سيكون لطيفاً أن أذوق شاي بنكهة من نور الضحى
ترانيم في ظل تمارا
نبذة عن الكتاب
هذا هو آخر ما كتب محمد عفيفي، قبل أن ينتقل إلى العالم الآخر. ولا شك أن عالم محمد عفيفي الآخر سيكون بمثل بساطة وجمال وصفاء وصدق عالمه الأول؛ عالمه الأرضي.. بيته وحديقته اللذين عاش بينهما حياته، خاصة آخر أيامها، يتأمل ما حوله بعين فنان وعين شاعر وعين فيلسوف.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 165 صفحة
- [ردمك 13] 9789770935569
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
مي فتحي
اول تجاربى مع محمد عفيفى
وواضح جدا انه كان كاتب متفرد جدا فى اسلوبه وطريقة نظرته للأمور
بدليل مجموعة ترانيم اللى بتحتل اول 130 صفحة من الكتاب
مجموعة رائعة مكتوبة بحالة تمازج كبير مابين الكاتب والطبيعة والكائنات حواليه
واختياره كمان للمرحلة العمرية اللى بيمر بيها ابطال المجموعة..اختيار ذكى جدا وبيوفر الجو المناسب لحالة الامتزاج والحلم والهدوء فى كل القصص حتى وان تخللها بعض المواقف الصعبة ك الموت مثلا
فى خلال الجو العام للمجموعة..بيبان الموت كانه شئ رائق وعادى وغير مُفجع بالشكل اللى متعودين عليه
هى فعلا ترانيم وليست قصص لانها من نوعية الاعمال التى يصعب تصنيفها ادبيا-ربما روحيا يكون التصنيف اسهل
:)
بقية الكتاب يضم مجموعة مختارة من قصص محمد عفيفى اللى ممكن تعرف القارئ عليه اكتر
قصص ممتازة ايضا
وتبقى الترانيم هى الاوقع اثرا فى الروح والقلب
شكرا محمد عفيفى على هذة التجربة الروحية والصوفية الرائعة
-
مروه عاصم سلامة
كلي امتنان ... فهو الكتاب الوحيد منذ ما يقرب الأسبوعين الذي صمد أمام طقسٍ خريفيّ يعصف في البال .....حيث أُنهي من كل شئ نصفه أو بضع كله ثم أهجره دون اكتمال ...أحتال حتى على المنام فأقدّر له من الساعات قدرا أعلم في قرارة النفس أني سأصحو منه قبل التمام ... ولو كان لي أن أرفق خلفية تلك الأيام بالموسيقى لما اخترت غير صوت (غالية بن علي) تشدو مرارا مرارا بلا كلل : ((بروحي صورة كمال لم لم يكتمل )) ...حتى المرايا سئمت مني لكم أعاودها نفس الاستنكار بلا ملل : لو أعلم فقط ماذا تريدين لارتحت!! ...حتى عثرت على هذا الكتاب عن خواطر عفوية لرجلٍ مسنّ ..أصدقائه حديقته وما فيها من شجر !!...نعم هذا كل ما في الأمر !!... فذكرت رجلاً غريب الأطوار له وسادةً من حقيبةٍ للسفر ....كتب يوماً منذ عام في الغياب عن سعادته بمطرٍ أصاب البلاد....فلقد زرع أمام منزله شجيرات من تين وبرتقال ، يعلم جيدا أن لن يرى ثمرها في البعاد !! ..فسرّني حينها فهم ما في عبارة درويش من جمال : ((هذا غيابك كله شجرٌ يطلّ عليك منك ومن دخاني)) ..ثم اعتراني بعدها صوت أمي حين قالت يوما بحزن : ((عارفة يا مروه !..لما ستك اتوفت حتى الشجر مات)) ....وذكرت كيف سرى فيّ حينها رعدة السؤال: أويبتغي المرء أعذب من هكذا نعي عند الممات؟؟ ...من أجل ذلك ليس بوديّ أبداً أن أعرف إن كانت تلك خواطر الكاتب الواقعية أم مجرد رواية عن طيف بالخيال ..ولا أدري عن (محمد عفيفي) كمؤلف غير أن هذا الذي بين يديّ هو آخر ما دوّن قبل الوفاة ... وأن في الوقت الذي يميل فيه الكُتاب عادةً قبل الرحيل لترك الحكمة وفصل المقال ..فضّل هو ترك هذه الوريقات لترسم صورة ذهنية في نفسك لرجل وسيم الروح...تبوح بطاقته العائلية بالتالي من البيانات: هذا رجل له زوجة وولدين وثلاث شجيرات وقطة ...ورغم فرط البساطة سيكون لعنوان الكتاب (ترانيم) تفسيرا يزداد منطقية كلما أشرفت على النهايات ...وكأنك مثلاً قرأت لتّوك كتاباً في كيفية الصلاة متبتلا لله بمحراب كونه ومسبحاً له بكائناته.. وممتناً لكل ما في الحياة من حياة!!
