المثقف الذي لا يترجم فكره إلى فعل لا يستحق لقب المثقف
رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر(سيرة غير ذاتية غير موضوعية)
نبذة عن الكتاب
أصدرت دار الشروق طبعة جديدة من السيرة الممتعة للمفكر الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيري. يرصد تحولاته الفردية في الفكر والمنهج ويؤرخ، فى الوقت نفسه، لجيل بأكمله، أو لقطاع منه. فتحولات صاحب هذه السيرة ليست بأى حال منبتة الصلة بما كان يحدث حوله. ومن هذا المنظور، تصبح أحداث حياة المؤلف لا أهمية لها فى حد ذاتها، وإنما تكمن أهميتها فى مدى ما تلقيه من ضوء على تطوره الفكرى. وقد فهم المؤلف كثيرًا من أحداث حياته الخاصة (الذاتية) من خلال نفس الموضوعات الأساسية الكامنة والمقولات التحليلية التى استخدمها فى دراساته وأبحاثه (الموضوعية)، وليس العكس. ولكن هذه الرحلة الفكرية، مع هذا، هى رحلة المؤلف الفردية، فهو الذى تفاعل مع ما حوله من تجارب منذ أن وُلد فى دمنهور ونشأ فيها إلى أن انتقل إلى الإسكندرية ومنها إلى نيويورك ثم أخيرًا إلى القاهرة حيث استقر به المقام. فإذا كانت هذه الرحلة الفكرية، سيرة غير ذاتية، فهى أيضًا سيرة غير موضوعية، سيرة إنسان يلتقي فى فضاء حياته الخاص بالعام، ولهذا فهو لا يذكر القضايا الفكرية المجردة وحسب، وإنما يشفعها دائمًا بأحداث من حياته أو اقتباسات من كتاباته تبين كيف ترجمت القضية الفكرية (العامة) نفسها إلى أحداث ووقائع محددة فى حياته الشخصية (الخاصة) وذلك بأسلوب المؤلف السلس والعميق والساخر. وهذه الطبعة الجديدة تتميز بعض الإضافات وأهمهما ملحق صور كبير يتناول رحلة المؤلف ومحطات حياته المختلفة.عن الطبعة
- نشر سنة 2005
- 760 صفحة
- [ردمك 13] 9789770912859
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Zahra Taher
كم تمنيت أن أقتني هذا الكتاب وقد وجدته بالفعل في معرض الكتاب في بغداد ولكن ثمنه كان باهظاً ولم أكن قد أتممت قراءته بعد الكترونياً.. ولكن الآن وقد أنهيته أصبحت لدي رغبة أقوى في اقتنائه لأنه كتاب لا يُقرأ مرة واحدة بل هو كنز نفيس لا تنتهي عطاياه كلما رجعت إليه..
أحببت تلك التفاصيل الصغيرة التي يتكلم عنها المسيري بكل ود ويظهر جماليتها وأهميتها في كشف الكثير عن النفس الإنسانية وقدراتها ومكامنها ..
تمنيت لو أنه تعمق في دراساته الأدبية في الأدب الإنجليزي وخاصة في الشعر الرومانتيكي، هذا الشعر الذي كنت أمقته بسبب أساليب العرض السيئة التي تلقيتها ممن كان يدرسون هذه المادة في الكلية، الآن أجدني أكثر رغبة في دراسته من جديد، فقد استطعت أن أرى أبعاداً أخرى جميلة وجليلة لهذا الشعر من خلال ما ذكره المسيري في سيرته هذه.أتمنى لو أن ما قام به من دراسات وبحوث في هذا المجال متاح بين يدي لعلي أستفيد منها في مجال دراستي التي كانت فقيرة بقدر فقر مؤسساتنا الأكاديمية وضعف كوادرنا التدريسية .. فخريجو أقسام اللغة الإنجليزية عندنا لا يتخرجون وهم منعدموا الثقافة في مجالهم وحسب بل وأنهم حتى لا يتقنون اللغة والحديث بها أو فهم من يتحدث بها ناهيك عن أن أساتذة هذه الأقسام لا يختلفون عن طلابها في ذلك..
لا يسعني إلا أن أقول أن هذا الكتاب من أجمل ما قرأت ومن أكثر الكتب التي حركت أفكاري وإدراكي ووجهت تفكيري نحو عوالم جديدة من الفهم والمعرفة
كتاب لا غنى عنه
-
Elrabie Elrehima
إن الحديث عن حياة مفكر ك عبدالوهاب المسيري لا يمكن أن أختزله في ريفيو سريع عن هذا الكتاب ـ، و لكني ســـأورد بعض الفقرات التي توقفت عليها ، مع العلم أن الكتاب كله يستوقف ....
: "استوقفني حقاً احترامه للبعد الفكري في كتاباته ، فكتاباته ليست زخما معلوماتياً بذكر التاريخ و الوقائع و إنما تحليل هذه الوقائع ، و يقول هو نفسه عن ذلكـ" و إنما لنطرح في الدرحة الأولى منهجــاً لرصــد الواقع و طريقةً في التفكـير، إذ ما يهم ليس كم الحقائق الذي يحشـــد وإنما طريقة النظر فيها و تحليـلها "
ثم تجــد و كأنه متفــرداً عن مفكــري العرب عموماً من خلال نظرته في التصـــنيف العربي واصــفاً إياه " بالفكـر المضـــموني الذي يصـــنف من الخـارج ، دون أن يصــــل إلى الوحــدة الداخلية " .
إن المفـكر عبدالوهاب المســـيري عقلية متفردة و فذة ، قَل أن توجـد في أي زمان ..... و وجـود كتاب يؤرخ لســـيرة مفــكر كهذا و بيد المفــكر نفســه ،فلا بد أنه كتاب جــدير بالقــراءة .
-
عمرو عزازي
كنت سابقا أسمع عن المسيري و كتاباته ، و كنت أتردد فى دخول عالمه ، إلى أن وجدت الفرصة بالبداية بهذا الكتاب الذي يحوي أفكار المسيري - رحمه الله - و جميع سيرته .. انتهيت من الكتاب و أنا معجبٌ جدا بهذا الإنتاج الفكري لذلك الرجل - رحمه الله - .. فقد وجدت نفسي أتجول وسط عالم هذا الرجل بين الفلسفة، والنقد الادبي، والشعر، والسياسة، والفكر الديني، والعلاقة الجدلية بين الحضارات، وادب الاطفال، والترجمة ، و العمارة .. الخ .. فهذا رجل محارب بسن قلمه و موسوعة بحق !
من أكثر ما شدني فى الكتاب هو قدرة المسيري - رحمه الله - على تقويض الكثير من الأسس و الأفكار الفلسفية للحضارة الغربية التى فُتن بها كثير من الناس ، و هو ما أظنه قد يعيد التوازن الداخلى لأبناء أمتنا ممن انحازوا لفكر الغرب بكل ما فيه طارحين فكرهم و هويتهم الإسلامية وراءهم كأنها لا قيمة لها ! فليتهم يقرؤون !
