اقتباسات نجيب محفوظ

"ليلتذاك" 🏅

لا تجزع فقد ينفتح الباب ذات يوم تحيةً لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة..

كنا أبناء شارع واحد تتراوح أعمارنا بين الثامنة والعاشرة وكان يتميز بقوة بدنية تفوق سِنَّه، ويواظب على تقوية عضلاته برفع الأثقال وكان فظًّا غليظًا شرسًا مستعدًّا للعراك لأتفه الأسباب لا يفوت يوم بسلام ودون معركة، ولم يَسْلَم من ضرباته أحد

يا عود قرنفل .. في الجنينة منعنع

«إن المتلفِّت لا يصِل».

إن الثورات يدبرها الدهاة وينفذها الشجعان ثم يكسبها الجبناء؟

الحياة غالية مترامية الأبعاد لا حدّ لآفاقها، وما الحبّ إلا متسول ضرير يزحف في أركان الأزقّة.

‫ – في مملكتنا المائية نجعل الحياء شرطًا ضمن شروط عشرة يجب أن تتوفّر في حكامنا..

‫ فقال المجنون متنهدًا:

‫ – ويل للناس من حاكم لا حياء له..

وتتابعت دقات قلبه في إشفاق، ثم تبعهما دون تردد، وعيناه لا تفارقانهما، ووعيه مركز فيهما حتى شعر بأن حرارته ترتفع وأن ضغطه يصعد وأن دقات قلبه تنعاه

– يا صديقي لا عيب فيك إلا أنك تغالي في تسليمك للعقل..

‫ – إنه زينة الإنسان..

‫ – من العقل أن نعرف حدود العقل..

وأن الداء الحقيقي هو الخوف من الحياة لا الموت

وتساءلت ذات يوم لماذا يعرقل الخوف من الموت سعادتنا الأبدية؟

ســهرت أعـــيــن ونــــامــت عيــــون

‫ لأمــــور تكـون أو لا تكـون

‫ فاطرح الهَمَّ عن النفس ما استطعت

‫ فحملانك الهموم جنون

إن أردت أن تكون في راحه فكل ما أصبت والبس ما وجدت وارض بما قضي الله عليك

ولم يعُد للقلب من هَمٍّ يحمله مذ دفن في التراب أعز ما كان يملكه.

لعلها ضاقت بجموده فجاءت بنفسها لتهيِّئ له فرصة مواتية فإما ينتهزها إكرامًا لها وإما يتجاهلها فيفتقدها إلى الأبد، هي كلمة قد تُقال فيتورط قائلها مدى العمر أو تُحبس فيندم حابسها مدى العمر، هكذا دُفع إلى مأزق وهو لا يدري

فقال باسمًا: «لَعلك مريض فاذهب إلى دكتور نفساني لعله يحللك»، فقال له: «من الطريف أن مقالتي القادمة في مجلة الفكر عن: كيف تحلل نفسك»، فقال له: «أشهد لقد حيرتَني»، فقال: «أنا الحائر إلى الأبد».

قد يضيق أحيانًا بحريته فيثقل عليه الشعور بالوحدة أو يضجر من معاشرة الأشباح الفكرية الخاوية فيحن إلى الأليف وتئن في محبسه غرائز الأسرة والحب تروم متنفسًا، ثم يتخيل نفسه زوجًا قد بَرَأ من التركيز في ذاته وتبددت أوهامه لكنه فَنِيَ في ابنائه

فشعر بأنه يخطو فوق جلّاديه، وبأنه لا يبالي الموت بأي قَدَر جاء. وقال لنفسه إن الإنسان أعظم مما تصور، وإن الدنايا التي اقترفها لم تكن جديرة به على الإطلاق، وإن الإذعان لسطوتها كان هوانًا دفعه إليه السقوط والتنكُّر لطبيعته الإنسانية.

لا بُد للغريق من صخرة يلوذ بها أو فليغرقْ، وإذا لم يكُن للحياة معنى فلِمَ لا نخلق لها معنى..

‫ – ربما كان من الخطأ أن نبحث في هذه الدنيا عن معنى بينا أن مهمتنا الأولى أن نخلق هذا المعنى..