المشي يهدئ الأعصاب، في المشي تكمن قوة شافية.
هذه الرتابة في تحريك قدم بعد الأخرى بإيقاع متزن مع التلويح
بالذراعين على الجانبين، هذا التسارع في تردد النفس والنشاط
الخفيف في النبض، ذلك التوظيف الضروري للعينين والأذنين
لتحديد الإتجاه والمحافظة على التوازن، هذا الشعور بالهواء الذي
يهف على الجلد، كل هذه أشياء تضطر الروح والجسد للتوحد بطريقة حتمية،
وتترك الروح، حتى في أشد حالاتها غيابا وتثاقلٌا، تنمو وتتسع.
الحمامة
نبذة عن الرواية
باتريك زوسكيند هو كاتب روائي ألماني. من أشهر أعماله إلى جانب روايته "الحمامة", روايته الأخرى الشهيرة (العطر) التي حولت إلى فيلم سينمائي شهير. وعبر صفحات هذه الرواية يتجول بنا زوسكيند في عوالم الإنسان النفسية المتناقضة عبر بطل روايته (جوناثان نويل), لنجد في النهاية أننا جميعاً (جوناثان نويل) وأن هذه الشخصية موجودة فينا بدرجة أو بأخرى, وأن (الحمامة) ليست إلا تجل من تجليات القمع والاضطهاد اليومي, الذي نتعرض له من الرتابة, التي تفرضها حياتنا المعاصرة وتناقضاتها المرعبة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2011
- 110 صفحة
- [ردمك 13] 9789773766463
- دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من رواية الحمامة
مشاركة من Daz
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
سماح ضيف الله المزين
الحمامة.. شوائب نفسية!
هذه هي المرة الثانية التي أقرأ فيها (لباتريك زوسكيند) ولم تكن المرة الأولى – بالطبع - أقل فخامة من هذه المرة، ذلك أن الكاتب وحياته وأهدافه تجعل القارئ أكثر تمسكاً به، وبحثاً عنه بشكل لا شعوريّ، غير أن أكثر وأقوى ما شدني إلى رواية (العطر) رائحة فرنسا التي لا نعرفها والمنسابة بين السطور والتي كنت أشمها فعلياً بين وقت وآخر بالذات حين يلوح للعين اسم زهرةٍ ما/ عطرٍ ما.. بينما جاءت رواية (الحمامة) بعد قراءتي كثيراً عن (باتريك زوسكيند) وانتباهي فعلياً لحياته التي شدتني إليها الترجمة المختصرة الواردة عنه في الكتاب فحفزتني لأبحث عنه أكثر. ففكرة أن تقرأ رواية ما وأنت تعرف كاتبها جيداً، تجعلك تشعر أنه قريب منك أكثر – حتى - من روايته التي تنتصب بين يديك الآن، وتلك فكرة تستحق الدراسة والتوثيق والبحث فيها أكثر، فكرة تتعلق بالتواصل الفكري والشعوري، تتعلق بتسليم العهدة من جيل إلى جيل، وتتعلق كذلك وأخيراً – حسب تخيُّلي – بفكرة الالتحام المشيمي قبل الخلق ومع الذر.
ذلك كله بالإضافة إلى أن شخصية البطل تشدك فعلاً وتشدك جداً لدرجة أن تلاحقه في كل مكان وتدخل إلى نفسه لتتعرف بشكل قريب إلى درجات الشعور وأشكال التفاعلات حال النظرة، وحال اللمسة وحال الشم وحال التذوق، حين تنزلق إلى داخل جسد البطل ومخه وعقله من أي ثغرة تركها الكاتب عمداً أو عن طريق السهو. لترى في الداخل كل ما تشعر به، ما يمر بك من قريب أو بعيد/ بشكل عميق أو سطحي/ عابث أو منظم/ غريب أو معتاد. هذا السيناريو المنظم والمتكرر غير روتيني وغير سيء إطلاقاً.. لكن المدهش في علاقتك به وعلاقته بك فعلا هو أنك لا تنتبه أبداً إلى أنه سيناريو، غير أنه سيناريو حقيقي يشدك من حيث لا تعلم لتنزلق كلياً وترتكبه خطيئة بملء روحك ونفسك رضى عنه.
إلى هذا الوقت – على الأقل – لم تتكون بيني وبين (زوسكيند) علاقة تستحق أن أكتبها وأوثقها وبالرغم من أنني تعثرت بسيرته الذاتية، بعد قراءة رواية (العطر) والتمرغ في البؤس الواقعي مع استنشاق رائحته بين سطر وسطر، (العطر) قصتها وبطلها لم يجعلاني أفكر في الكاتب، لم يعطياني الفرصة، بينما (الحمامة) فلا.. لأنني – على الأقل – قرأت شيئاً عنه فذهبت لأتعرف عليه أكثر، لقد شدني الكثير من مفترقات الطرق في حياته وتأثرت بها حتى الاندماج، بينما لم يغب عن بالي – أبداً - خلال قراءتي لـ (الحمامة) وجه (هيجو – بجلاله وهيبته وبمجموعاته التاريخية وحضوره الطاغي طغيان اسمه إذا قرئ بالعربية) مع عصى البؤس التي يلوّح بها، غير أن القرف والتقزز في بعض المشاهد كاد يجعلني أرمي الرواية بعيداً ولا أعود إليها. لكن الحضور الصارخ للبؤس في مشاهد المتشرد وغرفة الفندق وشخصية (جوناثان) وغرفته وبؤس أفكاره حتى، كل ذلك كان يستحثني على الإكمال كلما هبت فكرة ترك الرواية جانباً، وفعلاً فقد أكملت قراءة الرواية في وقت قياسي جداً.
لغة (زوسكيند) متينة كَسور عظيم، إنني أتخيل أنه في علاقته مع لغته الأم رجلٌ وفيٌّ لا يدرك وفاءه للغة وفاء، حدّ أنه لم يتساقط من روايته أي جزء أو ماسة فخامة حين تم نقلها إلى العربية، ولست أدري إن كان المترجم (عدنان أبو الشامات) شغوفاً مثلي بالنسق اللغوية الجذابة حتى ينقل الحكاية بكل هذا الاتقان، ومع أنني لا أتقن في الألمانية إلا بعض المصطلحات الخفيفة والسهلة، إلا أن تألق اللغة في روايتي (زوسكيند) اللتين قرأتهما فعلاً؛ جعلني أؤمن أن السر في لغة الكاتب وليس فقط فيمن ينقلها إلى العربية. إنني أعلن شغفي الجزيل بلغتها وكذلك بالموصوفات والصفات، التراكيب اللغوية، شدة التركيز على كل تفاصيل الصورة، والتدقيق مع تضييق العدسة عند النظر للتفاصيل الصغيرة، والحقيقة أنني شغوفة بكل هذه التفاصيل، وأقف عندها طويلاً حتى لو كانت مقززة (للأسف) لقد أحببت الرواية، أحببت الأسلوب وعشت مع البطل كأنني أعشش في مخه وأشاركه كل متعلقاته الداخلية والخارجية، المعنوية والمادية، النفسية والجسدية، وحتى عقله الباطن وذاكرته المغبرة، النهاية كانت مفاجئة وجاءت مخالفة للتوقعات التي كانت تنط إلى مخيلتي خلال التهام هذه الوجبة الألمانية الفخمة. وهذا ما أتوقعه من رجل يجيد رسم السيناريوهات المدهشة لخطوات بطل يصنعه ولا يبدو أبداً أنه يعيش في ثوبه مثل (زوسكيند) بالطبع، بينما لا يمكنني الجزم بأنني سأتوقعه من أي (جوناثان) يعيش بيننا، وتزحف صفاته كوباء خفيّ تمطرنا بعدوى محببة.
إلى جانب الإغواء الصريح في جسد الرواية، لغتها، تعبيراتها، أسلوبها كان يطوف في أنحاء عقلي سبب آخر يقنعني بعدم اضطراري لتبرير هذا الإعجاب فهي خفيفة مركزة قليلة الصفحات، يمكنك التهامها في ساعة زمنية واحدة فقط، يشبه البطل فيها صانعه كثيراً في جانب التركيز على كل مليمتر مربع من التفاصيل ومن عدة أبعاد، يشبهه كذلك في قول ما يريد بنظرة أو إيماءة فهو غير ثرثار أبداً، شيء أظن أنه مهم أيضاً، أن الرواية ليست مصابةً بالإيحاءات الجنسية التي لا لزوم ولا مبرر لها، فقد بت أعتقد أن دس تلك الإيحاءات في الفن والأدب هو مرض هذا العصر الفنيّ بامتياز عالٍ في التشخيص.