من الأمور المهمة جدا التى استفدتها لدي انتهائي من الكتاب هو أنه يجب على من يقف لنقد إنسان ، أن يراجع كل ما كتبه هذا الشخص - قديمه و حديثه - .. فرجل كالمسيري مثلا مر بمراحل عدة و تطورات فكرية شتى .. فكما قال أنه كان فى مرحلة ما من المراحل ملحدا و ماركسيا ، و فى فترة أخرى مسلما مؤمنا ناقضا لأفكار الماركسية ، و الملاحدة ، و مذلا للعلمانيين و قاصماً لأفكارهم ( و كلامه فى نقد هذه المناهج غالى و ثمين جدا ) ..!
فوجب على كل متصدٍ للكتابة عن أى رجل - لا المسيري فقط - أن ينظر للجديد من كتاباته و ألا ينتقد من غير قراءة و لا فهم !
إن كان هناك نقد للمسيري من خلال سيرته التي قرأتها فهي نقص الفقه بأحكام الشرع - باعترافه بنفسه - ..! و أظن منهجه - رحمه الله - أن يبحث و يحلل فلسفياً واجتماعياً وسياسياً وأدبياً ، تاركاً للفقهاء تقويم كلامه .. و هذا قدر عظيم !
وأيضا مما آخذه عليه - على قدر ما قرأت - أنه قدم - رحمه الله - للأمة مفاهيم مهمة جدا، و لكن أظنه جانبه الصواب فى بعض المفاهيم ، كتقسيماته للعلمانية لجزئية و شاملة ، و تفرقته فيما بين اليهودية و الصهيونية .. و هذا و الله أعلم أظنه راجعاً لغلبة فكر التوافق على المسيري رحمه الله ! . و هذا بالطبع يقودني لقراءات أكثر فى كتبه عن العلمانية و اليهودية لأتبين مقصوده أكثر - رحمه الله - !
تمسك المسيري رحمه الله بهويته و تراثه من الأشياء التي أثرت فيّ جدا بالكتاب .. مفكر عظيم تجده يتذكر قصص الجدات القديمة العتيقة و أناشيد الطفولة فى الريف المصري و الألعاب التي تناسها الكثيرون - منهم أنا - .ز أعاد لى كلامه هذا الحنين للماضي و الحنين لبراءة الطفولة و نعيم عيش الكفاف .. رحم الله المسيري و تجاوز عن سيئاته و عفا عنه
===
تحديث:
جزء حفظ أناشيد الأطفال القديمة أثرت فيّ جدا و شعرت بحنين لهذا الماضي .. لذا قررت أن أجمع هنا بعض هذه الأهازيج القديمة من ذاكرة الطفولة :) ..استمتعوا
1===
كان فيه لعبة بالكرة .. يقوم واحد بضرب الكرة بيده للأرض لكي تعود له " تنطيق الكرة " و يستمر فى ذلك و هو يردد هذه الأغنية التراثية ( التى كنا لا نفهم أغلبها :)) ) و إن فعل إلى نهاية الأغنية يفوز :
حج مقص يا حج مقص فيه عرايس بترقص رقص .. رقص البت حجازية ... أم شعور مرخية .. رخاها عنبر عنبر ، و العنبر ما قضاني .. قضا بنات السلطاني ..
اخص عليكم يا جيراني .. بنت أخويا جابت ولد سمته عبدالصمد .. حطيته على المشاية خطفت عينه الحداية ..حدي حدي يا مكلوبة .. عينك عين الخروبة ..
لولا الناس و النسناس كنا خربنا بلاد الناس .. لولا العسكر و الدورية كنا خربنا اسكندرية .. :) ( الاسكندرانية ميزعلوش D: )
===
2===
عمي حسن زرع بصل .. رحت أشمه كلته كله . و أدي الزير و أدي غطاه .ز و أدي الناب اللى كنا حداه ..ي نبيه قدامي هات عشرة من حلواني .. حلواني كتير كتير ، و الدبه وقعت فى البير ، و صاحبها راجل أمير على يده منديل حرير
==<<3
بيبو يا بيبو حط القرش في جيبه .. هان عليه ما يكسيني جاب الصحن الصيني .. طاح طاح و اتكسر .. علقوني في الشجر .. و الشجر ينقط حنه .. يا بختك يا بنا .. اخرط منك و اتحنه . و احني ايدياتي و احني رجاﻻتي و احني ديل البسه اخلي شبابها يدسه و احني ديل القطه اخلي شبابها يتغطى .. و احنى ديل الفاره اخلي شبابها يدارى
-
أحمد فؤاد
قبل أن أكتب مُراجعتي أود أن أقر بأن هذا هو الكتاب الأول الذي أقرأه للكاتب، وبأنني لم أقرأ للكتاب من قبل، ولم يرشّح لي أحدًا هذا الكتاب، وإن ما دعاني إلى قراءته هو أنني قد قرأت مُصادفةً بعض الاقتباسات المُتفرقة للكاتب –من مجموع كتبه- والتي أعجبتني جدًا، بالإضافة إلى مقال له عن العلمانية كان قد أثار انتباهي حينها.
لهذا أحسب أن رأيي في الكتاب سيكون بمعزل عن أي آراء مُسبقة.
كتاب رحلتي الفكرية للكاتب عبد الوهاب المسيري، هو ليس كتابًا تقليديًا عن السيرة الذاتية كما توقعت. ظننت أنني لن أكمل قراءته بشكل متتالي بل بتجزئة قراءته بشكل متفرق وعلى عدة أشهر. لكن العكس هو ما حدث تمامًا، فاجأني الكتاب منذ الصفحة الأولى والتي يصارحنا فيها الكاتب بأن الكتاب ليس سيرة ذاتية موضوعية عن نفسه وحياته، وإنما هي سيرة غير ذاتية وغير موضوعية، وهي في الحقيقة سيرة ذاتية لخلاصة تجربته الفكرية التي تكوّنت عدة مرات بعد عدة عمليات تفكيك خلال سنين عمره.
ابتلعني الكتاب تمامًا بعد أن استضافني الكاتب في معيّته لأشاهد بعينيه طفولته التي بدأت تُشكّل وعيه، ثم تطوّر أفكاره وتغيّرها خلال رحلة شبابه وسفره، ثم التزامه بمشروعه الفكري بكتابة موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، وأخيرًا علاقته بأسرته وأبنائه وأحفاده.
سيلاحظ القارئ أثناء قراءته وجود كم هائل من المعلومات والأفكار والأيدولوجيات والمصطلحات، حتى يشك معها أنها حُشرت بدون هدف سوى إطالة صفحات الكتاب، لكن في كل مرة نرى فيها المعلومة -من خلال نظرة المسيري- بشكل مختلف وجديد، حتى أنه في بعض الأحيان يجد القارئ نفسه يسرح بخياله ليعيد هو ترتيب بعض أفكاره. عندما نربط كل مكونات حياة المسيري -التي ذكرها في الكتاب- الفكرية والثقافية والإجتماعية والسياسية والأدبية والنقدية والتحليلية والمعيشية اليومية؛ والتي تبدو غير ذات معنى عند النظر لها بشكل منفرد. نستطيع بعد ربط كل ما سبق أن نرى لوحة الفسيفساء ( أو لوحة البازل) الكبيرة التي لا يُمكن أن يُفهم مغزاها إلا بشكل مُكتمل.