لو كان لي من الأمر شئ ، لكنت اقتبست كل المشاهد والسطور ...فلا شئ هنا يستحق التجاهل.... بدءاً من ذكريات اختياره لأسماء الشجيرات (تمارا ) للكبيرة ..ولشجرة الليمون (بنزهيرة) ..و(رينا) للصغيرة ...ومروراً بحواراته التلقائية الجادة مع كل شجرة على حدة ومع الفراشة والضفدع والعصافير ...ولم أكن أبداً لأنسى القطة (موني) التي عمّرت بداره حتى بلغت من العمر أرذله فصار يتأمل كل يوم ذوي عمرها بعينيه قبل أن يدفنها في الحديقة بيديه ....كان حين يذكر شبابها الماضي حيث صغارها تنهل من نهدها ...يجد نفسه يداعبها بحنان : ((أوعى يا بت تكوني حبلتي على كبر؟؟ )) ويتخيل بعينيها نظرة استنكار تقول : ((بلا نيلة ! أنا قادرة آكل عشان أحبل!!)) ...ولم أكن لأتجاهل الكلب (فيدو).. كلب (الحاج جمعة ) والذي تجرأ مرة وسمح له بالتسلل إلى حديقته الصغيرة لينام على النجيلة بينما تنشغل (أمينة) بإعداد الطعام والتي كانت قد حظرت على الكلاب دخول الجنينة لاعتقادها بنجاستها ...ثم تجرأ أكثر فمد يده ليربت على ظهره وهو يسأله بعفوية طفل : ((أنت صحيح نجس يا فيدو؟؟)) قبل أن يحصل منه على إيماءة حانية من رأسه و(لحستين نجستين) على ظهر كفيه ... الوحيد الذي لم يكن له اسم هنا كان (هو) صاحب الدار ..كان هو لسان الراوي أما على ألسنة الباقين فله على الدوام (ضمير الغائب) ...وكأنه تعمد من الكاتب كي يكون في خيال كل قارئ (شخص الغائب) الذي يريد وإن كان شخصه.
لكني لن أتنازل رغم الإطالة عن هذه المشاهد الثلاث....فلطالما شغلني أن أعيد صياغة مسمى (العلاقة الحميمة) لرجل يحب امرأة في الأذهان...فكان لي ما أردت:
المشهد الأول :
((يقول هو : فجلست في الصالة على يمين المدفأة المشتعلة ، على الفوتي اللبني الذي كان ذات يوم أزرق ، وقدماي على ما تبقى من وبر في البساط النبيتي العتيق، وأمينة على مقعد مماثل عن يسار المدفأة ، تتلاقى أصابعنا الباحثة عن الدفء أمام فتحاتها حيث العهد الساخن الذي فيه شفاء لأصابعنا العجوز المتجمدة ، له حق أن يكذبنا من نقول له أننا كنا ذات يوم نستنبط الدفء بالجهود الذاتية من جوف هذين الجسدين ...(يا كبدي يا بني ! شوف احنا قاعدين دفيانين إزاي وهو يا ضنايا مش عارف يفتح الباب من كتر الثلج) معلومة كتبها لها حمادة (محمد إبنهم الأصغر المهاجر) في رسالته الأخيرة وأشعر أن شيئا هاما ينقصها لكي تدخل في الدماغ، واسترسلت أمينة وهي تلتقط بكرة من صوف التريكو الأزرق: (أديني هاعمل له بلوفر حلو يدفيه ) ..( هي من قلة البلوفرات في أمريكا؟؟) ..( شغل إيد الأم يدفيه أكتر ) ..(حسرة على اليتامى اللي زينا !) ..