تلك الرواية مرتبطة جداً بالإنسان أنى وجد، وكيفما كان يحيا، ذلك أن نقطة التركيز في العقل لديه والتي تقع غالباً في الجزء المنسدلة عليه ستائر كثيفة، تجري فيها - بحكم الظلام المحيط وأشياء أخرى مساندة – عمليات غريبة وغير مفهومة تحيل بعض الرموز العادية جداً إلى أيقونات تبعث الرعب، التوتر، القلق، الغضب، العصبية الدموية، الجنون والخوف بدرجة أقل حدة... إلى غيرها من النتوءات، الشوائب، الانتفاخات، و"الكلاكيع" النفسية المختلفة، هذا تماماً ما قصده (زوسكيند) في روايته وفي حكيه لقصة (جوناثان) الخمسينيّ الغريب، الوحيد، الأعزب، المتردد، المريض، الطامح للسفول، المختبئ في زوايا وانثناءات الحياة، المريض بالوسواس، المقهور، والظامئ للقاء نفسه أولاً ومنذ عقود.
من قال أن الروايات كجنسٍ أدبي خلقت ونشأت فقط للفضفضة؟ للمتعة؟
إنني أمقتُ صراحة، كل من تصوّرُ له مخيلته أن الروائيين والحكّائين هم مجرد أدوات ودويات تحركهم شهوة الحكي وحسب، وأمقتُ معهم أولئك الذين يساهمون في ذلك حين يصدرون ما لا يمكن أن يكون سوى شهوة حكي وحب ظهور فقط، فيؤكدون للمرضى لؤمهم الصريح باتهام الأدب وأهله المخلصين. وكأنني بدوح الأدب ومنابعه النقية الصافية، وأنهاره العذبة تجيدُ التمنّع فلا تمنح نفسها إلا لمخلص، كي لا تلتقطها يد عابر غير مؤهل، وتحرّم نفسها على تلك الزمرة التي تحاول اصطياد الشمس في محاولات متتابعة، ولمّا لا يسعفها الحظُّ فتعْلَق الشمس بصنارتها، تتخيل مجازاً قميئاً أنها قادرة على خلق دوح مشابه يمكنهُ أن يطيح بالدوح الأصل أو يخلخل كيانه، فلا يلبثُ أن تنكشف سوأة مرضه وتفوح رائحة عطن مائه ويشفّ حوضُ نفاياته عن تلوثه بالأقلام الدخيلة، كأنَّ نفوساً نجسة تغتسل به كل ذات نزوة!
لست – أبداً - في معرض الحديث عن أهداف وظروف وفوائد ورسائل هذا الجنس الأدبي، وأي جنس آخر يجري التعدي عليه، ومحاولة إهانته صراحة، فالروائيون والحكاؤون – غالباً – هم أناس طاعنون في الثقافة، معجونون بطين الحكمة، وقد وازنت التجارب والخبرات وقفة الحياة وانتصاب الأحداث بداخلهم. لأن هذه المنحة الإلهية لا يمكن لأي كان أن يدرك درّ أحشائها، ولأنَّ هذا التفكير يراودني كلما قرأت اللائحة الخفية وراء سطور عمل أدبيّ قيّم. وإنني من وجهة نظري المتواضعة أرى أن (الحمامة) هي إحدى تلك الأعمال الروائية التي تستفز في داخلي هذا الجانب من التفكير. وقد وثقته اليوم لأتخلص من حمل الأمانة التي يحملني إياها الإيمان الأزلي بالرسالة والهدف.
سماح ضيف الله المزين
غزة في/ الأحد: 22 ديسمبر 2013م
-
Sarah Shahid
في هذه الرواية القصيرة يعالج زوسكيند الخوف بأبعاده النفسية العميقة. وقد تبدو لنا تصرفات جوناثان غير مبررة أو أنها مبالغ بها، لكنها لن تكون غريبة بالنسبة للأشخاص الذين عانوا من الخوف فعلاً.
لقد قام زوسكيند بتقديم شخصية جوناثان، وهو الشخص الذي يخاف من الحمامة بل إنه يتجنب كل شيء في حياتهن بطريقة رائعة تعكس بشكل واضح كل ما يمكن أن يفكر به الشخص الذي يعاني من المخاوف.