هذا الكتاب لامس داخلي رؤية كنت أؤمن بها دون أن أفهم منطقها، إذ وجدت أن أسلوب التحليل وإعادة صياغة المفهوم والذي أقوم به دون وعي مني؛ في قراءتي للكتب وكتابة المراجعات عنها -وقد كتبت عن ذلك في مقالي "لا تكتب مراجعة سخيفة."- بل حتى في كتابة بعض المقالات والخواطر والتي تنتج عن تأمل عميق فيما يحيط بنا، هي نفس حركة التفكيك وإعادة التركيب للروابط الموجودة سلفًا حولنا والتي تحدث عنها المسيري في كتابة والذي كان يقوم بها في كل علاقاته في الحياة.
لا أبالغ إن قلت أن هذا الكتاب قد غيّر في الكثير من أفكاري بشكل حقيقي، فقد كانت المرة الأولى التي أقرأ فيها تحليلات وإسقاطات وربط مفاهيم العلمانية والعلمانية الشاملة والنسبية والحداثة وما بعد الحداثة، والمادية والنيتشوية والدارونية والفرويدية والماركسية والحلولية والبرجماتية والرومانتيكية، وإسقاط ذلك على العلاقات الإنسانية المحيطة بنا. وعلاقة الانسان بالطبيعة من حوله وعلاقته بالله. وعن التنوّع والتسامح، وعن التعاقد والتراحم في العلاقات الإنسانية، وكيف دمرت الثورة الصناعية تراحم المجتمع الزراعي. ومسؤولية المؤسسات الضخمة عن ذلك. لأول مرة أقرأ عن كل ذلك بشكل مترابط قوي من عقل آمن ببعض من هذه الأفكار في فترات من حياته. والأهم من ذلك أنها المرة الأولى التي أقرأ عنها من وجهة نظر انسان عربي مسلم صاحب قضية فكرية ومبادئ عربية أصيلة.
يُسقط الكاتب كل ذلك على جميع ما حوله من علاقات، الزواج والجنس والدولة والحركات السياسية، وبنية الحضارة الأمريكية، والحضارة الغربية بشكل عام، وعلى الروح والمادة والإيمان، وعلى الوجدان التاريخي وارتباطه بالأرض، وعلى اليهود والصهيونية والكيان الصهيوني، مما جعله يكتشف اليهود من جديد، بل وعلى قصص الأطفال أيضًا.
بوتقة ضخمة وضع فيها كل أفكاره ليخرج في الثلث الأخير من حياته بقوله " تحوّل الإسلام بالنسبة لي من كونه مجرد عقيدة أؤمن بها إلى رؤية للكون أؤمن بأنه يمكن للإنسان أن يوّلد منها نماذج تحليلة ذات مقدرة تفسيرية عالية كما يعطي إجابات عن الأسئلة النهائية."
أعجبت بكيفية التزام الكاتب بمشروعه الفكري بشكل متطرف، قام بعزل نفسه تقريبًا عن أغلب المشتتات التي قد تمنعه، ورغم لم يكن مُنعزلًا عن السينيما أو الأعمال الفنية بشكل عام كالرسم والموسيقى، بل اندهشت من أنه يقوم وسط كل ذلك بكتابة بعض الكتب الأخرى!
أحببت علاقته بزوجته وتفاهمه معها، وأحسب أنها إنسانة عظيمة أن تتفهمه بهذا القدر من الإحتواء، خاصة عندما قرر أن يتفرغ للكتابة وأن ينأى بنفسه عن صراع العمل المكتبي أو الأكاديمي كي لا يتحول إلى عبد للمال، وكأنها تنفذ مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة، خاصة أن هذا التفاهم لم يثنيها عن مشاريعها العلمية بل على حصولها على درجة الدكتوراة. أعجبني أيضًأ علاقته مع أبنائه وأحفاده، وفكرته عن الأطفال بشكل عام ومحاولاته إبعادهم عن الحياة الاستهلاكية التي تمارسها الدعاية ضد الأطفال وخاصة في أفلام الرسوم المتحركة.
أعجبني أيضًا عدم استسلام الكاتب للإحباط في جميع مراحل حياته، ومواجهة مشاكله بكل عزم كي يجد لها حلًا وإن كان مُجهدًا، وقد أفلح في معظمها متخذًا شطر أحمد شوقي شعارًا له " وما نيل المطالب بالتمنّي... ولكن تؤخذ الدنيا غِلاباً"
أعتبر نفسي محظوظًا بأنني قرأت هذا الكتاب في الأربعين من عمري، وأظن أنني كنت سأعتبره ثقيلًا صعبًا عليّ إن كنت قد قرأته في فترة الشباب، صحيح أن هناك من الناس من يصلوا إلى مرحلة من النضج الفكري في مرحلة مبكرة من أعمارهم، لكنني لم أكن واحدًا منهم على كل حال. وأحسب أنني قد وصلت على مهلٍ تدريجيًا، إلى درجة من النضج تؤهلني ليس لقراءة هذا الكتاب فقط وإنما لاستيعابه، وإنه لأمر مُرهق بالفعل.
كعادتي بعد قراءة أي كتاب، تصفّحت الكثير من المراجعات على موقع جوودريدز، ووجدت أن السواد الأعظم مُعجب بالكتاب. ولأن من المستحيل أن يتفق الناس جيمعهم على شيء ما، فبالتأكيد قرأت بعض التقييمات السلبية للكتاب أو للكاتب. وقد تعجبت ممن يهاجمون المسيري على تضخم الذات "الأنا" في هذا الكتاب، فالرجل قد صارح قُرّاءه في بداية كتابه بأن رحلته غير موضوعية، ولا ينوي تقديمها بشكل مُحايد بالأساس. في الحقيقة نحن لا نستطيع أن نكون حياديين مع أنفسنا بل ومع الآخرين بشكل كامل. لأن الحياد التام معناه أن ننظر إلى أنفسنا من منظور خارجي، وبالتالي يجد أن نتخلّص من ذاتنا، وبهذا نكون قد أصبحنا دون مرجعيتنا الخاصة التي كوّناها من خلال خبرتنا وتجاربنا وطريقتنا في فهمها. أي أننا نتخلى عن كل ثابت... باختصار هي مرحلة نسبية سائلة!
