وغيرها من أصنام ما أنزل الله بها من سلطان ، فيدعو إلى تحطيم تلك الاصنام فالحق وحده أحق أن يتبع.
و ينتقل بنا الكاتب في جولة بين ضدين، بين متاعب الحياة ومباهجها.
ويرى الكاتب أن متاعب الحياة تنقسم إلى متاعب حقيقية و متاعب وهمية.
متاعب حقيقية كالفقر و غيرها،أما المتاعب الوهمية فتنشأ عن نظرة الفرد لظروفه بمنظار أسود كئيب. فمن لبس منظارا أسود رأي الدنيا سوداء ومن لبس منظارا ابيض رأى الدنيا بيضاء.والعلاج يكون في إصلاح النفس و نظرتها إلى الحياة.ويدعو الكاتب إلى مواجهة متاعب الحياة ومشاقها عن طريق تعديل النفس والتكيف.فالحلم بالتحلم و الصبر بالتصبر.ويتوافق ذلك مع أخر ما توصلت إليه الدراسات النفسية عن العلاقة بين( flexibility and (happiness أو القدرة على التكيف والمرونة النفسية و السعادة.
ويدعونا الكاتب إلى الابتهاج بالحياة.فالسرور بالحياة فن من الفنون ،ومن يجيد هذا الفن يكون أسعد حالا.ويرى الكاتب أن السرور يعتمد على النفس اكثر مما يعتمد على الظروف ففي الناس من يشقى في النعيم ومنهم من ينعم في الشقاء .ويخطىء من يظن أن أسباب السرور كلها في الظروف الخارجية . و الكاتب محق في ذلك.فقد خلصت الباحثة في علم السعادة سونيا ليوبومريسكي في كتابها (The how of happiness ) أن الظروف تساهم بشكل ضئيل في سعادة الشخص ولا تتعدى عشرة في المئة اما الجزء الأكبر ويصل إلى أربعين بالمئة ويسهم في سعادة الشخص ،فهو ما يقوم به الشخص من أفعال يقوم بإختيارها وتكون تحت سيطرته.
إنه الخيار وهو خيارك أيها القاريء الكريم "فالحق أن الحياة رواية في استطاعة الإنسان أن يجعلها رواية ضاحكة مبتهجة، أو أن يجعلها مأساة حزينة مكتئبة".
ويعتقد المؤلف رحمه الله ، أن البهجة تزيد المرء قوة ، فيكون أقدر على الجد وحسن الإنتاج. ولقد اصاب مرة آخرى.يخبرنا شون أكور ، الباحث في علم السعادة وخريج هارفارد، أن السعادة قد جعلت الناس أكثر إنتاجية بمقدار 12%.
الم أقل لكم ياسادة ، أن الكاتب يأخذنا في رحلة عبر الزمان !
وأحب أن أختم هذة المراجعة بمعادلة الكاتب للنجاح في الحياة والتي يخلصها بقوله " فالاخلاق الفاضلة مع اللباقة و الظرف والسياسة عدة النجاح".
رحم الله كانبنا وجزاه الله خير الجزاء على ما أغنى به المكتبة العربية من خواطر ومقالات و كتب، وجعل ذلك في ميزان حسناته التي لا تنقطع بوفاته .