لقد كان بارعًا حقًا.
-
أحمد فؤاد
قصة قصيرة ممتعة ،رحلة نفسية في داخل البطل الذي جاوز الخمسين، رحلة نرى فيها جوناثان البطل نشفق عليه في معاناته التي قد تبدو بسيطة رغم تعقيدها داخله.
مجموعة من المشاكل النفسية التي قد نعاني جزءا منها أو بعضها أو حتى كلها لكننا نخفي ذلك داخل عقولنا.
جنون الارتياب، ورهاب الطيور، و عقدة الاضطهاد والحسرة على ضياع العمر... مجموعة من المشاعر التي قد تنتاب رجلاً تسير حياته بنظام دقيق في حياة مفرغة.
سلسلة من الأفكار التي انتالتني ذات يوم أو تنتابني بعضها في بعض الأحيان أو حتى اخاف أن تنتابني لاحقاً.
لا أريد أن أتطرق لمناقشة الأحداث، لكنها جعلتني أغرق في التفكير داخل غرفة مُظلمة تقبع في رأسي تُسمى المخ.
تقييمي 4 من 5
على هامش المراجعة:
يحتل الخوف من الطيور المركز الثالث عشر على مستوى أنواع الرهاب في العالم ..
-
ebthal yusuf
تخيل معايا
بركة ميه بقالها سنييييييين طويلة محدش جه جمبها
وف يوم من الأيام ورقة شجر وقعت فيها
أكيد الطبيعي ان تتكون حواليها دايرة أو اتنين من الموجات الصغيرة وخلاص
تخيل بقا لو ورقة الشجر تسببت في فيضان!!!!!
غريب مش كده
هيا دي بالظبط قصة جوناثان بطل القصة
حياة أقرب ما تكون للموت يهزها ويقلبها رأسا علي عقب حادث صغير مثل وجود حمامة أمام باب بيته.
الكاتب بيصور الأحاسيس بشكل مذهل
إزاي جوناثان بيخاف من الناس وكلامهم
وإزاي الحمامة أثرت علي حياته كلها
وإزاي بيخطط لأي حاجة بتحصل عشان يتأكد إنها هتنتهي بالشكل اللي هوا عاوزه حتي لو كانت حاجة تافهة
أسلوب حياة قد تبدو بسيطة لا ينقصها شيء ولكنها في النهاية محطمة للأعصاب قابلة للكسر عند أي خدش.
في اخر القصة حسيت بدرس مستفاد :
وهوا إنك إذا أردت راحة البال
عليك إذا ألا تشغل بالك بشيء
ولا حتي راحة البال!!!
-
Mohammad Alloush
كم من الوقت تحتاج الدعائم، التي كانت تبدو صلبة، في حياة شخص ما لتتفتت وتهوي؟
من لحظة الى أخرى قد يتحول سلام وطمأنينة الروح الى حالة من الاضطراب النفسي والضياع، بسبب حدث عابر، تطير حمامة، او تحط حمامة.
عن هشاشة الوجود الإنساني، يحدثنا باتريك زوسكيند في روايته هذه، وعن امكانية أن تدب الفوضى الغريبة في النفس والروح لأتفه الأسباب.
الحمامة تعبث بنظريات التنمية البشرية المتناثرة هنا وهناك، وتبدد هالة اليقين الأبله التي تحيط ببعض المتحذلقين ممن يسارعون الى طرح السؤال الشهير عند بداية كل حديث لهم (كيف تخطط لحياتك؟) .
لندع حمامة باتريك زوسكيند تتبرز عليهم دون انقطاع، على امل أن يكونوا قد خططوا جيدا لذلك.
ماذا أقول؟
أثر الفراشة لا يرى …أثر الفراشة لا يزول!
-
mahmoud elnoury
حينما تقرر أن تعيش وألا تصبح مؤثرا في شيء. هل تعتقد حقا أن ذلك العالم سيتركك؟ مهمة هذا العالم هو إفساد مزاجك بأتفه شيء. نعم حين تكف عن المطالب وتحمل أكثر من طاقتك وتعيش بالكاد سيضع فوق كاهلك تلك القشة التي ستكسر ظهرك وإن لم تفعل فستؤرق حياتك التي كنت قد إستسلمت لها.. هل تتذكرون قصة الأسد الذي مات من طنين الذباب في أذنه!!؟
جوناثان نويل رجل خمسيني روتيني يعيش وحيدا في شقة صغيرة بباريس يعمل حارس لبنك منذ أكثر من ٣٠ عاما، ينطبق عليه المثل القائل " اللي يبات فيه يصبح فيه" يستيقظ في أحد الأيام وفي طريقه إلى الحمام يجد حمامة في وجهه تغير نظرته للحياة. كما تغير نظرتنا أيضاً.
ترجمة: طلعت الشايب
-
yawmiatadam
كتاب يمسكك من يديك كطفل برئ قد اعلن استسلامه لليد التي أمسكت به، فما أن تمرر بصرك بين صفحات الكتاب وانت تتنقل من على عدة ورقات مجاورة للصفحة التي بدأت بها إلا و ستجد نفسك في غرفة جونثان نويل حيث التقلبات المناخية النفسية التي تعصف به من كل اتجاه !
-
Daz
الرواية كعمل أدبي فهي جيدة إلى حد كبير، لكن شخصيتها الرئيسة استفزتني بشكل خاص.
تتحدث الرواية عن شخص يدعى نويل، يعيش وحيدا منغمسا في حياة رتيبة، حياة لا يحدث فيها شيء يدعو للدهشة، تخلو تمامًا من أية مفاجئات، تخلو من الأصدقاء والأهل، ومن الأقارب، حتى روائح الأعداء في حياته معدومة، ولذلك يبدو بجلاء أن الجزء المخصص في مشاعره للحب والكره متوقف عن العمل، ربما قد تمكن من الإعجاب العابر أو من الإمتعاض اللحظي بأحد أو بشيء ما، بقدر لا يثير تفكيره لأكثر من دقيقتين .
وفي خضم رتابة أيامه الشبيهة بسيارة تقودها عجوز على مهل، يجد متشرد يجلس في الحديقة التي أعتاد صاحبنا أن يجلس فيها في أوقات الإستراحات، وقد تابع تصرفات هذا المتشرد بفضول كل يوم، لكن في أحد الأيام يذهب إلى الحديقة في وقته المعتاد ولكنه لا يجد المتشرد في مكانه، ثم يقلب عينيه فيجده في الناحية الأخرى يتبرز بالقرب من فتحة تصريف للمجاري.
يراه وقد خلع بنطاله وظهرت أمام عينيه مؤخرة بيضاء بلون الدقيق وقد خرج منها دفعة هوائية محملة بكمية من البراز الذي يقع أرضًا ويلطخ ملابسه وقميصه، اشمئز من المنظر وطفق يفكر -لاحقًا بعد أن عاد إلى غرفته- بالنعم التي جعلت له حجرة وحمّامًا عموميًا يجنبه الوقوع في ظرف مماثل يدعوه للتبرز في الشارع أمام الناس.
وأنا في رأيي الخاص، أجد أن نويل هذا يتشابه مع المتشرد، بل ربما كان الأخير أفضل حالًا منه، لأن الأخير لم يتحصل على ظروف معيشة أفضل، لم يتحصل على حجرة وسرير وحمام عمومي، تمكنه من ممارسة الحياة كأي مخلوق بشري يحترم نفسه، لم تتوفر لديه الإمكانات الأساسية للحياة أصلا، لذلك هو يستغني عن تكوين صداقات وإنشاء علاقات إجتماعية.
بينما بطل القصة حصل على وظيفة وحجرة وحمام، وبالتالي يمكنه أن يخرج إلى الشوارع ليقابل بشرًا يتعرف عليهم ويكوّن معهم صداقات ويدعو الناس للدخول في دائرة حياته البائسة، وهذا كرم مني إن أطلقت عليها ('حياة' بائسة)، بل الحقيقة أنها لا تعدو على أن تكون أكثر من كومة بؤس مطلق ينحشر ويتسع فيها.
أقول، أنه ليس هناك ما يمنعه عن الإندماج في صيرورة المجتمع، والذوبان بسلاسة في مكوناته وبين أفراده، أعرف الوحدة جيدًا، وأعرف العزلة كذلك، وأتفهم كل الأسباب التي تدعو إليهما، لكن صديقنا تجاوز المسميات، فوضعه ليس عزلة ولا وحدة، بل موت أقسى من الموت الذي نعرفه.
ربما أكون قد حملت الشخصية أكثر مما تحتمل، وقسيت عليها، لكن كل ما جاء في الأسطر أعلاه، كان استفزازًا مريرًا تحملته على مدى صفحات الرواية. وفي ختام الحديث، كره عميق دون شفقة، كره خالص لهذه الشخصية اللعينة.
-
Rahaf Abuedie
#مكتبجي #نادي_مكتبجي
عندما يستيقظ صباحا و يجد الحمامة (تكاد لا تكون مشكلة ) أمامه يبدأ بالتفكير في عدة أمور لا نهاية لها بسبب شي لا يكاد يذكر و يبدأ بالتفكير في أمور عديده لا نهاية لها بسبب شي لا يكاد يذكر و يبدأ اليوم بصورة سيئة و كلما حاول التقدم في يومه تستمر المزيد من الأمور السيئة بالحدوث كمقابلته لمسؤولة البناية أو شروده في عمله و مقابلة المرء ثم تمزق سرواله إلى أخره من الأمور، مشكلة تكاد لا تعد مشكلة تجبره على التغيب عن منزله و المكوث في فندق صغير و يفكر بالانتحار، في كل الأحوال في اليوم التالي كان يوم جديد لم ينتحر عاد إلى شقته و كل شي كما كان سابقا الرواق، رائحة القهوة، الحمامة غير موجودة.
القصة تناقش عده مواضيع بطريقة درامية واقعية، كلنا وقعنا في هذا الفخ التفكير الزائدة (قد تبدو المشكلة للوهلة الأولى لأي شخص عدا صاحبها أمر تافه و سخيف ) لكنه فعليا مؤلم جسديا و نفسيا، في النهاية كل شي يعود إلى طبيعته 🤷
-
Aseel Sa'di
رواية الحمامة
للكاتب الألماني باتريك زوسكيند
عدد صفحات الرواية 84 صفحة
رواية قصيرة بعدد الأوراق عظيمة بالأفكار رهيبة بالتناقضات تجذبك بشكل قوي لتغوص داخل نفس الغريب جوناثان نويل الخمسيني ذو الحياة الرتيبة الروتينية الذي لم يغير شيء فيها منذ عشرين عاما
إلى أن يأتي اليوم الذي تقلب فيه حياته رأسا على عقب عندما يظهر وحش في حياته ليجعله يعيد حساباته كاملة
هل كانت حياته هي أفضل ما يمكن له الوصول له؟
هل اجبر نفسه على أن يُقصى عن العالم ليتفادى الخيبات؟
هل كانت خيبة واحدة كافيه لتجعله يستسلم؟
كم نحن بحاجة بين فترة وأخرى إلى أن يظهر مثل هذا الوحش في حياتنا ليجعلنا نعيد حساباتنا ونعيش!
رواية لا أستطيع أن اصفها أكثر أنصحكم جميعا بقرآتها
#Aseel_Reviews
-
عبدالله الودعان
هذه القصة ذكرتني بمعاناتي مع مرض الرهاب الاجتماعي, نفسه الخوف غير طبيعي من أشياء غير مخيفة, والشعور المستمر بالمراقبة والنقد السلبي, وسلسلة الأفكار السوداوية, وكل شيء يتحول إلى كابوس لا يعيشه سواك والجميع معك في نفس المكان وذات اللحظة يعيشون أفضل لحظاتهم.
القصة: جوناثان جويل, رجل ملتزم بنظام دقيق ورتيب, يعمل حارس بنك, يفتح البوابة لمديره مع التحية, ويدخل الموظفين مع البوابة, ويقف عند باب البنك حتى المساء. يعيش جوناثان في غرفة صغيرة على سطح أحد العمارات, كان كل شيء يسير على ما يرام, أو فلنقل حسب النظام, حتى جاء اليوم الذي يحدث فيه حدث يهز كل هذا التوازن ويتحول كل شيء إلى فوضى, وكل هذا كله يحدث بسبب حمامة!
-
tarek hassan (طارق حسن)
هذا الكاتب برأي من اهم الكتاب العالميين-جونثان نويل هذا المواطن البسيط يمثل المخفي فينا-ما هذا العمق التحليلي في رواية قصيرة 80 صفحة!!!!!