في رأيي أن الدكتور عبد الوهاب المسيري - بمثل هذا الثراء الفكري- كان مًتصالحًا مع نفسه، ويرى كأي انسان أنه كان على حق في آرائه التي حارب من أجلها وطوّرها خلال سنين حياته، فمن هذا المحايد الذي لا يرى في نفسه هذا الحق؟! يذكرني الحياد الكامل بنكتة شهيرة في لعبة كرة القدم حين يقول المُعلّق الرياضي على مباراة بين فريقين متنافسيين "نتمنى الفوز للفريقين!"
أعتقد أنه من البديهي أن يتحدث الكاتب عن نفسه في كتاب يتحدث عن مسيرته وحياته.
بالتأكيد هناك بعض المبالغات في عرض وجهات نظر الكاتب مع معارضيه، من خلال مواجهات مبتورة أو دون عرض آرائهم. ولكني أرى أن ذلك ليس دور الكاتب لأن الكاتب بالنهاية يُعبر عن وجهة نظره، وإنما هو دور من يستطيع أن يقارن ويحلل ويفكك ويعيد تركيب الحوارات التي تمت بين المسيري وبين معارضيه بحيادية في الطرح، مع ترك الحكم للقارئ.
في النهاية لست من مُدّعي الثقافة، ولا أحاول الإيحاء بحنكتي الفكرية أو بإلمامي بعوالم الفلسفة والسياسة والأيدولوجيات، كي أعلن أن الكتاب عميق ورائع لأظهر كقارئ أكثر إدراكًا ممن لم يعجبهم الكتاب.
بل على العكس، أنا مُجرد قارئ بسيط أرهقني الكتاب وجعلني أبحث كثيرًا في كتب أخرى وعلى شبكة الإنترنت بحثًا عن العديد من الأفكار، كما أرغمني على إعادة التفكير في العديد من نماذجي الإدراكية الجاهزة القديمة نسبيًأ، والتي أدركت مُتاخرًا أنه يجب عليّ أن أفككها وأن أعيد تركيبها مرة أخرى – بل وبشكل مستمر- بناء على حركة عقلي الديناميكية التي تتأثر بواقعي المتغيّر من حولي وبالكتب التي أقرأها فتُثري عقلي باستمرار.
كتاب رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر للكاتب عبد الوهاب المسيري، كتاب لن تكون بعد قراءته نفس الشخص الذي بدأ به، حتى وإن لم يعجبك الكتاب.
اقتباسات
“إن المطلوب هو حداثة جديدة تتبنى العلم والتكنولوجيا ولا تضرب بالقيم أو بالغائية الإنسانية عرض الحائط ، حداثة تحيى العقل ولا تميت القلب ، تنمى وجودنا المادى ولا تنكر الأبعاد الروحية لهذا الوجود ، تعيش الحاضر دون أن تنكر التراث."
“الإنسان لا يتحمل الألم إلا من خلال إيمانه بشيء ما يتجاوز ذاته الضيقة"
“هل تموت الفروسية بموت الفارس؟ هل تموت البطولة باستشهاد البطل ؟ وهل يختفي الصمود إن رحل بعض الصامدين؟”
“ويل للمرء الذي يربح كل شيء و يخسر نفسه”
“ وقد تعلمت من هذه التجارب أن النجاح والفشل في الحياة العامة حسب المعايير السائدة ليس بالضرورة حكماً مصيباً أو نهائياً، وأن الإنسان قد يفشل بالمعايير السائدة، ولكنه قد ينجح بمعايير أكثر أصالة وإبداعاً”
“إن تأخير تكوين المثقف في العالم العربي أمر يؤثر في التنمية فهذا يعني أن الكثيرين يتساقطون في أثناء العملية التربوية ، وإن من يخرج سليما منها فإن سنين العطاء عنده تكون محدودة للغاية”
“ السعادة لا تهبط من السماء، وإنما هي مثل العمل الفني، لا بد أن يكدّ المرء ويتعب في صياغته وصنعه، والزواج، مثل العمل الفني، أيضا، ومثل أي شيء إنساني مركب، يحتوي على إمكانات سلبية وإيجابية ولا يمكن فصل الواحد عن الآخر”
“الإذعان والقبول بالأمر الواقع هما جوهر الجمود والرجعية”
“إن حلم الفصحى ليس (حلم العودة)، وإنما حلم الانطلاق نحو غد يمسك فيه العرب بزمام أمرهم .. أما التحيز إلى العامية ، فهذا هو طريق الهزيمة والسوق الشرق أوسطية”
“الرغبة المعلوماتية حينما تنهش إنسانا فإنها تجعله يقرأ كل شيء حتى يعرف كل شيء، وينتهي الأمر بالمسكين أنه لا يعرف أي شيء”
“وقد وصفت العقل المادي بانه عقل يشبه عقل أشعة إكس من ناحية ، يمكنها أن تعطينا صورة لهيكل الإنسان العظمي لكنها لا يمكن أن تنقل لنا صورة الوجه الإنساني في أحزانه وأفراحه”
“لا يمكن الحكم على شيء ولا يمكن التمييز بين الخير والشر مع غياب المعيارية، فإصدار حكم على شيء ما خارجنا يتطلب وجود أرضية فلسفية تحوي درجة من الإطلاق متجاوزة لقوانين المادة والحركة، يمكن من خلالها تطوير معايير وموازين فلسفية وأخلاقية، تجعل بوسعنا الحكم والتمييز”
“كثيراً من شعوب العالم بدأت تتخلى عن رؤيتها وتحيزاتها النابعة من واقعها التاريخي والإنساني والوجودي وبدأت تتبنى عن وعي أو عن غير وعي الرؤية والتحيزات الغربية ، وبدأت تنظر إلى نفسها من وجهة نظر الغرب”
“الأدب العظيم يتعامل مع الإنسان في أقصى تركيبته”
رابط المراجعة على موقعي بشكل منسق مع صورة للمسيري مع زوجته
****
تقييمي 5 من 5
27 شباط فبراير 2020
-
أنس السامرائي
كتاب رائع وعميق بكل معنى الكلمة يطرح الكاتب في ثنايا سيرته الذاتية قراءنه الشخصية للكون والحياة والعلم والجامعات والصهيونية والعلمانية بنوعيها الكلية والجزئية والمجتمع بنوعيه التعاقدي والتراحمي واعادة التدوير والحفاظ على البيئة واللغة والصحة والصهيونية وموسوعته العظيمة حولها وقصص الاطفال و و و .....
كتاب غزير بالمعلومات والمعاني والاستقراءات والاستنتاجات من خلال رؤية المسيري العبقرية وفكره الوقاد وذكائه الحاد.
يحق لنا كعرب ان نفخر بهذا الرجل وبانجازاته الفكرية والادبية ومجهوده الكبير وخاصة في كتابه الموسوعة الصهيونية الذي افنى عشرين عاما كاملة في تاليفه وتنقيحه ويعد افضل ما كتب عن الصهيونية بجميع اللغات.
رحلة المسيري من الالحاد والماركسية الى رحاب الايمان عبر رحلة عقلية فكرية تزودت بالوقود من عجز الماركسية عن الاجابة عن اسئلة الحياة الكبرى مثل الموت والحياة والتضحية والهدف والغائية والمرجع الاخلاقي الذي تبنى عليه المجتمعات.
