الكتابة شيء خطير. أكثر من مجرد كلمات مرصوصة في خط مستقيم ككتيبة عسكرية منضبطة، تخبئ كل هزائمها في صرامتها المبالغة. هي القدرة على كسر عنق الموت، والضحك من سطوته وجبروته الزائف ولو للحظة، قبل أن يقوم من خيبته أشد حنقا وإصرارا على افتراس ضحيته، وأية ضحية؟ فلن يجد إلا جيوبا جلدية فارغة إلا من العظام بعد أن تم تسريب وتهريب كل النور المذهل الذي بداخلها.
مجرد جيوب معتمة بلا حياة ولا نور.
هكذا أنتقم من الموت عندما أفتقد إلى وسائل دحره.
سوناتا لأشباح القدس > اقتباسات من رواية سوناتا لأشباح القدس
اقتباسات من رواية سوناتا لأشباح القدس
اقتباسات ومقتطفات من رواية سوناتا لأشباح القدس أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
سوناتا لأشباح القدس
اقتباسات
-
مشاركة من sihem cherrad
-
هكذا إذن، صار الموت ينام الآن حتى في الأوراق التي أقرأها، والأواني التي أشرب وآكل فيها، والسرير الذي أنام فيه، والمستشفى الذي يؤويني. حتى في الوجوه التي تزورني من حين لآخر. ليكن. علي فقط أن لا أترك نفسي طعما سائغا له, علي أن أعذب موتي لأرتاح قليلا قبل الرحيل. كل ما أستطيع فعله هو تأجيل الموت قليلا لأتمكن من إخراج آخر الصرخات التي تسد حلقي ونفسي. الجسد المستسلم يسهل على الموت افتراسه وأنا أريد أن أجعل الموت يكرهني لأني وقفت في وجهه بعناد صبية تريد كسر جبروت الأقدار القاسية. على الرغم من قسوة المرض، ما زلت غضة وممتلئة الروح بالأشواق التي لا تستسلم بسهولة.
مشاركة من sihem cherrad -
أكبر محرقة يعيشها المرء هي أن تسرق منه أرضه ويرمى على حواف المبهم. الناس لا يدرون أننا لا نعود إلى أرضنا الأولى لنموت فيها فقط، ولكن لنعيش جزءا جميلا من العمر، ونشم تربتها ورائحة شرفاتها المعلقة في الهواء تستقبل النسائم التي تأتي من وراء سواحل البحر الميت. لا نعود إلى تربتنا الأولى لنؤبن أنفسنا ونبحث عمن يدفننا، ولكن لفتح العيون على كل اللحظات التي أخطأ البصر المتعب بالحروب المتواترة والجسد المنهك، رؤيتها في المرة الأولى.
مشاركة من sihem cherrad -
لكل شخص أشباحه التي يظنها ماتت منذ زمن بعيد، لكنه يفاجأ بها تشرب معه قهوته الأخيرة أو تتنفس هواء البحر في نفس شرفته، عندما يصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت. تستيقظ كلها دفعة واحدة وتقف على رأسه مطالبة إياه بمعرفة أسرارها التي ظلت حبيسة لديه. التاريخ مثل الثعلب الماكر، يصمت زمنا ولكنه سرعان ما يدركنا عندما نتعب من حمل الحياة الذي يثقل ظهورنا. ولن نتخلص منه مهما حاولنا الانفلات. أقوى من كل شهواتنا وإرادتنا.
مشاركة من sihem cherrad -
رمادي إذا وضع في أمكنته الحقيقية، سيتسرب في قلب النباتات والزهور وألوان الفراشات وسأظل حية في تغريدة العصفورة كما كانت تحكي لي أمي، وفي شقائق وردة العشاق، وفي نسغ النباتات. نحن لا نموت عندما نختار موتنا ولكن نموت عندما نقبل بالنهايات التي تفرضها علينا الأقدار.
مشاركة من sihem cherrad -
ابك حبيبي عندما يمتلئ قلبك بالأسى. ابك عندما تصاب بنوبة سعادة شهوة المنتهى. ابك ولا تسأل لماذا خدعك دمعك. يقال في شرقنا إن الرجال لا يبكون. الله يلعن أبو اللي جاب هيك حكاية. الرجل الذي لا يبكي حيوان. بغل. تيس. بلا شعور. حتى الحيوانات تبكي في لحظات ضعفها وانكسارها.
مشاركة من sihem cherrad -
أنا لم أقل إن العالم صار أسود، ولكنه يدفعنا نحو العدمية. والعدمية هي أخطر ما يمكن أن يصيب فردا أو جماعة. هي الانتفاء الكلي في أقسى درجات اليأس. ماذا يبقى لك عندما ينتزع منك حقك البيولوجي في التفكير والحياة ؟
مشاركة من sihem cherrad -
حذار من أن تضيف إلى حياتك شبحا جديدا. أريد أن أكون مجرد لمسة ريشة جميلة في حياتك، لونا نادرا، كلما رأيته امتلأ قلبك بالنور، وصرخت من فرط السعادة: يالله؟ من أين لك بكل هذا البهاء الجميل وهذا البذخ الاستثنائي؟ لأني وقتها لن أذكرك بالموت بقدر ما أضع الحياة بين عينيك في رعشتها الأولى، دهشة الولادات.
مشاركة من sihem cherrad -
الشمس الدافئة. شمس لا هي قاسية بأشعتها ولا هي ميتة. شمس تمنح الحياة والدفء عندما يكف الذين نعرفهم عن فعل ذلك
مشاركة من sihem cherrad -
حذار. كل تفكير مستميت في الماضي هو خيانة للحاضر. لم أكن مستعدة للبقاء في الماضي
مشاركة من sihem cherrad -
كنت أعرف قدراتي جيدا وعلى يقين بأني لم أكن قادرة على تحمل شيئين قاسيين، دفعة واحدة: الحب المتأخر والمنفى
مشاركة من sihem cherrad -
نحن تحت وقع الأقدار على الرغم من إراداتنا الخارقة؟ كلما قاومناها زدنا توغلا في منطقها الغريب.
مشاركة من sihem cherrad -
لا تتعب نفسك كثيرا من البحث عن حقيقة هي في جوهرها مبتورة دائما. فلكل شخص حقيقته التي يصنعها من خوفه وأوهامه. نحن لا نذهب نحو الحماقة عشقا فيها ولكننا نذهب نحوها لأننا نرى فيها خلاصنا الأبدي.
مشاركة من sihem cherrad -
ادفن بعض رمادي بالقرب منك لكي تتذكرني وأشعر بدفئك وحنانك، فأنت حائطي الأخير الذي يمكنني أن أتكئ عليه لكي أطرد برودة القبر... كل الذين أحبهم ذهبوا أو انفصلوا ولم تبق في نهاية المطاف إلا أنت. ادفن بعض رمادي حيث تشاء، لم يعد لي أهل هناك. وحتى لو عدت إلى فلسطين، سأضطر إلى قطع كل المعابر كأية غريبة على الديار. يوميا لا أفعل إلا قراءة مسالك الذين عادوا إلى تلك الأرض. كل واحد يحكي آلامه التي لا يعرف وقعها إلا هو. ثم... من يتذكر تلك الطفلة المهبولة، المجنونة على الألوان، التي كانت تركض وراء الفراشات لرسم أحلامها الغريبة وسرقة ألوانها؟ من يعرف تلك الصبية التي اشتاقت أن تجلس في حجر والدها وتداعب شعره كما يفعل جميع الأطفال، وعندما كبرت استحت أن تفعل ذلك لأن والدها بدا لها غريبا؟ من هي تلك الطفلة الصغيرة ذات الضفيرتين والشرائط الملونة التي لم تر غريبا في يدق دارها أبدا إلا عندما رأت عسكر الإنجليز وهم يحاصرن بيتهم المقدسي عندما جاؤوا يفتشون عن والدها؟ كانت وجوههم حمراء وأحذيتهم ثقيلة وأيدهم ناعمة كأيدي الصبايا. من يعير انتباها لتلك الشقية الصغيرة التي أصبحت الابنة الشرعية للحزن والخوف؟ لا أحد. لا أحد يعرفها.
مشاركة من sihem cherrad -
زيارة القبور تعني في ثقافتنا محاربة النسيان الذي يأكل كل شيء، حب متبادل وحديث صامت مع الذين ينامون تحت التراب كليا أو جزئيا
مشاركة من sihem cherrad -
الأموات يجيبون ويتحدثون ولكن يجب أن ندرك المشاغل التي ظلت عالقة بقلوبهم لكي نعرف كيف نحاورهم ونعمق شهوة المجيء نحوهم باستمرار. ويوم تحس بأنك تقوم بذلك من باب الواجب، يستحسن أن توقف الزيارات نهائيا. لا جدوى من زيارات الواجب، فهي تؤذي الميت أكثر مما تعطيه فسحة إضافية للحياة وتبرر بسخف ملل الزائر من رؤية قبر تعود عليه حتى تحولت حركته مجرد فعل آلي. أشبه ذلك بالعلاقة الزوجية عندما تفقد ألقها وتصبح رديفا للعادة والحفاظ على الوجاهة الاجتماعية السخيفة.
مشاركة من sihem cherrad -
ما جدوى العودة إلى أرض لا تعرفك ولا تعني لها أي شيء، وتترك أرضا يتنفس جلدك تربتها؟ أقول هذا الكلام وأنا لا أعرف سر هذا الحزن كلما انتابتني أرضي الأولى، مثل المرض العضال والخوف الذي لا نعرف له مصدرا، مع أني قضيت حياتي كلها في هذه المدينة في مقاومة هذه الفكرة التي تتجشأ بالأشباح
مشاركة من sihem cherrad -
كل المقابر تتشابه عندما نعبر مداخلها لأول مرة أو بعد زمن طويل. فهي تورث إحساسا غريبا بالخوف والرهبة. في البداية نشعر بالبرودة في الظهر. تبدأ في شكل وجع في الرأس قبل أن يتسرب الألم إلى بقية الجسد كلدغة أفعوان يتخفى بين باطن الرجل ومسحة الحذاء. نتذكر فجأة، نحن الذين أكلتنا الحياة، أننا لم نعد بعيدين كثيرا عن هذه الأبواب التي ستفتح يوما لاستقبالنا
مشاركة من sihem cherrad -
احذر يا يوبا أن تنفخ النار في الأشياء الميتة. أترك الأشياء الجميلة تموت مثلما تشتهي وإلا ستعيش معلقا بين حاضر منفلت وذاكرة تضيعك في دورتها ولا تمنحك إلا الألم. سترتمي في دوائر لا حد لها.
مشاركة من sihem cherrad -
لا أعتقد أن زمن الحب يُستدرك. كل ما تسرقه الدنيا منا، يخرج من أيدينا وبلا رجعة. سؤالنا الحقيقي: هل في الشخص الذي كنا نحبه ما يشفع لنا بتذكره بنعومة؟ هل مازلنا قادرين على صنع زمن آخر نستطيع عيشه كما نشتهيه؟
مشاركة من sihem cherrad