اقتباسات رائد بن خليل العيد

‫ دور الحب ليس فقط إسعاد الإنسان وإضفاء المرح والبهجة لحياته، بل أهمية الحب تكمن في إنهائه كل أسئلة الإنسان تجاه نفسه: القلق بشأن المظهر، انعدام الثقة بالنفس، النظرة الدونية للذات، العلاقة المرتبكة مع الجسد، إلى آخر هذه الأسئلة

«نقرأ بالوحدة ليس لأننا لا نستطيع أن نعرف عددًا كافيًا من الناس، بل لأن الصداقة عُرضة لأن تتغير، عرضة للضعف أو الاختفاء، أو الهزيمة بفعل المكان أو الزمان، أو مشاعر العطف الزائفة، أو نتيجة لكل أحزان الحياة العائلية والعاطفية».

هارلود بلوم

w

الكتابة صراع مع الذاكرة، معركة مع النسيان، لعب مع الذكريات، تقبض اللغةُ على الذكريات التي لا تقوى الاختفاء، كما تؤثّر معتقداتنا في الاستدعاء، ما نرى ألا أهمية له، ما لا يستحق التذكّر، ما لا نحتمل استعادته، ما نخجل منه،

تُكتب الرواية بديلًا عن عيش الحياة، وتُكتب السيرة توثيقًا لعيش الحياة.⁠‫يفتقرون إلى تجارب شخصية مباشرة مع العالم؛ فيطلقون العنان لعوالمهم الخيالية. يخافون من الإفصاح عن تجاربهم، فيختبئون خلف شخصياتهم الوهمية

❞ فكل سيرة ذاتية هي بحث عن الاعتراف بالمصطلح الهيجلي، وإن لم تكن اعترافًا بالمعنى الروسوي. كما أنها نتيجة طبيعية لغرور الإنسان المعاصر الذي صدّق نظرية حاكميّته على الأرض وأحقيّته بكل شيء، مما ولّد حكايات ذاتية ليست ك محصورة على علية القوم، بل من مختلف أطيافهم، ولم تعد «السير الذاتية حفل اعتزال ورقي»، كما يصفها سليمان العبودي، بل بات الإنسان يكتب أكثر من سيرة في حياته، بل قد تكون أول كتبه في بدايات حياته سيرته! ❝

تتكلم عن معنى النص هو أن تروي قصة قراءته.

الحرب. تولد الكتابة من رحم القراءة. كل كتاب يستفز القارئ للتفاعل معه، فيناقشه ويعارضه، أو يوافقه فيسعى لنشره والتعريف به امتنانًا لصاحبه، وأحيانًا يطرب له فيرغب بالاستئثار به عن غيره.

الوحدة شعورٌ لا واقع؛ ضجيجُ القلب بالاهتمامات والمشاعر يدفع بالوحدة إلى الخارج. قد لا تملك الكتبُ القدرةَ على حلّ مشاكلك، لكنها قادرة على مواساتك.

لم تكن حياته سوى حبكة فاشلة لرواية طالما أمّل كتابَتها.

تكن حياته سوى حبكة فاشلة لرواية طالما أمّل كتابَتها.

علمني تشيب جينز أن هناك دائمًا الكثير من «المكاسب الكبرى» وراء ارتكاب أمور غبية، كل ما عليك هو أن تكون واعيًا بها وتلقي القبض عليها ‫ علمتني كاي ردفيلد جاميسون في رحلة «عقلها غير الهادئ» أنه في كل مرحلة هناك لها...

علمني وليد سيف في «الشاهد المشهود» أن مجاملة الحاضر بشطب الماضي يُبطن عدم الثقة بالحاضر وينذر بأن يكون مصيره كمصير الماضي ‫ علمني جمال الغيطاني في «دفاتره» أن سعادة استيعاب اليسر لا تكون إلا بعد الإفلات من العسر وبقدر المشقة يكون الانشراح، وأن المعرفة نسبية.

أكّد لي حسين البرغوثي في «ضوئه الأزرق» أن ما أراه ليس كما يبدو في الظاهر، وأن الأنفس غائرةً أكثر مما تبدو سطحيتها، فبينما كان الناس يرونه وكأن «كل شيء يبدو على ما يرام»، كان «في الداخل صحراء فيها كائن قاعد على ركبتيه ويأكل في الفراغ.

قراءة السير الذاتية دفاعٌ ضد هجوم الحداثة على الإنسانيةِ الحاثّةِ على التعاطف مع الآخر، رفضٌ للفردانية المتوحشة التي تعززها التقنية ونمط الحياة المعاصر. وتقدّم لنا السير الذاتية أرضًا للوقوف عليها أكثر صلابة مما تفعل الرواية وسيولتها.

ذكرياتك هويتك استعادة حياتك الماضية هو الذي يحدد ماهيتك، فبالنظر إلى أن «أية هوية هي هوية سردية بالأساس»، كما يقول بول ريكور، يمكن التقرير بأن هويتنا تتكوّن مما نحن قادرون على سرده، ويرى موريس بلونشو بأنك عندما تكتب ذاتك، يعني أنك تتوقف عن الحياة لاستلام شخص آخر.

نشر في الولايات المتحدة وحدها ٦٦٧ سيرة ذاتية جديدة تحدّث جاك لوكارم عمّا أسماه «انفجار النصوص السيرذاتية» طوال العقود الأربعة الأخيرة، وهو ما ترتّب عليه تطوّر هذا النوع من الأدب ورافقه توجّه عام نحو استعمال ضمير المتكلم ونحو السيرة الذاتية،

صدّر الروائي الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز سيرته الذاتية «عشت لأروي» بقوله: «ليست الحياة ما عشناه، ولكنها ما نتذكره وكيف نتذكره» السرد هو نمط الحياة ذاتها، والقصة هي استخراج الحبكة من تعاقب الزمن إننا نروي القصص، لأن حياة الإنسان تحتاج وتستحق أن تحكى.

واخترت منها السير الذاتية هربًا من الوقوع في ذات الأخطاء المسبوق إليها، وصعودًا على أكتاف الآخرين لرؤيةٍ أفضل ‫ لم أختر قراءاتي في الكتاب، بل جاءت مثل «بدايات» أمين معلوف؛ خلافًا للأشجار، لا تنبثق الدروب من التربة على هوى البذار .

تنطبق عقيدة تناسخ الأرواح مع الكتب وليس مع البشر، فالكتب العظيمة لا تبلى ولا تُلحَد، بل تُنسخ في كتب لاحقة، وتتواصل طبعاتها برموز محفوظة في مكتبة الكون اللامتناهية، كالتي حاول تخيّلها بورخيس في «كتاب الرمل».