فأحببت منظر الغيظ الكاذب على وجهها القمحي الذي بدأت تغزوه التجاعيد ، ولمسة الخضرة القديمة ما زالت تتلاعب في عينيها ، وإن فقدت بريقها القديم، وما كان أحد ليلوم أمينة أو يطالبها بأن تظل هي أمينة القديمة بعد ذلك الذي حدث ، فلو أنهم قالوا لها إن (إبراهيم) قد استشهد لكان ذلك أرحم بها من تلك الكلمة الجافة الباردة : (مفقود) ، قالوها وسكتوا ، عملوا ما عليهم وانصرفوا ، مامن أحد شرح لها كيف تحول ولدها الأكبر من موجود إلى مفقود ، فكانت أسابيع مريرة بالمستشفى ، وفي عالم غير عالمنا تعيش أمينة، في عالم وحدها عاشت أمينة أسبوعا وراء أسبوع ، وجاء من أقصى سيناء رجل يجري ، فك ما تبقى من أزرار الجاكتة الكاكي وارتمى قائلا وهو يلهث: (ماحنا نصنا مفقودين يا بيه ، حد عارف حد من حد؟؟ دي القنبلة من دول تنزل على اللوري باللي فيه تخليهم فحمة سودة!) ..ولدي فحمة سوداء ، صورة أفزعتني لزمن طويل إلى درجة الإذلال ، والحمد لله أنها لم تصل إلى أذنيّ أمينة في عالمها الآخر ..وعادت أمينة إلى عالمنا ، لكنها لم تكن وما كانت يمكن أن تكون نفس أمينة التي ذهبت ، أشياء منها بقيت هناك ولم تعد ، وأشياء عادت بلون مختلف ، مثل شعرها الذي كان أسود فصار أبيض، وشيئا فشيئا بدأت تتعلم الابتسام من جديد ...ومن فوق بكرة الصوف الزرقاء أتاني صوتها يقول : (مش عارفة كان هايجرى لي إيه لو حمادة راخر جرى له حاجة ؟؟) سؤال سمعته منها أكثر من مرة بعد أن هاجر حمادة ...من فوق خيوط التريكو تأملتها بحب ورثاء وهي لا تراني ، ثم ملت نحوها قائلاً : (بحبك يا أمونة !!) فاختلست نحوي نظرة مستغربة ثم ابتسمت وقالت : (حبتك العافية !!) ))
المشهد الثاني:
((يقول هو : مثل طفلة صغيرة تنام أمينة ، وكل الناس أطفال إذا ناموا ، طفلة في الستين من العمر ، فاغرة الفم في تلك البلاهة التي تميز الإنسان إذا انفصل عن عالم الوعي ، أرجو أن تكون أحلامها في كاليفورنيا أو حتى ماسا شوستس (والتي كانت لا تحسن نطقها قائلة : جتهم البلا ف أساميهم! ده اسم حد يسميه لبلد؟؟) ..سمعتها قرب الفجر تفتح الثلاجة وتأكل منها بشراهة كما كانت تفعل زمان عقب الكارثة وبينما هي عائدة كانت تلهث وتكلم نفسها قائلة : ((يحميك ياحمادة ! يحميك ويخليك يا حمادة !)) وهنا عاودت النوم ناسية على غير عادتها أن تطفئ الأباجورة ، ذات يوم كانت هذه العجوز المسكينة شابة حلوة شهية مليئة برغبة الحياة ، وبالطفل الذي قدر له فيما بعد أن يضيع ، على كنبة تمددت منذ سنوات طويلة تقرأ ، وفجأة هتفت تناديني قائلة : (تعالى قوام ! إجري أمال ! هات إيدك !) وخطفت يدي لتضعها على نقطة من بطنها قائلة في فرح بالغ : حاسس بيه ؟ بيلعب! والنبي بيلعب! ) الجنين الذي انقضى شهر كامل وهي تنتظر منه أية إشارة تثبت وجوده ، وأحسست به يتفزز ويتلوى تحت يدي ، الكائن الغريب الذي يتغذى في جوف الظلام على دمائها ))
المشهد الثالث:
