فيض الخاطر - الجزء الثامن > مراجعات كتاب فيض الخاطر - الجزء الثامن > مراجعة محمد فرخ

فيض الخاطر - الجزء الثامن - أحمد أمين
تحميل الكتاب مجّانًا

فيض الخاطر - الجزء الثامن

تأليف (تأليف) 4.6
تحميل الكتاب مجّانًا
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

عزيزي القاريء، في مراجعتي للجزء الثامن أود أن أقتطف لك من كل زهرة بستان ،فانقل لك من أطايب الكلم.

مستشهدا بمقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا ،وذكر منهن:

أن أجلس مع أناس ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر.

ونفتتح الجزء الثامن من خواطر أحمد أمين برحلته في تعلم اللغة الانجليزية .

يسرد لنا دور مس بور power في تعليمه اللغة .

إلا أن دورها تجاوز ذلك لتعليمه تنسيق الزهور وجمالها، ودقة الملاحظة والفن وجمالياته.

ويصحبنا الكاتب في جولة ماتعة في عالم الجمال .

إنها دعوة لتأمل الجمال في كل ما حولك.

فعمر الإنسان لايقاس بالسنين، بل بما نبض به قلبه من مظاهر الجمال ومعانيها.

" فإذا كل شيء جميل لا ينقصه إلا طرف يدرك جماله ،وقلب ينبض بحبه ،ولسان يهتف : سبحان الله ".

و عن التوازن والتناسق يتسائل كاتبنا : وما هي موسيقى الحياة ؟

إنها التناسق والتناغم بين الجسم والعقل والنفس.

إن الانسجام بين تلك العناصر هو طريقك للسعادة .

أما إذا طغى عنصر على الآخر فذلك يسبب النشاز ،فطغيان المادة يفسد الحياة.

ولا صلاح إلا بتحقيق التوازن بين تلك العناصر.

وتأكيدا لتلك الفكرة يخط الكاتب في مقالة آخرى : " فما أسعد الإنسان لو أستطيع أن يوفق بين قواه ! و ما أسعد العالم لو أستطيع أن يؤسس مدنيته حسبما منح من قوى متعددة، فعمل لجسمك و لعقله ولروحه، وعملت الحكومات للمادة والعقل و الروح جميعا !".

وكما عودنا الكاتب في الأجزاء السابقة ،يعود مجددا ليحدثنا عن التجديد وأهله.

ناقلا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها" .

فالتجديد سنة الحياة، والزمان في تجدد وحركة دائمة.

والتجديد يقتضي المرونة وسعة الذهن و الاستعداد للتقبل. كما أن حرية الرأي والتسامح من الأمور الميسرة لنمو بذرة التجديد و ازدهارها.

وطالما أننا نتكلم عن التسامح ،ينتقل بنا الكاتب إلى مقالة بعنوان : روح السماحة

فيحدثنا عن التحلي بسعة الأفق وعدم التزمت وإحترام المرء لغيره.

ويشبة الكاتب روح السماحة بالروح الرياضية.

فيلعب اللاعبون ويتبارون ويتسابقون لكنهم لا يحملون حقدا ولا ضغينة.فنفوسهم صافية وقلوبهم راضية.

وبختتم مقالته بقصة المهدي الذي أراد أن يعاقب أهل الشام فنصحة أبن خريم قائلا :

عليك بالعفو و التجاوز عن المسيء، فلأن تطيعك العرب طاعة محبة؛خير لك من أن تطيعك طاعة خوف.

وفي سياق متسق،ينقلنا الكاتب إلى موسم الربيع ويعقد مزاوجة بين تجدد الأفكار والمشاعر وتجدد الربيع .

يحدثنا عن عالم الزهور فتكاد أن تستنشق روائح الفل والياسمين والورد والقرنفل.

والأزهار لها لغتها و دلالتها وجمالها ومعانيها بحسب المكان والزمان .

ويعرض الكاتب عبر حواراته في مجموعة من مقالاته الرأي والرأي الآخر، مما يستنهض ملكة التفكر والتدبر

ويحضرني في هذا السياق ما خطه الكاتب وليد سيف؛ " ورب رأي يخالف معتقدك ينشط ذهنك و يدعوك إلى التمكن و التفكير حتى يفضيا بك إلى مزيد من التبصر والفهم والحكمة ،لم تكن تخطر ببالك .وإلا فكيف تتقدم العلوم والمعارف ،إلا بتدافع الاراء و الأفكار؟"

وكما يصرح الباحث روبرت غاس وآخرين في كتابهم التأثير : " لكي يدوم الاقناع ،عليك أن تدفع الناس نحو التفكير".

ويدعونا الكاتب إلى البساطة والبعد عن التكلف والتصنع والتعقيد .

ففي بساطة العيش راحة النفس وسعادتها.

وأود أن أختتم هذة المراجعة بإقتباس للكاتب يحثنا فيه على دور الدين وآثره و أهمية الجمع بين الدين والعلم.

" إن العلم الذي لا دين له ينتج القنبلة الذرية؛ لإهلاك الإنسانية، ولكن العلم الذي له دين ينتج إكتشاف قوانين الذرة؛ لخير الإنسانية".

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق