وانتهى جزء من هذا الفيض الهاطل من زمن نراه بعيدا، بعيدا بقدر تعجبه من إختراعات توهمناها مسلمات أعجبني التنقل بين فصوله الزاخرة بعبق كان عندهم حاضر وهذا أكثر ما لفتني في الكتاب التصوير لذلك الزمن مستحدثاته وأدباؤه وما شغلهم وقتها بالإضافة بالطبع لموضوعات عامة عليها الحديث اليوم كما الأمس إذ هي مدار البشر أينما حلوا أو الأدب أينما وقع ،
جلا لنا هذا الجزء من ذلك العصر بعض كان فيه إنه من قبيل ما وصف حين قال: بتصرف "ثروة ما صدر عنهم من قول وفعل ما كان في مجالسهم من حديث ظريف أو نافع، ماوقع لهم من أحداث وكيف تصرفوا فيها وأنماط مجتمعاتهم ما يعين في رسم صورة على حال المجتمع"
استمتعت بالكتاب جدا ،ولكن يبقى هناك ما كدرني فيه رجوعه في كل مسير لمرجعية الغرب في غالب الأشياء وكأنهم المصدر الملهم لكل شيء وثانيا إدراجه المدعو قاسم أمين من ضمن المصلحين !
فالكاتب أحمد أمين ينعم علينا بالأمثلة والنماذج من عقر دار الإسلام آيات ونماذج أبطالهم حتى أقول أيها الشيخ المبجل المار من وراء نوافذ التاريخ تمهل وما يلبث يباعد وينزل لوادي الغرب حتى أقول: أضاع الطربوش أم ضيع الوجهة!
وليس الأخذ من البشرية غربا وشرقا بمعيب ولكن أن يكونوا النموذج المحتذى والمقارنة المتواصلة
هو الملفت للنظر .
كما أن في بعض جمله من نسب للطبيعة ما لا أرتضيه كمسلم قبل أن أكون قارئ وما هي عندي بهنة تتجاوز.
فغفر الله للكاتب وجزاه الخير على المثالب .
أما الأسلوب فسهل ممتع لا بالصعب ولا بالمبتذل يسترسل بالوصف بإنسيابية لا تعرف الإطالة صاعداً هضبة نازلا من أخرى.
ممتع بلا شك وهذه القراءة الثانية لإنتاج بهذا الكاتب المصور ،وفي تشوق لما ضمت جعبته في أجزاءه الباقية.
#قراء_الجرد_فيض_الخاطر .