اقتباسات من كتاب ترانيم في ظل تمارا

سيكون لطيفاً أن أذوق شاي بنكهة من نور الضحى

نعم، أنا أحب أن أكلم الأشجار بين حين وآخر، بل أستطيع أن أقول إنني أفخر بذلك، ويدهشني أمر أولئك الشواذ الذين ينكرون عليَّ هذه الهواية الخلاقة الجميلة. شيء واحد يزعجني في ممارستي لهوايتي، هو ذلك الصوت الذي لا يبرح يلح عليَّ طول الوقت بقوله:

‫ ـ أين هي، ومن هي، تلك الشجرة التي تكلمها يا سيد؟!

الفراشة البيضاء ومضت فوق السور النباتي المرتفع كعادتها كل صباح، وكعادتي أسفت لأنني يجب أن أستبعد ذلك الشعور اللطيف بأنها هي نفس الفراشة التي تزور حديقتي كل يوم. لكن أحدًا لا يستطيع أن يصادر حريتي في الافتراض الذي يريحني، وتلك الفراشة الواحدة الفرضية قد أسميتها بيني وبين نفسي فروشة

❞ غضبة قصيرة الأمد، غضبة الشتاء المصري على أبناء وادي النيل. مثل غضبة أب عصبي على أولاده، صياح وخبط وشخط ونطر، وصفعة هنا وبونية هناك، ثم لا يلبث الجو أن يروق ويصفو، وعلى الأرض الخضراء تسطع دافئة كعهدها شمس السلام. ❝

❞ ليس كل ما يخطر للمرء يقوله لا سيما إذا كان صحيحًا. ❝

بحبل طويل على عنقها ليخنقوها، وبه راحوا يجذبونها لتسقط حيث قدروا لها من أرض الشونة. لكنهم أخطئوا في حساباتهم طبعًا، وما كان لرينا أن تسقط حيث قدر لها المجرمون. هي مالت وفقًا لرغبتها الخاصة نحو البناء الأصفر المشقق، متجهة مباشرة إلى النخلة الغبراء رفيقة عمرها في الشونة، أحاطتها بغصونها واحتضنتها وكأنما أقسمت يمينًا ألا تصل إلى الأرض إلا بها. وذرة واحدة من المقاومة لم تظهرها النخلة العتيقة كأنها كانت تتطلع من زمان وبشوق إلى هذا اليوم المفترج الذي تريح فيه جذعها المائل على صدر أمها الأرض.

صورة للسكون الذي هو سكون، والذي لا يدرك الإنسان معناه إلا وهو ينظر إلى كائن ميت. اللانبض واللاحركة واللاوجود بأي شكل من الأشكال.

‫ العاصفة تزمجر في الخارج في الظلام المثلج، غاضبة معربدة وسط الكائنات الخضراء الوديعة الصامدة. عواء للريح لا ينقطع، وصرير أليم للأجزاء الطرية من جذوع الشجر، وفي ليلة كهذه قد تنكسر أي شجرة وتهوي دون أن يشعر بها أحد، حتى الطويلة الرشيقة التي أشك في أنها ما زالت مهندمة. والدش الكوني ما برح مفتوحًا منذ ساعات، كأن أحدًا قد فتحه ليستحم ونسيَ أن يقفله.

❞ نعم، أنا أحب أن أكلم الأشجار بين حين وآخر، بل أستطيع أن أقول إنني أفخر بذلك، ويدهشني أمر أولئك الشواذ الذين ينكرون عليَّ هذه الهواية الخلاقة الجميلة. شيء واحد يزعجني في ممارستي لهوايتي، هو ذلك الصوت الذي لا يبرح يلح ❝

وما كان لي بالطبع أن أنسى الأم الحنون الأخرى وهي السحلية، التي لا أشك من أنها ما غادرت العش بدورها إلَّا لتلتمس شيئًا من الغذاء لعيالها الحلوين. أم حنون وجدت نفسها في لحظة من سوء الحظ بين أنياب أم حنون أخرى أكبر حجمًا، والأمر كله يستوي ما دام يجري في حجر الأم الحنون الكبرى، أمهن الأرض.

فليس كل ما يخطر للمرء يقوله لا سيما إذا كان صحيحًا.

كل الأشياء، تكتسي شفافية غريبة تبوح لك وتُظهر بواطنها وأسرارها؛ أسرارها الجميلة.. أو

ولكم فرحت عندما رأيته يؤجل وصوله بتلك الصورة، بل وتخيلت في لحظة جنون أنه ربما يكون قد ألغى حضوره أصلًا، متأثرًا بدعوة حارة من قلبي الطاهر! لكن الشتاء هو الشتاء، كلمة باردة يجب أن نسمعها من الزمن كلما حان وقتها

«بردان وراء الزجاج المغلق ـ ربة السحر والأوبك ـ لماذا يتخاصم هدهد وعصفور؟ ـ هل هو عصفور فاسق؟ فضيحة الطائر المبروك ـ ربة السحر تنتصر».

فليس كل ما يخطر للمرء يقوله لا سيما إذا كان صحيحًا.

غضبة الشتاء المصري على أبناء وادي النيل. مثل غضبة أب عصبي على أولاده، صياح وخبط وشخط ونطر، وصفعة هنا وبونية هناك، ثم لا يلبث الجو أن يروق ويصفو، وعلى الأرض الخضراء تسطع دافئة كعهدها شمس السلام.

إذا جاء الشتاء فليس الربيع ببعيد، كلمة فارغة قالها الشاعر الإنجليزي البردان ليصبر نفسه على بلواه

❞ مثل طفلة صغيرة تنام أمينة، وكل الناس أطفال إذا ناموا. ❝

❞ إذا جاء الشتاء فليس الربيع ببعيد، كلمة فارغة قالها الشاعر الإنجليزي البردان ليصبر نفسه على بلواه؛ إذ هو أجدر الناس بأن يعرف أنه إذا جاء الشتاء فقد جاء، وأن دونه والربيع شهورًا طويلة من الهم البارد والعذاب المثلج. ❝

❞ ليس كل ما يخطر للمرء يقوله لا سيما إذا كان صحيحًا. ❝