فيض الخاطر - الجزء الثامن - أحمد أمين
تحميل الكتاب مجّانًا
شارك Facebook Twitter Link

فيض الخاطر - الجزء الثامن

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

هي مجموعة من المقالات الأدبية والاجتماعية التي كتبها أحمد أمين وجمعها بين دفتي هذا الكتاب الذي سماه «فيض الخاطر» إن كتابة هذا العمل تأملية إلى حدٍّ كبير، تعكس خبرة ذاتية لا يستهان بها، فالكاتب يجعل أفكاره وعواطفه تمتزج امتزاجًا تامًّا بأسلوبه، بحيث تجيء عباراته جامعة لأكثر ما يمكن من أفكار وعواطف في أقل ما يمكن من عسر وغموض، فإذا قرأت هذا الكتاب فإنه سيروعك جمال معانيه أكثر مما سيشغلك جمال لفظه، فهو كالغانية تستغني بطبيعة جمالها عن كثرة حليِّها.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب مجّانًا
4.5 11 تقييم
75 مشاركة

اقتباسات من كتاب فيض الخاطر - الجزء الثامن

إن العلم الذي لا دين له ينتج القنبلة الذرية؛ لإهلاك الإنسانية، ولكن العلم الذي له دين ينتج اكتشاف قوانين الذرة؛ لخير الإنسانية.

مشاركة من محمد فرخ
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب فيض الخاطر - الجزء الثامن

    12

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    "قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا

    كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

    أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي

    يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا"

    قيلت هذه الابيات على لسان احمد شوقي تقديرا للمعلم و فضله على طلابه ولم يكتف الاثر بهذه الابيات فحسب بل قيل العديد من المقولات في حقه والتي ان بدأنا الحديث عنها لن نتوقف لذا فقد اعترف احمد امين بفضل مس باور اثناء دراسته معها لخمس سنوات ولكن اثرها امتد و لم ينته بانتهاء المدة فكانت تنشئه على حب الفن و التذوق الفني و الدقة والانتباه وتلومه وتعاتبه ، ووفرت له كل السبل لهذا حتى انها قامت بتدريبه عمليا من خلال اجراء محادثات مع بعض الانجليز.

    أذكر إني قرأت عن تعلمه للغة في مقال اخر وعن دراسته مع معلمة لتعلم االغة و لكنها ربما لم تكن مفصلة مثل هذه فهاهنا اختص مقاله بالحديث عنها.

    وقد بحث بعدسته المكبرة في المعجم حتى توقفت عند مفهوم البطل و البطولة وما يحيط بهم من هالة و لكن لم تتوقف الكتابة عند هذه النقطة فحسب البطل يستمد معناه وقيمته من حال الأمة فهو في اليونان يختلف عن العرب في عصر الجاهلية وحتى عن عصر المدنية الحاضرة وهناك أيضا عناصر اساسية للبطل اذا فقد احدهم نزل في مرتبته إلى كونه عظيم او نابغة ولكن ليس بطلا اما طريقة صنعه و القوانين الخاصة به فالامر لازال لا يخضع لاية قوانين.

    تعددت الاراء و المواقف حول كذبة ابريل و التي تميل الى دول اوروبا و لكنها جميعها حقائق ليست مؤكدة و يشير الكاتب في مقاله إلى اختصاص اول ابريل بالكذب و في هذا ظلم بين فهل البشر يكذبون في هذا اليوم فحسب و باقي العام صادقين؟! فالجميع يكذب سواء على الاخرين او حتى على أنفسهم و ابريل برئ من كذبنا.

    وقد عرض مقارنة بين امم الاديان الثلاثة على لسان الانبياء و ذلك بعد ان عرفوا جيدا بالاديان السماوية و لكن كعادة البشر فقد تناسوا التكليفات البشرية و سار كل قوم في طريق الغفلة فتركهم الانبياء املا في عودتهم الى عقولهم ، كما عقد مقارنة اخرى بين الحالة المعيشية لثلاث بيوت/اسر سواء اقتصادية او اجتماعية او دينية او تعليمية و التي يمكن النظر من نوافذهم على حال المجتمع المصري اجمع ما بين الغني و الفقير والوسط اى ان هذه البيوت ماهي الا صورة مصغرة عن حال الشعب اجمع.

    البعض يحدد المراحل العمرية برقمين فقط دون النظر الى المرء ككل و لكن الشيخوخة من وجهة نظر الكاتب يتم احتسابها عندما يفقد المرء شغفه وحماسته فكم من شباب بعيشوا في صورة عجائز والعكس ايضا و يسرد تناسب بعض انواع الادب مع العمر المتقدم وعدم تناسب انواع اخرى.

    وقد اصابت الجميع الحيرة على مر العصور باختلافها في قضية الجبر والاختيار و في رايي ان الحالتين ينطبقا على البشر ولكن السؤال الذي يتردد على الاذهان هل هناك وجود للمصادفة ام ان هناك قوانين ثابتة تحكمنا ؟! واحسب ان المصادفة غير موجودة و لكنها تعتبر التفسير الايسر الذي نعتمد عليه كلما حدث لنا شيئا مجهول الاسباب و لكن ليس عدم ادراكنا لهذه الاسباب انها ليست موجودة.

    صدر قرار في ١٩٤٩ بالغاء البغاء في مصر لتنقص الدول التي كانت تقره واحدة فالدول حاولت الوصول إلى الحل الامثل لهذه المشكلة فمراقبة البوليس لبيوت الدعارة أمر غير يسير، ففي حال اقرارها ينقص من نسبة اقلاع هؤلاء السيدات عن هذا العمل بل يصبح متاح اكثر بعد ان يتم تسجيل كل امراة تعمل في هذه البيوت ولكن في العام الذي ذكرته صدر قرار عسكري باغلاق هذه البيوت و أيضا عقوبة لمن لازال يعمل بها في الخفاء.

    وقد راى الكاتب من وجهة نظره ان انتشار البغاء انما هو نتيجة و ليس سببا و بالتالي اذا اردت القضاء على الافعى فلتقطع راسها اولا اى انك تقضي على الأسباب الاقتصادية والاجتماعية قدر المستطاع.

    ويسرد على مسامعنا قصة اخرى سردتها السيدة عائشة على مسامع الرسول عن جمع من السيدات يتبادلن الأحاديث عن ازواجهن فتدلو كل منهن بدلوها باسلوب بلاغي رائع بالنسبة لنا و بسيط بالنسبة لهن وبالرغم إني قرأت عن هذه القصة قبلا الا اني لم افهم علاقتها بالادب العربي إلا حين أشار إلى فكرة تخيل زوجات تذمن او تمدحن ازواجهن في عصور قادمة سواء عصر كتابة هذا الكتاب او عصر قراءتي له.

    فلك ان تتخيل اختلاف البلاغة في اسلوب السرد و الحديث بين الزوجين او الافضل الا تتخيل ، ويكفي فقط ان تعرف الادب العربي كان وقتها كالعامية بالنسبة الينا فحتى الأحاديث الطريقة اصبحت ذات شأن.

    وقد تعجبت لكم الموضوعات التي طرحها في مقال واحد لا يتعدى الست صفحات فمن نادي في واشنطن يسخر من الحكام و الوزراء الى النقد المهذب واسلوبه وتقبل الاخرين له بسعة صدر الى روح السماحة في الادب العربي و كذلك السماحة في تعامل الافراد والامم مع بعضها البعض ، وما ذكرته هاهنا هو ما يسمى بالخبرة القرائية لدى الكاتب فيكتب من هنا و من هناك عن موضوعات تدور جميعها حول السماحة ولكن باسلوب ممتع.

    ❞ وما الحرب إلى ما علمتم وذقتم

    وما هو عنها بالحديث المرجّم ❝

    كانت الامة العربية تعيش حياة الحروب و كان الشعر هو ظل الامة يكتب فيه عن كل ما يحيط بهم وقد تنوعت الأشعار التي كتبت عنه فقيل في وصف فتى الحرب و شجاعته و عزة نفسه حتى وصفه الجسدي لم يهملوه وحرصه على الشرف كما قيلت اشعار في الاستهانة بالموت وقلة الحرص على الحياة و رغم اعتبار الجروب جزءا من حياتهم الا انهم كتبوا عن عيوبها و تمني السلم فالخسارة فيه اقل و النصر محتمل اما الخسارة واقعة و ممن كتبوا عن الحرب البحتري و زهير بن سلمي و غيرهم الكثير والكثير فخرج ما يسمى بادب الحرب.