حين شرع في إقناع أمينة بزرع الزهور في الحديقة يقول : ((وغامرت بعرض الفكرة على أمينة في إحدى لحظاتها الصافية ، مؤكدا لها أن هذا الإصرار على الحزن وعلى تحريم ما أحل الله من مباهج الحياة ما هو إلا رفض خفي لإرادة الله واعتراض صامت على مشيئته (وعلى كل حال اعرضي الحكاية على دار الافتا) ولكن الشيخة مفيدة صاحبة الدرس الديني الأسبوعي الذي تحضره أمينة منذ سنوات ، بارك الله فيها من شيخة متفتحة العقل واسعة الأفق ، وافقتني تماما على رأيي في حزن أمينة الأبدي ، وإن كانت قد خالفتني قبل ذلك في مسألة الكلب فكتبت عليه النجاسة الأبدية ..وكان من الممتع أن أرقب جمعة وهو يعمل في الحديقة ..إنه يحب الأرض من قلب فلاح أصيل سخطه الزمن خفيرا لشكائر الأسمنت ..ثم قال لي جمعة وهو يشير مزهوا إلى ما صنعت يداه : (شايف يابيه ؟ بالذمة مش بقت شربات ؟ ) (بأنفاسك يا جمعة) (ازرع لك حوض بقى دايرن داير؟ ) (اسأل الست) وبعد أيام رأيته عاكفا على عزق الأرض حول محيط النجيلة الخضراء وقالت أمينة متحاشية أن تنظر إلي : (أقول لك حاجة ولا تضحكش؟ ) (واضحك ليه؟) (أنت مش عارف نفسك ؟؟) (مش هاضحك!) فقالت في خجل : (محمد جاني في الحلم وقالي إنه فرحان بزرع الجنينة!) فمددت يدي لكي أربت في حنان على ركبتها العجوز، هنا حيث جلست أمامي على الكرسي القش الأخضر الذي بلون الجنة ، وقلت لها مخلصاً : ( ربنا يفرحكوا دايماً)..وضغطت برفق على ركبتها فقالت متوجعة بشبهة دلع قديم : (أي ، الروماتيزم!!)..))
آسى رغماً عني على قومٍ ما شغفتهم إلا درامية العبارة فرددوها بتبجيل قائلين : ((الشيطان يكمن في التفاصيل!!!)) ..فهم لا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا وعن باطنها هم غافلون ...فلو كان الأمر على اعتقادهم فأين يسكن الحب إذن؟؟ ...أظاهر القول ؟؟ و سطحي الفعال ؟؟؟ ..فوالله ما كان للشيطان أن يجد بالتفاصيل مرتعا إن كانت منذ البدء للملائكة سكن؟؟ ..أعلم الآن أكثر من أي وقت مضى أن الحب يكمن في التفاصيل ..والإيمان يكمن في التفاصيل ...وأن الحياة كل الحياة هي ما يبقى في ذاكرتنا عنها من تفاصيل ...وأعلم أني في الغد سأشتري نبتة ريحان ..,سأفكر باسم لها قبل المنام ..وسأنفذ وصية درويش ولن أنسى مع الريحانة قوت الحمام ...وسأبني لي من الغد تفاصيل تسكنها حياة.
-
أمل لذيذ
هنالك عادة لدى بعض العشاق في كتابة أحرف أسمائهم الأولى على جذوع الشجر،وكأن حفرها على تلك الأشجار سيخلد ذكرى هوى سكنهم،وهم أيضا كثيرا ما يرسمون صورة قلب وهم يعبرون عن مكنونات قلبهم،وقد يقطفون أزهارا ويتبادلونها ويظل شذاها عالقا في مخليتهم،وتبدو الصورة حتى الآن وكأنها بقايا خطرات صبا إنطوى،ولكن هل تحفظ حنايا الأشجار وضلوعها عهود أفئدة هامت ببعضها ؟وهل تتقلب الأوراق وتتساقط لتذكر بفترات الفراق وما مضى من زمن؟وهل تتورد الأزهار بخجل وهي تتأمل رحلتها مع المتحابين؟وهل تسعد الآرض بعودة من إلتقوا في ساحتها أو هي تموج بفرح أكبر بقدوم رحال عشق جدد؟هل مشاعر المتيمين تؤجج حس الطبيعة؟!
