اقتباسات بثينة العيسى

يقولون لا تبعد وهم يدفنونني

وآين مكآن البعد إلآ مكآنيآ؟

مالك بن الرّيب -

لا يجوز لك ابدا ان تظل هنا اكثر مما ينبغي ؛ كن من البعد بحيث لا يكون بمستطاعهم ان يجدوك ، ان يمسكوا بك ليشكلوك ، ليقولبوك ، كن بعيدا جدا ، كالجبال ، كالهواء غير الملوث ، كن من البعد بحيث لا يكون لك اهل ، ولا علاقات ، ولا اسرة ، ولا وطن؛ كن من البعد بحيث لا تعرف حتى اين انت . اياك ان تدعهم يعثرون عليك؛ اياك ان تحتك بهم بهم احتكاكا ، الصق مما ينبغي ، ابق بعيدا جدا حيث حتى انت لا تقدر ان تجد نفسك.

-كريشامورتي.

يا قوي ، امنحني القوة ،

قوة العشبة التي تجرح الجدار ،

قوة القطرة التي تثقب الحجر ،

قوة الصلاة التي تستجلب المطر .

انسان بلا رغبة هو انسان حر ، انسان ميت ، انسان محصن ضد الخيبة والخيانة والالم

عندما تمنحك الحياة شيئا فهذا لايعني أنها تحبك أو تؤثرك بل يعني ذلك وببساطة متناهية أنها تعقد صفقة معك وسيكون ثمة ثمن لكل شيء

فكّر كيف تقفُ هذه الكلمات متوازية، الأبيض هو الجنون، والجنون هو الطهر. الأبيض هو المعرفة، والمعرفة هي العدم .. إنك تتعرف على علاقاتٍ جديدة وتفاعلات كيميائية لم تخطر ببالك أبداً وأنت تصبّ لنفسك كأس حليب في الصباح الباكر.

إنك تعبرُ بالشعر إلى الفلسفة من حيث لا تدري ..

ما أحاولُ قوله، هو أن الكلمة - مثلنا - متعبة من ماضيها، وهي - مثلنا - تتحرر منه بالشعر

وهو أكثر من يعرف بأنه ماثل في حضرة أنثى يسهل الانجراف إليها ، و ليس بالضرورة معها

لقد قررتُ أن تكون أيامي الأخيرة على هذه الشاكلة. أقصد: على شاكلة الكتابة. الكلمةُ كائنٌ هشٌ ومتهافت، إنها تشبهني. وأنا.. في أيامي الأخيرة، أريد أن أشبهني بقدر ما أستطيع. إنني أفعلُ ذلك من أجلي. هذه الأوراق، هذه الكتابة، هذا الجرحُ: لي أنا.

وعرفت خولة أن الصَّمغ الذي يجمع أفراد عائلتها هو الادعاء، لا الحُب.

وساورها إحساس بالذنب لمجرد كونها هيَ.

أحدثت جرحًا نرجسيًّا في ذات الجماهير التي لا تقبل الظهور إلا في صورتين: إما ثوّار، وإما ضحايا.

انحنت إلى المخازن السُّفلية تبحث عن حاوية، أحست بألمٍ أسفل ظهرها لكنها لم تجرؤ على الأنين. فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث.

وحقيقة أنَّ الحبَّ مشروطٌ مشروط، وأنهم كذبوا في هذا الشَّأن،

وقد وجدت أنَّ البيتَ يتوحَّشُ أكثر ما يتوحَّش في الصَّباح الباكِر، وفي آخر اللَّيل.. عندها تكتشفُ أن وراء الصمتِ صمتًا ثانيًا، وتحدسُ أن وراء الصَّمت الثاني صمتًا ثالثًا، ورابعًا وعاشرًا ومئةً وألفًا

ورغم أنه يعرف أنَّ تعاستها لم تكن غلطته، فإن عليه أن يحاول أكثر.

«أسوأ ما يمكن أن يحدث للأطلال ألا يبكي عليها أحد»

لكنهم يبالغون في شأن كل شيء هذه الأيام.

تجاوزت الخامسة والخمسين منذ شهرين، وأنها قرَّرت أن تشيخ بكرامةٍ، رغم أنَّ «الشَّيخوخة في جوهرها إذلالٌ وئيد».

وكانت قد سئمت كونها الملامة على كلِّ شيء، وأنهكها الطّوق اللعين حول عنق الكلبةِ، ومن اضطرارها الأبدي إلى أن تظهر رديئة وزائدة إن لم نقل مؤذية أحسَّت بالدم يفورُ في عروقها، من «الشيطنة التي تمّت هندستها بعناية» والتي تشرّبها ولدها

لم تجرؤ على الأنين. فالتعبير عن الألمِ، في سياقاتٍ بعينها، مرهون بوجود من يكترث.