    ‏وبرغم مرور عقود على الإستعمار الفرنسي للجزائر وتونس الا اننا نتمكن حتى الان من رؤية اثره و ملامحه في حديث اهل البلدين فمعروف عن الاستعمار نشر الامية و لكن بطريقته هو اى ان الاستعمار الفرنسي كان يرفع قلمه امام الحروف العريية و كذلك فعل الاستعمار الإيطالي في ليبيا فدائما ما يسعى الاستعمار الى خلق نسخا اخرى منهم في بلاد ليست تابعة لهم في الأصل.

    ❞ وأخيرًا؛ يتبجح كل هؤلاء بدعوى الحرية والإخاء والمساواة والحريات الأربع وحقوق الإنسان، كأن كل هذه الألفاظ لا مدلول لها إلا بشرط أولي؛ وهو ألا يكون المطالبُ بها عربيًّا ولا مسلمًا! والأمر لله. ❝

    كتب احمد امين قبلا عن مصادر أخرى للتاريخ غير المصادر التاريخية والسياسية اهملها المؤرخين ككتب الفتاوي الفقهية واسهب في وصف دورها واثرها لما تشير اليه نحو شكل الحياة الاجتماعية وهاهنا نموذج اخر للفروع المهملة التي يجب الاعتناء بها فقد كتب الحجازي الذي عاش في اواخر عهد المماليك ديوانا عن صور من شكل الحياة الاجتماعية وقتهل فمثلا الالتفاف حول الغني وتمجيده والخضوع له وكذلك تأثير خصومات المماليك على الشعب وقتها.

    وهكذا فيجب التوسع في الاطلاع على فنون الادب المتنوعة وذلك لمعرفة جميع نواحي الحياة من وجهة نظر الشاعر والناقد و الصحفي.

    كتبت في مراجعتي السابقة نفس الجملة التي يتداولها الكثيرون عن ان التاريخ يعيد نفسه فاتى الكاتب هاهنا ليزيدني معرفة و علم ويوضح ان تركيب الجملة خاطئ وان تداولها اصبح يهمل معناها الاصلي و اظن اني حين كتبتها كنت افهمها بالمعنى الصحيح لها وقد اوضح التشابه بين الاحداث التاريخية والقوانين الطبيعية في ان وجود ذات المقدمات والاسباب سوف يؤدي الى حدوث ذات النتائج وذكر حدوث الثورات كمثالا لهذا فان اختفى احد أسبابها لم تحدث و اختتم مقاله ان العظة التي نستخرجها من الاحداث التاريخية تختلف ما بين الخاصة والعامة فكل يراها بمفهومه و وجهة نظره و تفكيره.

    وقرأت قبلا في احد مجلدات فيض الخاطر عن تلك الطاقة ااتي تشع من المرء فاما ان تشعر بالالفة نحوه و ان روحه خفيفة او تشعر بثقل على قلبك و عدم قبول وقد اختلفت الاراء في سبب هذا الوحي او الالهام ، ففسرته الصوفية انه تجلي من الخالق حسب اسمه وقتها فينتقل لنا ذات الشعور اما الباسط او القابض مثلا ولم نصل بعد الى تفسير معين و لكننا لا ننكر حقيقة هذا الشعور والذي ينطبق على الاماكن ايضا كما الأشخاص.

    كما اشار الكاتب الى احد فروع الادب المهمل في عصرنا ببغم من غزارته الادبية لدى الامم الشرقية بوجه عام و العرب بوجه خاص وقد طرح تساؤل عن اسباب غزارته في الامم الشرقية عن الغربية وعقد شبه مقارنة بين الفلسفة و الحكمة ، وتعجبت لاختلاف الحكم طبقا لاختلاف مجالات الحياة حتى شكل صياغتها مختلف فهي تظهر في اكثر من شكل

    وقد استغل الكاتب ايام عيد الاضحى وقتها وكتب عن يوم الوقوف على جبل عرفة ، ذاك المشعر من شعائر الحج الذي لا يصلح الحج الا بادائه فالحج عرفة ، وقد وصف تفاصيل اليوم و مناسكه بكل دقة حتى مشاعر الحجاج وقتها الذين يجتمعون لهدف واحد وعلى كلمة واحدة

    ❞ اتجهوا كلهم إلى الله يزلزلون الجبل بدعائهم وتلبيتهم، قد نسوا دنياهم، ونسوا أنفسهم وتعلقت أرواحهم بربهم ❝

    كما يصف حال باقي المسلمين الغير حجاج في باقي بقاع الارض وقتها باسلوب مؤثر يخترق القلوب. و يجعل جميع المسلمين يتمنوا لو نهضوا للحج في لحظتها.