كتاب (ترانيم في ظل تمارا) للكاتب محمد عفيفي،هو عبارة عن سيرة ذاتية لزوج ما يلعب فيها هو و زوجته الأدوار الرئيسة بالإضافة إلى أشجارهما،فتمارا المشار إليها في العنوان هي شجرة في حديقة الزوجين،هذه الشجرة كانت مورقة وإستظلت بها أرواح الزوجين المتحابين،شجرة سمعت يوميات قلبين عاشقين على مدار سنين طوال،شجرة لم تمل من الإنصات إليهما ،هي أحبت طفولة الزوجة بالرغم من قدمها في العمر ،وإستمتعت بهدوء وحكمة الزوج،هي كانت تحس بأن ما يقولانه هو (ترانيم)،فأقوالهما فيها طهارة ونقاء إرتباطهما و بهاء محبة ومودة لا يمكن إغفالهما،فتمارا تطربها أحاديثهما حتى المتكررة منها،هي مغروسة في علاقتهما ببعضهما كإنغراس حبهما،تمارا بالفعل أحبت الزوج و(أمينة)،وهي بدورها كانت المفضلة بالنسبة لهما على سائر ما في حديقتهما من كائنات،تمارا غلبت الياسمين والعصافير و القطط بإستحواذها على إهتمام الزوجين،حصل أن مازحت أمينة زوجها بخصوص حواراته مع الأشجار وخاصة تمارا ولكنه إستمر في ذلك،وزوجها في الواقع لم يكتفي بالحوار فهو يصف النباتات والحيوانات وكأن علاقة صداقة أو قرابة تجمعه بها،هو يعرف ألوانها وأنواعها وتصنيفاتنها وإحتياجتها وأيضا يستشعر ما تريد أن تقوله له،فسمى ما في حديقته ودلل كل ما فيها،وأمينة كانت تعيش فترة حداد لرحيل إبنها إبراهيم ،وكانت تحس بالحنين لإغتراب ولدها حمادة،هي كانت تكتب في قلبها رسائل دعوات للإبن الراحل عنها لدنيا الحق،وكانت تحاول ان يسعفها قلمها لتراسل الإبن المغترب في أمريكا،هي كانت أم أتعبها ألم الفقد ،فكان زوجها هو أنيسها والحديقة كانت منفذ الأمل لعينيها ومهجتها،وبالرغم من ألمها فإن أمينة كانت تنشر طيبتها وتعاطفها أينما حط فؤادها،وزوجها كان صاحب طبيعة ساخرة فكان يضحك لسماعه تعليقات أمينة وتنهداتها من قراءة رسائل إبنها و يدلي بملاحظات لغوية طريفة حول الرسائل،هو كان يسعى لتغيير مزاج أمينة ولإسعادها،هو قام بذلك ذلك ولكن إستمرت أمينة في النظر إلى صور إبراهيم و الدعاء له وهي كانت تختلس تلك اللحظات،وننصدم حينما قال لنا الزوج بأنه كره أمينة لنعرف بأنه تصريح بالحب ،فالكلام المبطن بين حروفه يدل على أن أمينة لا زالت بالنسبة له حبه الحقيقي والتي تحول أوقاته إلى أوقات شابة،فإستفزاز براءة أمينة ترفع من منسوب ولعه بها!
مما أعجبني في الكتاب تمازج ما دار في الحديقة للنباتات والحيوانات مع ما كان يدور بين الزوجين بشكل خاص وبالحياة بشكل عام،فهناك مواعيد مع الولادة والموت،وموجات مواصلة الحياة والمرض،وتحركات الإلتقاء والغياب،وكأن الطبيعة وما فيها من تغيرات وتجددات ترمز إلى العلاقات الإنسانية ،هنالك دوران دائم من نقطة البداية لنقط النهاية ،لتسمى النهاية بداية رحلة أخرى،وهكذا يستمر الدوران،وشعرت بأن الكاتب وقد كانت هذه سطوره الأخيرة قبل رحيله أراد أن يبين بأن الحياة ينبغي أن تعاش حتى مع ما بها من مصاعب،ومن الجوانب الحزينة و لعلها الجميلة أيضا بأن الزوج وزوجته لم يكونا يشاركان البشر مصابهما بل توجها للأراضي الخضراء وكائناتها،فربما لم يريدا أن يزيدا هموم الآخرين و لا أن يثقلا على أحد ،هما إكتفيا بذكرياتهما و ببعضهما وبحديقتهما،وفي كل فصل من الفصول سنجد بضع كلمات تفشي نبض محتويات فصلها دون أن تسرب الكثير،وكذلك هناك رسومات ترحب بمعاني بوح الزوج و تسرد معه قصته مع زوجته وحديقته!
