المؤلفون > عبد الوهاب المسيري > اقتباسات عبد الوهاب المسيري

اقتباسات عبد الوهاب المسيري

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات عبد الوهاب المسيري .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.


اقتباسات

  • ولم تكن سنة 1967 بالنسبة لمن يقيم في الولايات المتحدة تعني البطش الأمريكي/الصهيوني بمصر وحسب، وإنما كانت تعني أيضًا العربدة الأمريكية الكاملة في فيتنام، وعمليات الإبادة التي كانت القوات المسلحة الأمريكية تقوم بها دفاعًا عن حكومة عسكرية فاسدة وعن مصالحها الإستراتيجية ضد شعب آسيوي يحاول أن يقرر مصيره. ❝

  • دائمًا أنصح أصدقائي وتلاميذي أن يبتعدوا عن المعارك الصغيرة التي تُفرض عليهم، والتي يمكن أن تستنزف الإنسان بل وتقضي عليه. ومصر الآن عامرة بالمعارك الصغيرة في كل مكان، وقانا الله وإياكم شرها!)

  • ولنقارن هذا بما يمكن أن يحدث لمن يتحدى أساتذته في إحدى الجامعات المصرية: مصيره هو التحطيم الكامل مدى الحياة بلا هوادة ولا رحمة.

  • ولكنني قررت أن أصدمهم فقلت: الجرجاني، لأذكرهم بهويتي - دمنهوري مصري عربي مسلم يطل عليهم كأحد علماء الأنثروبولوجيا ويدرس حضارتهم دون أن يكون جزءًا منهما.

  • منذ البداية عرفت أن إيقاع الدراسات العليا هو الجنون بعينه، فطلبت من أستاذي المشرف ألا أدرس أكثر من ثلاثة مقررات (أي دون الحد الأدنى) وتمت الموافقة على طلبي من قبَل لجنة الدراسات العليا (ربما رأفة بهذا الطالب المصري الجديد الوحيد).

  • «المفارقة الساخرة» (بالإنجليزية: أيروني irony)، أن يقول المرء عكس ما يعني، للتخلص من المسئولية الخلقية، إذ إنه من خلال استخدامها يمكن للمرء دائمًا أن يتنصل مما قال بحجة أن ما قاله هو مجرد مفارقة ساخرة.

  • وكان هذا إشارة إلى أن ما يسود من تقاليع ربما لا يكون بالضرورة تعبيرًا عن رغبات الناس وتطلعاتهم الحقيقية. وهذه حقيقة مهمة لابد من تذكرها في عصر الإعلام والموضات المتلاحقة.

  • إن حضارة الإجراءات قادرة على أن ترصد الواقع وتجرد منه، ولكنها غير قادرة على تغييره بشكل ينهض به، فهي لا تجابه الواقع بنسق أخلاقي ثابت أو مثل أعلى مستقر وإنما تجابهه بآلة حاسبة وما تقرره الأغلبية يصبح هو الحقيقة والخير..

  • نحن بحاجة الي عيد الاوفياء وليس عيد الحب لان العشاق كثيرون اما الاوفياء نادرون 🤏

    مشاركة من Farah Omer ، من كتاب

    دفاع عن الإنسان

  • عالم ما بعد الحداثة، فهو عالم قد تمت تصفيته وتطهيره تمامًا من المطلقات والمرجعية النهائية، فلا مركز ولا هامش، وإنما عالم أفقي متساوٍ مسطح، لا يوجد فيه وضع خاص أو مُتميِّز لأي شيء وضمن ذلك الإنسان .

  • ‎❞ ومع هذا تبقى نقطة تشابه أساسية وهي أن كل الجيوب الاستيطانية التي لم تُبِدْ السكان الأصليين تم القضاء عليها.

    ‎ويُلاحظ أنه مع بداية التسعينيات تمت

    ‎تصفية كل الجيوب الاستيطانية في أنحاء العالم، ولم يتبق غير إسرائيل وجنوب أفريقيا. وبزوال الجيب الاستيطاني في جنوب أفريقيا، لم يبق سوى إسرائيل، الحفرية الأخيرة في نظام قضي وانتهى، وهو جيب استيطاني لم ينجح في إبادة السكان الأصليين الذين لا يزالون يقاومون ويستشهدون.