    وهكذا لم يكن للكاتب ان يجد ختاما لكتابه اعظم من الركن الخامس من اركان الاسلام ، الا وهو الحج وقد كتب عن خطواته بشكل مبسط و ميسر منذ الاحرام الى مكة التي كانت بداية ظهور الاسلام و حتى خروج النبي منها و اداءه لفريضة الحج ثم عودته اليها عند الفتح واداءه لحجة الوداع وقد مرت مكة بالكثير و حملا بين اركانها الكثير ثم يستمر الكاتب في الكتابة عن الحج حتى يصف النظرة الاولى التي نقع فيها على الحرم المكي (الكعبة) واستشعار العظمة وقدرة الخالق و مدى صغرنا شكلا وموضوعا بجوار بيت الله الحرام ويستكمل مناسك الحج عن أداء المناسك سواء الطواف او السعي و رمي الجمرات وحتى يصل الحاج الى طواف الافاضة ثم يتحلل من الاحرام و تكون هكذا انتهت مناسك الخج و يذهب بعدها بعض الحجاج لزيارة المدينة. .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    عدت بعد انقطاع في المجلد السابق يحملني الشوق لنهل ما فاض به خاطر الرائع أحمد امين ذلك أنك لا تمل من حديثه ولا تشقى في فهمه فتأتيك الكلمات عذبة سلسلة تروي ما يعتمل في روحك من تساؤلات حو الحياة وما نعاصره من قضايا ومشكلات قائمة حتى الآن وإن اختلفت ظروفها المحيطة بعض الشيء احياناً.

    في بداية المجلد آثر الكاتب ان يضيف مزيد من الحميمية بينه وبين القارئ فيقص علينا قصة من حياته حول تعلمه للغة أجنبية على كبر سنه وما تطلبته حياته من ضرورة لدراستها وكيف تدرج في دراستها سنتين ثم خمس لدى مسز باور وكيف أثرت هذه السيدة الإنجليزية في حياته وتفكيره وهذبت روحه فجعلتها ترى الجمال وتمتدحه في كل موضع.

    وبالحديث عن الجمال نجده يتغنى به في مقال "شباب الزمان الربيع" فيحدثنا عن اهمية العقل والروح معا وضرورة البحث عن غذاء كل منهما وانه لولا الجمال لما تغذت الروح والقلب وكلنا يرى الجمال وينشده فقط لو توفرت له البيئة التي تعينه على رؤيته وقلما نجد شيء لا يصرخ جماله هو فقط يريد من يفهمه ويخبرنا أن عمر الانسان لا يحسب بالسنين التي عاشها وانما بما تجاوبت به نفسه مع كل منظر او معنى جميل فحتى الصحراء لها جمالها الخاص بها.

    وها هو يحدثنا عن برناردشو ونشأته وأصوله وكيف امتاز بالقسوة والرحمة معا وكيف اتخذ من ظروفه القاسية دافع لنبوغة الذي دعمه ذكاؤه الحاد وكيف ناصر حركة الكتابة الصوتيه وكيف استطاع أن يغلب الفلاسفة في وضوحه فكان يصيغ الافكار العصية بمنتهى السهولة مبتعدا كل البعد عن المصطلحات المبهمه وكيف هاجم شكبير بسبب تشاؤمة واخذ يدعوا للتفاؤل وكيف كان ناقد لازع لا يهاب شيئا فقد نقد العادات والافكار والسياسيين والمتدينين والاغنياء والعلماء حتى الرقباء لم يسلموا من نقده وسخريته وفي ختام المقال تسأل لو كان برناردشو شرقيا كيف سيكون مصيرة؟ ليؤكد لنا ان المجتمع كانت سيتكاتف لاحباطه وقتل صوته وكان شو سينتحر او ينفجر غضبا .

    ومنه يتسأل لماذا تغضب المرأة وعليه يخبرنا ان المرأة ساخطه بطبيعتها ما لم تسترضى بعكس الرجل وتناول مزاجها في كل من الادب والشعر وكيف هي ملولة بطبعها مما يتطلب التجديد دائما فكانت السبب في خلق الموضة المتغيره والسبب في ذاك هو نظرتها الداىمة لنفسها وانشغالها بذاتها عن العالم الخارجي.