كتاب (ترانيم في ظل تمارا) للكاتب محمد عفيفي،فيه إستظلال رحلة حب بوفاء لم يتمكن منه الشجن!
-
Eddie B
آخر وأرق وأرهف وأعذب ما كتب محمد عفيفي. لا يهم إن اعتبرتها رواية أم متتالية من القصص القصيرة أم سلسلة من المقالات، لكن المهم هو أن "ترانيم" عفيفي تستطيع أن تجعلك تمر بنوبات متتالية من الابتسام الذي قد يصل إلى حد القهقهة، والحزن الذي قد يصل إلى حد البكاء.
نسخة دار الهلال ملحق بها مختارات قصصية قديمة لمحمد عفيفي اختارها الدكتور علي الراعي، ظهرت بدايات موهبته في بعضها وإن كانت بعيدة عن روح عفيفي الحقيقية - مثل قصة (في الظلام) - بينما كان البعض الآخر صارخا بأسلوب عفيفي، مثل قصة (فارس) و(أحمد أفندي إبراهيم).
أحمد الديب
يونيو 2012
-
Zeinab Mohamed Said
بدأت فيها منذ اكثر من عام ثم طرحتها جانبا
لم افهمها ولم احبها
لا اعرف مالذى دفعنى لااعيد قرائتها الان , ربما كثرة الريفيوهات التى تشيد بروعتها
الان .. اتعجب كثيرا من نفسى كيف لم احبها قبلا ,كيف تركتها من يدى فى الاصل
لقد استغرقت منى جلسة واحدة انهيت صفحاتها سريعا
مستغرقة تماما فى عالم الحديقة ,تمارا وزهيرة وليفا
ومونى وضفدوع
عالم خلاب يأسرك تماما منذ اللحظات الاولى
ادركت انه كى تكتب شيئا جميلا ليس بالضرورة ان يكون الشىء جميلا بذاته
لكن ان تكتب عما تراه جميلا وتحبه , فحتما ستصير الكتابه رائعه
-
Aliaa Mohamed
جميل ولذيذ وخفيف
محمد عفيفى قدر يخلينا نعيش ف اجواء الكتاب بشكل كبير .. لدرجة خلتنى احس انى عايشة فعلا مع امينة وجوزها وقعدة معاهم ف الحديقة والقطة نايمة عند الشجرة والضفدع بيعاكسنا كل شوية :D
عجبنى جو الطبيعة اللى ف الكتاب وحبيت تمارا جدا واتمنيت انى ف يوم من الايام يكون عندى زيها :)
-
Aliaa Mohamed
جميل ولذيذ وخفيف
محمد عفيفى قدر يخلينا نعيش ف اجواء الكتاب بشكل كبير .. لدرجة خلتنى احس انى عايشة فعلا مع امينة وجوزها وقعدة معاهم ف الحديقة والقطة نايمة عند الشجرة والضفدع بيعاكسنا كل شوية :D
عجبنى جو الطبيعة اللى ف الكتاب وحبيت تمارا جدا واتمنيت انى ف يوم من الايام يكون عندى زيها :)
-
eman gamal
دخلني في حالة من السكينة والحب كده :)
هو وامينه وموني وتمارا وليفا وغيرهم .. كانه زمن تاني وحلم بتفرج عليه وبتمناه .. حلم عاشوه .. ابكاني انه اخر ماكتب كانه وصيته وحلمه الاخير اللي حسيت ان كل حاجه فيه بتموت بانتهاء الكتاب ده !