    ‎فهل هذا يشير إلى مصير الجيب الاستيطاني الإحلالي الأخير في العالم؟ ألا يمكن القول إن الديباجات اليهودية تهدف إلى طمأنة المستوطنين الصهاينة بحيث يتصوروا أنهم أصحاب حقوق يهودية أزلية وأنهم في واقع الأمر لا ينتمون إلى نمط الاستعمار الاستيطاني الإحلالي الآيل للزوال؟!

    ⁠‫والله المستعان ❝

  • يجب ألّا نحكم على نسق فكري أو اجتماعي ما إلّا بعد توصيفه وتصنيفه، ثم ننصرف بعد ذلك لإطلاق الأحكام القيمية. وحينما نفعل ذلك يجب أن نكونَ واعين بما نفعل وبأن التقييم يختلف عن الوصف. كما يجب أن نكون مدركين للمنظومة القيمية التي ننطلق منها والفلسفة التي نصدر عنها، وأن نعرف أن الحكم القيمي هو في نهاية الأمر حكم يحوي داخله شرعيته، فإن كنت تحكم على الظاهرة من منظور إسلامي فأنت تفعل ذلك لأنك مؤمن بالإسلام، وبالتالي فمنطق الحكم (الذاتي) مختلف عن منطق الأشياء (الموضوعي). ولعل هذا الموقف يُمكِننا نحن المسلمين من أن ننفتح على العالم دون أن نفقد هويتنا وقيمنا، إذ يمكنني، في هذه الحالة، أن أقوم بقراءة عمل أدبي ما فأصفه وأحلله وأبين بنيته والصور المجازية المتواترة فيه ومعناه وارتباط شكله بمضمونه، بل ويمكنني أن أبين مواطن الجمال فيه كعمل أدبي وأربطه بالتقاليد الأدبية التي يصدر عنها -أي أن أقوم بعملي كناقد أدبي، ثم بعد أن أنتهي من المرحلة الأولى هذه انتقل إلى المرحلة التقييمية التي أتحدث فيها كمسلم وأرفض القيم التي وردت في العمل الذي قمت بتحليله وتوصيفه وتقييمه كناقد أدبي - أرفضه كمسلم لأنه ربما يجسد قيماً أخلاقية لا تتفق مع قيمي الدينية، وبهذا لن يضطر المسلم إلى رفض دراسة عمل ما أو ظاهرة ما لأنها منافية للدين والأخلاق، وإنما سيدرسها بموضوعية اجتهادية ثم يقيّمها من منظوره. وقد يقال إن في هذا تناقضاً مع الذات، ولكنني أرد قائلاً إن في هذا تقبلاً لحقيقة أساسية وهي أن الواقع الإنساني مركب يحتوي على بنىً متداخلة غير مترابطة. وحيث إنه لا توجد علاقة حتمية بين الجمال والخير والقبح والشر، فعلينا أن نتقبل تعدد البنيات فنصف ثم نقيَّم.

  • وحينما نقول صورة مجازية فنحن لا نعني شيئاً هبط علينا من القمر، وإنما نتحدث عن وسيلة لإدراك ما لا يمكن إدراكه بشكل مباشر نظراً لتركيبيته. وكما نعلم يصف القرآن الكريم الله سبحانه وتعالى بأنه «ليس كمثله شيء» أي أنه لا يوجد لغة يمكنها أن تساعدنا على إدراك كنه الله عز وجل. ولكن مع هذا ينقل القرآن الكريم مفهوم الله إلى عقل الإنسان القاصر عن طريق صورة مجازية مركبة، «الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح». ويا لها من صورة مجازية متواضعة، ولكنها تعكس لعقل الإنسان القاصر فكرة اللا متناهي. ثم ينطلق القرآن من هذه الصورة المجازيَّة فيكثفها «المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنَّها كوكب دريّ». وهكذا خرجنا من الصورة المجازية المتواضعة المستقرة في عالم الحدود إلى صورة مجازية أخرى تكاد تكون لا متناهية، فعقل الإنسان حينما ينظر إلى الكوكب الدرّي، فإنه يشعر بالرهبة -ولكن الرهبة هنا لا تزال رهبة أمام المخلوق، ولكنها مع هذا تصلح كصورة مجازية على الرهبة التي يمارسها الإنسان أمام الخالق- صورة مجازية وحسب إذ يظل الله وحده هو اللا متناهي. ثم بعد الإشارة إلى اللانهائي والإيحاء به نعود مرة أخرى لعالم المألوف «يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية». لا زلنا في عالم النور الإلهي، ولكننا انتقلنا من المشكاة التي فيها المصباح إلى الكوكب ثم نعود إلى وقود المصباح؛ إلى تلك الشجرة المباركة التي أُخذ منها الزيت، ثم نصل إلى الزيت نفسه «يكاد زيتها يضيء ولو لم يمسسه نار». وهكذا تزداد الصورة المجازية كثافة بإضافة الأبعاد لها، ويزداد تشتُّت مركزها مما يبعدها عن أي تجسيد أو تشبيه. ولا يمكن أن ندّعي أننا ندرك الذات الإلهية إدراكاً كاملاً في نهاية الآية، فهو عز وجلّ ليس كمثله شيء، وإن كنا قد اقتربنا منه في إدراكنا بعض الشيء.