    وفي حديثة عن البطولة والابطال نجد أن بعض الكلمات لا يمكن الامساك بهى فتعطينا معنى واسع شامل غير محدد ذلك ان كل كلمة لها تاريخ ويختلف التاريخ بمرور الوقت وعليه يختلف معنى الكلمة فعرف لنا معنى البطل عند كل من اليونان والعرب والعصور الوسطى وعصر العلم وغيرها لنكتشف ان المعنى يتغير طبقا لمتطلبات كل عصر ومعتقداته وثقافته ولكن تظل مقومات البطل ثابته وهي ان يكون قوي الشخصية ، ذو نفع لقومه ولغيره والا ياتي من الافعال المشينة ما يعيبه فلابد ان يكون قدوة يحتذى به ومع ذلك فمازالت الاسباب المؤدية لظهورة في المجتمع غير معروفة حتى يومنا هذا.

    وبالحديث عن صراع الماضي والحاضر نجده ازلي فحتى الطبيعة والبيئة تتغير من حولنا ونحن لا نملك الا ان نسعى للاستفادة من هذا التغير، اما فيما يتعلق بتصرفاتنا فيجب ان نواكب تطورات العصر ونتجه نحو التقدم العلمي لنراكب سير التقدم.

    وحينما تحدث عن آفة الشرق كانت التقليد فنحن نتخذ من الغرب مثالا نحتذي به دون ان نطوع ما نأخذه بما يتناسب معنا وعليه لابد ان نتجه للعلم الفردي والمجتمعي والا نقلد تقليدا اعمى .

    وفي موسيقى الحياة يخبرنا الكاتب أن ما يخلق الجمال في الفرد والمجتمع هو التناسق الداخلي فلابد من تناسق العناصر الثلاث وهي البدن والعقل والروح فإن هي تناسقت سادت العداله وإن طغت إحداهم كان النشاز وآفة العالم هي إهتمامه بالعقل على حساب القلب.

    وفي عالم كذاب يبرئ الكاتب ابريل من صفة الكذب فالعالم كله يمتهن الكذب في الاسرة والعمل والسياسة والبيع والشراء وكيف لا وقد نزل آدم الأرض بسبب كذبة فكانت الحياة كلها أكبر كذبة .

    وما أجملها من نصيحة يسديها لنا الكاتب في كن سيدا ولا تكن عبدا ليخبرنا ما هي اخلاق السادة والعبيد وكيف نقيس الامم بناء عليها ويطرح التساؤل الهام هل يمكن تحويل العبيد إلى سادة ليؤكد لنا الطبيعة المتغيرة للافراد والمجتمع فكم من عبيد تحولوا الى سادة والعكس أيضا والدافع لذلك كل من الفقر والجهل فلو تحررنا منهم صرنا سادة العالم.

    تتعدد المقالات ولا يسعني حصرها جميعا في هذه المراجعه ولكني أؤكد أن هذا المجلد هو شهادة على عبقرية أحمد أمين الفكرية، حيث يقدم فيه رؤيته المتكاملة حول المجتمع، الدين، الأدب، والتعليم. إنه ليس مجرد تجميع لمقالات أو أفكار متفرقة، بل هو نتاج تفكير عميق في القضايا الأساسية التي شغلت عقل هذا المفكر الفذ . كما يجسد الكتاب رؤيته للإصلاح والتقدم، ويعكس إيمانه بقدرة الإنسان على مواجهة التحديات من خلال العلم، التفكير النقدي، والفهم المستنير لكل من الدين والثقافة والى لقاء متجدد في مجلد آخر.

    #قراء_الجرد_فيض_الخاطر

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    التعلم ..لن أحصل على كل العلوم التي أحتاجها في حياتي من المناهج الدراسية فقط ، بل آنها بحاجة إلى تعلم

    المزيد من العلوم وخاصة ما تكون لغة للعصر الذي أعيش فيه .

    كانت اللغة الإنجليزية في زمان الكاتب أحمد أمين لغة العصر فغير الناطق بها يحتاجها ليتعلم العلوم التي تُنقل

    له بواسطتها ، ولكي تكون لغة تفاهم بين كثير من الشعوب ، في ذاك الوقت كان الناطق باللغة أفضل معلم لها

    فأنت تأخذ من ه النطق الصحيح ، وربما أخذت منه بعض الجماليات من ثناء على لوحة فنية أو زهور كما حصل من الكاتب .

