اقتباسات مصطفى لطفي المنفلوطي

لاخير في حياة يحياها المرء بغير قلب

ولاخير في قلب يخفق بدون حب

الجو رائقٌ، والسماء مصحيةٌ، وقرص الشمس يلتهب التهابًا، والأرض تهتز فتنبت نباتًا حسنًا، والأشجار تنتفض عن أوراقها اللامعة الخضراء، والهواء الفاتر يترقرق فينبعث إلى الأجسام فيترك فيها أثرًا هادئًا لذيذًا، وكل ذلك لا قيمة له عندي، ولا أثر له في نفسي، فإني أشعر أن الحياة مظلمة قاتمة، وأن هذا الفضاء على سعته وانفراج ما بين أطرافه أضيق في عيني من كفة الحابل، وأن منظر العالم قد استحال إلى شيءٍ غريب لا أعرفه ولا عهد لي بمثله، فأظل أنتقل من مكان إلى مكان، وأفر من الحديقة إلى المنزل ومن المنزل إلى الحديقة، كأنني أفتش عن شيءٍ، وما أفتش إلا عن نفسي التي فقدتها ولا أزال أنشدها.

إنك لاتبغضني يا استيفن ولكنك لا تُحب أن تراني..

‏روحي قد امتزجت بروحك امتزاجًا لايغيره فناء ولا بِلى، فلئن فرقت بيننا الأقدار في هذه الدار فسنلتقي في الدار الأخرى لقاءً لايُنَغِّصُه علينا موتٌ ولافراق.

وأعجب ما أعجب له من أمر نفسي أنني أبكي على غير شيء، وأحزن لغير سبب، وأجد بين جنبي من الهموم والأشجان ما لا أعرف سبيله ولا مأتاه، حتى يُخيل إليَّ أن عارضًا من عوارض الجنون قد خالط عقلي، فيشتد خوفي واضطرابي.

إن الذين يعرفون أسباب آلامهم وأحزانهم غير أشقياء؛ لأنهم يعيشون بالأمل ويحيون بالرجاء، أما أنا فشقيةٌ؛ لأني لا أعرف لي دواءً فأعالجه، ولا يوم شفاء فأرجوه.

هذِّبوا رجالكم قبل أن تهذِّبوا نساءكم، فإن عجزتم عن الرجال فأنتم عن النساء أعجز!

فلا خير في حياة يحياها المرء بغير قلب ولا خير بقلب يخفق بغير حب

وكل نباتٍ يُزرع في أرضٍ غير أرضه، أو في ساعةٍ غير ساعته، إما أن تأباه الأرض فتلفظه، وإما أن ينشب فيها فيفسدها"

"جمال الروح دائم ؛اما جمال الوجه زائل"

"والصلاح إن لم ينبت في تربة الأمة نفسها، ويزهر في جوّها، ويأتلف مع مزاج أفرادها وطبيعتهم لا ينفعها ولا يجدي عليها"

أبكتني بكاء السنين

إِنْ الَّذِي غَرْسٌ فِي قَلْبِي هَذِهِ الآمَالِ الحِسَانَ لَا يُعَجِّزُ عَنْ أَنَّ يتعهدها بِلُطْفِهِ وَعِنَايَتِهِ حَتَّى تَخَرُّجِ ثِمَارِهَا, وتتلألأ أَزْهَارُهَا, وَإِنْ الَّذِي أَنْبَتَ فِي جَنَاحِي هَذِهِ القوادم وَالخَوَافِي لَا يَرْضَى أَنْ يهيضني وَيَتْرُكُنِي فِي مَكَانِي كسيرًا لَا أَنْهَضُ وَلَا أَطِيرُ, وَإِنْ الَّذِي سَلَبَنِي كُلٌّ مَا يَأْمُلُ الآملون فِي هَذِهِ الحَيَاةِ مِنْ سُرُورَ وَغِبْطَةٍ, وَلَمْ يَبْقَ لِي مِنْهَا إِلَّا حَلَاوَةُ الأَمَلِ وَلَذَّتُهُ لِأَجْلِِ مَنْ أَنْ يَقْسُوَ عَلَيَّ القَسْوَةَ كُلُّهَا فَيَسْلُبُنِي تِلْكَ الثُّمَالَةُ البَاقِيَةُ الَّتِي هِيَ مَلَأَكَ عَيْشِي, وَقَوَامٌ, حَيَاتِيٌّ.

قال: ما كنت محسنًا قبل اليوم، ولكنه الحب يملأ القلب رحمة وحنانًا، ويصغر في عينيه عظائم الأمور وجلائلها، ويوحي إليه أفضل الأعمال وأشرفها👏🏻

إن اليوم الذي أشعر فيه بخيبة آمالي، وانقطاع حبل رجائي، يجب أن يكون آخر يوم من أيام حياتي، فلا خير في حياةٍ يحياها المرء بغير قلب، ولا خير في قلب يخفق بغير حب.

لَا تَعْرِفُ المَرْأَةُ لَهَا وُجُودًا إِلَّا فِي عُيُونِ الرِّجَالِ وَقُلُوبِهِمْ, فَلَوْ خَلَّتْ رُقْعَةٌ الأَرْضَ مِنْ وُجُوهٍ النَّاظِرِينَ, أَوْ أَقَفَرَتْ حنايا الضُّلُوعَ مِنْ خوافق القُلُوبَ, لَأَصْبَحَ الوُجُودُ وَالعَدَمُ فِي نَظَرِهَا سَوَاءٌ, وَلَوْ أَنَّ وَرَاءَهَا أَلْفٌ عِينٌ تَنْظُرُ إِلَيْهَا ثُمَّ لَمَّحَتْ فِي كَوْكَبٍ مِنْ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ نَظْرَةُ حُبٍّ, أَوْ سَمِعَتْ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الأَرْضِ أَنَّة وَجِد, لَأَعْجَبَهَا ذَلِكَ الغِرَامُ الجَدِيدُ, وَمَلَأَ قَلْبَهَا غِبْطَةً وَسُرُورًا.

عفو الحياة خيرٌ من مجهودها ،والسعادة كالزهرة لا تزال ناضرةً ماقنع رائيها منها بمنظرها وأريجها ،فإذا جاوز ذلك إلى لمسها والعبث بها ذبلت وذوت وذهب جمالها ورواؤها.

هذه الطيور التي تغرد في أفنائها إنما تغرد بنغمات الحب، وهذا النسيم الذي يتردد في أجوائه إنما يحمل في أعطافه رسائل الحب، وهذه الكواكب في سمائها، والشموس في أفلاكها، والأزهار في رياضها، والأعشاب في مروجها، والسوائم في مراتعها، والسوارب في أحجارها … إنما تعيش جميعًا بنعمة الحب، فمتى كان الحيوان الأعجم والجماد الصامت — أيها القساة المستبدون — أرفع شأنًا من الإنسان الناطق وأحق منه بنعمة الحب والحياة؟!❤️

__

لا بد أن نفترق اليوم لأننا غير متفقين، ولا بد أن نجتمع بعد اليوم لأننا سنتفق، فلا بأس أن تكتب إليَّ وأكتب إليك، وأن نتواصل على البعد إبقاء على تلك الصلة التي بيننا، واحتفاظًا بها،

ولا أزال ألمس صدري بيدي لأعلم أين مكان قلبي من أضالعي مخافة أن يكون قد طار سرورًا بتلك السعادة التي هي كل ما يتمنى المُخَيَّرُ أن يكون

"ولما لم أجد في الناس من أحبه وأصطفيه أحببتُ نفسي وحريتي واصطفيتهما وآثرتهما على كل شيءٍ في العالم"