اقتباسات طه حسين

الشيخ يستعطفونه، فازداد غضب الشيخ وأبى أن يمضي في الدرس حتى يقوم هذا الغلام ومعه أصدقاؤه، ولم يكن لهم بدٌّ من أن ينصرفوا؛ فقد أُشْهِرَتْ عليهم نعالُ الشرقية، ولم تكن نعال الشرقية بأقل خطرًا من نعال الصعيد ‫ وذهب الغلام

الشيخ، وقام الغلام، وقد كاد الطلاب يبطشون به لولا أن حماه زملاؤه وكانوا من أهل الصعيد، حمَوه بأن أحاطوا به وأشهروا نعالهم فتفرَّق الناس، وأيُّ الأزهريين لم يكن يَفْرَقُ في ذلك الوقت من نعال أهل الصعيد! ‫ ولم يعد الغلام

الغلام في النحو خيرًا من حظه في الفقه؛ فقد سمع «القطر» و«الشذور» على الشيخ عبد الله دراز رحمه الله، فوجد من ظَرْفِ الأستاذ وصوته العذب وبراعته في النحو ومهارته في رياضة الطلاب على مشكلاته ما زاده في النحو حُبًّا.

يذكرون «ألف ليلة وليلة» فيعجب الغلام؛ لأنه كان يعرف أن «ألف ليلة وليلة» اسم كتاب طالما قرأ فيه ووجد في قراءته لذة ومتاعًا، ولكنهم كانوا يذكرون هذا الاسم على أنه مكان يُسمع فيه الغناء، ويكون فيه اللهو، وتُطلب فيه بعض

صاحبنا سَيِّئَ الرأي في العلماء والطلاب جميعًا، وكان يرى أن الخير كل الخير في أن يجدَّ ويجتهد ويحصِّل ما استطاع من العلم معرضًا عن مصادره التي كان يستقيه منها ‫ وازداد رأيه سوءًا حين استقبل السنة الثالثة من حياته في

الشياطين الذين كان الشيخ يخلو إليهم ويشاركهم في الإثم. وكان كبار الطلاب يتندرون على هذا الشيخ أو ذاك؛ لأنه كان يُعنى عناية خاصة بهذا الفتى أو ذاك، ويلقي نظراتٍ خاصةً على هذا الف

سنقاوم ثم نقاوم ثم نقاوم في حياة نهايتها الممات

كن كالحياة ، رافق الجميع ولا تتمسك بأحد..

ما أكثر ما أعجب من نفسي! وما أسرع ما يستحيل هذا العجب إلى سخرية منها أول الأمر، ثم إلى رثاء لها وعطف عليها! لا يعرض لي شيء غريب أو مألوف إلا حاولت أن أتبين أصله وأرده إلى علته وقد أبلغ

اللهم اشهد أني أنكر العقل، وأجحد العلم، وأرفض أن تكون حرب طروادة قد ثارت لشيء غير جمال هيلانة الخالدة! ‏

وأين كأس الشعر التي تجلو لنا بهجة الجمال الخالد من كأس العلم التي تفرض علينا سماجة المال الوضيع؟! ‏

أما أنا فأعلم حق العلم أني لا أستقبل الكتابة باسمًا ولا راضيًا، وأني قد أكتب ساخرًا من نفسي ومما أكتب، وقد أكتب خطًّا على نفسي وعلى ما أكتب

حين تود لو تظفر بالراحة والحياة المطمئنة، بعد أن تشارك هذه الطبيعة القوية فيما هي فيه من حياة ونشاط

❞ ولكني أجد نفسي من الحب لهما والبرِّ بهما ما يُغريني بالمشاركة في الحديث عنهما، وقد رأيتني تحدثت عن النبي ﷺ في غير موضع، وتحدثت عن عثمان وعلي رحمهما الله، ولم أتحدث عن الشيخين حديثًا خاصًّا بهما مقصورًا عليهما ‏ ‫

❞ وأجد في نفسي مع ذلك شعورًا بالتقصير في ذاتيهما، كما أجد في ضميري شيئًا من اللوم اللاذع على هذا التقصير. ‏ ❝

رحم الله طه حسين

‏

إن أمرك يا ابنتى لعجيب، إنى أراك بين اثنين: أحدهما يحبك وسيؤذيك، والآخر آذاك وسيحبك

‫وإذًا فما مصدر هذه التفرقة التي يصطنعونها بين القدماء والمحدّثين؟ ما لهم يؤمنون لأولئك ويشكّون في هؤلاء؟

‫ليس لهذه التفرقة مصدر إلّا هذه الفكرة، التي تسيطر على نفوس العامّة في جميع الأمم، وفي جميع العصور، وهي أنّ القديم خير من الجديد،

لو أنّ الإنسان خلق كاملًا لما احتاج إلى أن يطمع في الكمال.

لأن الله قد أراد ألا يفهم الناس عن الناس، وأن تظل بينهم الحجب الصفاق، فهم يعيشون ويتعاملون ويعتقدون أنهم يعيشون معاً وأنهم يتعاونون على الحياة، وإن لكل واحد منهم لبرجاً من العاج يعيش فيه لا يظهر عليه أحد ولا يظهر

يرحم الله ابا العلاء لقد ملأ نفس الفتى ضيقاً بالحياة وبغضاً لها . و أيأسه من فعل الخير وألقى في روعِهِ ان الحياة جهد كلها ومشقة كلها وعنا كلها .

وحاول ان يفرغ له ويقوم علي تربيته فلم يستطع لان خطوب الحياه تكلف امثاله ان يعملوا ليعيشوا ولم يكن من الممكن ان يعمل الرجل لكسب القوت وان يفرغ لتربية ابنه

#مقبرة الكتب المنسية