    شباب الزمان ..الربيع. ربما نفهم من العنوان أن فصل الربيع يعني مرحلة الشباب فيرمز للنشاط والحيوية والعمل الجاد والإنجاز

    ولكن بعد قراءة المقال بتأني نجد أن الكاتب يتحدث عن الجمال في كل أموره فهو يدعو للتأمل في جمال الكون بعيون مّبصرة لهذا الجمال وليست فقط ناظرة له ، عيون ترى تجدد الجمال في بساط الأرض الأخضر وغطاء السماء الأزرق، وللشمس وقوتها وآثرها على الأرض ، والقمر ونوره الساطع ،كل هذا الجمال يدعوك لتسبيح الله .

    أما لما تغضب المرأة ؟ يرى الكاتب آن غضب المرأة بسبب آنها تمل وتضجر سريعا من روتين حياتها ،وأنها تميل لطلب للتسلية اكثر من الرجل ، وتكره الوحدة أكثر منه ،وتميل للاجتماع بالناس ، وتحب التغيير في ملبسها كله ، ويرى أن من أسباب الغضب الانطواء والتفكير في الشخصية ،فهذا كله جعلها تضجر وتمل، ولا أوافق الكاتب في هذا الرأي فربما تغصب المرأة من أمور يجدها الرجل عادية ولكنها في نظرها ليست كذلك .

    لكل أمة وزمان أبطاله ، فاليونان القديمة كانت ترى لكل قوة طبيعية إله له نوع من التقديس والعبادة ، والعرب يرون الشجاع في الحرب هو البطل ، وفي القرون الوسطى آصبح البطل هو المتدين الذي انقطع للدين ، فمع الوقت قُدَس هذا الشخص ،فظهرت القبور والأضرحة ،مع المدنية الحاضرة أصبح البطل هو رئيس الحكومة البارع الحكيم الحازم ، او المخترع الكبير ، آو صاحب الصناعة ، فنرى آن البطولة تتغير من زمان إلى آخر ، وكل بطل يتناسب مع قومه وحاجاتهم ،ولا يوجد لخروج الأبطال قانون آو زمان محدد.

    ليس للكذب شهر محدد بل إن الكذب خّلق استفحل في العالم ، فسميت الأمور بغير اسمائها فالاحتلال اصبح انتداب ،والتوجيه بالقوة والقهر نصح وإرشاد ، قوانين توضع للعدل وللحرية ،تُنسي واضعها العدل وتذكره بالظلم ،وكثيره هي الكذبات في هذا الزمان ، ولكنها يُعقل آن الكل يكذب ولايوجد من يصدق في القول والفعلية يوجد الصادق الذي يكون غريبا بين الناس .

    عودة الأنبياء لأقوامهم وما يرون من مخالفات قد وقعوا فيها ، بل شركيات أخرجتهم من ملتهم ، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يبعد أُنسان يوم القيامة عن حوشه عليه السلام ،والسبب أنهم بدلوا كثيرا في دينهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم .

    رمز من رموز بلاده غاندي رجل وضع لنفسه هدف وعاش ليحقق هذا الهدف وهو تحرير بلاده من المستعمر ووضع الحقوق لشعبه المضطهد ، كان التقشف شعارا له ، العيش مع الفقراء وخاصة الأقوام الذين يراهم الهنود منبوذون ، لكي يقنع من حوله بفكرته وحزبه .

    العصر الأموي بدأ هذا العصر بخلافة معاوية رضوان الله تعالى عليه ، تميز حكم الدولة الأموية بتنظيم كبير عما كان عليه في الخلافة الراشدة فقد اتسعت الدولة الإسلامية كثيرا ودخلت شعوب كثيرة الإسلام ، ومع هذا التقدم كانت الخلافة في بني امية العرب الخلص وأبعد غير العرب عن الحكم وعن بعض المناصب ، كانت في بدايتها قوية متمكنه ، ولكن مع مرور الزمن ،انغمس بعض الخلفاء في رغد العيش والملذات حتى طهرت المظالم ، التي كانت من أسباب بداية التدهور والسقوط وظهور الدولة العباسية .

    الحج .. عبادة تتوق الروح لها ، فهي ركن من أركان الإسلام ، وهي رحلة روح للقادم لمكة من بقاع الارض ، يوم تصل مكة محرما ملبيا للهتعالى ،تقف في مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وتستشعر عظم الزمان والمكان والدين الذي يوحد الله تعالى ، هذه مكة التي دعى فيها النبي صلى الله عليه وسلم للتوحيد .

