أنه لما اختلط المسلمون بالأمم الأخرى في العصر العباسي، وعرضت عليهم آثار الأمم وخاصة اليونان، نقل الناقلون إلى اللغة العربية فلسفة اليونان وطبهم وجغرافيتهم ورياضتهم وهندستهم؛ ولكنهم لم ينقلوا أدبهم ولا شعرهم ولا قصصهم ولا تمثيلهم؛ فكان موقفهم غريبًا، إذ سمحوا للعقل أن يتغذى بأنواع أخرى من الغذاء، ولم يسمحوا للعاطفة أن تتغذى بأنواع أخرى من الفن! بل أمعن في باب الغرابة أن يسمحوا بنقل نظريات فلسفية تتعارض في صميمها مع الدين الإسلامي، ولم يسمحوا أن ينقلوا ضروبًا من الشعر والأدب اليوناني لا تتعارض مع الإسلام في شيء! ولقد كان يكون في هذا التصرف بعض العذر، لو أن منبعهم في الشعر الذي يستقون منه منبع إسلامي، أما ومنبعهم الوحيد هو الشعر الجاهلي الوثني بما فيه من لات وعزى، وخمر وميسر، وشرك وأوثان. فالأمر جد غريب!
أعتقد أن من أهم الأسباب في ذلك أنه لو كان حملة لواء الأدب في العصر العباسي عربًا خلصًا لسمحوا للآداب الأخرى أن تعرض عليهم، ولأخذوا منها ما تستسيغه أذواقهم، وتجيزه مداركهم؛ ولكن كان أكثر حملة لواء الأدب أعاجم استعربوا. والأعجمي إذا استعرب كان قصارى همه وغاية كده أن يصل في فنه إلى العربي الأصيل، ولا تحدثه نفسه أن يبتكر في القديم، أو يجدد في الشيء الأصيل. أترى المصري — مهما بلغ في إتقان اللغة الإنجليزية — تحدثه نفسه أن يبتكر في الشعر الإنجليزي؟ أو الشامي مهما بلغ في إجادة اللغة الفرنسية أن يبتكر في الشعر الفرنسي؟ إنما يبتكر في الإنجليزية والفرنسية الإنجليزي الأصيل والفرنسي الأصيل؛ لأنه من الناحية النفسية لا يشعر فيها بعجز طبيعي، فكذلك الشأن في العربي الأصيل والأعجمي الحامل لواء العربية في العصر العباسي، وهناك من غير شك أسباب أخرى..
اقتباسات أحمد أمين
اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات أحمد أمين .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.
اقتباسات
-
مشاركة من Wafa Bahri ، من كتاب
فيض الخاطر - الجزء الثاني
-
فكرة المهدي والمهدوية لعبت دورًا كبيرًا في الإسلام من القرن الأول إلى اليوم. وسبب نجاحها يرجع إلى شيئين: الأول أن نفسية الناس تكره الظلم وتحب العدل، سنتهم في جميع الأزمنة والأمكنة، فإذا لم يتحقق العدل في زمنهم لأي سبب من الأسباب اشرأبت نفوسهم لحاكم عادل تتحقق فيه العدالة بجميع أشكالها، فمن الناس من لجأ إلى الخيال يعيش فيه وألَّف في ذلك اليوتوبيا أو المدن الفاضلة على حد تعبير الفارابي، وخلق من خياله دنيا ونظامًا عادلًا كل العدالة، خاليًا من الظلم كل الخلو، وعاش فيه بخياله ينعم بالعدل الخيالي، فقد روى لنا في الشرق والغرب يوتوبيات كثيرة على نمط جمهورية أفلاطون. ومنهم من نزع إلى الثورة يريد رفع هذه المظالم وتحقيق العدالة الاجتماعية في الدنيا الواقعة، فلما عجزوا عن تحقيقها أمَّلوها، وإذا جاءت هذه الفكرة عن طريق الدين كان الناس لها أكثر حماسة وغيرة وأملًا، فوجدوا في فكرة المهدي ما يحقق أملهم؛ ولذلك كثرت هذه الفكرة في الأديان المختلفة من يهودية ونصرانية وإسلام؛ فاعتقد اليهود رجوع إيليا واعتقد المسيحيون والمسلمون رجوع عيسى قبل يوم القيامة يملأ الأرض عدلًا كما ملئت ظلمًا. ولعلهم رمزوا إلى العدالة بالمسيح وإلى الظلم بالمسيخ الدجال، وسلطوا المسيح على المسيخ فقتله إيماءً بأن العدل يسود والظلم يموت وفقًا للأمل.
مشاركة من Wafa Bahri ، من كتابالمهدي والمهدوية
-
كتاب جيد
مشاركة من Bashar ALjboory ، من كتابكتاب الأخلاق
-
صراحة لايوجد تعليق عن هذا الكتاب ،انبهار ،الطريقة التي كتب بها الكتاب عبقرية الى أقصى حد وانت تقرأ الكتاب كأنه يقرأ عليك بصوت هادئ ورقيق ،اضافة لأب المثالي جزاه الله بالخير على الوصايا الثمينة جعلنا الله من السامعين لها اذنا وقلبا وفعلا ..كتاب رائع
-
و هل نحن إلا صور جديدة لآبائنا، يعيشون فينا، و يحلون في جسومنا ونفوسنا؟!
