اقتباسات من كتاب في القدس

في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،

‫فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ

في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،

‫كأنها قِطَعُ القُمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،

‫والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ

‫في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً

‫لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ

‫يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ

في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،

‫ فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،

‫ تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصاً فيها

يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،

‫فالمدينةُ دهرُها دهرانِ

‫دهر أجنبيٌّ مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ

‫وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ

"وهي الغزالة في المدى حكم الزمان ببينها ما زلت تركض خلفها مذ ودعتك بعينها فارفق بنفسك ساعة إني أراك وهنت "

‫لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ

‫لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ

‫في القدسِ من في القدسِ لكنْ

‫لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ

وأعيدُ تركيبَ التواريخِ القديمةِ،

‫ربَّما أَدْخَلْتُ فيها بَعْضَ تزويرٍ حَمِيدْ

‫فَيُصَحِّحُ التاريخُ سيرتَه كأحسنِ ما أُرِيدْ

‫فيهِ الخوارجُ لا تثورُ على عَلِيّ

‫ويثورُ فيهِ المسلمونَ على يَزِيدْ

و شكري لكم أن أظل كما كنت حتى أموت

بِقَلْبِ سَلِيمْ

‫وأني أُجِيبُ إذا سَأَلُوني، قُبَيْلَ مُلاقَاةِ رَبٍّ رَحِيمْ

‫وَ عَيْنَايَ في أَعْيُنِ القَوْمِ يا إخوتي، واثقاً، راضياً لا أَغُضُّ البَصَرْ

‫َأنَا ابْنُ مُرِيدٍ وَرَضْوَى،

‫بِلادِي فِلَسْطِينُ،

‫وَاْسْمِي تَميمْ

وَلِلحُبِّ في زَمَني صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ الجِهادْ

‫أَلَسْتَ تَرَانَا نُقَاتِلُ حين نَخُطُّ قلوبَ المحبينَ فَوْقَ الجُدُرْ

‫ونُقْتَلُ حتى تَتِمَّ الصُّوَرْ!

‫فَيا أُمَّةً للهَوَى والعِنَادْ

‫لكم مِنِّيَ الشُّكْرُ ألْفاً

‫وَشُكْرِي لَكُم أَنْ أَظَلَّ كَمَا كُنْتُ حَتى أَمُوت

وَإنَّ حَياتِي لَتُشْعِرُني أَنَّني مُذْنِبٌ في الصَّباحِ وَتُشْعِرُني أَنَّني بَطَلٌ في المَسَاءِ ‫فَقَدْ مَرَّ يَوْمِي كَمَجْمُوعَةٍ كُلِّفَتْ بِاغْتِيالي وَلَمْ تَرَني، مَرَّ وَقْعُ خُطَاهُم عَلَى شَارِعٍ، لحظةً، وَانْحَسَرْ ‫أُهَنئُ نفسي فقدْ مرَّ يومي، وما زلت بعض البشرْ ‫يُقَاتِلُنا الدَّهْرُ عَنْ صِحَّةِ

رَعَى الله مُسْتَأمِناً لَيْسَ يَدْرِي إلى أَيِّ حَدٍّ إذا زَارَ يُهْدِي إِلَيَّ الأَمَانْ

‫لَكُمْ مِنِّيَ الشُّكْرُ ألْفاً

‫فإنَّ المحبَّ لَدَيْنا، إذا ما اسْتَطَاعَ المحبَّةَ، رَغْمَ المهالكِ شَخْصٌ كَرِيمْ

‫وَ إنَّ الحياةَ الطَّبِيعِيَّةَ اليَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمْ

شكر‏

‫مَحَبَّتكم أيها الأهلُ طيرٌ يحطُّ على كَتِفِيْ، هَكَذا كالهَدِيَّةِ مِنْ لا مَكَانْ ‫يُبَارِكُني، وَأُرَاقِبُ نَفْسِي لِكَيْ لا يَخَافَ، أُرِيدُ لَهُ أَنْ يَظَلَّ هُنَاكْ ‫فَقَدْ عَلِمَ اللهُ كَمْ طَارَ حَتَّى أَتَاني، وَكَمْ في الطَّرِيقِ نَجَا مِنْ هَلاكْ ‫ ر

‫امْرَأَةٌ مَرَّتْ كَنَصٍّ أَدَبِي

‫مِنْ قَبْلِ خَلْقِها عَلَى مُصَوِّبِ

‫مَنْظُومَةٌ لم تُخْتَصَرْ أَوْ تُطْنَبِ

‫لا كَاْرْتِجَالٍ بِلِسَانٍ ذَرِبِ

‫امْرَأَةٌ تَحْكُمُ سَيْرَ السُّحُبِ

زَيْتُونُهُ طِفْلٌ بِزِيِّ أَشْيَبِ

‫يَخُطُّ فَوْقَ فَمِهِ كَالشَّنَبِ

‫وَيَدَّعِي عُمْراً طَوِيلَ الحِقَبِ

‫لَهُ جَلالٌ وَهْوَ مِنْ بَعْدُ صَبي

‫فكيفَ خَوْفي مِنْ رِياضِ الغُرُب

‫وما تَوَاضُعِي وما تَحَسُّبي

‫وَمَا تَوجُّسِي وَمَا تَرَقُّبي

‫وما تَلَفُّتي كَفِعْلِ المذْنِب؟

هَلْ نَحْنُ أولادُ الصَّحَارِي يا أبي؟

‫ما كان بيتي بالخِبا المُطَنَّبِ

‫ولم أصِفْ عَيْنَ المها مِنْ كَثَبِ

‫بل صَحَرائي صَحَراءُ الكُتُبِ

‫كما رَوَاها الشُّعَرَاءُ وَالنَّبي

‫وَنَحْنُ أَهْلُ جَبَلٍ مُعْشَوْشِبِ

‫كَأَنَّهُ مِنْ دَهْرِهِ في طَرَبِ

‫أَخْضَرُهُ مُلْتَبِسٌ بِالذَّهَبي

الغماغم:ضجة الحرب وصوتها.‏

علي وعمار وزيد ومصعب: علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وزيد بن حارثة، ومصعب بن عمير، وكلهم شهداء كما تعلم.

عدنان: أبو مَعَدّ وجد العرب المستعربة جميعاً، وربيعة بطن من عدنان، العواصم: مدينة بشمال الشام من أعمال سيف الدولة.

الأراقم: الأفاعي.‏

‫(12) الدمستق: قائد الجيش البيزنطي، وفي التخميس هو الدهر.

يقول أبو الطيب مخاطباً سيف الدولة: تظن صغار العقبان أن خيلك أمهاتها، لكثرة ما تخلفه لها خيلك من الطعام، أي من القتلى، وفي التخميس الخطاب للدهر لا لسيف الدولة.