اقتباسات إبراهيم نصر الله

أين يمكنُ أن يتوقّفَ من سارَ ستينَ عامًا

‫ إذا فَتَّحَتْ خلْفَهُ صيحةٌ، فجأةً، وانتبهْ..؟

‫ بأن الخُطى أصبحتْ خلْفه غابةً، مدنًا، أَنهرًا، وخيولْ

‫ هل يعودُ إليها؟!

سيبقى الكثيرُ إذًا خلْفَنا

‫ قال لي

‫ سنُحِبُّ كما سنحبُّ ويبقى هنالكَ حبٌّ أخيرٌ نُضيِّعهُ..

‫ مرّةً بالعمى.. مرَّة بالجنازةِ.. أو بالخجلْ!

لم يقُل للزّهورِ التي احتشدتْ في الطريقِ:

‫ وداعاً

‫ لم يقل للصباحِ الذي يعبرُ الأرضَ:

‫ يا صاحبي.. سأكون هنا دائماً

‫ لم يقل للشوارعِ:

‫ هذي خطايَ تؤوب كعادتها

‫ والمشاويرُ تحفظ نكهتَها

‫ لم يقل للصديق: انتظرني

‫ لم يقل للصغار:

‫ هنا كنت ألهو.. واكبرُ

‫ فاحتفظوا بالملاعبِ والرّملِ حتى أعودْ

هي اليدُ

‫ لا تقرأوها

‫ اقرأوا ما الذي سوفَ تكتبهُ

‫ اقرأوا ما الذي سوفَ تفعلهُ

‫ وارفعوها..

‫ ارفعوها..

‫ إلى أن تكون السماءْ

آهِ من وطنٍ..

‫ بشبابيكَ من حرس وحرابْ

‫ آهِ من وطن دون بابْ

‫ آهِ من وطنٍ

‫ بمقاعِدَ لا تنتهي بالسَّحابْ

ثمةَ أشياء كثيرة تحتضرُ الآن

‫ وأشياء كثيرة

‫ يجبُ أن تموت

‫ وليسَ في يدي سوى

‫ طلقةِ رحمةٍ واحدة!

خسرنا كثيراً من العمر في هذْرِنا

‫ حولَ أحلامنا

‫ ثمَّ في صمتنا

‫ وحين أطلَّتْ خيولُ البياضِ علينا انتبهنا

‫ وقمنا لنتبَـعها كالصغارِ

‫ فأدركَنا فجأةً موتُــنا

قد تقتُل شخصًا ما، لكنك لن تتمكن، أبدًا، من أن تدفن ظلّه معه، كان يهمس لنفسه برعب، ويُعيد.

❞ الكتب التي نختارها تختارنا لأنها تعرف أننا نحبّها، تعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا. ❝

❞ ما يعجبنا يقتُلنا أحيانًا ونحن نركض خلْفه. ❝

❞ في مسألة إطلاق النار لا تستطيع أن تكون الثاني، لماذا؟ لأنك لو فعلتَها فستموت، أما في المدرسة فيمكن أن يحسّ غيرك، إذا كان الأول، بأن فيه حياة أكثر مما فيه. ❝

أنني الآن بتُّ متأكدة من أننا لسنا بحاجة لإنسان نشيخ معه، بقدر ما نحن بحاجة لإنسان نبقى معه أطفالًا.

‫ هناك دائمًا طمع بطفولة أخرى، طمع في ألّا ننتهي.

وأن انتهتْ هذه الصفحات بنهاية، قد تبدو للبعض، سعيدة، فإن عليهم أن يُعيدوا قراءتها من البداية، وسيجدون أنها ليست كذلك، فلطالما تساءلتُ: هل تمحو النهاية السعيدة الحياةَ الحزينةَ؟ أحيانًا تكون الرواية كلّها نهاية، من سطرها الأوّل إلى سطرها الأخير، أو تكون كلها بداية، فبعد كلّ نهاية سعيدة بدايةٌ من الصعب أن نعرف نهايتها.

إذا قرأتَ وأدركتَ قيمةَ ما تقرأ، فهذه موهبة، لأنكَ ستستفيد مما قرأتَ، وإذا قرأتَ وأحسستَ بما قرأته، فذلك يعني أن روحكَ يقظة، وقلبك أخضر، غير متيبّس، لذا، ستصبحُ عيناك أفضل، وسيكون للأشياء التي تراها معنًى آخر. أما إذا قرأت شيئًا رائعًا ولم تُصبْك روعتُه وجماله والطريقة التي كُتِبَ بها، فهذا يعني أنكَ لم تستفِدْ منه،

. لا أحد في الدنيا يحبّ أن يفقد الأمل، لذا، أتمنى عليك أن تتعلّم وتتعلّم وتتعلّم، وبعد ذلك اذهب واخدم وطنك بالطريقة التي تريدها. تريد أن تكون مقاتلًا، لا بأس، عَالِـمًا، لا بأس، أو كاتبًا، أنا أعرف أنك تحبُّ الكتابة، لا بأس، لكن لا تذهب الآن، ففلسطين بحاجة لأن تقدم لها شيئًا أكبر من أن تترك مدرستكَ من أجلها».

❞ الثمرةُ التي تنضج أكثر مما يجب، إمّا أن تجفّ وإمّا أن تتعفّن ❝

❞ الشِّعر لا يُفسد شيئًا، الشّعر يُحيي الحياةَ نفسها، الشّعر جمال، أمل، حلم، عالم واسع، ❝

❞ كان لكروم الزّيتون دائمًا جدران تحميها، جدران من أشجار عالية قويّة تصدُّ الرّيح والعواصف، ولكن، انظري ما الذي يحدث الآن، إنهم يزرعونه حول بيوتهم. ليحموا البيوت، البيوت الجديدة، الحجريّة، أتعرفين يا سلوى، هذه أشياء ليست عابرة، أشياء لها علاقة بالرّوح، ❝

❞ كلما أصبحتَ جزءًا من فكرتكَ، قالوا إنكَ موشك على الجنون، أمّا حين تصبحها فإنكَ الجنون نفسه! أليس كذلك؟ كأن هناك مسافة أمان لا بدَّ منها بينك وبين نفسك، إذا تجاوزتها ستخسر كلَّ شيء. ❝

❞ أعترفُ لكَ أن البشر يحاولون أن يمحوا الآثار الكبيرة التي تُذكِّرهم بفجائعهم، وأنا منهم، حتى يُظنّ أنهم تناسوا مصائبهم، لكنهم دائمًا يتركون في الزوايا المهملة بعض الآثار الصغيرة الأشدّ وقْعًا والأكبر معنى، تلك التي تختزل الحكاية كلها بتواضع جريح… ❝