جميل اوي ..:)
-
Doaa Shabana
ترانيم فى ظل تمارا
معزوفتى الصوفيه المفضلة
محمد عفيفى الكاتب الذى لم ينل حظه من الشهره ولكن نال حب واعجاب وتقدير كل من عرفه وقرأ كتابته
وكل من قرأ لمحمد عفيفى لأبد وأن يقع فى غرام الجميلة تمارا
-
Doaa Shabana
ترانيم فى ظل تمارا
معزوفتى الصوفيه المفضلة
محمد عفيفى الكاتب الذى لم ينل حظه من الشهره ولكن نال حب واعجاب وتقدير كل من عرفه وقرأ كتابته
وكل من قرأ لمحمد عفيفى لأبد وأن يقع فى غرام الجميلة تمارا
-
Sarah Koutb
كتاب يسحبك من عالمك الواقع ليعيش بك في عالم الكاتب .. اسلوب جميــــل و وصف دقيق للاحداث و الابطال ورؤيا مختلفة للحيــاة اليومية المملة كتــاب من اروع ما قرأت
-
هدى يحيى
هل تريد تذوق الشاي بنكهة نور الضحى؟
هل تحبّ السباحة في عطر التمرحنة؟
هل تود الجلوس جوار رجل لذيذ على كرسي من القش ّالأصفر العتيق؟
إن كانت إجابتك نعم فاقرأ تمارا
عجيبٌ أن يسطع بروحك كل هذا الدفء ،وتتشرب طعم السكينة من قراءة سطور لرجل أنهكته السنون ،وفقد ولده في الحرب ،وغادره الثاني مهاجراً مصر
بل وفقد حب عمره تقريباً عندما جفت عروق زوجته الثكلى وتغير كل ما فيها بفقدها للإبن
كيف استطاع عفيفي أن يفعلها..؟
أن يذيقك لذة الحبور هكذا بكلمات بسيطة
أن يذيب قلبك ويدمع عينيك بلا مجهود
كيف فعلها الرجل وجعل قلبي ينخزني
لقد شممتُ عبق التمر حنة ،وسمعت سقسقة العصافير
وحادثت الضفدع ضفدوع ،وابتهجت لرؤية عينا القطة موني الحلوتين وبسماع قرقرتها الدافئة
و أحببتُ زهيرة شجرة الليمون ، وانفعلتُ بالكلب المسكين صوت سيده
وابتسمتُ لمداعبات عفيفي اللذيذة لزوجته
وتوجّعتُ على هذا الحدائقي المسكين وأطفاله الموتى ببطء أليم
شعرت بألم رجل عجوز يودع حديقته البسيطة وينفعل بما تحويه من جمال رباني
كان عفيفي طائراً مغرداً حكيماً بسيطاً
ساخراً بألم
دافئاً كما لم أعرف الدفء في سطور بهذه البساطة من قبل
ًفيلسوفاً متأملا
اقرأ معي قليلاً من اللذة الحنون
**~~**
وأمنية دهشت عندما أخبرتها للمرة الأولى منذ سنوات أنني قد أسميت هذه الشجرة تمارا ، ولكنها لم تلبث أن قالت معترفة
طب والنبي لايق عليها
فقلت لها شارحاً هذه التسمية
شجرة تمرحنة هقول عليها إيه إلا ياتمارا؟
وانت لازم تناديها بإسمها؟
طبعاً ، عشان تعرف إني بكلمها هي
~~~
فقالت في خجل
محمد جالي في الحلم وقال إنه فرحان بزرع الجنينة
فمددت يدي لكي أربت في حنان على ركبتها العجوز ، هنا حيث جلست أمامي على الكرسي القش الأخضر الذي بلون الجنة
وقلت لها مخلصاً:ربنا يفرحكوا دايما
فقالت متوجعة بشبهة دلع قديم
أي ،،الروماتيزم
:P
**~~**
أنهيتُ الكتاب وأنا أشعر أن مسامي يتدفق فيها نوع غريب من السكينة
ومسحت بعض الدمعات الشاردات
ودعوت له بالرحمة
قبلةٌ لروحك أيها الجميل
-
Mohamed Farid
ترانيم في ظل تمارا
رواية للكاتب محمد عفيفي وقد قرأت له مؤخراً روايته الساخرة "التفاحة والجمجمة" والتي أعجبتني جداً! وهذه الرواية هي آخر رواية له قبل موته وقد أكملها "نجيب محفوظ"!
اللغة فصحى سرداً وعامية مصرية حواراً - والحوار لطيف بل ومضحك: جمل بين الكاتب ومن حوله: زوجته وحارس البيت والأرض المجاورة، والأشجار والقطة والضفدعة والكلب :) وقد نقلها بصورة ساخرة مضحكة وطبيعية جداً!