    بعد مكة يتحدث أحمد آمين عن المدينة النبوية التي استقبلت النبي صلى الله عليه وسلم ،وكيف قدمت العرب تسلم فيها ،ومنها خرجت الجيوش الموحدة لفتح البلاد ونشر الإسلام .

    ،،،،

    للأمم الحربية أخلاق تخالف أخلاق الأمم المسالمة ، ولكل أدب يخالف أدب الآخرى .

    ،،،

    ياعز هل لك في شيخ فتى أبدًا

    وقد يكون شباب غير فتيان؟

    ،،،

    التاريخ يعيد نفسه ،،

    جملة مشهورة ، كثيرة الدوران على الألسنة ، ولكن مامعناها ؟

    ،،،،

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    عزيزي القاريء، في مراجعتي للجزء الثامن أود أن أقتطف لك من كل زهرة بستان ،فانقل لك من أطايب الكلم.

    مستشهدا بمقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

    لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا ،وذكر منهن:

    أن أجلس مع أناس ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر.

    ونفتتح الجزء الثامن من خواطر أحمد أمين برحلته في تعلم اللغة الانجليزية .

    يسرد لنا دور مس بور power في تعليمه اللغة .

    إلا أن دورها تجاوز ذلك لتعليمه تنسيق الزهور وجمالها، ودقة الملاحظة والفن وجمالياته.

    ويصحبنا الكاتب في جولة ماتعة في عالم الجمال .

    إنها دعوة لتأمل الجمال في كل ما حولك.

    فعمر الإنسان لايقاس بالسنين، بل بما نبض به قلبه من مظاهر الجمال ومعانيها.

    " فإذا كل شيء جميل لا ينقصه إلا طرف يدرك جماله ،وقلب ينبض بحبه ،ولسان يهتف : سبحان الله ".

    و عن التوازن والتناسق يتسائل كاتبنا : وما هي موسيقى الحياة ؟

    إنها التناسق والتناغم بين الجسم والعقل والنفس.

    إن الانسجام بين تلك العناصر هو طريقك للسعادة .

    أما إذا طغى عنصر على الآخر فذلك يسبب النشاز ،فطغيان المادة يفسد الحياة.

    ولا صلاح إلا بتحقيق التوازن بين تلك العناصر.

    وتأكيدا لتلك الفكرة يخط الكاتب في مقالة آخرى : " فما أسعد الإنسان لو أستطيع أن يوفق بين قواه ! و ما أسعد العالم لو أستطيع أن يؤسس مدنيته حسبما منح من قوى متعددة، فعمل لجسمك و لعقله ولروحه، وعملت الحكومات للمادة والعقل و الروح جميعا !".

    وكما عودنا الكاتب في الأجزاء السابقة ،يعود مجددا ليحدثنا عن التجديد وأهله.

    ناقلا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها" .

    فالتجديد سنة الحياة، والزمان في تجدد وحركة دائمة.

    والتجديد يقتضي المرونة وسعة الذهن و الاستعداد للتقبل. كما أن حرية الرأي والتسامح من الأمور الميسرة لنمو بذرة التجديد و ازدهارها.

    وطالما أننا نتكلم عن التسامح ،ينتقل بنا الكاتب إلى مقالة بعنوان : روح السماحة

    فيحدثنا عن التحلي بسعة الأفق وعدم التزمت وإحترام المرء لغيره.

    ويشبة الكاتب روح السماحة بالروح الرياضية.

    فيلعب اللاعبون ويتبارون ويتسابقون لكنهم لا يحملون حقدا ولا ضغينة.فنفوسهم صافية وقلوبهم راضية.

    وبختتم مقالته بقصة المهدي الذي أراد أن يعاقب أهل الشام فنصحة أبن خريم قائلا :

    عليك بالعفو و التجاوز عن المسيء، فلأن تطيعك العرب طاعة محبة؛خير لك من أن تطيعك طاعة خوف.

    وفي سياق متسق،ينقلنا الكاتب إلى موسم الربيع ويعقد مزاوجة بين تجدد الأفكار والمشاعر وتجدد الربيع .

    يحدثنا عن عالم الزهور فتكاد أن تستنشق روائح الفل والياسمين والورد والقرنفل.

    والأزهار لها لغتها و دلالتها وجمالها ومعانيها بحسب المكان والزمان .

