اقتباسات طه حسين

❞ وإذا أنباء السياسة تحزنهم، ولكنها لا تلهيهم عن أنفسهم ولا عن لذَّاتهم، وإذا أنباء الاقتصاد تخيفهم، ولكنها لا تشغلهم عن أنفسهم ولا عن لذَّاتهم، وأبلغ القاهرة فأرى فيها مثل ما رأيت في الإسكندرية، وإنما الذين تشغلهم أنباء الوباء والسياسة والاقتصاد ❝

❞ صدقني إن الخير كل الخير للرجل الحازم الأديب، أن يفرَّ بقلبه وعقله وضميره من هذا الجيل. فإن أعجزه الفرار إلى بلاد أخرى، فلا أقل من أن يفرَّ إلى زمانٍ آخَر من أزمنة التاريخ.⁠‫ ❝

❞ وأن تجد من عطف المواطنين عليها بعض العزاء عمَّا ألمَّ بها من الخطب ثانيًا، وأن تشعر بأنها أُسَر كريمة في وطن كريم ثالثًا.⁠‫ ❝

❞ وجعلت أنظر فيمَن حولي من الأغنياء، وأنظر في موقفهم من هذا الشقاء الملم، والبلاء المدلهم، والهول الهائل، والعذاب الشديد، فلم أَرَ إلا حرصًا وبخلًا، وقسوة في القلوب، وغلظًا في الأكباد، وجفوة في الطباع، وكدرًا في الضمائر، ووجدت قومًا ينفقون على ❝

❞ إن من الحق على الدولة أن تعلِّم البخلاء كيف يكون الكرم والجود بسلطان القانون؛ إذ لم يصدر عن يقظة الضمائر وحياة النفوس … ‏ ❝

❞ يجب أن تعلم الدولة، ويجب أن يعلم الموسرون، أن التصدُّق بالمال خير في أوقات الرخاء والدعة واللين، فإذا اشتدت الشدة، وأزمت الأزمة، وألمَّ الوباء، فالتصدُّق واجب يفرضه العدل، فإن لم ينهض به الأفراد من تلقاء أنفسهم، وجب على الدولة أن ❝

❞ فهل ترى أن مصر تملك في هذه الأيام أداة سياسية صالحة تمكِّنها من محاولة هذا الإصلاح؟ هذا سؤال لست في حاجة إلى أن أجيب عليه.⁠‫ ❝

❞ الضرائب قليلة جدًّا، أقل مما ينبغي، والمرتبات قليلة جدًّا، أقل مما ينبغي، والعدل يقتضي أن تُضاعَف الضرائب، وأن تُضاعَف المرتبات، وأن تكفَّ الدولة عن الإسراف في الأموال العامة، وأن يكفَّ الأغنياء عن الإسراف في أموالهم الخاصة. وليس إلى الإصلاح الاجتماعي ❝

❞ الفقراء لم يُخلَقوا ليحبوا، وإنما خُلِقوا ليكدُّوا ويجدُّوا ويعملوا ويكسبوا القوت، فإن بلغوا من ذلك ما يريدون فهو خير لهم، وإن لم يبلغوه فإن في الشقاء لهم سعة، وفي الموت لهم راحة وروحًا؟ ‏ ❝

❞ فكان المعلم لا يعنف به إلا ليرق له، ولا يشق عليه إلا ليرفق به.⁠‫ ❝

❞ لَقَدْ لَامَنِي عِنْدَ الْقُبُورِ عَلَى الْبُكَا

⁠‫رَفِيقِي لِتَذْرَافِ الدُّمُوعِ السَّوَافِكِ

⁠‫فَقَالَ أَتَبْكِي كُلَّ قَبْرٍ رَأَيْتَهُ

⁠‫لِقَبْرٍ ثَوَى بَيْنَ اللِّوَى فَالدَّكَادِكِ

⁠‫فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ الشَّجَا يَبْعَثُ الشَّجَا

⁠‫فَدَعْنِي فَهَذَا كُلُّهُ قَبْرُ مَالِكِ ❝

❞ وَلَمَّا رَأَيْتُ الْجَهْلَ فِي النَّاسِ فَاشِيًا

⁠‫تَجَاهَلْتُ حَتَّى قِيلَ إِنِّي جَاهِلُ ❝

❞ فَلْنصدِّق على أقل تقدير قولَ الغرب عنَّا وظنه بنا ورأيه فينا؛ ليصطنع المترفون الشجاعة ليحتملوا الترف، وليصطنع البائسون الشجاعة ليحتملوا البؤس، وليصبر أصحاب الثراء على محنتهم بالثراء، وأصحاب الحرمان على فتنتهم بالحرمان، حتى ينتهي أولئك وهؤلاء إلى الموطن الذي ❝

❞ فالله قد خلق الناس على ما نراهم من هذه الفرقة فيما بينهم، يترف بعضهم حتى يطغيه الترف، وينعم حتى يبطره النعيم، ويحرم بعضهم حتى يضيق به الحرمان، ويشقى حتى يمجه الشقاء ❝

❞ وينطلق الفجر ذات يوم جريئًا يريد أن يمحو آية لليل، وتغمر الأرض هذه الساعة الحلوة التي تكون بين انطلاق الفجر وإشراق الشمس، والتي كان صوت ❝

❞ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ{.‏ ❝

❞ . ولم يكن أحد يعرف من أين جاءت بهذا الوجه السمح الطلق المشرق النقي، فقد كان وجه أبيها جهمًا غليظًا، قد احتفرت فيه الأخاديد ❝

❞ وإنما مضى إلى الغيب كما تمضي في كل لحظة أشياء كثيرة إلى الغيب ❝

❞ وسَعَتِ الشمس إلى مغربها متباطئة، وأقبلت ظلمة الليل فنشرت أرديتها السود على كل شيء، وجثم الليل على المدينة ثقيلًا مرهقًا، فاضطر الناس إلى مضاجعهم وفُرِض الهدوء والصمت على كل شيء، وانتثرت في السماء نقطة ضئيلة من النو ❝

❞ فإن في فطرتهم شيئًا من كرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون مما كسبت أيديهم لذةً، لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون أن يكسبوه أو يحتالوا فيه؛ ❝