كتاب جدير بالقرائة المعمقة والتحليل.
-
محمد ياسر رجا
بداية جيدة للدخول الى عالم المسيري, والتعرف على اهم افكاره دون الخوض في تفاصيل مملة. اسلوب السيرة الذاتية في هذا الكتاب بعيدعما الفناه في كتاب السير العرب لدينا فهو يعرض افكاره من خلال تجاربه وخبراته والاحداث التي مر بها دون اغراق القارئ في تفاصيل شخصية قد لا تهمه, وهو الامر الواضح من عنوان الكتاب.
-
إبراهيم عادل
الحقيقة أني قرأت جزءًا من هذه السيرة الشيقة، وأعجبني كثيرًا أسلوب "المسيري" ـ رحمه الله ـ ومنهجه في التفكير ومقاراناته الدائمة بين نظام التعامل بين الشرق والغرب، بين الماضي والحاضر، كل ذلك كان جميلاً ..
أتمنى لو تتاح لي الفرصة لاستكمالها ..
-
iqbal alqusair
الكتاب رافقني طيلة الشهر الكريم وأتممته بعد ذلك ، الكتاب مقسم إلى جزأين : الجزء الأول : التكوين ، وفي أربعة فصول تقرأ سيرة المسيري غير الذاتية من حديثه عن دمنهور وأمه وأبيه والعلاقات التراحمية والتعاقدية ووعيه بالمرض والموت وانتقاله للدراسة الجامعية في الاسكندرية وأثر ذلك عليه ثم دراساته العليا في الولايات المتحدة إلى انتقاله من المادية إلى الإيمان ، في الجزء الثاني : عالم الفكر ، يتحدث في ستة فصول عما قدم في مجال الفكر وعن أدواته التحليلية والنماذج الإدراكية ، ورؤيته للعالم ووجهة نظره للكثير من المواضيع كالعداء للتاريخ والداروينية ، وخصص فصلا كاملا للحديث عن الصهيونية وعلاقته بها وبعالم السياسة وبأيديولوجيتها ، كما تحدث في فصلين عن الموسوعة ، بدايتها وحتى نهايتها التي استغرقت أكثر من ربع قرن فكرا وبحثا وعملا دؤوبا رغم كل الصعاب التي واجهها ، وفي الفصل الأخير تحدث عن الأدب والفن حيث كان الأدب هو تخصصه ولكنه انطلق منه إلى عوالم الفكر والفلسفة ، خلال قرائتي دونت الكثير من الكتب التي تحدث عنها لتقرأ في وقت لاحق ... هذا الكتاب غيّرني كثيرا وزودني بالكثير من المعرفة والأكثر من الأسئلة ، د/عبدالوهاب المسيري أثّر عليّ حيث كنت دوما أتساءل أين المثقف العربي وأين دوره لأتذكر ما قاله أحدهم لأحد المثقفين : " لا أين أنت بل أين نحن ؟ " ، بين كل صفحة وأختها أدعو له ، رحمه الله وجزاه على ما قدم لأمته خير الجزاء حيث أنه سخّر كلّ سنين عمره لها وما تعب وما ملّ وما أُحبط ..
عبدالوهاب المسيري رحل جسده بينما طلابه يزدادون .
-
Rudina K Yasin
فرانسوا رابليه : "إذا لم يقترن العلم بالضمير أدى إلى خراب النفس
# رحلتي الفكري
عنوان الكتاب يتحدث عنه فهي ليست سيرة ذاتية بل هي مجموعة احداث وافكار غير مترابطة وانما تم ربطها من خلال الحديث عن غرض معين حيث نجد أنفسنا في الطفولة لنذهب الى الغربة والعودة الى دمنهور ففي هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن حياته الفكرية في جميع مراحل حياته يتميز هذا الكتاب بأنه يعبر عن سيرة إنسان يغوص في حياته الخاصة بالعام، فهو لا يذكر الأفكار المجردة فقط وإنما يتحدث عن حياته ويربطها بها مع اقتباسات من مؤلفاته والتي توضح كيف تم ترجمة القضية الفكرية في ضوء أحداث حياته الشخصية، واعتمد الكاتب في أسلوبها على أسلوب سهل وعميق وساخر في نفس الوقت للعبور بمحطات حياته في مراحلها المختلفة. اذ رحلتي الفكرية من اصادر الهيئة المصرية للكتاب طبعة عام 2000 بعدد 562 صفحة.
# عبد الوهاب المسيري
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) وتوفي بمرض السرطان عام 2008 ودفن في مسقط راسه بدمنهور
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، والفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، والحداثة وما بعد الحداثة.
مرحلة التكوين القسم الاول: #
- في المرحلة الاولى من الكتاب يمكن اعتبارها رحلة ايام بدأت من الصرخة الاولى والبيت الكبير في دمنهور حيث عبد الوهاب المسيري الانسان والطالب والاب والزوج حيث الحياة بتفاصيلها لنفهم كيف وصل الفكر، وحيث بساطة الشارع المصري والافكار والنشأة البسيطة كانت الحياة مختلفة عن الزمن لحاضر كانت في دمنهور نشأته وتعليمه حتّى الثانوية. نشأ في عائلة ميسورة الحال حيث كان والده تاجرًا. تربَّى في مجتمعٍ تقليدي محافظ تحكمه العادات التي يذكر حسنها والتقاليد التي نظمت المجتمع وضبطته. كان – رحمه الله- معجبًا بقوة أمه وحكمتها وارتباطها الوثيق بعائلتها. خلال سيرته وفي أكثر من موضع تناول المسيري شؤون العائلة وبشكل أخص دور الأمِّ فيها، عمل المرأة والمقارنة بين وضعها التعليم والفكر التحق المسيري بقسم اللغة الإنجليزية في جامعة الإسكندرية لإكمال تعليمه الجامعي. قبل ان ينتقل الى جامعة كولومبيا وتجد بن صفحات الكتاب حديثا مفصلا عن اهم الاحداث التي عاشها وعملية الدراسة وبناء الاسرة لا دعي لذكر هاهنا.
- المجتمع الامريكي بين الفرد الأمريكي والحكومة الأمريكية هنا يوجد فرق وأنّ الفرد الأمريكي بعد سنين طوال من الرأسمالية الطاحنة والإعلام والتضليل أصبح نتاج سياسات حكومته، والمحصِّلة النهائية هي إنسان محاصر بغربته حتى مع نفسه وأقرب المقربين. يقول: “وبرغم حبي لكثير من الأمريكيين (فهو شعب طيب نشيط متفتح الذهن) فإنّي وجدت أنّ النظام المهيمن يُجهض إنسانيتهم، ويخاطب أحط ما في الإنسان. إنّ الفرد الأمريكي يعيش ثنائية حادة: تعاقدية في الحياة العامة على مستوى النموذج المهيمن، وتراحميه في الحياة الخاصة على مستوى الممارسة الشخصية. ولكن هناك مجتمعات تجعل تحقيق مشاعر التراحم أمرًا عسيرًا على المرء ومجتمعات أخرى تيسِّر تحقيقها. وكلما ازداد التناقض بين النموذج والواقع، ازدادت الثنائية إلى أن تتحول إلى استقطاب. وهذا التناقض موجود في الولايات المتحدة بين النموذج التعاقدي من جهة، وحياة الإنسان الفرد المتعينة من جهة أخرى
- الشهوات الثلاث او الذئاب
كان هناك معركة أخرى دارت في داخلي، فقد هاجمتني ثلاثة ذئاب شرسة (هكذا أسميها) ظلت تنهشني بعض الوقت: ذئب الثروة وذئب الشهرة والذئب الهيجلي المعلوماتي. أما الذئب الأول فهو ذئب براني تماما، وهو ذئب الثروة الذي يعبر عن نفسه في الرغبة العارمة في أن أكون ثريا.”
الذئب الأول: حلم الثروة ينهشك
ذئب الثروة الذي يعبِّر عن نفسه في الرغبة العارمة في أن أكون ثريًا. فقد أتيت من عائلة تجارية، مصدر الشرعية فيها هو الثروة، ومن هنا إن لم يحققها المرء، انتابته المخاوف واهتزت ثقته بنفسه. ولكن كان من السهل عليّ أن أتغلب على هذا الذئب، وأن أقرر أنَّ مشروعي لمستقبلي ربّما لا يأتي بالثروة ولكنه يأتي بالحكمة، وأنّ أسلوب حياتي بما فيه من آفاق ثقافية واسعة أفضل بكثير من حياة التراكم الرأسمالي بما فيها من أحادية (ولعل هذا جزء من ميراث أمي)..
يذكر المسيري أنّ اهتمامه بالشهرة كان سببه أنّها “ستكون وسيلة ناجعة لإشاعة وتوصيل ما عندي من أفكار أعتقد أنّ لها قيمة ما. ولذا إن حاولت أن أشبع ذئب الشهرة داخلي حسب الشروط التي يفرضها العالم الخارجي، فأكون كمن كسب المعرفة وخسر الحرب. وهكذا صرعت ذئب الشهرة داخلي
الذئب الثالث: المعرفة قوة
” بقي بعد ذلك أهم الذئاب وأكثرها خطورة وضراوة وجوانية، وهو الذئب الهيجلي المعلوماتي، وهو ذئب خاص جدًا، جواني لأقصى درجة، يعبِّر عن نفسه في الرغبة العارمة في أن أكتب كتابًا نظريًا، إطاره النظري واسع وشامل للغاية ولكنه في الوقت نفسه يتعامل مع أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل، إن لم يكن كلها. أي أنّني كنت أطمع في كتابة عمل يصل إلى أعلى مستويات التعميم والتجريد والشمول، وفي الوقت نفسه يصل إلى أقصى درجات التخصيص والدِّقة. وهذه صيغة مستحيلة لأنّه إن اتسعت الرؤية ضاقت العبارة، فما بالك برؤية بانوراميه متسعة في غاية الاتساع وتفاصيل دقيقة في غاية الدِّقة” لاحظت أنّني لو قرأت كل ما كتب عن موضوع في تخصصي (من مقالات ورسائل دكتوراه وكتب) لقضيت سحابة أيامي أقرأ واستوعب وأقرأ دون أن أنتج شيئا والرغبة المعلوماتية هذه حينما تنهش إنسانًا فإنّها تجعله يقرأ كلَّ شيء حتى يعرف كلَّ شيء، وينتهي الأمر بالمسكين أنّه لا يعرف أي شيء. فالحقيقة غير الحقائق
القسم الثاني: الفكر
# عبد الوهاب المسيري مفكرا وكاتبا
هنا الحديث عن الكاتب والمفكر والمناهض للصهيونية صاحب الموسوعة التي دفع ثمنها من صحته والكتب العظيمة
صاحب الفكر الماركسي والوجودي حتى الالحاد ليتقدم وبقوة بالفكر الاسلامي فانتقاله من موقعه اليساري إلى موقع متقدم في الفكر الإسلامي، عبر رحلة طويلة وصفت بانها عقلية فكرية تزودت بالوقود من عجز الماركسية عن الاجابة عن اسئلة الحياة الكبرى مثل الموت والحياة والتضحية والهدف والغائية والمرجع الاخلاقي الذي تبنى عليه المجتمعات ومدافعا عنه وداعيا للحوار بعيدا عن النظريات التي تحدثت عن ضعف الاسلام والمؤامرات الفكرية وغيرها فهو كما قال هو نفسه انا انسان وسطي
# الموسوعة وأثرها على الكاتب
ولقدتحدث في فصلين عن الموسوعة ، بدايتها وحتى نهايتها التي استغرقت كثيرا من البحث رغم كل الصعاب التي واجهها ، تقع في ثمان مجلدات من الحجم الكبير نشرت عام 1999 وكان الهدف منها دراسة ورؤية تاريخية واضحة، تقوم على أسس علمية سليمة وصحيحة تقوم على الحياد لمعرفة اليهودي وفكر الصهيونية وضع تعريف دقيق لكافة المصطلحات والمفاهيم والأعراف السائدة والتأريخ لها من وجهة نظر جديدة مختلفة عما طرح في الماضي وكذلك النظر من مداخل أكثر مما يساعد على تقريب وتوضيح الصورة حول تلك الجماعات ولقد دفع الكاتب جزءا كبيرا من صحته ثمنا لها والموسوعة الصهيونية ستبقى إضافة معرفية كبيرة للمكتبة العربية والعالمية على السواء. أمّا على المستوى الفكري فإنّ الوظيفة الرئيسة لهذه الموسوعة، بتقديري، فهي “أنسنة” اسرائيل والحركة الصهيونية وعقلنة التعاطي الواقعي معها، وعدم الإغراق في “شيطنتها” من خلال أوهام “المؤامرة الكونية” وبروتوكولات حكماء صهيون” التي تمنح الإسرائيليين سلطات خارقة وتجعل التعامل معهم خارج النطاق العقلاني..
العلمانية في فكر المسيري #
ومن الفتوحات الفكرية للمسيري كتابه الكبير حول “العلمانية الجزئية والكلية” والذي يفرّق فيه، من خلال منهج معرفي تفكيكي، بين انماط العلمانية الغربية، مميزاً بين مستويين اثنين؛ الأول “العلمانية الكلية” الذي ينطلق من فلسفة تفصل الدين عن الحياة بأسرها، وهو ما يرفضه المسيري، والثاني هو “العلمانية الجزئية” والذي يقتصر على فصل الدين عن الدولة بمستوياتها الاقتصادية والسياسية والإدارية، وهي العلمانية التي لا يرى المسيري تناقضاً بينها وبين الإسلام.يقول المسيري في أحد لقاءاته: ” أنا كمسلم لا أجد غضاضة في قبولي بالعلمانية الجزئية”، وهو بلا شك رأي جريء متقدم على الفكر الإسلامي- الحركي الذي لا يزال أسير عموميات في حديثه عن “الدولة الإسلامية” الموعود
واخيرا
الكاتب لم يعتمد التسلسل التاريخي في الكتاب فهو سيرة حياة اكثر منه سيرة ايام
أسلوب "المسيري" ـ رحمه الله ـ ومقارناته الدائمة بين نظام التعامل بين الشرق والغرب، بين الماضي والحاضر، كان سهلا بالنسبة للقارئ ..فهو لم يعتكف في مكتبته منعزلاً عن نبض الشارع والحياة، وفي المقابل لم ينخرط في النشاط السياسي ويفلس في المجال الفكري، إنّما جمع الحسنيين؛ فكان عالماً مثقفاً مفكراً مبدعاً يقدم مساهمة في هذا “الثغر” الخطر والحساس، وفي الوقت نفسه منخرطاً في النشاط السياسي من خلال دعمه لحزب الوسط الإسلامي أولاً، ثم ترؤسه لحركة كفاية المعارضة، في السنة الأخيرة، على الرغم من المرض الذي كان يفتك بجسده النحيل.
-
yousra mokhtar
" وقد تعلمت من هذه التجارب ان النجاح والفشل في الحياة العامة , حسب المعايير السائدة ,ليسا بالضرورة حكما مصيبا او نهائيا . وان الانسان قد يفشل بالمعايير السائدة ولكنه قد ينجح بمعايير اكثر اصالة وابداعا "
---------------
--------------- --------------- --------------- --------------- --------------- ------- " ان المطلوب هو حداثة جديدة , تتبنى العلم والتكنولوجيا ولا تضرب بالقيم او بالغائية الانسانية عرض الحائط , حداثة تحيي العقل ولا تميت القلب . تنمي وجودنا المادي ولا تنكر الابعاد الروحية لهذا الوجود , تعيش الحاضر دون ان تنكر التراث . وهي مسالة ولا شك صعبة ولكنها ليست مستحيلة . واعتقد ان الخطوة الاولى نحو انجاز هذه الحداثة البديلة هو فصل الحداثة عن الاستهلاكية وعن مفهوم التقدم المادي , وربطها بمفهوم الطبيعة الانسانية والانسانية المشتركة.."
---------------
--------------- --------------- --------------- --------------- --------------- ------- " وقد وجدت ان الاسلام هو اكثر العقائد ابتعادا عن الحلولية وعن توحد الخالق بمخلوقاته(وحدة الوجود) اي ان التوحيد في اطار الاسلام _في تصوري_ هو اكثر اشكال التوحيد رقيا وتساميا . هذا لا يعني رفضا للاخر اذ يظل مفهوم التدافع مفهوما اساسيا , وهو مفهوم اسلامي يعني الاختلاف بل والصراع , ولكنهما اختلاف وصراع رقيقان , مثل تدافع السيل حين تلاطم بعض مياهه بعضا , ولكن هذا التلاطم لا يوقف التدفق بل هو جزء منه .. "
***************
*************** ********** وكما قال د\عبدالوهاب المسيري في وصف الرحلة هي سيرة غير ذاتية ,غير موضوعية .. لو كان لديك تصور انك هاتقرا سيرة ذاتية بالمعنى الحرفي فلازم تلغي التصور ده تماما .. احنا امام سيرة من نوع اخر , نوع فريد جداا .. الكتاب عرض لبعض احداث حياة د\المسيري اللي من خلالها تبلورت افكاره ,, لم يحافظ على التتابع الزمني وبالتالي لغى حالة الملل اللي بتظهر مع اي سيرة ذاتية .. الرحلة اعتمدت على نتاج فكره اكتر من المواقف الحياتية ,, حافظ فيها على مساحة معينة حول حياته الخاصة لم يقترب منها اضفت نوع من العقلانية ومن وجهة نظري دي جزئية تستحق كامل الاحترام ..
الكتاب في نهايته هايسيبك في حالة من الانبهار بشخص د\المسيري من النواحي الانسانية والثقافية والاجتماعيةوبكي
فية انه ترجم فكره اللي اقتنع وامن بيه الى الحياة الفعلية .. هاتنبهر بفكرة ان مواقف صغيرة مسبهاش تعدي من غير مايحللها ,, وازاي هوة قدر يستغل لحظات حياته في بلورة فلسفته الخاصة .. احساس ان الحياة لا تضيع سدى .. -
خالد الاشهب
وجبة كاملة غنية بالفيتامينات ... لا لا .. حتى الفيتامينات تذكرني بالمعلومات . إنها لا تشكل نموذج إدراكي متكامل . المسيري هو فيلسوف الانسان . رحلته الفكرية انطلقت من الذات مرورا بالانسان وصولا الى الله . فالانسان يشكل الحلقة الجوهرية الاساسية في مسيرة المسيري . المسيري لفت إنتباهي (ضمنيا) في كتابه أن مشكلة الايمان و التدين الوراثي هي في ذلك الخط المستقيم (الجاهز) الذي يرسمه المجتمع من الذات الى الله مباشرة .ليتحول الانسان كإنسان الى عبء ثقيل لا مكان له في هذا الخط ، هذا إذا لم يتحول الى عدو !!
المسيري تنكر للمادية عندما تنكرت للإنسان ، او على الاقل هي تتجه نحو التنكر للإنسان . و تنكر للعلمانية الشاملة بسبب عقمها عن توليد الاخلاق للإنسان . بل حتى تنكر للمعلومة و للخبر إذا لم يمرا عبر المصنع الفكري للإنسان ليخرجا على شكل نماذج إدراكية متكاملة عليها بصمة و ختم الانسان .
نعم .. الانسان هو مادة و شيء آخر . و هذا الشيء الآخر هو الذي يمثل الثبات للحياة و إلا ستتحول الحياة الى رمال متحركة تقضي على الاخضر و اليابس .
-
Marwa AbdelKream
عندما تقرأ للدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله ما عليك الإ أن تترك عالمك المادي و تفكر في إنسانيتك .
تعيش مع المسيري افكاره و معاناته للوصول إلى الإيمان
ينبغي عليك بعد قراءته أن تعيش إنسان حر الأفكار لا تأثير لأيديولوجية و فكر معين عليه
-
ندى الغامدي
قرأت أجزاء عديدة من هذه الرحلة عدة مرات وفي كل مره اتعلم من المسيري شيئاً جديداً، أثر هذا الكتاب علي عظيم، فقد اختصر لي سنين عديدة (احب ان اقول ان كتاب رحلتي الفكرية انزيم محفز لزيادة سرعة نضجك الفكري).
