لَا تَعْرِفُ المَرْأَةُ لَهَا وُجُودًا إِلَّا فِي عُيُونِ الرِّجَالِ وَقُلُوبِهِمْ, فَلَوْ خَلَّتْ رُقْعَةٌ الأَرْضَ مِنْ وُجُوهٍ النَّاظِرِينَ, أَوْ أَقَفَرَتْ حنايا الضُّلُوعَ مِنْ خوافق القُلُوبَ, لَأَصْبَحَ الوُجُودُ وَالعَدَمُ فِي نَظَرِهَا سَوَاءٌ, وَلَوْ أَنَّ وَرَاءَهَا أَلْفٌ عِينٌ تَنْظُرُ إِلَيْهَا ثُمَّ لَمَّحَتْ فِي كَوْكَبٍ مِنْ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ نَظْرَةُ حُبٍّ, أَوْ سَمِعَتْ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الأَرْضِ أَنَّة وَجِد, لَأَعْجَبَهَا ذَلِكَ الغِرَامُ الجَدِيدُ, وَمَلَأَ قَلْبَهَا غِبْطَةً وَسُرُورًا.