بصراحة لا أجد ما أقوله عنها - فهي ليست رواية بالمعنى المفهوم إنما فضفضة أو ملاحظات أو يوميات أو وصف للمشاعر والأحاسيس بطريقة لطيفة وساخرة وقريبة من القلب جداً!
يتحدث الكاتب عن الموجودات من حوله كأنهم أبطال لقصة حياته - تمارا الشجرة في حديقة بيته والضفدع والقطة وحارس العقار وزوجته وكلبه وبالطبع زوجة الكاتب أمينة! ما هذا الجمال الذي استطاع الكاتب أن يصفه من أشياء عادية جداً بل تكاد غير ملحوظة ولكنه استطاع سبر أغوارها والتحدث عنها!
أحببتها وانتهيت منها في يومين!
اقتباسات
"فليس كل ما يخطر للمرء يقوله لا سيما إذا كان صحيحًا."
"إذا جاء الشتاء فليس الربيع ببعيد، كلمة فارغة قالها الشاعر الإنجليزي البردان ليصبر نفسه على بلواه؛ إذ هو أجدر الناس بأن يعرف أنه إذا جاء الشتاء فقد جاء، وأن دونه والربيع شهورًا طويلة من الهم البارد والعذاب المثلج."
"مثل طفلة صغيرة تنام أمينة، وكل الناس أطفال إذا ناموا."
استمعت إلبها على "إقرألي" وموجودة على "أبجد"
#فريديات
-
نرمين الشامى
احببت الكتاب كثيرا وابكانى ايضا كثيرا
رغم السخرية وخفة الدم المسيطرة دائما وابدا على اسلوب محمد عفيفي
الا انى شعرت انه هنا كان حزينا كئيبا
هذا الكتاب كان حقا مختلفا عن باقى كتبه
حديثه عن وفاة ولده شئ فظيع
وامينة التى احببتها من كل قلبى مثال الزوجة المصرية
ولا اعلم هل ماتت امينة ام لا هو لم يوضح
ولا اعلم هل هذه قصة حياته الحقيقية ولكن بتغيير الاسماء ؟ ام انها صورة ادبية فقط
اتمنى من كل قلبى ان تكون مجرد خيال ادبى وان كان صادق بشده
وفيدو ومونى وتمارا وزهيرة احببتهم وكأنهم اشخاص حقيقيين
والمودة الرائعة بين الزوجين العجوزين التى ابلغ من اى رومانسية
هو كتاب ممتع رائع
يشعرك بالسعادة التى تشوبها المرارة
رحم الله محمد عفيفي
-
aia ali
لله بجد :)
جميلة أوى ، رغم المدة الصغيرة اللى قرتها فيها بس حبتها اوى وإندمجت مع جو التأمل و الصفا مع عمو محمد ! و بجد أنا لو مكان طنط أمينة كنت شاركت عمو محمد فى الجو الجميل ده و الإستمتاع بالصفا و السلام مع كل حاجة حواليا !
أصلاً مشاركة الطبيعة و الشجر و النبات و الحيوان ، الله بجد الحياة دى أرقى و أهدا و أحلى من عيشته و مشاركة الإنسان لغيره الإنسان :)
-
Deem mofrh
جمال اللغة والأسلوب: اعتبر البعض أن لغة محمد عفيفي مليئة بالشاعرية والجمال، حيث ينقل مشاعر الراحة والهدوء من خلال وصف الطبيعة والأشياء البسيطة من حوله. أسلوبه الفلسفي الخفيف نال إعجاب القارئ العادي والناقد على حد سواء
-
shimaa Adly
اول حاجه اقراها لمحمد عفيفي
كتاب اكتر من رائع
عجبني اوفي وصفه وتعبيره لحياه اتنين من كبار السن والوده والتراحم اللي بينهم
عجبني انه عمل صله وجعل كل ما حوله له شخصيه واعطاه حياه سواء الكرسي او الشجره او الورد
-
رنا إبراهيم
أعشق من يهتم بالكائنات الأخرى و يشعر بهم ..
لا أجد سوى كلمة "الجمال" لتعبّر عنها
جمال الروح
جمال الأشخاص
جمال المناظر
جمال الرائحة التي تفوح من بين سطورها ..!
-
Marwa Hasseib
كتاب رقيق وحالم ياخذك لعالم من الهدوء وراحة البال ويشعرك بحلاوة الحياة اليومية التى لا نراها