-
عبد الله خلف
قرأت بعد المقتطفات منه ووجدته أكثر من رائع
أتمنى أن اقرأه كاملا إن شاء الله قريبًا
-
Totti Al Shanti
الكتاب غني بالمعلومات بشكل لا سابق له، رغم اني قرأت لعديد من الفلاسفة الغرب قديما و حديثا الا انه المسيري تفوق عليهم توصيفا و الاهم كان أقرب للواقع و للفكر البشري الاساسي بعيدا عن التعقيدات و الميتافيزيقيا اللاملموسة، هذا الكتاب لا يمكن حصره في فئة واحدة مثل الفلسفة او علم الاجتماع او الايدولوجيا السياسية، ان قراءة هذا الكتاب وحده كافية لتثقيف شخص و تحويله من انسان جاهل لانسان مثقف في ضربة واحد لكن يأخذ على الكتاب صعوبة المصطلحات بعض الشيء لذا فقراء الفلسفة و الاجتماع هم اكثر من سيحبون الكتاب العبقري الذي سيأخذ القارئ في جولة اجتماعية و سياسية و علمية و فلسفية و دينية عامة و خاصة ليخرج لنا بزبدة المواضيع المهمة و هو تلخيص ايضا لكافة اعمال الراحل العظيم المسيري.
-
أحمد عبدالرحيم
من جميل تاريخي القديم أنني من حرر أصل هذه الطبعة القديم، بعد طبعته الاولى في "قصور الثقافة".
ومما كتبت عن المسيري (رحمة الله عليه) من أيام قليلة:
"...
تعلمتُ هذا المعنى النبيل، فيما تعلمتُ، من عبدالوهاب المسيري.
رحمة الله عليه وعلى زوجه الجميلة د. هدى حجازي.
لقد عاشا أَلقًا، وزادا سَعةَ الأرض، وابتكرا قصائدَهما.. ومضَيا!
سَقى الله تلك الأيام!
ورَعى رفاقَها ورفيقاتِها.. أحياءً وأمواتًا!
كم كانت لنا فيها من معرفةٍ وثقافة، وتأملٍ ومعنًى، وصُحبةٍ وبَـهجة!
كانت لنا من خير المتاع والذُّخر!
لقد كان المسيري (وما/من حولَه) "عُرْوة الزمانِ الباهي"!".
https://www.facebook.com/araaheem/posts/pfbid031JyvnsWu
m38NCeKLfy4aGg4 tpStzvZEYX4GCo7 tRrjX393BnUeucQ T3YVjGyYj4Bl -
BookHunter MُHَMَD
مجموعة مقالات تعبر عن فكر المسيرى خلال رحلته الحياتية و بها ملخص لمعظم أعماله و كتاباته و ليست سيرة ذاتية بالمعني المفهوم
تعجبت كثيرا للخلطة العجيبة للمسيرى
فهو ماركسى الا ربع ثم اسلامى الا خمسة و دائما عايش حياته بالمعنى الحرفى للكلمة
مسرحيات و سينما و فلسفة و شعر و حياة حافلة بالفنون ثم تحول تام للمعسكر الإسلامي دون انخراط فعلى في تنظيمات اللهم الا تنظيرات سياسية و فلسفية اثرت الحركة الإسلامية و اضافت لها رصيد لا يستهان به و ما كان لها مثله الا من رجال كالمسيرى
ساهم في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير و ان لم يرد ذكرها هنا و كان عضو غير بارز في حركة كفاية التي خلخلت لبنات حكم مبارك و مهدت لثورة يناير
-
Sarah Shahid
يتناول المسيري في كتابه رحلته الفكرية بأكملها. ابتداء من الجذور أي نشأته، ومن ثم البذور أي مراحل نموه الفكري، وأخيراً الثمر أي خلاصة أفكاره.
لا يمكنني التعليق أو نقد شيء، لأنني لا أستطيع نقد مسيرة شخص عبقري.
لعل أكثر ما ضايقني بالبداية هو كثرة المصطلحات، إلى أن عرفت أن توصيف أفكاره بمصطلحات جديدة هي جزء من عمله بالموسوعة.
كان كتاباً ملهماً بالنسبة لي، زاد من إيماني بنفسي وبقدراتي، وخاصة بعد أن لاحظت الشبه الكبير بين أفكاري وأفكاره مع فارق العمر الكبير الذي وصل به كل منا إلى النتيجة ذاتها.
لكل من يريد أن يقرأ شيئاً ذو قيمة، فليقرأ هذا الكتاب
-
Norah shtiwi
720 ص من الإثراء
يتناول تجارب ذاتية / اسقاطات / مقارنات بين المجتمع التقليدي في "دمنهور" و المجتمع الحديث من خلال أطر الصراع بيت التراحمية و التعاقدية .
*تناولات أدبية -اجتماعية يتجلى فيها العمق الإنساني , الكثير من رؤى "المسيري" ساعدت في تشكيل بعض المفاهيم لدي خاصة في (تآكل النموذج المادي) . يمكنني القول أن هذا الكتاب أهم ما اقتنيته من اصدارات دار الشروق : )
-
Reem Mostafa
الكتاب المدرسة
بسبب تقصيري و بسبب ضغوطات مرحلة التخصص، كنت أنقطع عن الكتاب فترات طويلة -قرأت خلالها أعمالا أخرى تناسب العقل الذي أنهكته الدراسة - قبل أن أعاود القراءة،لذلك استغرق مني فترة زمنية طويلة جدا، و لا أعتقد أن قراءة واحدة تكفيه، سأعود لقراءته ثانية في فترة يكون الذهن فيها أقل انشغالا إن شاء الله
-
a_alnajafi
تقييم الكتاب يكون على أحد أمرين: إما استفادتك منه، وهي بالنسبة لي ضئيلة لأن المراحل الفكرية التي مر بها المؤلف كانت واضحة لي صحيحها وسقيمها، وإما تقييم التأليف في حد ذاته بالنظر إلى تجربة المؤلف نفسه، وهو إن كان موفقا في كثير من الأحيان إلا أن هناك زلات فكرية وقع فيها.
-
Hala A. Abbas
ظللت لسنوات عديدة أقرأه في كل صيف، وأخطط للعودة إلى هذه العادة قريبا
كتابي المفضل على الإطلاق بلا منازع (حتى الٱن)، والأكثر تأثيرا في حياتي.
رحم الله عبد الوهاب المسيري وغفر له وأسكنه فسيح جناته وجعله ممن يدخلون الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.
-
Herbert riu
كما تعتزون بالمفكر الكبير عبدالوهاب المسيري ايضا يوجد مفكرون يجب نشر مؤلفاتهم مثل الدكتور سيد القمني الذي ارى ان ابجد ليس لديها اي مؤلف في جعبتها
-
Nora Chakaf
هذا الكتاب، لا أملك سوى أن أقول عنه، أنه كان نقطة تحولي، ودليلي في مسار حياتي الدراسية والمهنية. رحم الله الدكتور المسيري وجزاه عني كل خير.
-
مجرة الكتب
يتكل عن محطات في حياتو تدريسو في الجامعة الكتب اللي قرأها للنفاصيل أكتر قناتي في يوتيوب عالمي الأخضر