مشاركة من zahra mansour ، من كتابحياتي
-
علمني أبي الإفراط في التفكير في العواقب، و من فكّر في العواقب لم يتشجع
مشاركة من zahra mansour ، من كتابحياتي
-
الناس إنما يخضعون لذي العقيدة، وليس ذوو الرأي إلا ثرثارون، عنوا بظواهر الحجج أكثر مما عنوا بالواقع، لا يزالون يتجادلون في آرائهم حتى يأتي ذو العقيدة فيكتسحهم
مشاركة من Nadeem ، من كتابفيض الخاطر - الجزء الأول
-
إن كان في الدنيا سخف وهذيان، فكن الفيلسوف الضاحك، ولا تكن الفيلسوف الباكي!
وإن كانت الدنيا ألغازًا وأحاجي، فكم نجح العقل في حلها واستجلاء غامضها، وكل يوم تتسع دائرة المعلوم، وتضيق دائرة المجهول، والعقل يَلَذه البحث، ولو لم يصل، ويشعر بالغبطة ولو لم ينل، وفي نجاحه فيما أدرك، عدة له فيما لم يدرك.
مشاركة من Manar Mahmoud ، من كتابفيض الخاطر - الجزء الأول
-
وَالشوكُ في شَجَرَات الَوردِ مُحتَمَلُ
مشاركة من Manar Mahmoud ، من كتابفيض الخاطر - الجزء الأول
-
نفارِقُ العَيْشَ لم نَظْفَرْ بمعرِفةٍ
أيُّ المعاني بأهلِ الأرْضِ مقصود
مشاركة من Manar Mahmoud ، من كتابفيض الخاطر - الجزء الأول
-
ومن ضمه جَدَثٌ لم يُبَل
على ما أفَادَ ولا ما اقتَنَى
يصيرُ ترابًا سواه عليـ
ـه مَسُّ الحرير وطَعنُ القَنَا!
مشاركة من Manar Mahmoud ، من كتابفيض الخاطر - الجزء الأول
-
❞ ويرى علماء آخرون أن ليس في الإنسان قوة طبيعية يحكم بها على الأعمال، إنما نحكم عليها بالعقل والإستدلال، فليس في الإنسان حاسة غريزية يدرك بها الخير والشر، ولكن يحكم عليها بمقتضى تجاربه ❝
مشاركة من 📚🤍🤍 ، من كتابكتاب الأخلاق
-
❞ خير شيء في الإنسان ضميره، فهو «الدليل» الذي يهدي سبيل السلام. ❝
مشاركة من 📚🤍🤍 ، من كتابكتاب الأخلاق
-
❞ ولا يزال الإنسان يتبع السيئة السيئة حتى لا يشعر بأي نوع من اللوم والتأنيب، لأن صوت ضميره قد خفت وسلطانه قد ضعف ❝
مشاركة من 📚🤍🤍 ، من كتابكتاب الأخلاق
-
❞ كل هذا لا أثر له في الحياة ما لم تحوله قوة الإرادة إلى عمل. ❝
مشاركة من 📚🤍🤍 ، من كتابكتاب الأخلاق
-
❞ بل الأمة الواحدة يختلف ما يأمر به ضميرها باختلاف العصور، ❝
مشاركة من 📚🤍🤍 ، من كتابكتاب الأخلاق
-
❞ الضمير نشعر به كأنه صوت ينبعث من أعماق صدورنا يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر ولو لم نرج مكافأة أو نخش عقوب ❝
مشاركة من 📚🤍🤍 ، من كتابكتاب الأخلاق
-
❞ والخلاصة:أن موضوع علم الأخلاق هي الأعمال التي صدرت من العامل عن عمد وإختيار، يعلم صاحبها وقت عملها ماذا يعمل، وكذلك الأعمال التي صدرت لا عن إرادة ولكن كان يمكن تجنب وقوعها عندما كان مريدا مختارا، فهذان النوعان يحكم عليهما بالخير ❝
مشاركة من 📚🤍🤍 ، من كتابكتاب الأخلاق
-
❞ فهو علم يوضح معنى الخير والشر، ويبين ما ينبغي أن تكون عليه معاملة الناس بعضهم بعضا، ويشرح الغاية التي ينبغي أن يقصدها الناس في أعمالهم، وينير السبيل لعمل ما ينبغي. ❝
مشاركة من 📚🤍🤍 ، من كتابكتاب الأخلاق
-
رُبَّ رامٍ لي بأحجارِ الأذى
لم أجد بدًّا من العطف عليه
مشاركة من mady ahmed ، من كتابفيض الخاطر - الجزء الثاني