    ويعرض الكاتب عبر حواراته في مجموعة من مقالاته الرأي والرأي الآخر، مما يستنهض ملكة التفكر والتدبر

    ويحضرني في هذا السياق ما خطه الكاتب وليد سيف؛ " ورب رأي يخالف معتقدك ينشط ذهنك و يدعوك إلى التمكن و التفكير حتى يفضيا بك إلى مزيد من التبصر والفهم والحكمة ،لم تكن تخطر ببالك .وإلا فكيف تتقدم العلوم والمعارف ،إلا بتدافع الاراء و الأفكار؟"

    وكما يصرح الباحث روبرت غاس وآخرين في كتابهم التأثير : " لكي يدوم الاقناع ،عليك أن تدفع الناس نحو التفكير".

    ويدعونا الكاتب إلى البساطة والبعد عن التكلف والتصنع والتعقيد .

    ففي بساطة العيش راحة النفس وسعادتها.

    وأود أن أختتم هذة المراجعة بإقتباس للكاتب يحثنا فيه على دور الدين وآثره و أهمية الجمع بين الدين والعلم.

    " إن العلم الذي لا دين له ينتج القنبلة الذرية؛ لإهلاك الإنسانية، ولكن العلم الذي له دين ينتج إكتشاف قوانين الذرة؛ لخير الإنسانية".

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لماذا تسخط المرأة؟ كان هذا الاستفهام الغريب أول عنوان وقعت عليه عيني من عناوين الجزء الثامن من فيوضات خواطر المبدع أحمد أمين، تملكني الفضول لمعرفة الجواب فأخللت بنظام القراءة الترتيبية المتسلسلة واستفتحت الجزء بقراءة هذا المقال الذي لم يخيب ظني كسائر مقالات هذا الأديب البارع، ثم عدت أدراجي واستدركت ما فاتني من عناوين واستكملت بعدها ما بقي... ما أمتع القراءة لذلك الرجل! عناوين شيقة، وأسلوب -على سهولته- عال رفيع... أفكار نيرة، وتعبيرات بديعة، وسرد ممتع... براعة استهلال، وحسن ختام، بينهما جودة سبك... لو كان لي أن أستعير عنواناً من عناوين مقالاته في هذا الجزء كي أعبر به عن تأثير أسلوبه الإنشائي البديع لاستعرت (موسيقى الحياة) وقلت إن أنسب عنوان لمقالات هذا الجزء هو (موسيقى الكتابة)، فكل مقال خطه بقله كأنما هو لحن عذب جادت به قريحة عازف مرهف الحس رفيع الزوق... فلله دره من أديب موسيقار! يقول في مستهل مقاله (بساطة العيش): "تعجبني الحياة البسيطة لا تعقيد فيها ولا تركيب، وأكره ما أكره التكلف والتصنع، وتعقيد الحياة وتركيبها." وكذلك أقول أنا: تعجبني الكتابة البسيطة لا تعقيد فيها ولا حشو وهي مع ذلك بليغة نافعة.. أعجبتني نظريته الطريفة عن المصريين وأظنني أوافقه عليها، وأطربتني العزة والأنفة في (كن سيدًا ولا تكن عبدًا)، وتسألت في نفسي لو كان حياً بيننا الآن ترى هل سيستدرك على مقاله (السينما والشباب)؟ أما (هل يشيخ الأديب؟) فقد ترك في نفسي أثراً لا أحسن التعبير عنه فالصمت إذن أبلغ...!

    #قراء_الجرد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    على نهايات هذا الفيض وما زال الكاتب يتألق بمواضيعه وأفكاره وكيف أنه يقنعك إذا أبدى رأيًا، ويبهرك إذا وصف شيئًا، ويجليه إذا عرض رأيًا، ويشفي إن عرض علاجًا، ويوضح لك سيرة الشخصية، وفي كل ذلك بأسلوب ماتع قريب لا تمله إلا قليلًا إذا عرض للفلسفة، وأقول قليلًا مع ما لبرود الفلسفة وتنفيرها.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    هذا الجزء يمثل استراحة، إذ الأجزاء الماضية فيها مقالات اجتماعية طويلة وسير زعماء الإصلاح، هذا الجزء مقالاته لطيفة خفيفة وإن كانت اجتماعية، وما زال قلم أحمد أمين يفيض وأفكاره لا تنضب فلله دره.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون