هكذا إذن، صار الموت ينام الآن حتى في الأوراق التي أقرأها، والأواني التي أشرب وآكل فيها، والسرير الذي أنام فيه، والمستشفى الذي يؤويني. حتى في الوجوه التي تزورني من حين لآخر. ليكن. علي فقط أن لا أترك نفسي طعما سائغا له, علي أن أعذب موتي لأرتاح قليلا قبل الرحيل. كل ما أستطيع فعله هو تأجيل الموت قليلا لأتمكن من إخراج آخر الصرخات التي تسد حلقي ونفسي. الجسد المستسلم يسهل على الموت افتراسه وأنا أريد أن أجعل الموت يكرهني لأني وقفت في وجهه بعناد صبية تريد كسر جبروت الأقدار القاسية. على الرغم من قسوة المرض، ما زلت غضة وممتلئة الروح بالأشواق التي لا تستسلم بسهولة.
مشاركة من sihem cherrad
، من كتاب