  • في تصوري أن إحدى مشكلات الفكر العربي أنه لا يزال فكراً مضمونياً أي يتعامل مع المضامين المباشرة ولا يصل إلى العلاقات المجردة الكامنة، أو إلى النماذج المعرفية كما عرَّفتها.

  • لعلَّ أكبر دليل على أن الصهيونية ظاهرة غربية استعمارية، وليست ظاهرة يهودية عالمية أنها لم تنشأ في صفوف اليهود العرب أو يهود إثيوبيا -على سبيل المثال-، كما أنها لم تنشأ في صفوف الغرب إلّا في القرن التاسع عشر، عصر الرومانسية والإمبريالية والعنصرية والتوسع.

  • فالإنسان لا يصل إلى نوع من العقلانية وإلى شيء من التوازن بين الحلم والواقع إلّا من خلال الممارسة التي يدفع أثناءها ثمن أخطائه وشطحاته. أما بالنسبة للصهاينة، فثمة قوى خارجية هي التي تسدد فواتير أخطائهم وأوهامهم، ولذا فهم يستمرون في ترديد شعاراتهم الفاشية ويتحدثون عن حدودهم المقدسة الآمنة ويطرحونَ برامجهم السياسية المطلقة التي تعود جذورها إلى ماضٍ سحيق لم يبقَ منه سوى بعض الآثار والأطلال.

  • فالإنسان لا يصل إلى نوع من العقلانية وإلى شيء من التوازن بين الحلم والواقع إلا من خلال الممارسة التي يدفع أثناءها ثمن أخطائه وشطحاته.

  • والعقل البشري المبدع الخلَّاق يتحول في يد الصهاينة إلى العقل اليهودي الخلاق، القادر على إعادة صياغة الواقع، عقل قادر على غزو الأرض الفلسطينية فيجفف المستنقعات ويزرع الصحراء، وكأنَّ الفلاحين الفلسطينيين لم يكونوا من أكثر شعوب الأرض إنتاجية وحرصاً على أرضهم!!!

  • أما من حيث الفرادة والفردية فهذا موضوع أساسي في الفكر الصهيوني، وهو ولا شك مرتبط بفكرة المطلق. فالمطلق الصهيوني الذاتي، فريد مقصور على الصهاينة. وهم يتحدثونَ دائماً عن التجربة التاريخية اليهودية باعتبارها تجربة فريدة لا يمكن أن يُشارك فيها غير اليهودي، بل لا يمكن أن يدركها غيرهم.

  • إذا نظرنا إلى الصهيونية لوجدنا أن النموذج المعرفي الكامن وراءها يحمل كثيراً من سمات وملامح الرومانسية، أيّ البحث عن مطلق يتجاوز السطح. الفكر الصهيوني يدور حولَ مطلقات ثابتة غير خاضعة للتغيُّر؛ مثل العودة إلى صهيون والشعب المختار وحقوق الشعب اليهودي والأرض اليهودية المقدَّسة، فهذه كلها مطلقات تتجاوز التاريخ وسطحه وحدوده. ومصدر إطلاقها كلها هي أنها يهودية.. أيّ أن المطلق الذي لا يتغيَّر هو اليهود واليهودية. ولكن اليهود واليهودية يوجدان داخل الزمان والمكان، ومن هنا ما سميته بتداخل النسبي والمطلق في كل الظواهر الصهيونية، بحيث تصبح كل الأشياء مطلقة بما في ذلك أتفه التفاصيل.